تعلم مهارات التواصل لم يعد خيارًا بل صار ضرورة لعدة أسباب أبرزها أن الحياة أصبحت مُعقدة ومُركبة أكثر مما نتخيل، والمفاجأة الأكبر أن تعلم مهارات التواصل لم يعد حكرًا على معهد ولا مُتخصص بعينه، فقط اقرأ هذه المقالة وطبق ما فيها وسيأتيك الفرج.
والتواصل ليس مُجرد كلمات تنطقها تجاه شخص بعينه، بل نظرة رضا لزوجتك الحبيبة، وصرخة في وجه طفلك هي أيضًا تواصل وله هدف تربوي جلل، ونظرة عتاب لزميلك الذي تعمد أن يُظهِر عيوبك على الملأ لهي أنبل أنواع التواصل، وإيماءة وجه قد تعكس ما عجز لسانك عن قوله.
- ما هي مهارات التواصل أصلًا
- لماذا تعلم مهارات التواصل لم يعد رفاهية
- لأنه من متطلبات سوق العمل
- بسبب زيادة حالات الطلاق
- لأنه لا يمكن الاستغناء عن مهارات التواصل
- هل الإنترنت والتقدم التكنولوجي يُحسن من مهارات التواصل
- هل يمكنني تعلم مهارات التواصل في سن كبير
- أنواع مهارات التواصل الثلاثة وفق دراسة جامعة بنسلفانيا
- مهارات التواصل الخاصة بمحتوى الكلام
- مهارات التواصل الخاصة بنبرة الصوت
- مهارات التواصل الخاصة بلُغة الجسد
- نقاط ذهبية في ميزان مهارات التواصل لديك
- لا تَنصح أحدًا بالقول مهما حدث
- لا تُشرق أكثر من الآخرين
- اعطي دورًا للأخرين في الحوار
- وَظِف لُغة جسدك جيدًا
- اجعل رسالتك واضحة جدًا
- لا تتحدث بدون هدف
- انصت حينما يتحدث الآخرون
- ابني سُمعة طيبة
ما هي مهارات التواصل أصلًا
أولًا التواصل هو تلك العلاقة المُتبادلة بين مُرسِل ومُستَقبِل من أجل توصيل رسالة لها هدف واضح ومن خلال قناة اتصال، والمُرسِل قد يكون شخصًا أو مُنظمة ما والرسالة هي معنى أو محتوى كلامي أو رسالة شكر، أما قناة الاتصال فقد تكون الكلام أو إيماءه تعجب بالوجه، والهدف يقود كل ذلك.
أما مهارات التواصل فهي تلك المهارات التي تجعل التواصل بين المُرسِل والمُستَقبِل يحدث في انسيابية وطلاقة ومرونة، ويدعم من فهم الرسالة بوضوح ويعين بالطبع على تحقيق الهدف من عملية التواصل من الأصل.
وقديمًا كان التواصل بسيط جدًا لأن العلاقات كانت بسيطة للغاية ولم يكن هناك تلك العلاقات المُركبة والمُعقدة مع عشرات الأشخاص يوميًا فهذا عامل السوبر ماركت وهذا عامل النظافة وهذا عامل الأسانسير وهذا ساعي الشركة وهذا المدير وهؤلاء أبنائي بطلباتهم الخرافية والتي إذا لم ألبيها لهم ستحدث مشكلة بكل تأكيد.
إذًا كل تلك العلاقات تحتاج لإدارة من نوع خاص وكل علاقة لها خصوصيتها وطبيعتها وبالطبع لها هدفها، كما أن التواصل لا يقتصر على العلاقات العامة بين الناس بل هناك وظائف بعينها قوامها التواصل مثل التدريس والتعليم وإلقاء الشعر على المسرح ومكالمات التليفون المُمِلة من قبل موظف خدمة العملاء.
وقد تكون مهارات التواصل بين جيل وآخر وبالطبع سيكون هناك صعوبة وفجوة نظرًا لعدم وجود قنوات اتفاق مشتركة بينهم فالكل يريد للأسف أن يثبت أن وجهة نظره هي الأصح على طول الخط حتى ولو كانت تلك الوجهة خطأ.
لماذا تعلم مهارات التواصل لم يعد رفاهية
لأنه من متطلبات سوق العمل
سوق العمل المكتظ بالمهن المختلفة ولكل مهنة لها ما يسمى بالتوصيف الوظيفي Job Descriptions والذي يعني المتطلبات الواجب توافرها في الشخص المُتَقَدِم للعمل في تلك الوظيفة، ومهارات التواصل تكون أول مُتَطَلَب في كل الوظائف الآن سواء كانت فيها معاملة مباشرة مع الناس مثل خدمة العملاء أو ليس فيها.
بسبب زيادة حالات الطلاق
حالات الطلاق المتزايدة بين الأزواج ليس من ضمن أسبابها نقص في مستوى الذكاء لديهم أو مشكلات اقتصادية بل فقط عدم قدرتهم على التواصل مع بعضهم، وكل منهم يحاول أن يكون له دور الزعيم بل بعضًا من النساء تحاول أن تأخذ دور الرجل وبالطبع هذا يحتاج لمهارات تواصل من نواع خاص.
لأنه لا يمكن الاستغناء عن مهارات التواصل
كل العلاقات الاجتماعية تحتاج لتعلم مهارات التواصل حتى الحيوانات في مجتمعاتها لها طرقها في التواصل فتجد اسراب الطيور بينها لغة فقط هي التي تفهم مدلولها، والحيوانات منهم من يُطلِق روائح معينة كدليل على شعور معين وبعضهم يكشر عن أنيابه وهذا من مهارات التواصل بالنسبة لهم.
هل الإنترنت والتقدم التكنولوجي يُحسن من مهارات التواصل
بالطبع للتقدم التكنولوجي مميزات كثيرة جدًا ولكنه وسط كل تلك المميزات لم يقدم شيء للتواصل بين الناس وبالطبع سيقول البعض من قراءنا الأعزاء أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك دعمت من التواصل بين الناس والحقيقة غير ذلك.
الخبراء يتحدثون عن ما يسمى بالتباعد الاجتماعي والذي حدث بسبب الإنترنت والحقيقة أن تلك المواقع المشهورة مثل الفيس بوك ليست إلا بوابة للتواصل الإليكتروني وليس الاجتماعي، فهي للأسف تقطع أوصال التواصل البشري الطبيعي.
هل يمكنني تعلم مهارات التواصل في سن كبير
بالطبع لو زُرِعَت بذرة التواصل في الطفولة من خلال الأهل فهذا سيسهل الطريق كثيرًا على ذلك الطفل حينما يصير شابًا يافعًا وفي الغالب لن يحتاج لتعلم مهارات التواصل بل سيحتاج لأن يوظفها ويطورها فقط.
ولكن إذا كنت تعاني مثل الكثيرين من مشكلة في التواصل لأنك لم تكن اجتماعيًا في الصغر أو لأن أهلك لم يعودوك على مخالطة الناس منذ نعومة أظافرك، فيمكنك من خلال مقالتنا التي بين يديك أن تتعلم مهارات التواصل، تحديدًا تلك النصائح الواردة في آخر المقال ولكن بشروط عدة.
أول تلك الشروط أن تتوقف عن لوم أهلك على ما سببوه لك من مشكلة في التواصل بسبب تربيتهم السيئة لك، ثانيًا أن تعدد فوائد التواصل بالنسبة لك وهذا بالطبع يحتاج منك لفنجان من القهوة وورقة وقلم لكي تكتب تلك الفوائد لأنها هي التي ستدفعك في طريقك لتعلم مهارات التواصل.
ثالثًا عليك أن تدرك أن الطريق لتعلم مهارات التواصل ليس طويلًا ولا مملًا ولكنه له خطوات منطقية أولها أن تفك ذلك النحس وتبدأ وتخالط الناس بالتدريج، رابعًا عليك أن تُمارس ما ستتعلمه من مقالتنا فورًا دون تروي وبشكل سريع وواضح.
وأخيرًا لا تَمَل وأنت في هذا الطريق لو تكرمت لأنك في الغالب ستواجه بعض المصاعب في تعلمك لمهارات التواصل في البداية وهذا طبيعي جدًا لكل من يريد تعلم مهارة جديدة.
أنواع مهارات التواصل الثلاثة وفق دراسة جامعة بنسلفانيا
مهارات التواصل الخاصة بمحتوى الكلام
والمتخصصون حددوا نسبة تأثير المحتوى الكلامي بنسبة 7% من جملة مهارات التواصل، والمحتوى الكلامي يعني صُلب الرسالة المراد توصيلها ومن المهم أن تخلوا تلك الرسالة من الأخطاء الإملائية أو المنطوقة، وأن تكون واضحة الفكرة والهدف وغير مُشَتَتَة لكي تصل الرسالة وتُفهَم على ما يرام.
مهارات التواصل الخاصة بنبرة الصوت
والمتخصصون قالوا أن نبرة الصوت Tone of voice تُسهم بنسبة 38% من جملة تأثير مهارات التواصل، والمقصود بنبرة الصوت هو مدى تعبيرية الصوت فبعض الأصوات رخيمة إلى درجة أنها تدعو للنُعاس وبعضها مرح وإيجابي ويدعو للبهجة وبعضها ممل ورتيب وغير مُتنوع، والصوت بالمناسبة يمكن تدريبة من خلال المقطع التالي.
مهارات التواصل الخاصة بلُغة الجسد
وهي تستحوذ على نصيب الأسد في التأثير بين مهارات التواصل فالمتخصصون يتحدثون عن 55% من نسبة التأثير، والحقيقة أن هذا الكلام واقعي جدًا فأنت في بعض الأحيان قد تعبر عن اشمئزاز فقط بنظرتك لشخص تكرهه دون أن تتكلم، وقد تكسب صداقة شخص ما فقط لأنك ابتسمت في وجهه بصدق.
نقاط ذهبية في ميزان مهارات التواصل لديك
لا تَنصح أحدًا بالقول مهما حدث
بالطبع الدين النصيحة ولكن ما هي النصيحة ومن هو الموكول له النصيحة، والحقيقة أنه من خلال خبرتي المتواضعة في الحياة وجدت أنك لو نصحت فردًا حتى لو كنت مُحق وصادق في نصيحتك ففي الغالب ستخسره للأبد وبالطبع لن يتغير ولن يلتفت لكلماتك.
لذلك أعتقد أن أفضل مهارات التواصل هي تلك النصيحة الخالية من الكلام، أعني النصيحة العملية فمثلًا لو وجدت صديقًا لي هو لا يصلي ليس مطلوبًا مني أن أقدم له تلك النصيحة الكلامية المستفزة ولكن فقط عندما يأتي وقت الصلاة انصرف من جانبه وأذهب للصلاة بدون كلام.
لا تُشرق أكثر من الآخرين
ليس من الذكاء أن تتباهى أمام أصدقائك أو رؤسائك بما حباه الله لك من إمكانيات ومواهب لأنك ببساطة ستخسرهم للأبد لأن النفس جُبلت على أنها لا تُحب الأفضل منها في كل شيء، لذلك عليك أن تكون متميزًا ولكن دون أن تخبر أحدًا بصوتك العالي وهذا من أهم مهارات التواصل.
اعطي دورًا للأخرين في الحوار
لا تُفرض رأيك على زميلك ولا تحاول إقناعه بفكرة أنت تعلم أنه يرفضها من الأساس، بل تحدث مع الجميع فيما يحبونه واعطي لهم دور في الحوار، ولا تجعل الحوار رتيبًا مملًا وفي اتجاه واحد بل عدد الاتجاهات واسأل زميلك عن رأيه واهتم بأن تسمع رأيه جيدًا مهما كان بسيطًا.
وَظِف لُغة جسدك جيدًا
وهذا هو الجزء الأهم في حوارنا وفيه مدارس كثيرة جدًا ولكن المدرسة الأهم هي مدرسة ديل كارنيجي، ومدرسة ديل كارنيجي تعتبر لغة الجسد أمر يخصك أنت مثل فرشاة أسنانك لذلك ليس عليك أن تستعمل فرشاة أسنان صديقك، بمعنى أنك ليس من المنطقي أن تُقلد أحدًا في لغة جسده مهما كان.
والقاعدة العامة في لغة الجسد أن تُعبر بصدق عما تقول، فمثلًا لو كنت تتحدث عن موقف عصيب فهدئ من خطواتك ولا تنفعل كثيرًا، أما لو كنت تتحدث عن موضوع مُفرح فلتبتسم دون تَصَنُع، ولو كنت تتحدث عن موضوع شخصي فلتهدئ من صوتك وتحني ظهرك قليلًا لأن هذا يُعطي خصوصية للكلام.
وإليك ذلك المقطع الأكثر من رائع بخصوص موضوع تعلم لغة الجسد والذي يُعتبر من أهم مهارات التواصل لدينا.
اجعل رسالتك واضحة جدًا
وبالطبع الوضوح هنا من حيث نبرة الصوت الواضحة والقوية والمُعبرة عن المحتوى الكلامي، وأيضًا وضوح الكلمات لو كانت تلك الكلمات مكتوبة على ورق وألا تعبر الكلمات القليلة عن أفكار كثيرة ومتشعبة لأن هذا يُربك المُستَقبِل للرسالة وهذا بالطبع من مهارات التواصل الهامة جدًا.
لا تتحدث بدون هدف
لا تتحدث لكي تشبع ما لديك من شهوة الكلام ولا لتثبت أن وجهة نظرك هي فقط الصحيحة بل اجعل لكلامك هدفًا نبيلًا وواضحًا، ولا تتكلم مثلما يقول المصريون “طق حنك”، لذلك قبل أن تتكلم اسأل نفسك ماذا أريد من كلامي هذا، وإذا لم تجد هدفًا أمامك ساعتها الصمت سيكون أفضل.
انصت حينما يتحدث الآخرون
الصمت سيعينك على فهم من أمامك جيدًا وللإنصات شروط مهم أن تتقنها ومن تلك الخطوات، أن تكون منتبهًا في البداية لكل ما يُقال وألا تقاطع أحدًا وهو يتحدث إلا لكي تفهم شيئًا فاتك، وأن توصل رسالة لمن أمامك بتعبيرات وجهك أنك تسمعه وتفهمه وفي النهاية لخِص له ما فهمت.
ابني سُمعة طيبة
وموضوع السُمعة هذا هام جدًا وقديمًا قالوا “تحتاج لسنوات لكي تبني سمعة حقيقية وصادقة وتحتاج فقط لثانية واحدة كي تهدمها”، لذلك حاول دومًا أن توفي بوعودك مع ذويك وأن تكون واضح معهم إلا فيما يخصك من أمور وبذلك ستبني السمعة والتي ستوفر عليك الكثير وساعتها لن تحتاج لبقية مهارات التواصل.