الطريقة الإيجابية في تربية الطفل صحح مفهُومك عنها وإلا ستندم

مهمة الآباء والأُمهات ليست مهمة سهلة بالمرة، وتربية الطفل هي الوظيفة الوحيدة التي تأتي دون اختيار من أحدهما، ولكن في المُقابل هي ذات عائد عظيم ورائع جدًا إذا تمت بطريقة صحيحة، وحقيقةً ليس هُناك من نموذج مُعين لتربية الطفل تربية إيجابية، ولا كيفية الوصول لمُسمى أُم مثالية، فلكل صغير خِصال فريدة خاصة به، لذا ليس هُناك طريقة مُعينة تتماشى مع كل الأطفال، وهُناك الكثير من التحديات لأي طريقة يسلكها الآباء والأمهات في تربية الطفل تربية إيجابية.

ما نريد التنويه عنه في موضوعنا اليوم والذي أراه أنا من أهم الموضوعات، أن هُناك قواعد وإرشادات عامة يستطيع الجميع أن يتبعها لنصل بأطفالنا إلى تربية صالحة وسليمة أخلاقيًا وسلوكيًا وجسديًا، فقد قمنا بجمع تلك الإرشادات لنكون معك ونساندك في رحلتك، وعونًا لكِ في مهمتك الشاقة.

صحح مفهُومك عن الاهتمام والحب في تربية الطفل

الطريقة الإيجابية في تربية الطفل

فقد أصبحت اليوم تربية الطفل من أصعب المشكلات التي تواجهنا في حياتنا؛ لأن الطفل اليوم أصبح يحاورك كالراشد، وأصبح هُناك العديد من المشكلات التي تعوق تربية الطفل تربية سليمة يكسوها الأخلاق الحميدة والنزاهة والأمانة والتهذيب، عليك أن تواجه/ي كل ما ظهر من تكنولوجيا حديثة تبث في عقل الطفل ما تُريد.

فكلًا منا يفهم ويهتم لأمر أبنائه ويحبهم، ولكن هُناك الكثير من الأمهات يفهمون الحب والاهتمام بالطفل بطريقة خاطئة، منهم من يفهم أن ظهور تلك المشاعر للطفل سيجعل منه طفل مُدلل، وخصوصًا أن هذا الجيل على درجة عالية من الذكاء، وما عادت تُوجد براءة الأطفال كما كانت قديمًا، فالطفل اليوم أصبح يعلم جيدًا كيف يُساوم على نيل ما يُريده، وتجد أنه يُجادلك كشخصٍ راشد وهو في سن الأربع سنوات.

على الجانب الآخر هُناك آباء وأمهات يرون أن الحب والاهتمام بالطفل هو أن يُدللوه طوال الوقت ولا يُحرم من شيء ظنًا منهم أنه من حقه عليهم ذلك لحين أن يكبر، والمفهوم الصحيح للاهتمام والحب له قواعد واضحة وسأذكرها فيما يلي:

الموازنة بين الشدة واللين

الطريقة الإيجابية في تربية الطفل

كوني على علم سيدتي أنكِ ستواجهين مع طفلك أيامًا محبطة كما ستقابلين أيامًا من أحلى وأجمل أيامك، لذا لا بد من الموازنة بين الأمرين وهو عدم الجفاء طوال الوقت وعدم التدليل طوال الوقت؛ لأن الصغير يحتاج من الوالدين كلمات تشجيعية تحفزه على السلوك الحسن، ويحتاج الصغير من حينًا لآخر لحضن صادق من أحد الوالدين كهدية له من والديه.

حاولي أن يُترجم حبك لطفلك ليشعر به ويراه الطفل من خلال تصرفاتك وكلماتك، فحبك الصادق لطفلك سيصل إليه بلمسة من يدك على رأسه الصغير، سيسعد صغيرك جدًا عندما تتركين عملًا بيدك لأجل أن تقولي له: (مين حبيب ماما؟)، وأن يكون حبكِ غير مشروط.

أجعلي إظهار حبك لطفلك حدود تقف عند الخطأ، فكل شيء يزيد عن الحد ينقلب حتمًا إلى الضد، فأغلبنا يحاولون إظهار الحب والاهتمام للصغار بشكلٍ مُبالغ فيه ظنًا منهم أنهم يعززون ثقته بنفسه، ولكن في مُعظم هذه الحالات تنجرف منهم الدفة لتسير السفينة عكس الاتجاه وهي إنتاج الشخصيات المُدللة والغير ناضجة.

قد أفادت دراسات عديدة أن الطفل من عمر الثلاثة سنوات يُلاحظ عليه أنه بدأ تكوين شخصيته المُكتسبة من ردة فعلك تجاه تصرفاته، فالطفل عندما يرغب في حصوله على شيء تراه يصرخ ويبكي بشدة، فإذا كانت ردة فعلك الاستجابة له ظنًا منك أنك تُظهر له الحب والحنان سيكون نتيجة هذا صراخ كلما رغب بشيء.

هو بالفعل ليس بالطفل غير المهذب ولكن هو اعتاد ردة فعلك الإيجابية في كل شيء، فأنتِ دون دراية تضعين الأُسس لبناء شخصية غير ناضجة، فالصغير تنغرس بداخله في عمر مُبكر مبادئ حب النفس ولا بد من أن تكون كل مطالبه مُجابة، ومن يقولون: (عندما يكبر سيفهم ويكون أكثر عقلًا فالطفل ما زال صغيرًا ولا ينبغي الشدة في البداية) هذا من الخطأ الشائع.

له صلة: وسائل تنمية ذكاء الطفل وعلاقة الذكاء بالوراثة (اعتني بطفلك)

الاستماع إلى الطفل

علينا وقبل أن نبدأ في الحديث عن هذه النقطة أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل لا يستحق طفلي جزءًا من وقتي؟؟

عند إجابتك على هذا السؤال ستجد/ي أنه رغم ازدحام الحياة بالمسؤوليات العديدة، والانشغال بكثرة الأعمال يتوجب عليكِ تخصيص بعض الوقت للاستماع لصغيرك، فهذا سيوطد العلاقة بينكما، دعيه يتحدث عن مشاكله وأحلامه الصغيرة، أحداث يومه وما عليكِ سوى الإنصات وستكتشفين أن هذا الوقت لم يضيع عليكِ فائدة من فوائد الحياة بل العكس تمامًا، ستكسبين شخصًا سليم الشخصية.

تحديد قواعد داخل البيت

الطريقة الإيجابية في تربية الطفل

تربية الطفل أحيانًا تتطلب الحزم في بعض الأمور وهي:

  • حددي لطفلك مواعيد يتعلم منها الالتزام، كمعاد للنوم، ومعاد للعب، ومعاد لمذاكرة الواجب المدرسي، فقد لا ترين نتيجة هذه الطريقة سريعًا ولكنها هامة له في حياته المُستقبلية.
  • قولي (لا) في الأمور التي تستلزم ذلك، أجعل (نعم) في مقابل (لا) حتى لا يفقد الطفل الأمل من عمل شيء جيد، وإذا لزم الأمر أن تكون (لا) في معظم كلامك فكن مرنًا وضع بديلًا لها كـ (ليس جيدًا)، أو (لا ترتدي هذا الزي) بل عليك قول: (هذا الزي جميل ولكن جرب هذا ستجده أجمل) حتى لا تنهي الكلام ولا يجد طفلك سبيلًا، غير أن الطفل أداة ناسخة لما تفعل أو تقول، كما أنه يقلدك في كل شيء فلا تجعل (لا) على لسانه طول الوقت.
  • العقاب عند الخطأ وليس بالضرب ويكون العقاب بمنعه عن فعل شيء يحبه، أو خصامه، أو منعه التنزه لبعض الوقت.

وهذا الفيديو يشرح كيف نتعامل مع كلمة لا عند الطفل وهي أكثر الكلمات تداولًا على ألسنة الأطفال لدكتور/ مصطفى أبو سعد

https://youtu.be/7-17Hu8LIas

من قواعد تربية الطفل التحفيز الإيجابي

تربية الطفل تتطلب ألا تنتقدي الطفل طوال الوقت، بل قوّمي سلوكه بالإعجاب والتشجيع فهو يحتاج لسماع كلمة (أحسنت) عند التصرف الجيد أو عند سماعه لكلامك، ولا تقومين بتوبيخه وذكر مساوئ فعلها طفلك باستمرار، ولا تقارنيه بغيره ممن في مثل سنة؛ حتى لا يزيد شعوره بالغيرة ويكون حاقد على الغير، وتكون نتيجة سلوكك لهذه الطريقة مُخيبة للآمال وغير مُجدية.

وقبل أن تُعلم/ي طفلك الإيجابية لا بد أن تكون أنت إيجابيًا أولًا، والإيجابية مبدئها الثقة بالنفس ودراسة الطفل وفهمه جيدًا، وأن تكن إيجابيًا لا يُعني تساهلك في كل شيء، لكن تساهل بحدود تضعها لا يمكن للصغير تخطيها أو تجاوزها.

رأي د/ تانيا بايرون عن هذه الجزئية، وهي أخصائية بريطانية شهيرة في نمو وتطور الأطفال تقول: “الأبوة والأمومة لا تعني عمل الشيء الصحيح دائمًا؛ بل أن يستطيعوا التعايش مع صعوبات الحياة، والوقوع في الخطأ، والشعور بالقلق وقلة السعادة، ولكن بالرغم من كل هذا يكون لديهم إيمان قوي وراسخ بأن الأمور سوف تتحسن بمرور الوقت، فقد صنعوا الرابطة والعلاقة الإيجابية مع طفلهم لذلك باستطاعتهم أن يتعايشوا مع كل الأوضاع وبثقة كبيرة”.

عليك تحفيز السلوك الإيجابي لدى الطفل وهذا ليس معناه البحث عن السلبيات، لكن التفكير كيف تجعل الأمور إيجابية، ولا تترددي في مدح طفلك والثناء على خِصاله إذا أحسن التصرف دون مقارنته مع أقرانه أو المعايرة عند الخطأ.

وهذا الفيديو يشرح الطريقة الإيجابية في تربية الطفل

التماسك أمام الطفل وقت الغضب

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

كوني مُتماسكة وحاسمة عند قرارك بفعل شيء مُعين أو عدمه ولا تتنازلي مهما كلفتك مراوغته ومعارضته لكِ، وعندما لا يجد مفر سيقوم بالاستسلام والخضوع لقرارك فكوني صلبة وحاسمة ولا تترددي.

أهمية دور كلا الوالدين في حياته

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

لا ينبغي تهميش دور أحد الوالدين في تربية الطفل وحياته، فلكلا الوالدين واجبه تجاه الصغير حتى لو كان تواجدك معه في كل ما يخصه، ولكن على الوالدين تبادل المهام وتقسيمها قدر المُستطاع حتى لا يشعر الطفل بالإهمال، كاصطحاب الطفل لنزهه أو تمارين رياضية لتشجيعه، أو مُقابلة أصدقائهم، أو بإشراكهم في عمل تقومين به كالطبخ أو العمل التطوعي.

أن تتركيه يتعلم من تجربته بنفسه

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

دعي طفلك يُخطئ ويتعلم من خطاءه، وليس خطأ أن تتركي له مساحة من الحُرية ولا تُقيديه بـكثرة التوجيهات والأوامر، عليكِ فقط عزيزتي المراقبة عن بُعد، فتجربة الطفل بنفسه تُفيد الطفل ويتعلم منها أكثر من استجابته لتوجيهاتك.

تجنُب أسلوب المساومة

من الأخطاء الشائعة بكثرة في تربية الطفل أسلوب المساومة، بأن نقنع الطفل بعمل الشيء مُقابل أن ينال مكافأة، كأن نقول له: (تناول طعامك كله وسأشتري لك الحلوى)، فسيتعلم الطفل من هذه الطرق ألا يستجيب لأي توجيه إلا بنيله شيء في المُقابل فينشئ شخص مادي لا يهتم إلا بمصلحته فقط.

أعرفي مواهب وقدرات طفلك

راقبي تصرفات طفلك من بعيد لتتعرفي على مواهبه وقدراته لتنميتها ومساعدته وتشجيعه لو كانت موهبة حسنة، فليس من الصحيح أن يكتشف مواهب طفلك الغرباء ومن لا يعيشون معه، فلا تجعلي الغرباء دورهم فعال في حياة صغيرك أكثر منكِ.

ركزي على تنمية التواصل عند طفلك فهو لا يعلم أي الطُرق التي ستوصل وجهة نظره أو ما يريد، اتركيه يتحدث وأنصتي له حتى ينتهي ثم ناقشيه فيما قال وما هو مقبول وما هو غير مقبول بكل هدوء وتروي.

تخصيص أوقاتًا مميزة لطفلك

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

حاولي أن تكون هُناك بعض الأوقات المميزة لخلق ذكريات جميلة تدوم في ذاكرة الطفل، كقضاء الوقت في عمل شيء يحبه أو عمل شيء مميز في المُناسبات السعيدة كالأعياد والحفلات المدرسية، فهذا لن يكلفك الكثير ولكنه سيساوي الكثير في ذاكرة طفلك، ولا مانع من تحديد يومًا للنشاط الأسري يجمع الأسرة للشعور بالانتماء.

وجود قدوة في حياة الطفل

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

طفلك في حاجة للإعجاب بأشخاص ليكونوا مثل أعلى له، ومرجعية يُحتذى بهم، فلا ينبغي عليكِ حثه على قول الصدق بل افعلي ذلك أمامه، لا تقومي بوعده بشيء وتخلفي وعدك، فالطفل يتبع خطى والديه فانتبهي أن تضعين قدميكِ، وأنتِ كقدوة وعليكِ فعل الآتي:

  • ترك الطفل يُشاركك الرأي، فهذا السلوك يُدعم شخصية الطفل ويجعله صاحب رأي وشخصية مُستقلة، لا يعتمد على من حوله في كل أموره.
  • تجنب المنازعات أمام طفلك بل تعمد إظهار المحبة يبعث الطمأنينة في نفس طفلك.
  • ثقافة الاعتذار عند الخطأ من الوالدين.
  • احترام قرارات طفلك لتوثيق ثقته بنفسه.
  • لفت نظر الطفل أن للخطأ عواقب لا عقاب.
  • تجنب العناد لأنك ستصل مع الطفل إلى طريق مسدود.
  • اقرأ لطفلك، فالقراءة للطفل تنمي القدرات الذهنية.
  • حبب طفلك في التفاؤل لينشئ شخصًا ينظر إلى العالم بتفاؤل فيكون عنده القدرة على حل مشاكله بسهولة.
  • استئذن طفلك في الأمور التي تخصه: فالتقدير يُأسس الرجال، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أستأذن طفل عن يمينه أن يسقي الأشياخ عن يساره فقال له النبي: “أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟” رد الغُلام “لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي فيك على أحد” فأعطاه النبي الماء فشرب”.

وكما قال الشاعر أبو علاء المعري واصفًا تقليد الأبناء للأهل واتخاذهم كقدوة في جميع التصرفات سواءً كانت تصرفاتهم خطأ أو صواب:

مشى الطاووس يومًا باختيال … فقلد مشيته بنوه

فقال علام تختالون قالوا … بدأت به ونحن مُقلدوه

فخالف سيرك المعوج واعدل … فإنا إن عدلت مُعدلوه

أما تدري أبانا كل فرع … يجاري بالخطى من أدبوه

وينشأ الفتيان منا … على ما كان عوده أبوه

وينشأ ناشئ الفتيان منا … على ما كان عوّده أبوه

وهذا الفيديو يشرح التربية الإيجابية لدكتور/ مصطفى أبو سعد (الطمأنينة للطفل)

عدم إشعاره بالخزي

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

إياكِ وأن تنعتي طفلك بالكاذب أو المُخادع ظنًا منكِ أنكِ تؤنبينه على تصرف سيء قد فعله، فذلك قد يكون صورة مُشينة داخل ذهن الطفل، ويشعره بأنه شخص غير محبوب وغير مرغوب ممن حوله ومن ثم يتصرف على أساس هذه الصورة دائمًا.

وإليك الحل، قبل أن تنعت/ي طفلك بالكاذب عليكِ بالبحث وراء سبب الكذب، هل طفلك صاحب مخيلة واسعة؟ هل يخاف طفلك العقاب؟ هل سيكون العقاب بالصراخ في وجهه أم بحرمانه مما يحب أم بالضرب؟

عند كذب الطفل في أمرٍ ما كأن كسر شيئًا بالمنزل حاول/ي عدم توجيه اتهام مباشر للطفل؛ لأنه في هذه الحالة سيكون الرد بكذبه عليكِ لخوفه من رد الفعل، بل قولي مثلًا: “لا عليك سنُصلح الأمر سويًا ولكن كيف حدث ذلك احكي لي”، أو “ما رأيته عكس ما قلت فهل تحتاج لبعض الوقت للتفكير؟ بذلك تدفعيه لقول الحقيقة.

وإذا كان الطفل يكذب لأنه صاحب مخيلةً واسعة فاحذري من الإكثار من مُشاهدة الأفلام الكرتونية أو التلفاز والفيديوهات على اليوتيوب؛ وعلميه التفرقة بين الحقيقة والخيال. وإذا كان كذب الطفل بدون أسباب واضحة فعليكِ تخصيص وقت أكبر له، لأن كذبه سيكون لجلب انتباهك واهتمامك.

في أيٍ من هذه الأمور يرجع السبب الرئيسي في كذب الطفل إلى أحد الوالدين، وحالما تُصلحين مصدر الكذب سترين أنكِ تتحكمين بسلوكه.

الفوائد من التربية الإيجابية

تربية الطفل تربية سليمة وخلق سلوك إيجابي حوله وبيئة مبنية على أسس ومبادئ صحيحة وقوية سيكون له فوائد عديدة تظهر في شخصية الطفل وسلوكه وهي كالتالي:

  • الشعور بالمزيد من الثقة.
  • يزيد اعتماده على ذاته.
  • يزيد حبه لوالديه المبني على الاحترام والثقة.
  • يزيد شعوره بالأمن.

وهذا الفيديو للدكتور إبراهيم الفقي يشرح الطاقة البشرية (تربية الأولاد)

https://youtu.be/8S5hutnNslU

السن المُناسب للبدء في توجيه الطفل

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

أفادت العديد من الأبحاث أن السن المُناسب للبدء مع الطفل بدايةً من أول ثلاثة أعوام من عمر طفلك، في تلك السنوات الثلاث يكون الطفل في مرحلة التطور وتنمية قدراته بوجهٍ عام، وتلك المرحلة من التطور فوائدها كما يلي:

  • مرحلة التطور الفكري: وهو تنمية قدراته على حبه للاستطلاع وإصراره على التعرف على كل ما هو غريب.
  • مرحلة التطور العاطفي: تعليمه تبادل الحب والود والقيمة الكبيرة للبيت السعيد.
  • مرحلة التطور الاجتماعي: بخلق طفل اجتماعي حابب للحياة، علاقاته طيبة مع الأصدقاء.

الطريقة الإيجابية في تربية الطفل في الإسلام

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

لقد أهتم الإسلام الحنيف بتربية الأطفال تربية إيجابية وعنى بحقوقهم حتى قبل أن يولدوا باختيار أب صالح وأم صالحة وسمى طلاق الزوجان أبغض الحلال، فكان النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال لتعليمنا وإرشادنا لذا فقد أكد على دور كلًا من الأبوين والمسؤولية التي تقع على عاتق كلًا منهما وبين ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:

“كلكم راعٍ ومسئولٌ عن رعيّته، فالإمام راع وهو مسئولٌ عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسئولةٌ عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ وهو مسئولٌ عن رعيته” متفقٌ عليه من حديث أبن عمر رضي الله عنهما.

ومن السنة أن نؤذن للمولود في أذنه اليمنى ونُقيم في اليسرى توحيدًا وتقديسًا لله جل في علاه، عن رافع رضي الله عنه قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة” الترمذي ج4 ص97.

وعن إظهار الحب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم لا يُرحم”، وعن عبد الله بن شداد، عن أبيه، قال: “خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حُسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها.

قال: فرفعت رأسي وإذا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، أو أنه يوحى إليك، فقال: “كل ذلك لم يكن، ابني ارتجلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته”.

ما أعظمك يا رسول الله!! فهل منا من يُطيق صبرًا على طفله إلى نصف هذا؟ للأسف أصبحت أغلب منازلنا يعلوا فيها صوت الصراخ على الأطفال أكثر من أي شيء، فرفقًا بأطفالنا.

وهذا الفيديو يوضح كيف تكون العلاقات الناجحة بين الوالدين والأبناء

https://youtu.be/79aBBcXfxTY

بعض الاقتراحات لتحفيز الإيجابيات في تربية الطفل

الطريقة الايجابية في تربية الاطفال

حسن اختيار أسم الطفل
اهتمت السنة المشرفة بتربية الطفل منذ ولادته حتى في حُسن اختيار أسمه فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إذا سميتم فعبدوا” رواه الطبراني والبيهقي، هذا بخلاف من ينعتون أو يسمون أبنائهم بأسوء الأسماء، حتى لا يترك ذلك أثر سيء في حياة الطفل.

المُكافأة على سلوك الطفل الإيجابي
فهي من الخطوات الفعالة لتخفيف الحدة والتوتر داخل المنزل، وهي مقابل المُعاقبة على السلوك السلبي، وخير دليل على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كانت مكافأته للكبير والصغير بالتبسم في وجهه، والبشارة بالجنة، ومدحه بأحسن ما يُحب من الألقاب، ومداعبة الأطفال.

محاولة توجيه الأمر للطفل بطريقة إيجابية
حتى لو كان لم يتقن ما يفعله بالشكل الكافي، كأن تقول له: (أراك في قمة التركيز في واجبك المدرسي)، (أصبحت ترتب غُرفتك بشكلٍ جيد وما ينقصها سوى ترتيب ملابسك).

حاذر/ي والتفرقة بين الذكر والأنثى أو بين الإخوة بعضهم البعض
وقد حسم هذه المسألة من فوق سبع سماوات وأنه تعالى الذي بيده تحديد جنس الطفل ذكرًا كان أو أنثى بقوله تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى:50: 49].

وأخيرًا حديثنا لم ينتهي بعد، ولأهمية الموضوع اختصرناه في بعض النقاط الهامة، وعلى الوالدين عند تربية الطفل أن يعلما جيدًا أن عليهم نشأة جيل على خُلق واعي قوي عارف لقواعد دينه، يصل رحمه ويحب وطنه، طفلك يقتدي بمن يُحب فكن له خير الحبيب.

طفلك هبة الله لك فحافظ/ي عليها واتبع خير الأمور دائمًا، لا بد من ترويض النفس على الهدوء حتى تتعامل مع الأمور بحكمة، ونسأل أنفسنا من منا يُكني طفله بما يُحب سماعه؟ من منا يعتذر لطفله إذا أخطأ؟ من منا يستأذن طفله قبل أن يفعل ما يخص الطفل؟

القليل بل أقل من القليل، فبمعرفة حاجات أطفالنا تسهل مهمتنا فلا تتكبر أن تتعلم ما يحتاجه طفلك، ما زال أمامنا فرصة لتحسين سلوكنا مع أبنائنا، ولا من العيب ولا انتقاصًا من أحد الوالدين إذا تعثر عليهم الأمر وخرج عن السيطرة أن يلجؤوا للمتخصصين لتلقي المشورة فستجد تفسيرات توضح لك الطريق، داعية الله أن أكون قد قدمت بعض النصائح المفيدة في تربية الطفل، وأن يحفظ أبنائنا جميعًا اللهم آمين.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله