أسباب برد البطن وطرق العلاج والوقاية

العديد من الأشخاص يعانون من برد البطن، والذي من خلال طريقة التعامل معه، يتم تحديد خطره، ففي حال الاهتمام بعلاجه، يشفى الجسم منه ببساطة ودون أي مضاعفات تذكر، لكن في حال إهماله وعدم الاهتمام بالعلاج قد يتطور إلى السرطان وفقر الدم والقرحات الهضمية.

برد البطن ليس مرض مخيف، إنه فقط يحتاج لبعض الاهتمام والكثير من الراحة، كما يمكن لاتباع بعض النصائح التي تساعد في الوقاية منه أن يكون أمر كفيل بحماية الجسم منه وبنسبة قد تصل إلى الـ 100%.

هذا المقال يختص بكل ما يتعلق ببرد البطن من تعريف وأسباب ومخاطر وطرق تشخيص وعلاج ووقاية، لذا يمكن اعتباره دليلك للتعامل مع برد البطن وعلاجه والوقاية منه.

أسباب وعلاج برد البطن والوقاية منها

برد البطن

برد البطن هو الاسم الأكثر انتشار، والأكثر شعبية؛ والذي يعبر عن التهاب المعدة والأمعاء، يحدث للنساء والرجال بنفس النسبة، ويصيب جميع الأعمار، كما يمكن أن يكون عرضي يحصل فجأة وتستمر أعراضه لفترة قصيرة، ويتم علاجه بشكل كامل، ويمكن أن يكون تدريجي مزمن ويستمر العلاج في هذه الحالة لعدة شهور أو سنين.

أسباب برد البطن

توجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تسبب برد البطن أو التهاب المعدة والأمعاء، وتقسم هذه الأسباب إلى أسباب شائعة بشكل واسع، وأسباب أخرى تسبب برد البطن.

الأسباب الأكثر انتشارًا للإصابة ببرد البطن:

  • بكتيرية “هيليكوباكتر بيلوري”:

نوع من أنواع البكتيرية التي توجد في المعدة والأمعاء، وتسبب برد البطن (التهاب المعدة والأمعاء).

يمكن لهذه البكتيرية أن تنتقل من شخص لأخر، كما يمكن أن تنتقل عن طريق تناول الطعام الملوث، والمشروبات الغير نظيفة.

  • بعض أنواع الأدوية:

يمكن لتناول بعض الأدوية بشكل مستمر أن يسبب برد البطن، وكمثال على تلك الأدوية التي من شأنها أن تكون سبب في التهاب المعدة والأمعاء: الأسبيرين، والبروفين.

الأسباب الأخرى:

  • مرض التهاب الجهاز الهضمي (مرض كرون).
  • اضطراب المناعة، بحيث يهاجم الجسم الخلايا التي تبطن جدار المعدة والأمعاء، وذلك من خلال إنتاج أجسام مضادة معينة تعمل على ذلك؛ ما يؤدي إلى الإصابة ببرد البطن.
  • التهاب المعدة الضموري أو قرحات في بطانة المعدة.
  • ضعف الجهاز المناعي مع وجود التهابات فيروسية.
  • يمكن أن يؤدي إجراء عملية جراحية في المعدة، أو التعرض لحادث أو ضربة ما إلى المعاناة من برد البطن.
  • حرق أو تآكل الأنسجة التي تبطن الجهاز الهضمي من معدة وأمعاء؛ ويكون ذلك نتيجة تناول أو شرب وابتلاع المواد الكيميائية الكاوية أو الحارقة، أو أي نوع من أنواع السموم.
  • يمكن أن يكون التدخين المفرط سبب في التهاب الأمعاء.
  • شرب الكحول أحد الأسباب التي قد تسبب برد البطن.
  • العلاجات الإشعاعية والكيميائية لمرض السرطان، يمكن أن يؤثر على الجهاز الهضمي ويسبب التهاب المعدة والأمعاء.

أعراض برد البطن أو التهاب المعدة والأمعاء

في بعض الأحيان لا يظهر أعراض واضحة على إصابتك بالتهاب المعدة، لكن بمراحل متقدمة يمكن أن يسبب التهاب الأمعاء نزيف داخلي حاد.

وأعراض برد البطن تنطوي على ما يلي:

  • الشعور بالغثيان المستمر أو المتكرر.
  • التقيؤ وقد يكون بلون غامق أو تقيؤ الدماء.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الشعور بتشنج المعدة والأمعاء.
  • حرقة في المعدة.
  • عسر في الهضم.
  • الشعور بعدم الراحة بعد الأكل.
  • وجع في البطن أو انتفاخ فيه.
  • الشعور السريع بالشبع ويكون ذلك قبل تناول ما يكفي من الطعام.
  • نقص في الوزن.
  • إسهال.
  • تغير لون البراز إلى الأسود.

تشخيص برد البطن والكشف عنه

توجد العديد من الاختبارات التي تمكن الطبيب من تشخيص الإصابة بالتهاب المعدة أو الأمعاء كفحص الدم أو البراز، أو هواء التنفس، وذلك وفقًا لإرشادات يقدمها الطبيب المختص.

فحص الدم:

يقوم الطبيب بفحص الدم وذلك للتأكد من عدد كريات الدم، أو التحقق من الإصابة بفقر الدم.

اختبار البراز:

يقوم الطبيب باختبار البراز؛ وذلك للتحقق فيما إذا وجد دم في البراز، وهو ما قد يؤكد الإصابة بالتهاب المعدة.

المناظير العلوية:

المنظار العلوي من الاختبارات التي قد يتحقق الطبيب من خلالها في أمر الإصابة بالتهاب المعدة أو الأمعاء، وذلك من خلال إدخال كاميرا صغيرة (منظار) إلى الحلق ومن ثم النظر إلى بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة.

الخزعات:

يمكن أن تكون الخزعات إحدى الوسائل التي يتم من خلالها الكشف عن حالة الأمعاء والمعدة، فيأخذ الطبيب بضع عينات من خلايا المعدة والأمعاء، ويجري بعض الاختبارات والفحوص عليها.

برد البطن والحاجة للطبيب

إن من الضروري طلب مساعدة الطبيب في حال تعرض المريض إلى الأعراض التالية:

  • ارتفاع مستمر في درجة الحرارة بحيث لا يمكن التغلب عليه.
  • التقيؤ ذو اللون البني الغامق.
  • البراز الأسود.
  • ألام شديدة في البطن.
  • ضيق التنفس.
  • الإغماء.

مضاعفات برد البطن

إن إهمال علاج برد البطن يمكن أن يؤدي إلى جعل هذا المرض مزمن يصعب علاجه، كما قد يصاب جدار المعدة ببعض القروح، أو نزيف داخلي، ومع مرور الوقت قد يتطور الأمر إلى سرطانات المعدة والأمعاء وذلك في حالات قليلة.

إذن يمكن أن يتطور التهاب المعدة والأمعاء ويسبب ما يلي:

  • القرحات:

القرحات الهضمية والتي يمكن أن تصيب الجدار الداخلي للمعدة أو الأمعاء، كما يمكن للأدوية التي تعمل على علاج برد البطن البكتيري (الذي تسببه البكتيرية)، أن تزيد من احتمال التعرض لقرحات هضمية.

  • فقر الدم:

يمكن أن يسبب التهاب المعدة نزيف مزمن داخلي، قد يؤدي إلى فقر الدم؛ بحيث تصبح كريات الدم الحمراء أقل من المعدل الطبيعي، فلا يصل الأوكسجين إلى أنحاء الجسم وخلاياه بالكفاءة ذاتها، بالإضافة إلى أن التهاب المعدة الحاد يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الأغذية، ما قد يسبب فقر الدم.

  • الأورام:

يمكن أن يؤدي برد البطن إلى نمو في الخلايا التي تبطن المعدة والأمعاء بشكل أكبر من المعدل الطبيب، ما يؤدي إلى الأورام الحميدة أو الأورام الخبيثة.

علاج برد البطن

العلاج يكون من خلال معرفة السبب وعلاجه، واتباع بعض النصائح والوصفات التي يقدمها الطبيب، كما قد تستغرق فترة العلاج من أسبوع إلى 10 أيام لذا يجب أن يصبر الشخص، ويحصل على ما يكفي من الراحة والهدوء.

تعويض السوائل:

بسبب التقيؤ المستمر والإسهال، من المحتمل أن يتعرض المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء إلى الجفاف، وخاصة في حال كان يعاني من غثيان شديد، فمن الممكن أن يسبب له شرب الماء المزيد والمزيد من التقيؤ وألم البطن، لذا يجب الانتباه إلى تعويض السوائل التي يتم فقدانها، وذلك إما من خلال تناول مكعبات صغيرة من الثلج؛ فهي تعمل على تخفيف الشعور بالغثيان.

الزنجبيل:

يعتبر الزنجبيل من العلاجات الفعالة في علاج برد البطن، والتي تتميز بكونها مضادة للالتهابات، وتخفف الشعور بالغثيان، لذا يمكن لشرب شاي الزنجبيل أو حتى مضغ قطعة صغيرة منه أن يساعد في تخفيف أعراض التهاب المعدة والأمعاء.

الشاي بالنعنع:

يمكن للنعنع أن يساعد في التخلص من الغثيان والقيء، كما أنه يعمل على التخفيف من اضطرابات الجهاز الهضمي، لكن بالمقابل يمكن أن يسبب تهيج في المعدة في حال الإكثار من تناوله وذلك بالنسبة للقليل من الأشخاص، لذا يمكن أن يضمن المريض الحصول على فوائده دون أي آثار من خلال إضافته للشاي.

اختيار أطعمة يمكن لمعدتك هضمها:

من الضروري الاهتمام بنوعية الطعام التي يتم تناولها في حال التعرض لالتهاب المعدة والأمعاء، فالمعدة في هذه الحالة لا تكون قادرة على هضم الأطعمة الصلبة أو الدسمة، أو الغنية بالألياف، والأمعاء لا تكون قادرة على امتصاص الغذاء كالمعتاد؛ لذا يجب البحث وانتقاء الطعام الطري وقليل الألياف والذي يمكن لمعدتك أن تهضمه وبالتالي يمكنك أن تحصل على الغذاء الضروري لك.

كما أنه من المهم العودة إلى نظام الغذاء المعتاد بعد الشفاء، فعدم تناول الكمية المناسبة من الألياف يمكن أن يسبب تشنج في القولون والإمساك.

الراحة:

قد يستغرق علاج التهاب المعدة والأمعاء من 7 إلى 10 أيام، وخلالها يجب أن تتجنب القيام بأي مجهود، كما يجب أن تحصل على القدر الكافي من الراحة والنوم، ويجب أن تتحلى بالصبر.

الريحان:

الريحان من الأعشاب الأكثر انتشارًا، والتي تتميز بالكثير والكثير من الفوائد، فهي تستخدم كمضاد للجراثيم والبكتيرية فتساعد على علاج مختلف الالتهابات التي قد يعاني الجسم منها.

كما يستخدم الريحان لعلاج تهيج الجهاز الهضمي، وتخفيف الغثيان والتقيؤ، وذلك لكونه يتمتع بنكهة مميزة.

البابونج:

للبابونج الكثير من الفوائد التي تعود على الجسم ككل؛ لكن بما يخص المعدة فالبابونج مفيد جدًا للتخفيف من تهيج البطانة الداخلية للمعدة والأمعاء بما يتميز به من تأثير مهدئ، كما يمكن أن يخفف من أعراض التهاب المعدة كعسر الهضم أو التشنجات.

بالإضافة إلى ذلك يمكن لشرب البابونج أن يؤمن لك الهدوء، ويساعدك على أخذ كم كافي من الراحة التي يحتاجها جسمك لمحاربة التهاب المعدة والتغلب عليه.

جوز الهند:

يعتبر جوز الهند من أكثر المواد التي تحارب الجراثيم والبكتيرية والطفيليات، لذا يمكن أن يخفف من تهيج المعدة والغثيان، وذلك إما من خلال تناوله أو شرب حليب جوز الهند.

تجنب منتجات الألبان:

في فترة التهاب المعدة والأمعاء يمكن أن تسبب منتجات الألبان تهيج في المعدة والأمعاء.

الموز:

يعتبر الموز من المواد الغذائية سهلة الهضم، والتي يمكن أن يتقبلها الجسم في حالة التهاب المعدة والأمعاء، كما وبسبب كونه غني بالمواد الغذائية والفيتامينات والمعادن، فهو يعمل على تعويض ما ينقص الجسم من هذه المواد نتيجة الإسهال والتقيؤ.

الوقاية من برد البطن

تكمن الوقاية من برد البطن من خلال حماية الجسم من التعرض للأسباب التي تؤدي إلى حدوث التهاب المعدة والأمعاء، لذا يجب أخذ النصائح التالية بشكل جدي للغاية.

  • حماية المعدة والأمعاء من أي طعام يحتوي الكثير من التوابل أو الطعام الحار أو الحامض.
  • تجنب تناول الأطعمة التي قد تسبب التهيج للجهاز الهضمي كالحليب أو القمح.
  • الاهتمام بنظافة الطعام الذي يتم تناوله.
  • شرب الماء النقي، والنظيف، بعد التأكد من مصدره.
  • العناية بالنظافة الشخصية وخاصة أهمية غسيل الأيدي قبل تناول الطعام.
  • التوقف عن التدخين وكل ما هو ضار كشرب الكحول أيضًا.
  • تخفيف كمية الكافيين التي يتم تناولها.
  • إدخال الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي، من ريحان وزنجبيل وغيرها في النظام الغذائي المتبع، فهي تؤمن العديد من الفوائد للجسم ككل، وليس فقط للمعدة والأمعاء.

إذن برد البطن ليس بالأمر السيء في حال تم التعامل معه بالشكل الصحيح، فهو يصيب الجميع، ولحسن الحظ يمكن التعامل معه من خلال بعض النصائح والأعشاب التي يمكن أن تقدم لنا يد العون في التغلب عليه، وعلاجه.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله