سلبيات الهاتف المحمول وعلاقته بفقدان السمع

تعتبر الهواتف النقالة أو الخلوية  اليوم جزءًا لا يتجزأ من الاتصالات الحديثة في حياة كل فرد. وفي كثير من البلدان، يستخدم أكثر من نصف السكان الهواتف المحمولة، وينمو سوق الهواتف النقالة بسرعة، حيث تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى، بين بلدان منطقة الخليج، التي تضم أعلى نسبة من مستخدمي الهواتف النقالة.

صحيح أن للهاتف المحمول ايجابيات كثيرة من خلال استخدامه، لكن هل سألت ما هي سلبيات استخدام هذا الجهاز. تعالوا لنتعرف على سلبيات استخدام الهاتف المحمول.

تكنولوجيا الهاتف المحمول

سلبيات الهاتف 2

الهواتف المحمولة، أجهزة تنبعث منها طاقة من الترددات الراديوية، وهي شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي، والتي يمكن أن تمتصها الأنسجة القريبة من الهاتف.

وإن مستخدم الهاتف المحمول، يتعرض للعديد من الآثار السلبية، لهذه التكنولوجيا الخارجة من الهاتف، من خلال المسافة بين الهاتف، والمستخدم، ومدى ونوع استخدام الهاتف المحمول، ومسافة المستخدم من أبراج الهاتف الخليوي.

وقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان بتصنيف الإشعاع الصادر من الهاتف المحمول بأنه ربما يكون مسرطنًا، مما يعني أن هناك بعض المخاطر للإصابة بأمراض السرطان، نتيجة الاستخدام الطويل للهواتف النقالة، والعدد الكبير من المكالمات الهاتفية في اليوم الواحد، وطول كل مكالمة، ومقدار الوقت الذي يقضيه الناس في استخدام الهواتف المحمولة، كل ذلك يعتبر من العوامل الهامة التي تعزز المخاطر الصحية، على صحة الإنسان.

كما أن لهذه التكنولوجيا بعض التأثيرات على صحة الجسم، قصيرة المدى، مثل (اضطراب الهرمونات، اضطراب النوم، ضعف الوظيفة الإدراكية، اختلال السلوك، الربو، ارتفاع ضغط الدم، اللوكيميا، العيوب الخلقية، ضعف الجهاز المناعي، والتهاب المفاصل الروماتويدي)، والآثار طويلة المدى مثل (تلف الحمض النووي، والعقم عند الذكور).

في مقالنا سوف نبين أهم السلبيات التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ للهاتف المحمول، وأهم الخطوات التي يجب عليك القيام بها لتجنبها.

سلبيات الهاتف

سلبيات الهاتف

سلبيات الهاتف على العين

إن العلماء الذين درسوا تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على العين البشرية، أثبتوا أن استخدام الهاتف الخلوي يمكن أن يؤدي إلى تلف العين، وتسبب الساد المبكر، وأيضًا إلى إعتام عدسة العين، بصرف النظر عن تأثيره على الشبكية، والقرنية، والأنظمة العين الأخرى.

فمن خلال الدراسات، تبين أن العين تمتص الطاقة الخارجة من الهاتف، كما تمتص الحرارة المنبعثة منه، والمشكلة ليست أن العين تمتص الطاقة، بل بالحرارة التي تمتصها العين، مضيفين إلى أن الاستخدام المطول للهواتف المحمولة، يمكن أن يؤثر على شبكية العين، وعدسة العين، وعلى القرنية وكذلك الجزء الزجاجي الذي هو من أجزاء من العين البشرية الهامة.

وحيث تبين من خلال الدراسة، أن العين ترتفع حرارتها كلما كانت المسافة قريبة بينها، وبين الهاتف الخليوي.

سلبيات الهاتف على الدماغ

هناك رابط مشترك بين الهاتف الخليوي، وبين حدوث الأورام الدماغية، ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، أظهرت الدراسات، أن الإشعاع الصادر عن الهاتف الخليوي، له تأثير بمعدل 40٪ للإصابة بورم في المخ، والذي له تأثير في الإصابة بمرض الزهايمر، كما بينت الدراسات، أن تلف الجهاز المناعي، ومرض باركنسون، ومرض الزهايمر، هي من جملة الأمراض التي تنجم عن الإشعاعات التي تصدر من المجال الكهرومغناطيسي للهاتف الخليوي.

سلبيات الهاتف على المرور

لقد أظهرت الأبحاث زيادة مخاطر الحوادث المرورية، أي ما يزيد بنحو 3 إلى 4 مرات ، عندما تستخدم الهواتف المحمولة، سواء كانت محمولة باليد، أو عن طريق التحدث أثناء القيادة بالبلوتوث، أو التحدث بمكبر الصوت أثناء القيادة، لأن هذا الجهاز يؤدي إلى تشتت انتباه السائق، وعدم تركيزه، مما يزيد من الحوادث المرورية.

سلبيات الهاتف على الأطفال، والمراهقين

الأطفال معرضون لخطر أكبر من البالغين، عند استخدامهم للهواتف المحمولة، ولتطور الإصابة بسرطان الدماغ، خاصة أن الأنظمة العصبية لديهم في بداية تطورها، وبالتالي هم أكثر عرضة للعوامل التي قد تسبب السرطان.

كما أن الأجهزة اللاسلكية هي أكثر خطورة، على الأطفال، خاصة لأن لديهم عظم الجمجمة أرق، وأنظمتها العصبية رقيقة، أيضًا، والإشعاعات الإلكترونية، التي تصدر من الأجهزة اللاسلكية هي أكثر خطورة، على الأطفال، ولا يمكن حماية الأطفال منها.

كما للهاتف النقال أثر سلبي على المراهقين، وبصورة كبيرة، من خلال تناقلهم للصور الإباحية، وتبادل الرسائل الجنسية، وانتشار حالة الزواج الوهمي بينهم، مما يؤثر على حالتهم النفسية، بشكل سلبي.

سلبيات الهاتف على الأذن

المشكلة هي أن انتشار الهواتف الذكية، والهواتف المحمولة، قد انتشر معها سماعات الرأس، وسماعات الأذن، التي تقوم بتفريغ الأصوات بشكل يومي على سمعنا، وبالنسبة لبعضنا فإن الضرر الذي يحدث اليوم لن يكون واضحًا، إلا بعد مضي سنوات.

فإن الاستخدام غير اللائق لسماعات الأذن، سيسبب فقدان السمع، أيضًا إن استخدام الهواتف الذكية، دون سماعات الأذن يمكن أن تؤثر على السمع بشكل دائم.

وقد أظهرت الدراسات، أن التأثير السلبي للهاتف المحمول ليس فقط بسبب الأصوات العالية، التي تصدر منه، عندما نستخدمه، ولكن بسبب الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه الأجهزة.

إضافة إلى أن الموجات الكهرومغناطيسية لها ضرر على الأذن من جراء الاستخدام السيء، ولكنها ليست سوى جزء صغير من المشكلة، إذا ما قارناها بالأضرار المحتملة للسمع من الموسيقى الصاخبة.

والكثير من الشباب اليوم يستمعون للموسيقا، والأغاني، من خلال سماعات الأذن في كل مكان، وهذا الأمر يتزايد كل يوم، وقد صرّح تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من مليار شاب معرضون لخطر فقدان السمع بشكل دائم، والتأثير على طبلة الأذن، بسبب هذه المشكلة.

والشباب يميلون لاستخدام هذه السماعات، ظنًا منهم، لإخفاء الضجيج المحيط بهم، ولكن ما لا يعرفه الكثيرين، والصادم في الأمر، أنه لم يتم تصميم سماعات الأذن، وسماعات الرأس، لمنع الضوضاء المحيطة، وأنها لا تخفي الضجيج الخارجي، فيقوم الكثير من الناس إلى تحويل حجم الموسيقى الخاصة بهم، إلى أعلى مستويات الاستماع الآمنة، مما يعرضهم لمخاطر الإصابة بفقدان السمع.

العلاقة بين فقدان السمع والهواتف المحمولة

في دراسة أجريت من قبل قسم طب الأنف، والأذن، والحنجرة، في معهد الدراسات العليا للتعليم الطبي والبحث في الهند، قام الباحثون بتقييم، ومقارنة التغييرات على المسار السمعي المركزي، والأذن الداخلية، التي نتجت عن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية من الهواتف النقالة.

وباستخدام عدد من الاختبارات، تمت مقارنة وظيفة السمع من 125 شخصًا الذين كانوا يستخدمون الهاتف الخليوي لمدة سنة واحدة، وبين 58 شخصًا الذين لم يستخدموا الهواتف المحمولة، خلال هذه الفترة.

أظهرت نتائج الدراسة، أن أولئك الذين كانوا يستخدمون الهاتف الخليوي، على المدى الطويل، كانوا معرضين لفقدان السمع، أكثر بكثير، وبصورة مضاعفة، من الذين لم يستخدموا الهواتف الخلوية.

سلبيات الهاتف على الذكور

يعتبر الاستخدام المستمر، والخاطئ، للهواتف المحمولة، من الممكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الخصوبة، لدى الذكور بمعدل 44.4٪، كما أنها تضر بعدد الحيوانات المنوية، بمعدل 30٪، مما يعني إلى أن هناك عامل مشترك بين الاستخدام الخاطئ للهاتف المحمول، والعقم عند الذكور.

سلبيات الهاتف على العلاقات الاجتماعية

كما تصل سلبيات الاستخدام الخاطئ للهاتف المحمول، إلى الإساءة للعلاقات الاجتماعية، بين العديد من الناس، وهذا نتيجة الاهتمام بالهاتف، في اللقاءات، بين الأهل، وعدم الاكتراث بالجو الحميمي، والعائلي، الذي يجمع الأشخاص مع بعضهم، فتتخلخل العلاقات الأسرية، ويختفي الحوار، والمناقشات، بين أفراد الأسرة الواحدة، فتظهر المشكلات، وتتفاقم، ويبتعد أفراد الأسرة عن بعضهم، دون إدراك، ووعي، من أي أحد منهم.

كما أن استخدام الهاتف بشكل دائم، يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية، على الأسرة كلها بشكل عام.

الهاتف المحمول ينقل الجراثيم والبكتيريا

لقد بينت أكثر الدراسات، إلى وجود العديد من الجراثيم، والبكتيريا، التي تسبب العديد من الأمراض، في الهاتف المحمول.

وهذا إنما ينعكس سلبًا على الصحة العامة للشخص الذي يستخدمه، من خلال التعرض للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، والتهاب الأمعاء، وضعف الجهاز المناعي.

سلبيات الهاتف على العنق

إن استخدام الهاتف على مدى عدة ساعات في اليوم الواحد، ولكثرة الانحناء إلى الأمام، من أجل كتابة بعض الرسائل، أو اللعب بألعاب الهاتف الترفيهية، أو التحدث، لفترات طويلة، يؤدي إلى الضغط على منطقة العنق، أو الرقبة، وقد يصل إلى العمود الفقري، مسببًا آلامًا شديدة.

سلبيات الهاتف على اليد

من خلال استخدام الهاتف المحمول لوقت طويل، يؤدي إلى ظهور آلام في اليد، وخاصة في منطقة الرسغ، كما تسبب التشنج، والتنمل، في أصابع اليد، مما يساعد في ظهور أعراض الإصابة بالتهاب أوتار اليد، والرسغ، والساعد.

إدمان استخدام الهاتف

لقد أثبتت الدراسات، أن 66% من الناس، يصابون بالخوف، والتوتر، والقلق، لمجرد الابتعاد عن هواتفهم، ولو لمدة قليلة.

حتى وصلت حالة التعلق الشديد بالهاتف، ببعض الشباب، وحتى أكبر سنًا، إلى استخدام الهواتف داخل الحمامات، للأسف.

سلبيات الهاتف على النوم

لقد بينت إحدى الإحصائيات، أن هناك ما يقارب 75% من الطلاب، لا ينامون، إلا والهاتف المحمول بجانب السرير.

متجاهلين، إلى أن الاشعاع الذي يصدر عن هذه الأجهزة، وأن الضوء الذي يخرج من الهاتف، يؤثر سلبيًا على مادة الميلاتونين، وانتاجها، والتي لها الدور الأساسي، في المساعدة على النوم، مما ينعكس سلبًا على عدد الساعات الضرورية، التي يحتاجها الجسم.

نصائح

لقد أوصى العلماء ببعض النصائح لتجنب سلبيات استخدام الهاتف المحمول، ومنها:

  • ضرورة الحفاظ على الهاتف المحمول، إلى أقصى حد ممكن بعيدًا عن العين.
  • لا ينبغي أن تستخدم الهاتف الخلوي بأكثر مما هو ضروري.
  • يجب على المستخدم للهاتف المحمول، تجنب استخدامه في السيارة، لتجنب حصول الحوادث المرورية.
  • احرص على استخدام الهواتف المحمولة لإجراء المحادثات القصيرة، والضرورية، أو في الأوقات التي لا يتوفر فيها هاتف أرضي.
  • يجب استخدام جهاز الهاتف، بحيث يكون هناك مسافة بين الهاتف، ورأس المستخدم.
  • ينصح الخبراء باستخدام الهاتف الخلوي بعيدًا عن الأذن قدر الإمكان، وذلك باستخدام مكبر الصوت في الهاتف، أو باستخدام سماعة البلوتوث.
  • لا تسمح للأطفال الذين هم بعمر أقل من 16 سنة، باستخدام الهاتف المحمول.
  • لا تضع الهاتف الخليوي، في جيب البنطلون.
  • حاول أن تستخدم سماعات الرأس، في المكالمات الطويلة، الموسعة.
  • على المرأة الحامل، عدم وضع الهاتف المحمول على معدتها، أو بطنها.
  • الإشارة في كل وسائل الإعلان، وبين الناس، إلى أضرار الأشعة المنبعثة من الهاتف المحمول، على صحة جسم الإنسان.
  • عدم السماح بوضع أبراج الهاتف الخليوي، في منطقة قريبة من التجمعات السكانية، وتوعية الناس حول أضرار وجودها، على أسطح الأبنية السكنية.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله