القرنية المخروطية … الأعراض وطرق الوقاية

القرنية المخروطية (Conical cornea) من الأمراض التي تصيب العين، والتي تسبب ضعف الرؤية التدريجي. وذلك خلال تطور الإصابة فإن شكل القرنية يبدأ بالتغير من الدائري ليأخذ شكلًا مخروطيًا خارجيًا غير منتظم والذي يسبب مشاكل في الرؤية.

التغييرات التي تحدث في القرنية عند معظم الذين يعانوا من هذه المشكلة تتطور وتتفاقم مع مرور الوقت، فتسبب الأرق والتعب وتؤدي إلى بروز العين.

القرنية المخروطية

ما هي القرنية المخروطية  (Conical cornea)؟

القرنية مجموعة من الأنسجة الشفافة التي تغطي الجزء الأمامي من العين. فهي التي تسمح بدخول وانكسار الضوء. تحتوي القرنية على بروتين يدعى الكولاجين. يعتبر تغير هذا البروتين داخل القرنية السبب الرئيسي في الإصابة بالقرنية المخروطية وتطورها.

القرنية المخروطية تعني تغير في شكل العين، والذي ينتج عنه تشوهًا في الصورة ونقصًا في الرؤية، مما يؤثر بشكل رئيسي على نفسية الشباب والمراهقين.

تحدث القرنية المخروطية نتيجة ترقق تدريجي لسماكة القرنية في المنطقة الوسطى بالإضافة إلى ظهور انحناء في القرنية.

أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية

لا يوجد حتى الآن سبب واضح لوجود القرنية المخروطية، مثل العديد من الأمراض المجهولة السبب. أحيانًا يكون السبب وراثيًا على الرغم من أن العديد من المرضى الذين يعانون منها ليس لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض.

يمكن أن تؤدي الصدمات الصغيرة المستمرة، والتي يمكن أن تتلف بنية القرنية إلى تحفيز تشكل القرنية المخروطية، مثل فرك العينين باستمرار.

كما يشير بعض الأطباء إلى احتمال أن العدسات اللاصقة غير اللائقة يمكن أن تؤثر أيضًا على بنية القرنية وتسبب توترًا عكسيًا على الرغم من عدم إثبات ذلك بشكل كافٍ.

ولكن هناك بعض الأسباب الرئيسة التي يمكن من خلالها معرفة سبب تشكل القرنية المخروطية:

  • الوراثة أو العوامل الوراثية: قد يعاني بعض الأشخاص من القرنية المخروطية نتيجة إصابة أهاليهم بها، ويمكن أن يكون الميراث ميراثًا مباشرًا من الوالدين إلى الأطفال أو يرتبط بأنماط وراثة معقدة مع انتقال أكثر انتظامًا.
  • عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
  • الخدش المزمن في العين: لقد ثبت أن هذه الممارسة لفترة طويلة يمكن أن تؤدي إلى ظهور القرنية المخروطية. على سبيل المثال الإصابة ببعض أنواع الحساسية.
  • نتيجة لصدمة مستمرة صغيرة بالعين.
  • استخدام العدسات اللاصقة المعدلة بشكلٍ غير لائق.
  • تهيج العين المزمن.
  • نظرية العامل الهرموني، كتغيير الكولاجين النظامي.
  • في كثير من الأحيان ترتبط القرنية المخروطية بالتثلث الصبغي 21 (متلازمة داون).
  • بالإضافة إلى ذلك، قد يكون سببها تشوه خلقي (شذوذ أو عيب في العين).

أعراض الإصابة بالقرنية المخروطية

في المرحلة الأولية، لا يعطي هذا المرض أية أعراض بصرية تُذكر سوى أنه يسبب قصر النظر، والاستجماتيزم (اللابؤرية) بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة (الشفع).

بعد ذلك يمكن أن تسبب صعوبة في رؤية الضوء. في بعض الحالات، قد يكون هناك بعض المضاعفات بسبب تمزق غشاء القرنية، لذا سيواجه المريض ما يعرف بتقرن القرنية الحاد. هذا الشكل يسبب ألمًا شديدًا، مع عتامة القرنية بشكل ملحوظ والذي يؤدي إلى حدوث التهابات وبالتالي انخفاض الرؤية.

يعتمد تطور هذا المرض على كل مريض. من الشائع أن يلاحظ المريض في سن المراهقة أن أعراض القرنية المخروطية تتطور أكثر من المرضى البالغين أو المسنين الذين سيلاحظون تحليلًا أبطأ.

تشخيص القرنية المخروطية

القرنية المخروطية 2

عندما يأتي المريض لاستشارة طبيب العيون مع الأعراض المذكورة، سيقوم أخصائي العيون بإجراء فحص شامل للعين للتأكد من التشخيص وتقييم العلاج الأنسب.

للقيام بذلك، سيتم إجراء استكشاف بواسطة مصباح الشق ليقدر بالتفصيل مقدار بروز القرنية.

سيكون من المهم أيضًا إجراء دراسة لكامل القرنية والقياسات التحليلية لتحديد تقوس القرنية ومعرفة سطح القرنية بدقة.

تطور القرنية المخروطية

يمكن أن تتطور القرنية في واحدة أو كلتا العينين، فهي دائمًا ما تكون ثنائية، وعادةً ما تظهر الأعراض الأولى عند البلوغ.

إذا كان المريض يعاني من الاستجماتيزم، فيجب الذهاب إلى أخصائي، لأنه عندئذٍ من المرجح أن يكون يعاني من القرنية المخروطية.

في حالات التطور السريع للقرنية المخروطية، والاكتشاف المبكر لها، خاصةً عندما يكون المرض في مرحلته الأولى، يمكن أن يمنع التقدم غير المرغوب لهذا المرض.

كيف يمكن علاج القرنية المخروطية؟

هناك عدة علاجات منها الجراحي ومنها غير الجراحي، وطبعًا كل ذلك يتوقف على طبيعية الإصابة ومدى تطورها. ومن أهم العلاجات:

الارتباط المتقاطع لكولاجين القرنية

يُعرف هذا الإجراء بالارتباط المتقاطع لكولاجين القرنية أو CXL. يساعد في تقوية أنسجة القرنية وذلك لوقف انتفاخ سطح العين مع القرنية المخروطية. يمكن أن يكون هذا النوع من التدخل مع أو بدون إزالة الغشاء الظهاري للقرنية، أو ما يعرف بظهارة القرنية.

استخدام العدسات اللاصقة

في الحالات الخفيفة أو في الإصابة المبكرة من اكتشاف المشكلة، يمكنك الحصول على طريقة جيدة لتصحيح الأخطاء الانكسارية عبر استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة اللينة. في الحالات الأكثر تقدمًا، من الضروري استخدام العدسات اللاصقة الصلبة لتصحيح الاستجماتيزم غير المنتظم.

سيساعد استخدام هذه العدسات المريض على الحصول على رؤية جيدة لأنه في هذه المرحلة لا توفر النظارات حدة بصرية صحيحة.

استخدام شريحة الـ (Intacts)

وهو إجراء جراحي قصير يتم باستخدام القرنية البلاستيكية التي توضع تحت سطح العين في محيط القرنية. وعادةً ما تكون هناك حاجة إلى ذلك عندما يفتقد المريض بسبب القرنية المخروطية الرؤية الوظيفية مع العدسات اللاصقة. إذا تطور الضرر بالقرنية المخروطية، فإن جميع العلاجات لا تمنع الضرر بل إنها فقط تؤخر عملية زرع محتمل للقرنية.

رأب القرنية الموصلة (CK)

يشير الخبراء إلى أن هذا الإجراء يمكن أن يخفف من عدم انتظام سطح القرنية. يتطلب العلاج طاقة موجات راديو يتم تطبيقها مع مسبار في نقاط مختلفة على محيط القرنية. من خلال هذه العملية يتم إنشاء خريطة طبوغرافية لسطح العين للحصول على خطة علاج شخصية.

استخدام الشرائح داخل الجمجمة

في الحالات التي لا تفيد استخدام العدسات اللاصقة أو لا توفر حدة بصرية جيدة، فإن العلاج الجراحي الآخر يكون عبر استخدام حلقات أو شرائح داخل الجمجمة التي تهدف إلى تنظيم انحناء القرنية وتقليل الاستجماتيزم غير المنتظم. وهي عبارة عن قطع من البلاستيك شبه شفافة على شكل قوس يتم إدخالها حسب سماكة القرنية وتسويتها خلال المركز مع مرور الوقت.

زرع القرنية

في المرحلة النهائية، عندما تكون الحالة المرضية متقدمة للغاية، يكون العلاج المشار إليه هو عملية رأب القرنية أو زرع القرنية. حاليًا، يمكن إجراء الزرع في كثير من الحالات عن طريق استبدال الطبقات المتأثرة من القرنية بشكل انتقائي والحفاظ على الأنسجة السليمة.

ربط القرنية

في أي مرحلة، باستثناء المرحلة النهائية، يمكن إجراء ربط متقاطع للقرنية، وهو إجراء أثبت فعاليته وسلامته الكاملة عند تعزيز بنية القرنية وإبطاء تطورها. يتم تنفيذ ذلك عن طريق مزيج من الحلقات أو العدسات. وهو إجراء جراحي بسيط يُجرى في العيادة الخارجية وبدون دخول المستشفى. هذا الإجراء يعمل على تقوية الكولاجين الخاص بالقرنية من خلال استخدام الريبوفلافين والأشعة فوق البنفسجية.

الوقاية من الإصابة بالقرنية المخروطية

لا توجد تدابير وقائية للقرنية المخروطية. لذلك، يوصى بإجراء مراجعات دورية وسنوية للكشف المبكر، بالإضافة إلى بعض التدابير مثل عدم فرك العينين بشكل متكرر.

وعندما تكون في شك بإصابتك بالقرنية المخروطية، يجب عليك زيارة طبيب العيون، وخاصةً عند المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي سابق بالإصابة بالقرنية المخروطية.

في النهاية …

لا داعي للقلق بعد اليوم من الإصابة بالقرنية المخروطية، فالأطباء يسعون جاهدًا للوصول إلى نتائج مُرضية لحل مشكلة من أهم مشاكل العصر. والتي باتت تأخذ منحًا مهمًا في تاريخ الطب.

اقرأ أيضًا: أمراض العين المختلفة وطرق علاجها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله