ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال – الأسباب والأعراض والعلاج

البوتاسيوم هو معدن ضروري لجسمنا. في الواقع، يلعب هذا العنصر دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن المائي وهو مهم للوظائف العصبية والعضلية ووظائف القلب. يتم استيعاب البوتاسيوم في الأمعاء ثم يمرر إلى الدم، وفي حال زيادة البوتاسيوم يتم تصفيته من قبل الكلى. لكن عندما تكون الكلى غير قادرة على أداء وظيفتها بشكل صحيح، يزيد مستوى البوتاسيوم في الدم (فرط بوتاسيوم الدم). ومع ذلك، قد تساهم عوامل أخرى في هذه الزيادة، بما في ذلك تناول كميات أكبر من الطعام وتناول بعض الأدوية.

وجود مستوى عالٍ من البوتاسيوم في الدم له عواقب وخيمة جدًا على الصحة، خاصةً على القلب والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز العصبي.

ارتفاع البوتاسيوم عند الاطفال

دور البوتاسيوم والبيولوجي

البوتاسيوم هو ملح معدني يشارك في عمليات فسيولوجية مختلفة داخل الجسم. جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم والصوديوم، يؤدي البوتاسيوم عدة وظائف مهمة، بما في ذلك:

  • يحافظ على وظائف الغشاء الكهربائية للخلايا، والتي تعتبر ضرورية للتوصيل النبضي العصبي وتقلص العضلات.
  • داخل الخلايا، ينظم توازن الحمض القاعدي (أي الرقم الهيدروجيني) والضغط التناضحي.
  • يعزز عمل الأنزيمات المشاركة في الاستقلاب داخل الخلية.
  • يساهم في الحفاظ على إيقاع القلب الطبيعي.
  • يشارك في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي وتخميد آثار الصوديوم.

يدخل البوتاسيوم في الجسم من خلال التغذية، ولكن للحفاظ على مستوياته ضمن المعدل الطبيعي، يمكن للجسم اللجوء إلى احتياطيات العنصر الموجود داخل الخلايا، وهذا يتوقف على احتياجات الأعضاء والأنسجة.

على أي حال، يكون الجسم غير قادر على إنتاج البوتاسيوم ذاتيًا، لهذا السبب، فمن المستحسن تنظيم الحصول عليه من النظام الغذائي. وتكون الكلى هي التي تتدخل في حال كان من الضروري زيادة إفراز المعدن أو إعادة امتصاصه.

ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال

يمكن أن يكون سبب ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال بسبب زيادة الاحتياطات من هذا العنصر في الجسم (نتيجة زيادة تناول الطعام أو الخلل الكلوي).

قد تكون أسباب ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال خارجية أو داخلية. وإن تغيير توازن البوتاسيوم قد يكون مميتًا ويتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

اختبار نسبة البوتاسيوم في الدم

غالباً ما يتم تقييم البوتاسيوم كجزء من التحاليل الروتينية لرصد الصحة العامة.

قد يطلب الطبيب هذا التقييم في الحالات التي يعاني فيها الطفل من ارتفاع ضغط الدم أو يظهر أعراض فرط بوتاسيوم الدم، بالإضافة إلى ذلك، ويوصف الاختبار في حالة قصور القلب والقصور الكلوي.

ما هي القيم الطبيعية؟

تركيز البوتاسيوم في الدم يكون طبيعيًا إذا كانت قيمته بين 3.5 و 5.0 ميليكل / لتر. وتعتمد القيمة على عدة عوامل، بما في ذلك: الهرمونات، درجة الحموضة في الدم، المدخول الغذائي، وظيفة الكلى، بالإيقاع اليومي.

تشير القيم التي تزيد عن 5.0 إلى فرط بوتاسيوم الدم. وعلى وجه الخصوص، نحن نعتبر:

  • فرط بوتاسيوم الدم الخفيف: قيمه تتراوح بين 5.0 – 5.9
  • فرط بوتاسيوم الدم المعتدل: 6.0 – 6.4
  • فرط بوتاسيوم الدم الشديد: قيمه أكثر 6.5
  • قيمة البوتاسيوم التي تصل إلى أكثر من 10 ميليكل / لتر هي قيم مهددة للحياة.

في سياق القصور الكلوي، بسبب انخفاض قدرة الجهاز على التخلص من البوتاسيوم بشكل صحيح.

أسباب ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال

ارتفاع البوتاسيوم في الدم عند الأطفال يمكن أن يحدث بسبب واحد أو أكثر الشروط التالية:

  • ضعف وظائف الكلى (اعتلال الكلية، الفشل الحاد والمزمن، الحماض الأنبوبي).
  • زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم.
  • الصيام.
  • نقص الأنسولين.
  • ارتفاع السكر في الدم.
  • مرض السكري.
  • السكري الحماض الكيتوني.
  • مرض أديسون.
  • الذئبة الحمامية.
  • فقر الدم المنجلي.
  • الالتهابات.
  • الجفاف.
  • الجهد البدني الشديد
  • تشوهات كريات الدم الحمراء أو كثرة الصفيحات وزيادة عدد الكريات البيضاء.

قد يعتمد فرط بوتاسيوم الدم على زيادة هدم الأنسجة، كما في حالة:

  • نزيف الأنسجة الرخوة أو الجهاز الهضمي.
  • انحلال الدم الحاد داخل الأوعية الدموية.
  • موت الخلايا ونخر الأنسجة.
  • متلازمة تحلل الورم.

وقد يتكرر حدوث ارتفاع البوتاسيوم في حال:

  • الضرر الميكانيكي الخلوي.
  • تحلل العضلات (انحلال الربيدات).
  • الحروق الشديدة.
  • قصور الغدة الكظرية.

يمكن أن تحدث الزيادة في البوتاسيوم أيضًا لأسباب علاجية، مثل نقل الدم بكميات كبيرة والعلاج الكيميائي وتناول المكملات أو الأدوية التي تحتوي على أملاح البوتاسيوم (مثل البنسلين G أو فوسفات البوتاسيوم).

الأدوية الأخرى التي تسبب على الأغلب فرط بوتاسيوم الدم تشمل:

  • مدرات البول (مثل تريامتيرين والسبيرونولاكتون).
  • مضادات الالتهابات غير الستيرودية (مثل ايبوبروفين وديكلوفيناك).
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (مثل اللوسارتان).
  • الأدوية المستخدمة لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
  • حاصرات β (مثل أتينولول).
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • السارتان (الذي يؤثر على الألدوستيرون في إفراز البوتاسيوم).

الأعراض المرتبطة المحتملة

المظاهر السريرية لفرط بوتاسيوم الدم بشكل عام هي مظاهر عصبية وعضلية وتشمل:

  • التعب العام.
  • صعوبة في التنفس.
  • تنمل.
  • ضعف وتشنج العضلات.
  • الإحساس بثقل في الساقين.
  • ألم في البطن مع غثيان وقيء وإسهال.

الضرر الأهم يحدث في مستوى القلب، ويشمل اضطرابات في ضربات القلب أو بطئ نبضات القلب و / أو الرجفان البطيني وحتى الانقباض والسكتة القلبية.

كيف تقيس نسبة البوتاسيوم

اختبار البوتاسيوم هو تحليل مختبري يتم إجراؤه بعد أخذ عينة دم من الجسم.

الإعداد للاختبار

لا يوجد قواعد مطلوبة قبل الخضوع لاختبار البوتاسيوم. لكن ينصح بالصيام، حتى لو لم يكن ذلك ضروريًا. وتذكر أن تخبر طبيبك بنوع العلاج الدوائي الذي تتبعه، لأن العديد من الأدوية يمكن أن تؤثر على نتيجة التحليل.

كما يمكن أن تؤثر الطريقة المستخدمة لإجراء أخذ العينات والفحص على مستويات البوتاسيوم. من بين العوامل التي يمكن أن تسبب ارتفاع قيم البوتاسيوم بسبب التنفيذ الخاطئ للتحليل:

  • حبس الدم في اليد بعاصبة ضيقة.
  • المرضى الذين يفتحون ويغلقون قبضتهم بقوة أثناء سحب الدم.
  • يتم تحليل العينات بعد فترة طويلة.
  • سحب الدم بسرعة إلى الأنبوب.

في هذه الحالات، يجب على الطبيب أن يفكر بعناية شديدة فيما إذا كان سيتم تكرار تقييم البوتاسيوم وكيفية ذلك.

تفسير النتائج

يمكن أن تحدث الزيادة في البوتاسيوم بسبب العديد من الأمراض، بما فيها أمراض الكلى ومرض السكري غير المسيطر عليه والجفاف.

من بين الأسباب الأكثر شيوعا لارتفاع البوتاسيوم في الدم عند الأطفال تعاطي أدوية مثل مثبطات ACE، ومدرات البول وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.

في أي حال، يجب تقييم نتائج التحاليل ككل من قبل الطبيب المختص، الذي يعرف صورة المريض جيدًا. وتعتمد الإدارة العلاجية لفرط بوتاسيوم الدم على شدته وآليته.

علاج ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال

يمكن أن يشمل العلاج:

  • الحد من تناول الطعام الذي يحتوي على البوتاسيوم.
  • تعليق العلاجات التي تسبب فرط البوتاسيوم في الدم.
  • استخدام العقاقير لزيادة إفراز البوتاسيوم.

كيفية السيطرة على البوتاسيوم في الدم؟

في حالة فرط بوتاسيوم الدم، قد يصف الطبيب راتنجات التبادل الأيوني (مبلمرات التبادل الأيوني) التي تعمل في الأمعاء للسيطرة على البوتاسيوم الموجود في الغذاء. هذا يؤدي إلى التخلص من البوتاسيوم عن طريق البراز ويقلل من الكمية الممتصة في الدم.

يمكن لممارسة النشاط البدني بانتظام أن تساعد في التخلص من البوتاسيوم عن طريق التعرق. لا تحتاج إلى القيام بتمارين مرهقة، ولكن فقط المشي أو ركوب الدراجة.

من المستحسن خفض استهلاك الأغذية الغنية بالبوتاسيوم (مثل الموز والجوز واللوز والزبيب والصنوبر).

كيفية تحضير الطعام لخفض مستوى البوتاسيوم

مع بعض الاحتياطات، يمكن أن يؤثر إعداد الطعام على كمية البوتاسيوم المأخوذ من النظام الغذائي.

قبل الاستهلاك، من المستحسن قطع البطاطا والخضار النيئة إلى قطع صغيرة، ونقعها في الكثير من الماء الفاتر لمدة ساعتين تقريبًا، مع تغيير الماء مرة واحدة على الأقل. بهذه الطريقة سيتم إزالة كمية كبيرة من البوتاسيوم (فهذا العنصر يذوب في الماء). بعد ذلك، قم باستنزاف ما تبقى من البوتاسيوم من خلال الطهي وإزالة القشور إذا كان ذلك ممكنًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله