ما هي أسباب الدوخة المستمرة أو المتكررة؟

الدوخة هو تعبير يستخدم لوصف الشعور بالتعب وقلة الإدراك وعدم الثبات وغيرها من الأحاسيس، غالبًا تزول في وقت قصير، وربما تستمر لوقت طويل أو تظهر بشكل متكرر.

البعض قد يصرف النظر عنها، لأنها كثير من الأحيان لا تشير لأي تهديد، ولكن الحالات المتوسطة أو الشديدة قد يختلف الأمر، لذا من الضروري معرفة أسبابها وكيفية حدوثها، ومتى تشكل خطر على صحة الإنسان.

ما هي أعراض الدوخة؟

أشارت الصحة الوطنية في الولايات المتحدة، بتقسيم الدوخة من قبل الباحثين إلى أربعة أنواع، كالتالي:

  • عدم التوازن.
  • التأمل.
  • خفة الرأس.
  • الدوار.

قد لا يشكل هذا التقسيم اختلافًا عند جميع المرضى، لكن له فائدة سريرية أثناء تشخيصها عند الطبيب.

يعاني معظم المرضى من الوصف الدقيق لأعراض للدوخة، ولكن الأكثر انتشارًا هي:

  • الشعور بالدوران.
  • الشعور بالإغماء في بعض الحالات.
  • فقدان التوازن.
  • الرغبة الشديدة في الاسترخاء.
  • الشعور بعدم التركيز والإدراك.
  • الشعور بالدوخة أثناء تحريك الرأس.
  • بعض الحالات فقدان السمع لفترة قصيرة وقد يحدث بجانب واحد.

قد تزداد هذه الأعراض أثناء الوقوف السريع أو المفاجئ، وأثناء السير أيضًا، وفي بعض الحالات ظهر الشعور بالغثيان والرغبة الشديدة في الاستلقاء.

غالبًا ما تحدث هذه الأعراض بشكل متكرر، ولفترة قصيرة، باستثناء الحالات الشديدة فقد تستمر لوقت أطول.

ما هي أسباب الدوخة المستمرة؟

تشترك الدوخة في أعراض العديد من الأمراض، وهذا ما يجعل تحديد سببها أمرً في غاية الصعوبة، وبالأخص إذا حدثت بشكل متكرر ومستمر، ذلك سيجعل من تشخيصها أمرًا صعبًا. إن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الدوخة المستمرة هي:

الاضطرابات في الإذن الداخلية (الجهاز الدهليزي)

يحافظ الجسم على توازنه مع السيالات الحسية من خلال ثلاثة أجهزة:

  • البصر.
  • السيالات الحسية العميقة كاللمس في الأقدام والعمود الفقري والأطراف.
  • الإذن الداخلية.

تُرسِل المُستقبِلات الحسية المُدخلات إلى الدماغ، والذي بدوره يقوم بتحليلها ومعالجتها للمحافظة على ثبات الحس والتوازن، مثل، ثبات البصر.

يعد النظام الدهليزي كحلقة وصل بين الأشياء التي تحدث في الوقت ذاته لتلك المعلومات الحسية، فإن إصابة هذا النظام بخللٍ ما، يجعل من الصعب مساعدة الدماغ في معالجة لحظات التشابك الحسي.

للتوضيح: عند رؤية مركبة تتجه نحو اتجاه محدد، فإن اشتراك الرؤية والحركة معًا يساعد في إرسالهم وتفسيرهم داخل الدماغ هو تلك الجهاز الدهليزي، فعند إصابة هذا الجهاز بخلل، سيسببذلك ظهور الدوخة والشعور بالدوران.

إن الجهاز الدهليزي يشكل بناء أثاث للثبات والتوازن، ولكن قد تحدث مشاكل متعددة في هذا الجهاز.

هل هنالك مشاكل في الجهاز الدهليزي يمكن تحديدها؟

تعرض الجهاز الدهليزي لخلل ما، غالبًا قد يحدث عند الإصابة بالشيخوخة أو دخول مرض فيروسي للجسم أو إصابة الرأس. يمكن لأمراض أخرى أن تسبب مشاكل في الجهاز الدهليزي، ومنها:

  • ورم في العصب السمعي: ينمو على العصب الدهليزي القوقعي، ويعد ورم حميدي.
  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): يحدث أثناء تحريك الرأس لاتجاه محدد، ويكون من خفيف إلى شديد، ولا يعد خطير.
  • اضطرابات عنق الرحم: هي ناجمة إما عن تمدد التواء (التفاف)عنق الرحم أو إصابته، وتشيع عند الرياضيين، ذلك ما يسبب بعض المشاكل في العمود الفقري العنقي من الجهة العلوية ومشاكل في التحكم الحسي ويعرف أيضًا بالدوخة العنقية.
  • ورم: نمو جلدي يتشكل في الأذن الوسطى.
  • تضخم القناة الدهليزية: هذه القناة تضم قناة لمفاوية ممتلئا بالسوائل وتتصل بالكيس اللمفي الداخلي، يحدث خلل عندما يزداد حجم تلك القناة عن الحد الطبيعي.
  • التهابات في العصب الدهليزي والتيه: إن الالتهابات الناجمة عن عدوى فيروسية قد تسبب تلف في وظيفة السمع، والذي يسمى التهاب التيه الأذني، أو تلف في وظيفة الدهليز أي التهاب في العصب الدهليزي.
  • متلازمة كوجان: هي التهاب متكرر في قرنية العين ونادرة الحدوث.
  • الورم الحبيبي فينجر: هو مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب في جدار الأوعية الدموية.
  • الذئبة الجهازية: هو مرض مناعي ذاتي يسبب تلف في الخلايا السليمة، ما يَنجم عنه طفح جلدي.
  • متلازمة سوجرن: مرض مناعي ذاتي تتجسد أعراضه بالجفاف، وقد يظهر على أي جزء من الجسم، وأكثر الأعراض انتشارًا له هو جفاف الفم والعينين.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: هو التهاب مزمن، قد يسبب مشاكل متعددة في الجسم.
  • هناك العديد من الأمراض المناعية الأخرى قد تسبب خلل في الجهاز الدهليزي أيضًا، ما ينتج عنه الدوخة المستمرة.

أسباب أخرى

تعود أسباب الدوخة لأسباب عديدة ومختلفة،بعيدًا عن الجهاز الدهليزي،منها:

  • تمدد الأوعية الدموية، هو من الأمراض الخطيرة جدًا والذي يرافقه دوخة شديدة وعدم التوازن إلى أن يصل الحال لصعوبة السير أيضًا.
  • ضربات القلب الغير منتظمة، والذي بدوره يسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، ذلك ما يؤدي إلى الإغماء.
  • تصلب الشرايين أو تضيقها، غالبًا ما يحدث عند كبار السن ويعود سبب ذلك لارتفاع ضغط الدم لديهم.
  • تسرب البلاك داخل الشرايين، الذي يسبب صعوبة تدفق الدم.
  • متلازمة الجيب السباتي، الجيب السباتي هو حساس جدًا لانخفاض ضغط الدم الذي يحدث في الشريان السباتي، ذلك ما يسبب تضيق للأوعية الدموية عند الأطراف السفلية، وتوسيع للأوردة الدموية لدى الرأس، من أجل الحفاظ على مستوى الدم في الدماغ.
  • الجفاف، حيث يؤثر على بعض أجهزة الجسم.
  • فرط التنفس، يحدث أثناء التنفس السريع، يعود السبب لخروج ثاني أكسيد الكربون بكميات كبيرة مقارنةً بالتنفس الطبيعي، ما يُحدِث اضطرابات وظيفية في خلايا الدماغ.
  • خلل صمام القلب، هو غالبًا خلل في الصمام الأبهري. إذا تم إغلاقه لسبب ما، حينها يقلل من كمية الدم المتدفق إلى الدماغ.
  • بعض الأدوية وبالأخص تلك التي يتم تناولها دون اللجوء لاستشارة طبية.
  • مشاكل الجهاز العصبي.
  • تدفق الدم الغير منتظم الناجم عن مشاكل قلبية.
  • هشاشة العظام.
  • انسداد الشرايين الفقرية.
  • الأورام.
  • متلازمة Vasovagal.
  • مشاكل الرؤية كضعف النظر وما شابه.

كلمة أخيرة

يجب التأكيد بأن الدوخة المستمرة أو المتكررة هي من الأعراض التي تشترك مع العديد من الأمراض، وقد تكون عرضية أو خطيرة.

عند وجود مجموعة من المشاكل الصحية، فإن الحفاظ على توازن الجسم ومنع تكرار الدوخة يُصبح أمرً في غاية الصعوبة.

إن أكثر ما يسبب الدوخة المستمرة هو المشاكل الناجمة عن خلل في الجهاز الدهليزي، فهو من أكثر المسببات انتشارًا. يجب مراقبة الأعراض بشكل دقيق، وزيارة الطبيب العام عند استمرار الدوخة لفترة طويلة تزيد عن الحد الطبيعي،لتقديم المشورة الطبية الصحيحة.

الحرص على تدوين التاريخ الطبي الذي يشير إلى الأسباب المرجحة للدوخة، بسبب صعوبة تشخيصها، ذلك يساعد الطبيب المختص على حصر السبب بدقة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله