عملية استئصال المرارة بالمنظار- الإجراء والتعافي والآثار الجانبية

استئصال المرارة هي من العمليات الشائعة جدًا، والتي قد يلجأ الطبيب إلى استئصالها عند حدوث مضاعفات خطيرة فيها، إلا أن هنالك بعض الباحثون يؤكدون على عدم وجود أي خطورة لاستئصالها، والبعض الآخر يؤكد على ظهور مشاكل متعددة في فترة لاحقة من استئصال المرارة.

قبل الخضوع لعملية استئصال المرارة، يجب معرفة ما إذا كان بالإمكان معالجتها وتجنب استئصالها، وفي هذه المقالة سنتحدث عن كل ما يتعلق باستئصال المرارة. 

ما هي المرارة؟

هي عضو صغير في الجسم، تتواجد أسفل الكبد مباشرةً وعلى الجانب الأيمن من الجهة العلوية للبطن، وهي مشابه لفاكهة الكمثرى (الإجاص)، وتكمن وظيفتها في تخزين العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد، وتُفرز المرارة العصارة الصفراوية أثناء فرز هرمون الكوليسيستوكينين الذي تنتجه الأمعاء الدقيقة، وتساعد العصارة الصفراوية في هضم الدهون.

ما هي الإجراءات التي يجب القيام بها قبل استئصال المرارة؟

سيحتاج المريض إلى إجراء فحوصات في الدم وفي الصحة العامة قبل استئصال المرارة، وذلك من أجل التأكد من الإجراء الأمثل له، أي إن كان استئصال المرارة عن طريق المنظار أو المفتوح هو الأنسب له وأنه ملائم للجراحة.

يجب مناقشة الطبيب الجراح حول جميع المخاوف والأسئلة عن إجراء العملية، ومن أجل تقديم النصائح الطبية التي تساعد في تقليل حدوث المشاكل بعد الجراحة، على سبيل المثال المدة المناسبة للتوقف عن التدخين قبل إجراء العملية في حال كان المريض مدخن.

كيف يتم استئصال المرارة؟

يتم استئصال المرارة من خلال طريقتين، كالتالي:

استئصال المرارة عن طريق المنظار

يتم إدخال كاميرا فيديو صغيرة الحجم، وبالإضافة للأدوات الجراحية الخاصة بالعملية، وذلك من خلال إجراء أربعة شقوق صغيرة تمكن الطبيب من رؤية البطن من الداخل لإزالة المرارة، وهي الطريقة الأكثر استخدامًا.

استئصال المرارة المفتوح

في هذه الطريقة يتم إجراء شق واحد في البطن وكبير إلى حدٍ ما، مقارنتًا بالشق التي يتم إجراءه في الطريقة السابقة، وذلك لإزالة المرارة من خلاله، وقد يلجأ الطبيب الجراح لهذه الطريقة، في حال كان المريض غير ملائم لاستئصال المرارة من خلال الطريقة الأولى، على سبيل المثال في حال كان المريض يمتلك العديد من الندبات الجلدية بسبب جراحة سابقة.

يمكن استخدام هذه الطريقة إذا لم يتمكن الطبيب الجراح من رؤية المرارة بواسطة المنظار. كلتا الطريقتين يتم استخدام التخدير العام.

ما هي مضاعفات التخدير العام؟

يرافق التخدير العام مضاعفات شديدة الخطورة ولكن من النادر جدًا حدوثها، ومنها:

  • رد فعل تحسسي
  • هذيان الصحو
  • فرط الحرارة
  • الموت

التمتع بصحة جسدية جيدة ولياقة عالية يقلل من مخاطر التخدير العام.

ما هي أسباب استئصال المرارة؟

غالبا يتم استئصال المرارة في حال وجود ألام قوية في الحصاة الصفراوية (وهي كالتحجير وتتشكل داخل المرارة من العصارات الصفراوية)، وفي كثير من الأحيان لا تسبب هذه الحصوات أي أعراض، كما في بعض الأحيان لا يتم إدراك أعراضها، ووجود هذه الحصوات قد يمنع تدفق العصارة الصفراوية وتهييج المرارة، وهذا ما يعرف بالتهاب المرارة الحاد أو التهاب البنكرياس الحاد، ويشمل أعراضه ما يلي:

  • آلام شديدة في البطن وبشكل مفاجئ.
  • الشعور بالتعب وعدم الارتياح.
  • اصفرار الجلد، وزيادة بياض العينين وذلك ما يسمى باليرقان.

قبل استئصال المرارة يتم تناول أقراص من أجل إذابة تلك الحصوات، ولكن في كثير من الأحيان قد لا تفي بالغرض ويكون استئصال المرارة هو العلاج الأكثر فعالية.

التعافي بعد جراحة استئصال المرارة

في أغلب الأحيان، يتم التعافي من استئصال المرارة وفق طريقة المنظار في وقت قصير بما يقارب الأسبوعين.

أما بالنسبة لاستئصال المرارة المفتوح، قد تستغرق وقتًا أطول للتعافي بما يقارب 8 أسابيع، وقد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى حوالي 5 أيام.

هل يعمل الجسم بشكلٍ طبيعي بدون مرارة؟

 يمكن للجسم متابعة وظائفه بشكل طبيعي بدون المرارة، حيث يستمر الكبد بإفراز العصارة الصفراوية لهضم دهون الطعام، ولكن عوضًا من تخزينه في المرارة، فإنه يتقطر بشكل مستمر في الجهاز الهضمي.

يوصي الطبيب الجراح بإتباع نظام غذائي صحي وخاص قبل الخضوع للعملية، ولكن بعد الانتهاء منها لا داعي للاستمرار به.

ما هي المشاكل التي قد تحدث بعد استئصال المرارة؟

استئصال المرارة إجراء آمن، ولكن بعض الأشخاص قد يعانون من إسهال أو انتفاخ بعد عملية الجراحة، وتتحسن هذه الأعراض خلال أسابيع قليلة، وعند تناول بعض المشروبات أو الأطعمة التي قد تثير تلك الأعراض، حينها يجب تجنبها أو الحد منها قدر الإمكان.

من المحتمل أيضًا أن يرافق استئصال المرارة مشاكل عديدة قد تحتوي بعض الخطورة، وهي:

انتقال عدوى

بعض الأشخاص قد تصاب بجروح أو عدوى داخلية وذلك بعد إجراء استئصال المرارة، وتشمل علامات العدوى ما يلي:

  • زيادة الألم
  • التورم أو الاحمرار
  • تسرب القيح من خلال الجرح

يجب مراجعة الطبيب المختص في حال ظهور هذه الأعراض، لتقديم المشورة الطبية.

نزيف بعد العملية

بالرغم من أن النزيف بعد عملية استئصال المرارة نادر الحدوث، ولكن في حال حدوثه قد يحتاج المريض لإجراء عملية أخرى لوقف النزيف.

تسرب العصارة الصفراوية

أثناء إزالة المرارة يتم إغلاق الأنبوب الواصل بين القناة الصفراوية والمرارة بواسطة مشابك خاصة، ولكن نادرًا ما قد يحدث تسرب للسائل الصفراوي إلى البطن بعد إجراء استئصال المرارة، ومن الأعراض المرافقة لذلك، ما يلي:

أثناء إجراء العملية يجب التميز بين أمرين، الأول أن السائل الصفراوي المتسرب في البطن قد يتم تصريفه بشكل طبيعي، أما الثاني إذا لم يتم تصريفه بشكل طبيعي فيلزم بإجراء عملية جراحية لتصريفه وغسل البطن من الداخل، وتعتبر هذه الحالة نادرة الحدوث نسبيًا حيث لا تشكل 1% من الحالات.

إصابة في القناة الصفراوية

قد يحدث تلف في القناة الصفراوية أثناء إجراء استئصال المرارة، وفي حال حدوثه يتم معالجته على الفور، وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى إجراء عمليات أخرى لمعالجته.

إصابة الأوعية الدموية والأمعاء

إن الأدوات الجراحية التي تستخدم لإزالة المرارة قد تؤدي في حالات نادرة إلى إصابة الأعضاء المحيطة لها كالأوعية الدموية والأمعاء، حيث يمكن معالجتها أثناء إجراء العملية، ولكن من المحتمل ألا يتم ملاحظة هذه الإصابات إلا بعد عدة أيام من إجراء العملية مما يلزم إلى إجراء عملية أخرى.

تجلط في الأوردة العميقة (الغير سطحية)

بعد إجراء الجراحة قد يتعرض بعض الأشخاص إلى الإصابة بجلطات الدم، ويعرف ذلك بما يسمى تخثر الأوردة العميقة (DVT)، وغالبًا ما يحدث ذلك في وريد الساق، وقد يشكل ذلك خطورة لأن الجلطة من المحتمل أن تنتقل إلى أي وريد في الجسم كالانصمام الرئوي الذي يؤدي إلى منع تدفق الدم للرئتين.

هل يمكن أن تعود أعراض حصى المرارة بعد استئصالها؟

في حالات نادرة الحدوث قد تعود الأعراض التي تسببها الحصاة الصفراوية بعد استئصال المرارة، وهذا ما يسمى بمتلازمة ما بعد استئصال المرارة (PCS)، ويعتقد الباحثون أنه يحدث ذلك عندما تتسرب العصارة الصفراوية إلى أعضاء الجسم كالمعدة أو عدم تنظيف القنوات الصفراوية بشكل كامل من حصوات المرارة.

قد تستمر هذه الأعراض لمدة قصيرة وتكون خفيفة بعض الشيء، ولكن من المحتمل أن تستمر لأشهر، حينها يجب مراجعة الطبيب الجراح للحصول على المشورة الطبية.

المصدر

استئصال المرارة– خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله