علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

تُعتبر فوبيا الأماكن المغلقة من ضمن سلسلة المخاوف المرضية التي هي اضطراب وليس مرضًا والبعض يطلق عليها اسم فوبيا الاحتجاز لأن تلك المخاوف تأتي للإنسان فور احتجازه في مكان مغلق أو ضيق، وفي مقالتنا هذه سنعرض لكم علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بالتفصيل.

وكلمة فوبيا Phobia تعني الرُهاب أو الخوف المرضي بمعنى الخوف غير المُبرَر أو الواضح السبب فمثلًا من الطبيعي ومن المُبَرر أن نخاف كبشر من الأسد ولكن ليس من الطبيعي أن نخاف من القطط أو من الكلاب أو من الأماكن العالية أو من الأماكن المغلقة والتي هي موضوع مقالتنا.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

قبل الحديث عن علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة

تعريف الفوبيا من الأماكن المغلقة

بادئ ذي بدء لا نود تخويفك عزيزي القارئ فالقضية بسيطة جدًا، علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة صار سهلًا للغاية وقد يتم الشفاء منه دون الذهاب لمتخصص، فقط تكفيك بعض النصائح التي سوف نقدمها لك خلال هذه المقالة ولكن أولًا لا بد وأن نعرف طبيعة فوبيا الأماكن المغلقة.

وفوبيا الأماكن المغلقة أو فوبيا الاحتجاز Claustrophobia هو نوع من القلق والذعر والخوف الغير مُبَرَر والذي يظهر لدى الشخص بمجرد وجوده أو احتجازه في مكان مغلق وقد بينت الدراسات أن من يعانون من ذلك النوع من الرهاب نسبتهم من 2.5 في المئة من مجموع البشر.

تلك الأماكن المغلقة قد تكون سجنًا يقضي فيه الفرد عقوبة ما أو قد تكون سيارته الخاصة التي يقودها وقد يكون المصعد مثلًا، أو حتى الإنفاق أو حتى مجرد التفكير في فكرة الدخول في مكان أو نفق أو حجرة ضيقة وفورًا تظهر عليه أعراض الاضطراب والتي في غالبها خوف ممزوج بالقلق.

وقد يأخذ ذلك الخوف صورة أخرى وهي الاحتجاز أو التقييد وتجدها واضحة لدى الشخص عندما يجلس على كرسي الحلاق أو الشخص عندما يتم تقييده في عيادة الأسنان تحديدًا لو كان طفلًا، أو في لعب الملاهي التي فيها خطورة على الحياة.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

وعلاج الفوبيا من الأماكن المغلقة مهم جدًا لأن الشخص الغير قادر مثلًا على الدخول إلى المصعد هو بذلك سيعيق حياته المهنية والاجتماعية والبعض سيسخر منه ويستخف به لاعتبارهم أن ذلك ليس مرض له علاج بل هو نوع من ضعف الثقة بالنفس مما يفاقم الحالة بكل تأكيد.

أسباب الفوبيا من الأماكن المغلقة

أولًا لا بد وأن نميز عزيزي القارئ بين الخوف من الأماكن المغلقة والإصابة بمرض عضوي قد يبدوا أنه خوف أو رهاب، ومن تلك الأمراض ضيق التنفس العضوي أو الإصابة بمرض ما في الرئة يجعل من التنفس صعبًا، والذي قد يصيب البعض مما يجعلهم يتوهمون أنهم مصابون برهاب الاحتجاز.

لذلك على من يشتبه في نفسه الإصابة بفوبيا الأماكن المغلقة أن يسارع بالذهاب لمتخصص في أمراض الصدر أو الأنف والأذن والحنجرة أولًا كي يتأكد أن ما لديه هو فعلًا اضطراب الرهاب وليس إصابة عضوية أخرى.

وأذكر أن والدتي أسأل الله أن يغفر لها كانت لا تريد مني أن أخرج خارج المنزل خوفًا أن صيب بأذى مما أدى بها أن تخترع قصة وهمية وهي أنه هناك رجل في الشارع يقوم بخطف الأطفال مما شكل عندي الخوف ولكنه أخذ معي صورة ثانية غير فوبيا الاحتجاز.

وأيضًا التربية القائمة على الزجر والتعنيف والقسوة تُخرج طفلًا ضعيف الثقة بالنفس خائف دومًا ثم وفق تعاملاته مع البيئة المحيطة له بعد ذلك تتمحور مخاوفه حول موضوع بعينه وقد يكون خوف من الكلاب أو القطط أو الغرباء أو فوبيا الأماكن المغلقة.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

وقد يكون سبب فوبيا الأماكن المغلقة هو مرور الشخص المضطرب في مرحلة الطفولة بخبرات مخيفة كالمقالب التي يفعلها الأطفال في بعضهم كأن يمزح أحد الأطفال مع أخيه أو أخته فيغلق عليهم الباب ويغادر بعيدًا أو يضعه داخل صندوق حتى يكاد أن يختنق.

وقد يكون سبب فوبيا الأماكن المغلقة هو عدم الإحساس بالأمان لذلك هذا النوع من الأشخاص بمجرد أن يخرج خارج البيت أو الغرفة الخاصة به تبدأ لديه أعرض الخوف من الأماكن المغلقة نظرًا لبعده عن بيته والذي هو أكثر الأماكن أمنًا بالنسبة له.

أعراض الفوبيا من الأماكن المغلقة

الخوف من الاختناق

فبمجرد الدخول في مكان مغلق أو ضيق إلى حد كبير يظهر لدى من يعاني الخوف من الأماكن المغلقة أعراض اختناق التنفس وتقل نسبة الأكسجين الداخلة عن طريق الرئتين وقد يتعرض الشخص في الحالات المتقدمة للإغماء، لذلك لو حدث اختناق ننصح بإخراج الشخص من المكان الضيق إلى مكان واسع به تهوية.

الخوف من التقييد

ومن ضمن ما يشعر الشخص الذي يعاني فوبيا الأماكن المغلقة الشعور وكأن أحدًا يقيده من قدميه ورجليه وبالطبع هذا محض شعور ناتج عن المخاوف الغير مبررة ولكنه قد يُعرض الفرد للشلل أو التصلب لدقائق وهو داخل المكان الذي يستدعي ذلك النوع من المخاوف.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

عدم القدرة على الكلام

وبالطبع من ضمن الشلل والتقييد تقييد اللسان فتجد الشخص واسع العينين لا يستطيع التعبير عن حالته بالكلام وقد يتحول الموضوع للإصابة بشكل دائم بالتأتأة لو كان الخوف شديدًا.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

التوتر وتصبب العرق

وهو من ضمن الأعراض الانفعالية التي تصيب من يعاني الخوف من الأماكن المغلقة فيتوتر بشدة فور دخوله أو اقترابه من مكان ضيق وبالطبع للتوتر تبعات منها تصبب العرق واحمرار الوجه والقلق والذعر الواضح على الوجه.

علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة بدون الاستعانة بمعالج نفسي

الخوف من الاحتجاز المعنوي

وقد يتطور الموضوع بفعل التعميم مع من يعاني من فوبيا الأماكن المغلقة لأن يخشى حتى أن يصنفه بعض الناس داخل زاوية فكرية أو معنوية معينة كأن يصنفه البعض أنه كوميديان أو حزين طيلة الوقت وهنا يتعرض الشخص للتوتر فور تصنيفه تحديدًا لو كان التصنيف هذا بصوت عالي أو أمام الناس.

الإعاقة الاجتماعية

وقد يتطور الأمر للهرب بمجرد الاقتراب من مكان ما من الأماكن المغلقة، والمشكلة هنا أن بعض من الأماكن المغلقة هذه قد يكون بها رفقاء في العمل، مثلًا المصاعد الموجودة في أغلب الشركات أو الأنفاق الخاصة بعمال المناجم، أو الطرق أسفل الأرض في بعض البلاد.

الغثيان

بمجرد دخول الشخص المصاب بفوبيا الأماكن المغلقة لأي مكان مغلق تأتيه رغبة ملحة جدًا للتقيؤ والتي لا تنتهي إلا بعد خروجه من المكان الضيق أو المغلق بفترة.

أفضل طرق علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة

والحقيقة أنه عند محاولة علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة نحتاج لأمرين أولهما أن نتأكد أنها فعلًا فوبيا الأماكن المغلقة وليس مرض عضوي كما قلنا وذلك بالذهاب للطبيب الخاص بأمراض الصدر، وثانيًا نحتاج لمعرفة مستوى الإصابة بفوبيا الأماكن المغلقة، لأن المستويات المتقدمة تحتاج إلى الاستعانة بمتخصص في العلاج النفسي.

والفكرة الأساسية في علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة في أمرين أساسيين، أولًا العلاج السلوكي والذي يكون في صورة عادات معينة خلال برنامج يومي يقوم به المصاب، والثاني هو العلاج العقلاني الانفعالي والذي يدور حول إقناع المصاب أن مخاوفه هذه ليس لها أساس من الصحة.

التحصين التدريجي

وهو تعريض المصاب بفوبيا الأماكن المغلقة لما يثير الخوف لديه بشكل تدريجي وغير منهك بحيث لا يستدعي استجابة الخوف ثم يتم زيادة حدة ذلك المثير قليلًا وبشكل تدريجي حتى يحدث التأقلم مع المكان المغلق دون استدعاء استجابة الخوف.

مثلًا قد يدخل الشخص الذي يعاني من فوبيا الأماكن المغلقة المصعد وهو مكان مغلق ولكن لفترة قصيرة من الزمن وليكن خمس ثواني ثم يزيد تلك الفترة في المرات القادمة لعشر ثواني وهكذا حتى يصل لدقائق وهو داخل المصعد بدون استجابة الخوف المرضي.

العلاج التفجيري (التخيلي)

وهنا يجلس المصاب بفوبيا الأماكن المغلقة على أريكة ويتخيل أنه بداخل مكان مغلق وأنه استطاع التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة ولكن هذه طريقة تصلح لمن يمتلكون قدرة عالية على التخيل حتى تنجح معهم وتعطي نتيجة ملموسة، وهذا مقطع فيديو للعلاج عن طريق التخيل.

العلاج بالغمر

وهو عكس التحصين التدريجي ويصلح مع من لديهم درجات قليلة من فوبيا الأماكن المغلقة، وفيه يغمر الفرد نفسه أو يقوم بغمره أحد أصدقاءه داخل مكان ضيق مرة واحدة ودون تدرج بحيث يتم استدعاء الخوف بدرجة كبيرة وفي الغالب تنتهي المشكلة بعد أن يعرف المصاب أنه بالغ في الأمر كثيرًا.

القراءة عن علاج الفوبيا من الأماكن المغلقة

القراءة عن حالات مرت بالمرض وتخطته بسهولة أو بالاطلاع على مجموعة من الفيديوهات تتحدث عن حالات مرت بذلك الاضطراب من خلال المقطع التالي.

المخالطة

فالمخالطة مع الناس لها كبير الأثر في إزالة الملل وجعل الشخص الذي يعاني من اضطراب فوبيا الأماكن المغلقة ينصرف تفكيره ناحية أمور أخرى في علاقاته الاجتماعية ما يؤدي لنسيانه وانخراطه في تلك المواقف فتتلاشى تلك المخاوف بالتدريج.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله