كيف تختار المكمل الغذائي المناسب لك؟

عندما يتعلق الأمر باختيار المكمل الغذائي المناسب فهذا ليس بالأمر السهل، كل الشركات التي تنتج المكملات الغذائية تدعي بأن منتجاتها هي الأنسب والأفضل وهي التي تحقق المعجزة وتشفي من أي مرض قد يخطر لك.

ولكن بعيدًا عن هراء الإعلانات وأكاذيب الشركات التجارية، كيف يمكننا اختيار المكمل الغذائي المناسب لنا؟ وهل فعلًا هناك المكمل الغذائي السحري الذي يناسب كل الحالات ويقدم للجسم كل ما يحتاجه من عناصر غذائية؟ على حد قول الشركات المنتجة.

كيف تختار المكمل الغذائي المناسب لك؟ .

سنجيب في هذا المقال على هذه التساؤلات ونشرح بالتفصيل الخطوات التي يمكننا من خلالها اختيار المكمل الغذائي الأنسب وذلك بحسب الغاية التي دفعتنا لتناول أي من المكملات الغذائية. ومن الجدير بالذكر بدايةً الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب في النوع المناسب لك من المكملات الغذائية حتى من الأخذ بالحسبان هذه الخطوات التي سنأتي على ذكرها هنا.

لاختيار المكمل الغذائي المناسب

ما الذي تريده من المكمل؟

من الضروري تحديد الغاية التي تريد من أجلها تناول المكمل الغذائي، فمثلًا إن كنت تريد إنقاص وزنك أو تحسين بشرتك فلا داعي لإضاعة أموالك على أي من أصناف المكملات الغذائية لأنه لا يوجد مكمل يقدم لك ذلك.

أما في حال كنت تعاني من بعض المشاكل الصحية وعلمت من عدة مصادر إن هذه المشاكل والاضطرابات نتيجة أو إشارة لنقص فيتامين أو عنصر غذائي معين في الجسم، فهذا يمكن أن يحل عبر المكملات الغذائية التي تمد الجسم بما ينقصه من العناصر اللازمة.

لذلك من الضروري أن تحدد بدقة ما تريد الحصول عليه من جراء تناولك لأي نوع من المكملات الغذائية حتى تحدد النوع المناسب الذي تريد من المكملات الغذائية والذي يناسبك، ولا تنفق أموالك على أصناف عدة من المكملات الغير مناسبة ولا تحقق لك ما تريد.

مدى اعتمادك على المكملات

لا يمكنك أن تستعيض عن الأغذية بالمكملات، لأنها تدخل إلى الجسم كعامل مساعد وليس كعامل بديل، الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد مثلًا ويصف لهم الطبيب مكمل غذائي غني بالحديد، من الضروري بالنسبة لهم تناول الأغذية الغنية بالحديد للمحافظة على المستوى الطبيعي من الحديد في الدم، أما المكمل الغذائي فأنه يرفع مستوى الحديد في الجسم إلى المستوى الطبيعي ولكن ما أن يتوقف الشخص عن تناول المكمل سيعاود مستوى الحديد للانخفاض إن لم يستمر الشخص بتناول أغذية غنية بالحديد في روتينه الغذائي.

وبالتالي المكملات الغذائية غير مخصصة للاستخدام على المدى الطويل ولا ينصح بالاعتماد عليها كنمط حياة دائم، على الرغم من وجود بعض المكملات الغذائية التي يمكن استخدامها على المدى الطويل مثل مكملات الكالسيوم، ولكن هذا النوع من المكملات قليل، أما المكملات الأخرى مثل الحديد والبروتينات والفيتامينات ومضادات الأكسدة فلا ينصح بالاعتماد عليها بشكل دائم وإنما من الأفضل الحصول على هذه العناصر من النظام الغذائي.

تجنب الإفراط فيما يحتاجه الجسم

عند تناولك لأي مكمل غذائي فأنه يصبح في جسمك مثله مثل أي شيء تتناوله ويصل إلى المعدة ويتم هضمه وينتقل إلى الدم ومنه إلى الخلايا التي تحتاجه، فمثلًا عند تناولك لمكمل الكالسيوم بالتأكيد أنت تحصل على نسبة من الكالسيوم يوميًا من نظامك الغذائي، وما عليك فعله هنا هو المحافظة على النسبة الطبيعية من الكالسيوم في الجسم بحيث لا يتسبب المكمل الغذائي الذي تتناوله بأي زيادة أو إفراط في نسبة الكالسيوم في الجسم وإلا قد يسبب ذلك خطر على صحتك.

اقرأ أيضًا: أفضل وقت لتناول حبوب الحديد والكالسيوم ومدى تعارض تناولها معًا

وهذا ينطبق على أي نوع من المكملات الغذائية، مثل البروتينات والحديد والفيتامينات وغيرها، من الضروري أن تعرف جيدًا المناسب من غير المناسب حتى لا يتسبب المكمل بأي زيادة أو إفراط بأي من العناصر الغذائية في الجسم.

هذا فضلًا عن توافر الكثير من المكملات الغذائية بنسب تركيز مختلفة، فالكالسيوم على سبيل المثال يتوافر في المكملات الغذائية بعيار 1000 ميللي غرام – 1200 ميللي غرام وأكثر من ذلك أيضًا.

كيف تختار المكمل الغذائي المناسب لك؟ .

العناصر الغذائية تحتاج لأصدقائها

على سبيل المثال نأخذ الكالسيوم، هذا العنصر الغذائي يحتاج إلى وجود عناصر أخرى مثل فيتامين D & K والمنغنيزيوم حتى يتم امتصاصه بشكل كامل ويصل إلى الأجزاء التي تحتاجه من الجسم ويؤدي وظيفته على أكمل وجه. وينطبق هذا على كل المكملات الغذائية الأخرى من أي نوع كانت، لذلك من الضروري أن تعرف توفق بين كل العناصر الغذائية في جسمك حتى تحقق أقصى استفادة، وبالتأكيد سيساعد طبيبك في ذلك.

الشركة المنتجة

لتختار المكمل الغذائي المناسب لك من الضروري ملاحظة ما تقوله الشركة المنتجة عن منتجها هذا، فالشركة التي تقول إن منتجها يقدم كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لا ننصحك بشرائه، لأنه لا يوجد مكمل غذائي بهذه المواصفات، حيث إن المكملات الغذائية تختلف بحسب العناصر التي تقدمها للجسم ولا يوجد أي مكمل يقدم كل العناصر معًا.

أما المكملات التي يقول منتجوها إنها تقدم عناصر غذائية معينة بجانب النظام الغذائي الصحي فعلى الأرجح هي الأفضل، لأن المكمل الغذائي لا يمكن أن يستعاض به عن الغذاء وإنما يكون مساعد للنظام الغذائي ومن الجيد أن تذكر الشركة المنتجة مستخدمي المكمل بذلك وإلا تخدعهم بكلام غير صحيح.

انتظم بتناوله

على الرغم من إن هذه النصيحة ليس لها علاقة بموضوع مقالنا هذا الذي هو لإرشادك كيف تختار المكمل الغذائي المناسب لك، إلا إنه كان من الضروري أن نذكرك بها في نهاية المقال، حيث إن الكثيرين ممن يقبلون على تناول المكملات الغذائية يبدؤون بحماس خلال الأيام الأولى من بدء تناوله ثم تفتر همتهم تجاهه ويبدؤون بالمماطلة حتى يصل الأمر بهم إلى تناوله على فترات متقطعة دون استمرارية.

أي كان السبب الذي تأخذ من أجله المكمل الغذائي من الضروري الالتزام بالمواعيد التي يحددها الطبيب بدقة وعدم التساهل فيها، على الرغم من إن المكملات الغذائية لا تكون ذات حاجة ملحة كما الأدوية الأخرى مثل الأنسولين الذي يترتب عليه مضاعفات بالنسبة لمرضى السكري في حال فاتهم موعد الجرعة. وبالتالي لا نجعل هذا الأمر سبب لعدم التزامنا بالمواعيد التي يحددها الطبيب لتناول الجرعة من المكمل.

لذلك كان أخر ما ننصحك به هو الالتزام بتناول الجرعة المحددة من قبل الطبيب أو الإخصائي الذي حدد لك نوع المكمل الغذائي المناسب.

ذات صلة:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله