الآثار الجانبية ومضاعفات نقص فيتامين (D) وكيفية علاجه

فيتامين (D) مهم جدًا لصحة العظام وعدد من الأجهزة الأخرى مثل العضلات والأسنان وحتى تقوية الجهاز المناعي، لكن المشكلة تكمن في صعوبة الحصول على هذا الفيتامين من مصادر الغذاء العادية، ولا يمكن تلبية متطلبات حجم الجسم فقط من خلال استخدام مصادر هذا الفيتامين.

وينبغي أن تكون مصادر فيتامين (D) من الأطعمة المختلفة كالحليب أو الحبوب المخصبة، وإذا لم يحصل جسمك على ما يكفي من هذا الفيتامين فسوف يواجه مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على مضاعفات نقص هذا الفيتامين الضروري والآثار الجانبية لنقصه وطرق علاجه.

ما هو فيتامين (D)؟

فيتامين (D) المعروف أيضًا باسم أشعة الشمس يصنعه الجسم عندما يتعرض لأشعة الشمس، إنه هرمون أولي وليس فيتامين لأن الفيتامينات هي مواد لا يستطيع الجسم إنتاجها ويجب الحصول عليها من خلال النظام الغذائي، ولكن يتم إنتاج فيتامين (D) في الجسم عن طريق امتصاص أشعة الشمس.

ومن أحد أهم فوائد فيتامين (D) هو الحفاظ على نظام المناعة لديك قويًا حتى تتمكن من محاربة الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.

وتعد المستويات المناسبة لهذا الفيتامين في الدم مهمة لعدة أسباب، لأنه بالإضافة إلى فوائد هذا الفيتامين لصحة العظام والأسنان فإن هذا الفيتامين يمكن أن يحمي الجسم من السرطان والسكري من النوع الأول والتصلب المتعدد.

كما يُحسن فيتامين (D) الجهاز المناعي والدماغ والجهاز العصبي، وينظم مستويات الأنسولين في الدم ويتحكم في مرض السكري، ويدعم وظائف الرئة وصحة القلب والأوعية الدموية ويؤثر على الجينات التي تشارك في نمو الخلايا السرطانية.

إذا كنت ترغب في معرفة ما هي مضاعفات نقص فيتامين (D) وما هي أهم مصادر هذا الفيتامين تعال معنا في هذه المقالة:

مضاعفات نقص فيتامين (D)

من أعراض نقص فيتامين (D) ومضاعفاته سنستعرض أهمها:

ضعف وألم في العضلات والعظام

تتطلب العضلات كميات معينة من فيتامين (D) لتعمل بشكل صحيح، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الألم في العضلات ويزيد من خطر فقدان التوازن وضعف العضلات.

تختلف شدة الألم من خفيفة إلى شديدة نسبيًا وإذا لم يتم تعويض نقص فيتامين (D) فسوف يزداد الأمر سوءًا بمرور الوقت.

ونقص فيتامين (D) يعني أن عظامك لا تتلقى حماية ودعم كافيين للنمو والكثافة.

وبعد سن الثلاثين تنخفض كثافة العظام مما يؤثر على التوازن وقوة العضلات، لهذا مع تقدمنا في العمر يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور بسبب السقوط، ومن الضروري في هذا العمر مراقبة مستويات هذا الفيتامين وأن جسمك يمتصه من خلال مختلف المصادر حتى يمكنك الحفاظ على كثافة عظامك مع تقدم العمر.

الصداع والدوار

الصداع والدوار والدوخة واحدًا من أعراض ارتفاع ضغط الدم الشائعة ويصيب عادة أولئك الذين لديهم نقص في فيتامين D أيضًا.

إذا كنت تعاني من الصداع والدوار وتشك في أنك قد تعاني من ارتفاع في ضغط الدم يجب عليك زيارة الطبيب للتأكد من أمرين إما لديك ارتفاع بضغط الدم أو نقص في فيتامين D.

الالتهابات المتكررة

إذا وجدت أن لديك التهابات متكررة في المسالك البولية أو مشاكل في الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، فمن المحتمل أن جهاز المناعة لديك ليس قويًا بما يكفي.

وأحد أوجه الضعف في الجهاز المناعي هو نقص فيتامين (D) والذي يوجد بتركيزات عالية في الخلايا المناعية وهو ضروري لعملها السليم.

وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من مستويات عالية من فيتامين (D) أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا وأن أجهزة المناعة لديهم قوية في مواجهة هذه المشاكل.

مشاكل في الجهاز الهضمي

إذا تم تشخيص حالة طبية معينة مثل مرض الاضطرابات الهضمية أو مرض التهاب الأمعاء أو إذا كنت تعاني من مشاكل مثل التهاب المعدة أو الإمساك فإن نقص فيتامين (D) يمكن أن يبطئ مرور المواد الغذائية إلى جسمك.

ضع في اعتبارك أيضًا أن هناك علاقة محددة بين أمراض الجهاز الهضمي مثل الاضطرابات الهضمية والمشاكل الصحية الأخرى.

تعرّق

أحد مضاعفات وأعراض نقص فيتامين (D) هو التعرق، فإذا وجدت أنك تتعرق أكثر من اللازم ولا يوجد سبب واضح (مثل الحمى أو حرارة مرتفعة أو أنك تتعرق كثيرًا نتيجة الجهد المبذول في التمرين الرياضي) فيجب عليك أيضًا مناقشة هذا الأمر مع طبيبك لمعرفة نسبة هذا الفيتامين في الدم وما إذا كنت تعاني من نقصانه.

لم يتضح بعد سبب نقص فيتامين (D) الذي يمكن أن يؤدي إلى هذه المشاكل لكنه لا يزال محل دراسة في الأبحاث الطبية.

الشعور بالاكتئاب

آخر وأهم أعراض ومضاعفات نقص فيتامين (D) هو الاكتئاب.

وأعراض الاكتئاب تشمل الشعور بالحزن والهم بدون أي سبب أو موقف، والميل للبقاء وحيدًا في أغلب الحالات، ولكن الخبر السار هو أنه من خلال تعويض نقص فيتامين (D) في معظم الحالات يتم القضاء على هذه المشاكل ويمكنك العودة إلى الحياة الطبيعية.

نقص فيتامين (D) وفقدان الشعر

هناك علاقة قوية بين نقص فيتامين (D) وفقدان الشعر.

إذا كانت مستويات الفيتامينات والمعادن في جسمك أقل من المعدل الطبيعي لفترة طويلة، فإن المواد الغذائية الحيوية اللازمة لدورة النمو الطبيعية لا تصل إلى بصيلات الشعر، ويمكن أن يؤدي عدم وجود هذه العناصر الغذائية إلى جعل شعرك هشًا وضعيفًا وعرضة للتساقط لأن جسمك غير قادر على إكمال دورة نمو الشعر.

فيتامين (D) هو أحد العناصر الغذائية الهامة ولها دور كبير ومؤثر على نمو الشعر، ويلعب فيتامين C والبيوتين أيضًا دورًا مهمًا في تغذية الشعر مما يساعد على الحفاظ على قوة الشعر وتقليل تساقطه.

 باختصار يعد الاحتفاظ بهذه الفيتامينات بحجمها الطبيعي والكمية الضرورية لحاجة الجسم لها أحد أفضل الطرق لمكافحة تساقط الشعر التي يكون سببها الرئيسي أسباب غذائية.

نقص فيتامين (D) وسرطان البروستاتا

إن العوامل المضادة للأكسدة في الأطعمة المختلفة توقف أو تبطئ من تفاعلات الجذور أو الأكسدة الحرة التي تسبب السرطانات وتساعد على تأخير ظهور مرض البروستاتا أو تبطئ تقدمه إذا كان الشخص مصاب بالمرض.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يزيد نقص فيتامين (D) أيضًا من خطر الإصابة بمرض البروستاتا.

وعلى الرغم من أن سرطان البروستاتا غير قابل للعلاج إلا أنه يوصى للرجال الذين ليس لديهم مشاكل جسدية أن يمشوا في طقس مشمس لمدة 2 إلى 4 دقائق في اليوم إذا كان الجو غائمًا، وتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (D) وبشكل أساسي الأطعمة ذات اللون الأحمر والبنفسجي والأخضر الداكن (مثل العنب الأسود والأحمر والخوخ الأسود والكرنب الأحمر والفراولة والحمص والطماطم وفول الصويا والجزر) لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة وهي مؤكسدات عالية وتعوض النقص في هذا الفيتامين.

وقد أثبتت هذه الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة أنها فعالة في الوقاية من بعض الأمراض والسيطرة عليها بما في ذلك سرطان البروستاتا.

ولكن بالنظر إلى أن تناول الكثير من فيتامين (D) يمكن أيضًا أن يسبب اضطرابات في الجسم فمن الأفضل أن يكون تناول مثل هذه الأطعمة مترافقًا مع اتباع نظام غذائي تحت مراقبة أخصائي التغذية.

كما يُنصح أيضًا بتناول مكملات فيتامين (D) إذا حدد طبيبك المختص أن مستوى فيتامين (D) في جسمك أقل من المستوى المحدد منعًا من أي مضاعفات قد تحدث نتيجة هذا النقص.

ماذا نفعل للتعويض عن نقص فيتامين (D)؟

إذا كنت تشك في أنك تعاني من نقص في فيتامين (D) وأنك تعاني من أعراض نقص هذا الفيتامين فعليك التحدث إلى طبيبك.

من خلال فحص دم بسيط ستكتشف ما إذا كان نقص فيتامين (D) هو الذي يسبب لك المشاكل أم لا؟

والخبر السار هو أنه مع تغييرات نمط الحياة البسيطة يمكنك زيادة مستويات فيتامين (D) الخاص بك بما في ذلك:

  • تناول الأطعمة التي تعد من مصادر فيتامين (D) حيث يجب أن يحتوي هذا الغذاء على صفار البيض والسمك بأنواعه مثل السلمون والسردين والتونة، وتناول الكبد ولحم البقر أو بعض الجبن ومنتجات الألبان، والحبوب، والعصير، وغيرها من المشروبات الطبيعية وحليب الصويا وصفار البيض.
  • استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين D وبالكمية التي يحددها الطبيب المختص.
  • التعرض لأشعة الشمس فهو وسيلة أخرى جيدة لإدخال فيتامين (D) إلى الجسم، وإذا كنت الشخص الذي يستخدم دائمًا مراهم للوقاية من أشعة الشمس فقد يكون الأمر صعبًا عليك في البداية لكن من الجيد أن تتعرض لأشعة الشمس ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 5 دقائق في كل مرة فهي تساعدك على تعويض نقص الفيتامينات الخاصة بك.

أخيرًا ….

  • باختصار يعتبر نقص فيتامين (D) أحد أكثر حالات نقص الفيتامينات شيوعًا والتي قد يكون لها عواقب صحية خطيرة، ولكن الخبر السار هو أن اتباع نظام غذائي غني بهذا الفيتامين والتعرض لأشعة الشمس عدة مرات في الأسبوع يمكن أن يساعد في استعادة هذا المستوى من الفيتامينات.
  • المهم في فيتامين (D) أنه لا يتعين عليك الانتظار حتى تصل لمرحلة نقص هذا الفيتامين للتفكير في تعويضه أو تناول مكملات غذائية وأقراص بل يستحسن تناول الأطعمة التي تعطيك هذا الفيتامين وبشكل منتظم، ومن الأفضل إجراء فحص دم للتأكد من عدم نقصه.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله