تخسيس الأطفال بدون رجيم وبدون الشعور بالجوع

إذا كان طفلك يعاني من زيادة الوزن، فهناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام به لمساعدته، هناك طرق تساهم في تخسيس الأطفال بدون رجيم وبدون الشعور بالجوع فقط من خلال اختيار الأطعمة المناسبة.

بالنسبة للوالدين، قد يكون من الصعب عليهم أن يشاهدوا طفلهم يعاني من الوزن الزائد، والمشكلة أن هذه الظاهرة قد أصبحت أكثر انتشارًا في كل دول العالم، حيث نجد المزيد من الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في سن صغيرة.

إن المحافظة على وزنٍ صحي للطفل هو أمر في غاية الأهمية، فقد بينت الأبحاث أن الأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي يتمتعون أيضًا بلياقة بدنية جيدة ويكونون أكثر قدرة على التعلم ويملكون ثقة أكبر بأنفسهم.

هذا يعني أن زيادة وزن الطفل سيؤدي إلى تقليل احترامه لذاته، وقد تؤدي إلى تعرضه للتنمر في المدرسة، مما يزيد من احتمال معاناته من مشاكل صحية ونفسية في المستقبل.

إليك ما يجب القيام به إذا كنت تريد أن تساعد طفلك على تخفيف وزنه دون حمية غذائية صارمة من الصعب تطبيقها.

ملاحظة هامة

إذا كانت زيادة وزن طفلك تؤدي إلى معاناته من مشاكل صحية، فإن النصائح التي سوف نذكرها في هذه المقالة قد لا تكون مناسبة له، يجب عليك أولًا أن تراجع طبيب الأطفال أو الطبيب العام أو طبيب تغذية للحصول على النصائح.

خطوات النجاح لتخفيف الوزن

إذا كان طفلك يرغب في تخفيف وزنه، فهناك 5 نقاط الرئيسية ستكون مساعدة بالنسبة له وهي:

  • كن قدوة جيدة لطفلك.
  • شجع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط بدني لمدة 30 دقيقة في اليوم.
  • قدم لطفلك أطعمة صحية ومشروبات ووجبات صحية خفيفة.
  • لا تسمح للطفل بأن يقضي وقتًا طويلًا أمام شاشة التلفاز أو الهاتف المحمول أو أي جهاز أخر.
  • يجب ضمان أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم.

هل يمكن تخفيف وزن الطفل دون حمية أو ريجيم؟

نعم يمكن ذلك، الموضوع يتطلب بعض الوقت والصبر، والمفتاح في تحقيق ذلك هو اختيار الأطعمة المناسبة التي تحارب الجوع وتضمن أنه لن يتناول المزيد من الأطعمة التي تزيد وزنه.

إليك توضيحا لما نقصده:

يجب تجنب الكربوهيدرات النشوية

إذا كان الطفل يتناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات النشوية، فإنها وزنه سوف يزداد. يقول المستشار “ديفيد لودفيج”، وهو أستاذ مشارك في طب الأطفال بجامعة هارفرد ومدير برنامج الوزن المثالي والحياة في مستشفى بوسطن للأطفال، أن معظم الكربوهيدرات النشوية الموجودة في الخبز والأرز الأبيض والبطاطا يتم امتصاص السكر منها بعد فتره وجيزة من تناولها.

لهذا السبب، ينصح الدكتور لودفيج بأن يبدأ الطفل يومه بتناول البيض أو أي مصدر آخر للبروتينات، فهذا لا يساعده فقط على الشعور بالشبع، بل يساعده على إنقاص الوزن.

يشعر الدكتور لودفيج بالقلق البالغ لزيادة عدد الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد، خاصةً أن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 – 11 سنة والذين يعانون من زيادة الوزن تضاعف خلال الأعوام الـ 25 الأخيرة، ويبدو أن الوضع سيزداد سوءا، فهؤلاء الأطفال يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما يمكن أن يعانوا من الفشل الكلوي في المستقبل.

يعتقد الدكتور لودفيج أن السبب الرئيسي لزيادة عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن خلال العقود الأخيرة يعود إلى الزيادة الكبيرة في الاعتماد على الوجبات الخفيفة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات.

فهم مؤشر السكر في الدم

مؤشر السكر في الدم هو أيضًا مفتاح هام لخسارة الوزن، وهو مقياس يشير إلى سرعة تحول الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة التي نتناولها إلى سكر الجلوكوز، فقد أظهرت الدراسات أنه عندما يأكل الطفل وجبةً غذائية فيها الكثير من الكربوهيدرات ذات مؤشر السكر في الدم المرتفع، فإن مستوى سكر الجلوكوز في الدم سوف يرتفع بسرعة ثم ينخفض بسرعة أيضًا لأن الجسم يفرز هرمون الأنسولين، هذا الانخفاض في مستوى سكر الجلوكوز في الدم يجعل الطفل يشعر بالجوع من جديد.

لهذا السبب، يجب الاعتماد على وجبات تحتوي على نسبة الكربوهيدرات ذات مؤشر السكر في الدم المنخفض، هذه الوجبات يتم هضمها بشكلٍ أبطأ، مما يعني أن الطفل سيشعر بالشبع لفترة أطول.

بشكلٍ عام، الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات لا تزيد نسبة السكر في الدم هي تلك التي تحتوي على الألياف والتي لم يتم معالجتها.

ليست كل الخضار والفواكه مناسبة للطفل الذي يعاني زيادة الوزن

الخضار والفواكه مفيدة جدًا وتحتوي على المعادن والفيتامينات الضرورية لنمو الطفل بشكلٍ طبيعي، لكن بعض أنواع هذه الخضار والفواكه مثل الذرة والبطاطا ومعظم الفواكه الاستوائية كالموز والأناناس يكون مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفع فيها.

يقول الدكتور لودفيج: “انصح الإباء بإضافة الأطعمة التي تحتوي على البروتينات إلى معظم الوجبات التي يتناولها الطفل، فهذه البروتينات تجعله يشعر بالشبع بسرعة، ولن يشعر بالجوع بعد فترة قصيرة، كما أنها تساهم في إفراز هرمون يساعد الجسم على استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة”.

الدهون ليست دائمًا المشكلة

الدهون الصحية مثل الزيوت غير المشبعة والدهون الموجودة في المكسرات والأفوكادو تبطئ عملية الهضم، لذلك تعتبر مفيدة، كما أنها ضرورية لتركيب أغشية الخلايا في الجسم، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على عمل جهاز المناعة والجهاز العصبي وصحة الطفل العامة.

تجنب الأطعمة المعالجة

يقول الدكتور لودفيج، الأطعمة المعالجة لا تشبه أي شيء موجود في الطبيعة، وهي نادرًا ما تكون مفيدة للصحة، لذلك، اختر الأطعمة غير المعالجة مثل خبز القمح الكامل ودقيق الشوفان والأرز البني.

يمكن أن يؤثر الطعام على سلوك الطفل

إذا تناول الطفل وجبة تحتوي على كمية كبيرة من السكر، فإن جسمه سيفرز هرمون الأنسولين الذي يعمل على إدخال السكر في الخلايا وتخزينه فيها بدلًا من بقائه في الدم، هذا يعني أن الطفل سيشعر بانخفاض السكر في دمه بعد فترة قصيرة من تناول الوجبات الغنية بالسكر، ويمكن لذلك أن يؤدي إلى زيادة هرمون الإجهاد المعروف باسم الأدرينالين، والذي سيجعل الطفل يتصرف بشكلٍ غريب ويصبح سريع الانفعال والغضب وغير قادرٍ على التركيز في دروسه وحفظها.

لا يجب أن يشعر الطفل بالحرمان

إن الرغبة في تخفيف وزن الطفل لا ينبغي أن تجعلنا نجبره على اتباع نظامٍ غذائيٍ صارمٍ يؤدي إلى شعوره بالجوع والحرمان من الأطعمة التي يفضلها.

بدلًا من ذلك، يجب التركيز على تقديم طعام مناسب للطفل ذو مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم، وتذكر أن عليك أن تدعم الطفل وتقف إلى جانبه وتساعده في اختيار الأطعمة التي يتناولها، يجب أن يشارك الطفل في اختيار هذه الأطعمة أيضًا وأن ويبدي رأيه فيها، ويجب عليك تقديم النصيحة له حتى يشعر بالرضا عما يتناوله.

قائمه بالأطعمة المناسبة وغير المناسبة للطفل

لكي نكون واضحين، إليك قائمة ببعض الأطعمة التي يجب تجنبها لأنها ذات مؤشر مرتفع لنسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى أطعمة مناسبة يجب إضافتها إلى نظام الطفل الغذائي:

الأطعمة التي يجب تجنبها:

كل الأطعمة المعالجة وتلك على التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر وقليلة الألياف مثل البطاطا والأرز الأبيض ورقائق البطاطا والبطاطا المقلية والمربى والحليب واللبن المحلى والخبز الأبيض والفطائر والبسكويت والبيتزا والفشار والمعجنات ومعظم أنواع الحبوب واللبن المجمد.

الأطعمة التي يمكن إضافتها:

البروكلي والجزر والأفوكادو والتفاح والتوت والفول ودقيق الشوفان والمكسرات وزبدة الفول السوداني غير المحلاة واللبن العادي والحليب (المحلى بالعسل والفاكهة) والجبن.

أخيرًا، إذا كان طفلك يعاني من زيادة مفرطة في الوزن أو يواجه أي مشاكل صحية نتيجة زيادة وزنه، فإن النصائح المذكورة أعلاه قد لا تكون كافية للسيطرة على المشكلة، ويجب عليك استشارة الطبيب أو خبير تغذية لمساعدته على خسارة الوزن.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله