القهوة والرجيم .. ما دور القهوة في عملية إنقاص الوزن؟

القهوة من المشروبات الأساسية في غالبية دولنا العربية، وبالنسبة للكثيرين لا يمكن بدء يومهم صباحًا قبل تناول كوب القهوة الخاص بهم لأنه يمدهم بحسب ما يقولون بجرعة من النشاط والحيوية، فضلًا عن دور الكافيين في القهوة الذي يعمل كمنبه ومحفز في خلايانا العصبية. أما بالنسبة لمدمني القهوة فالأمر يزيد عن ذلك بكثير ويتجاوز حدود الطبيعي أحيانًا عبر تناول الكثير من القهوة خلال يومهم وبكميات زائدة.

ولكن ماذا عن القهوة والرجيم بالنسبة لأولئك الذين يتبعون حمية غذائية بهدف إنقاص الوزن؟ وهل تتعارض القهوة مع الرجيم الذي نتبعه؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.

القهوة والرجيم

القهوة والرجيم .. ما دور القهوة في عملية إنقاص الوزن؟

القهوة لا تحتوي على السعرات الحرارية إلا بشكل محدود جدًا طالما إنه لم يضاف لها السكر أو الكراميل، ولكن إذا ما تم تحليتها سواء بالسكر أو الكراميل أو أي من المحليات الأخرى فأن الأمر سيختلف ويؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية في كوب القهوة هذا.

لذلك إن كنت تتبع حمية غذائية أو رجيم احرص على تناول القهوة السادة دون سكر أو محليات حتى لا تحصل على الكثير من السعرات الحرارية وبذلك لن يكون هناك تعارض بين الرجيم وتناولك للقهوة. أما إن كنت من الذين لا يستسيغون القهوة دون السكر فأن هذا الأمر يتعارض مع الرجيم ويزيد من عدد السعرات الحرارية فيها.

فكوب القهوة السادة المخمرة دون محليات يحتوي فقط على 5 سعرات حرارية، في حين إن القهوة السادة سريعة التحضير يحتوي الكوب منها على 7 سعرات حرارية، في حين إن كوب الأسبريسو يحتوي على 3 سعرات فقط. وبالتالي في حال اعتمادك على القهوة السادة خلال الرجيم فأنها لن تضيف لك كميات القهوة التي تشربها إلا القليل من السعرات الحرارية.

أما بالنسبة للقهوة المحلية فأن الكوب الواحد منها يحتوي على ما بين 35 إلى 57 سعرة حرارية في كل كوب واحد، وهذا سواء كانت القهوة محلية بالسكر أو الكراميل أو أي المحليات الأخرى. كذلك الأمر بالنسبة للموكا والقهوة بالحليب والقهوة المركزة كلها تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية يصل في بعضها إلى المئات من السعرات الحرارية.

لذلك فأن القهوة والرجيم يمكن أن يتواجدا معًا ولكن بشروط وهو أن تكون القهوة سادة بدون سكر كما شرحنا.

اقرأ أيضًا: دليلك المبسط عن الرجيم والتخسيس الصحي

القهوة وإنقاص الوزن

على الرغم من كل الدراسات التي أشارت إلى فوائد القهوة الصحية وإنها لا تتعارض مع الرجيم طالما إنها من دون سكر، إلا إنه عندما يتعلق الأمر بدور القهوة في إنقاص الوزن فأن الأمر لم يحدد بشكل قطعي وما زال في مرحلة الأخذ والرد. في دراسة أجريت عام 2015 وشملت أكثر من 100 ألف شخص، بينت الدراسة إن الأشخاص الذين يتناولون القهوة هم أقل عرضة لخطر السمنة والبدانة من أولئك الذي لا يتناولون القهوة. ولكن على الرغم من نتائج هذه الدراسة لا زال الكثير من المختصون لديهم شكوك حول فاعلية القهوة في إنقاص الوزن، ويقولون إن نتائج هذه الدراسة لا تثبت بشكل مؤكد إن القهوة هي المسؤول الرئيس عن قلة احتمالية التعرض للسمنة.

يمكن للكافيين والقهوة عمومًا أن تساعد في إنقاص الوزن إلى جانب عوامل أخرى مثل الرجيم المناسب وممارسة الرياضة وهذا بحسب تقرير نشر عام 2006 في مجلة التغذية الطبية الأمريكية وكان عبارة عن خلاصة لعدد من الدارسات بهذا الشأن. التقرير أشار إلى إن الكافيين يزيد وينشط من عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وبالتالي فعالية أكثر في حرق الدهون. وهذا يعني بحسب التقرير إن القهوة والرجيم يكونان معًا أكثر فعالية في إنقاص الوزن.

وأشار التقرير إنه لا يمكن الاعتماد على القهوة وحدها فقط كعامل أساسي في إنقاص الوزن، وإنما يمكن للقهوة السادة طبعًا أن تكون عامل مساعد إلى الجانب الرجيم والرياضة مثلًا.

اقرأ أيضًا: إليك مجموعة مشروبات يحذر شربها في فترة الحمية أو الريجيم

القهوة والرياضة

هناك عدد من المصادر التي تؤكد إن شرب القهوة يساعد الأشخاص الذين يلتزمون بأداء التمرينات الرياضية بشكل منتظم على إنقاص أوزانهم بشكل أكثر فعالية من غيرهم ويزيد من قوة الشخص البدنية والعضلية، ففي دراسة نشرت نتائجها عام 2013 بينت إن الأشخاص الذين يتناولون كوب من القهوة قبيل البدء بممارسة الرياضة بنحو ساعة يكونون أكثر قوة بدنية وعضلية خلال التمرين وأكثر قدرة على التحمل من غيرهم الذين لا يتناولون القهوة قبل الرياضة.

القهوة والرجيم .. ما دور القهوة في عملية إنقاص الوزن؟

ومن ذلك يتضح إن القهوة تساعد الرياضيين على القيام بتمارينهم بمجهود بدني أقل وتجعل الممارسة الرياضية أسهل، مما يجعل الأشخاص يقبلون على زيادة الوقت المخصص للرياضة بسبب قدرتهم الزائدة على التحمل البدني والعضلي وعدم شعورهم بالتعب سريعًا.

حول عملية إنقاص الوزن والتخسيس

عملية إنقاص الوزن تعتمد بشكل رئيسي على السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم بمقابل ما يحرق من هذه السعرات وما يبقى منها في الجسم على شكل دهون، لذلك تعتبر القهوة والرجيم شيء إيجابي أثناء عملية إنقاص الوزن ما لم تكن القهوة محلية بالسكر أو المحليات الأخرى. ومن الضروري أن يحافظ الشخص على معدل استهلاك قليل من السعرات الحرارية يكفي الجسم للقيام بوظائفه الطبيعية دون زيادة عن ذلك، كنا تحدثنا في مقال سابق عن عدد السعرات الحرارية التي يجب على الشخص حرقها وتلك التي يجب استهلاكها خلال عملية إنقاص الوزن، يمكنك الرجوع للمقال من هنا لتعرف أكثر عن هذا الجانب.

أما في حال كنت غير معتاد على القهوة السادة بدون سكر يمكنك إضافة حب الهال إليها أو القرفة المطحونة لتضفي على مرارتها شيء من الطعم اللاذع الذي تتمتع به هذه المواد لتغطي على مرارة القهوة دون السكر. كذلك من الجدير بالذكر أخيرًا أن ننصحك بتجنب الإفراط بتناول القهوة واقتصار الأمر بكوبين إلى ثلاثة في اليوم، لأن الأفراط في تناول الكافيين يزيد من حالة التوتر العصبي وقد يعيق الشخص عن الحصول على نوم مريح، وفي حال كنت ترغب في طرق تساعدك للتخلص من إدمان الكافيين اطلع هذا المقال.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله