تعرف وبشكل مبسط على أسباب ضعف السمع عند الأطفال

ضعف السمع هو اضطراب السمع الأكثر شيوعًا الذي يتطور أولاً دون أي أعراض واضحة، هذا وإن تُرك دون علاج فغالبًا ما يؤدي المرض إلى اضطراب في التعلم واضطراب في الكلام وحتى إلى تخلف عقلي وخاصة للأطفال.

هناك عدة أسباب لفقدان السمع لدى الأطفال سواءً كان خلقيًا أو مكتسبًا لذلك تعالوا معنا لنتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع عند الأطفال مع بعض الأعراض التي يمكن من خلالها أن نعرف وجود هذه المشكلة عند الطفل والتدابير الفعالة التي يمكن اتخاذها لحل هذه المشكلة:

ضعف السمع عند الأطفال

تحدث اضطرابات السمع عندما يكون الشخص غير قادر على سماع أصوات الشخص السليم.

 ويمكن أن يكون ضعف السمع معتدلاً أو شديدًا أو شديدًا جدًا عندها يطلق عليه (الصمم) حيث لا يصدر الطفل أي ضوضاء حتى في الحالات العالية.

وعلى الرغم من أن معظم الأطفال يولدون بأدوات سمعية طبيعية إلا أن واحدًا من بين كل ثلاثة آلاف ولادة يعاني من ضعف أو فقدان السمع في إحدى الأذنين أو كليهما، ويحدث ما بين 10 إلى 20 % من فقدان السمع في سن مبكرة جدًا.

كما تشير الإحصاءات إلى أنه من بين كل 1000 مولود، يعاني حوالي 3 أطفال من ضعف شديد في السمع عند الولادة.

ولكن لا ينبغي أن نتخيل أن الأطفال الذين يولدون بسمع طبيعي يتمتعون بالحصانة من هذا الاضطراب حيث يعاني حوالي 1.8٪ من الأطفال من ضعف في السمع أثناء النمو.

وبالطبع شدة المرض تختلف من طفل إلى آخر لذلك وفي ضوء هذه الإحصاءات نجد أن العديد من الأطفال من حولنا يعانون من ضعف السمع الذي يحتاج إلى علاج.

 أسباب فقدان السمع عند الأطفال

 على الرغم من أن حوالي نصف حالات الصمم أو ضعف السمع عند الأطفال مرتبطة بعوامل الخطر وتكون لأسباب خلفية وراثية أو نتيجة الولادة المبكرة أو الأمراض التي قد تُصيب الجنين، إلا أن بقية الحالات تحدث دون أي سبب معروف.

لذلك تعد اختبارات السمع عند الولادة ضرورية لجميع المواليد الجدد لتحديد المشكلة في أقرب وقت ممكن وتوفير العلاج المناسب.

ومن أهم الأسباب التي لها تأثير في اضطرابات السمع عند الأطفال:

ضعف السمع عند الأطفال بسبب الوراثة:

قد يكون لضعف السمع أو الصمم تاريخ وراثي والذي يمكن أن يرتبط عادة بتشوهات الكروموسومات مثل متلازمة داون.

وهناك بالطبع عوامل وراثية أخرى تكمن وراء ضعف السمع كتطور المرض في وظيفة الأذن الداخلية والعصب السمعي.

وتشمل العوامل الوراثية التي قد تسبب فقدان السمع الخلقي:

فقدان السمع المتنحي: وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا من ضعف السمع الخلقي الوراثي وهو ما يمثل حوالي 70 ٪ من جميع حالات ضعف أو فقدان السمع الوراثي.

وهذا يعني أن أيًا من الوالدين لا يعاني من ضعف أو فقدان السمع لكن الوالدين لديهم جين فقدان السمع ينتقل إلى الطفل، حيث عادة ما يفاجأ الآباء عندما يولد طفلهم بهذا النوع من فقدان السمع لأن الناس عادة لا يعرفون حتى أن لديهم الجين الناقل.

المتلازمات الوراثية: تشمل متلازمة آشر ومتلازمة داون ومتلازمة كروزون ومتلازمة آلبورت.

ضعف السمع المكتسب

قد يكون لدى الأطفال أيضًا ضعف في السمع مما يعني أن مشكلتهم حدثت بعد الولادة لأسباب غير وراثية والأسباب المختلفة لهذه الحالة تشمل:

  • تمزق طبلة الأذن.
  • تصلب الأذن أو الأمراض التقدمية مثلMiner
  • حدوث بعض الالتهابات الحادة مثل إصابة الطفل بالتهاب السحايا أو الحصبة أو النكاف أو السعال الديكي.
  • استخدام العقاقير لعلاج التهاب الأذن بدون استشارة طبية.
  • اضطرابات الدماغ أو الجهاز العصبي.
  • إصابة خطيرة في الرأس.
  • التعرض لضوضاء عالية (تسبب في فقدان السمع الناتج عن الضوضاء).
  • التهاب الأذن غير المعالج أو المتكرر.
  • الأنف المسدودة تلحق الضرر أيضًا بأنبوب أوستاش (الذي يصل بين الأنف والأذن).
  • التعرض لدخان السجائر.

ضعف السمع بسبب أمراض الحمل:

يمكن أن تحدث مشاكل ضعف السمع عند الطفل أثناء فترة الحمل، في حين لا توجد خلفية وراثية.

  • وإن تعاطي الأمهات لعقاقير سامة أثناء الحمل: مثل المضادات الحيوية المختلفة ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن تسبب تلفًا في العصب السمعي أو أي بنية سمعية أخرى للجنين.
  • عدوى الأم الحامل: إصابة الحامل بالالتهابات البكتيرية والفيروسية بما في ذلك الفيروس المضخم للخلايا، والزهري والهربس والحصبة الألمانية والأمراض الاستقلابية هي من الحالات الأكثر خطورة أثناء الحمل والتي تسبب ضعف السمع عند الجنين وإلى مشاكل أخرى متقدمة.
  • إصابة الأم الحامل بمرض السكري.
  • تدخين الأم السجائر أثناء الحمل.
  • كما يعد تعاطي المرأة الحامل للكحول والمخدرات من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع عند الجنين.

ضعف السمع عند الولادة:

يمكن أن تتسبب عوامل مختلفة أثناء المخاض في ضعف أو فقدان السمع لدى الطفل.

وتكمن هذه المشكلة خاصة في حالة عدم وجود الأكسجين اللازم للجنين، والنزيف الدماغي والعيوب الخلقية الجسدية والولادة المتعسرة.

الولادات المبكرة: فالأطفال الذين يقل وزنهم عن 1 كغ و400 غرام أو الذين يحتاجون إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة معرضون بدرجة كبيرة لخطر فقدان السمع.

وقد تؤدي تناول الحامل لبعض الأدوية الخاصة إلى العديد من الأمراض للطفل كإصابة المواليد بالالتهابات مع ظهور مشكلة ضعف السمع الذي لا رجعة فيه.

ضعف السمع في مرحلة الطفولة المبكرة:

مشاكل السمع عند الأطفال من عمر 2 إلى 6 سنوات يعود السبب الرئيسي فيها لإصابتهم بنزلات البرد أو التهاب الأذن أو التهاب اللوزتين والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والعديد من الأمراض الأخرى الكامنة في هذا العصر.

ضعف السمع في مرحلة المراهقة:

الصوت هو العامل الأكثر أهمية في تحليل القدرة على السمع لدى المراهقين حيث يعد الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة وخاصة من الهاتف المحمول أو الأجهزة المشابهة عادة شديد الخطورة.

كما أنه إذا تعرضت الأذنان باستمرار لتكرار ارتفاع الأصوات الشديدة فقد يحدث ضرر دائم وهو الصمم.

إذا وجدت أن طفلك لديه بعض أعراض ضعف السمع من مثل:

  • الطلب من المتحدث أن يكرر الكلمات.
  • نطق بعض الكلمات بشكل غير صحيح أو غير دقيق.
  • تأخر في تطوير اللغة عنده.
  • التعب.
  • الحاجة إلى رفع صوت الراديو.
  • عدم الاستجابة الطبيعية للأصوات الخفيفة أو المعتدلة والشديدة.
  • أذا وجدت أن طفلك غافل ومشتت بشكل دائم.
  • لا يستجيب عند سماع اسمه.
  • لا استجابة للطفل أو الرضيع عند حدوث ضوضاء أو كلام آت من الخلف أو في أي مكان آخر يمكن للشخص رؤيته.

وصحيح أن كل طفل فريد من نوعه وله خصائصه الخاصة، ولكن الانتباه إلى المراحل المختلفة لتطور التواصل عند الرضع والأطفال أمر حاسم في التعرف على مشاكل السمع في الوقت المناسب.

 تأكدي من مراجعة أخصائي السمع إذا كان هناك تأخير أو مشكلة في أي مرحلة من مراحل تطور طفلك اللفظي والسمعي.

أسباب ضعف السمع المؤقت عند الأطفال

يصاب 75٪ من الأطفال بالتهابات الأذن في سن الثالثة حيث في هذه الحالة ونظرًا لتراكم السوائل داخل الأذن فقد تسبب الصمم.

ولحسن الحظ يعد العلاج الطبيعي للعدوى والتخلص من السائل تحت مراقبة الطبيب المختص يمكن أن يعود السمع بشكل عادي.

ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الفشل في علاج العدوى في الوقت المناسب أو تكرار العدوى للطفل يمكن أن يكون لها آثار خطيرة لا رجعة فيها على سمعه وكلامه أيضًا.

لذلك يجب عليكي أن تنتبهي للعديد من سلوكيات طفلك وإن وجدت هناك أي مشكلة قومي بذكرها للطبيب المختص لتقييم وضعه وللتأكد من صحة السمع لديه.

 تدابير فعالة لاضطرابات السمع عند الأطفال

  • نظرًا لأن العديد من اضطرابات السمع قد لا يتم التعرف عليها إلا بعد أشهر من الولادة أو أن الآباء ليسوا على دراية كافية يجب أن يخضع جميع الأطفال لاختبار قياس السمع عند الولادة والذي قد يتم إجراؤه شهريًا حيث تساعد هذه التدابير في تحديد المشكلة في وقت مبكر وتوفير العلاج الأفضل والأكثر فعالية، ولأنه في هذه الاختبارات يتم قياس مستوى السمع عند الطفل وإحالته إلى خبير إذا كانت هناك مشكلة.
  • تعليم الطفل أن ينظر إلى الشخص الذي يتحدث معه طوال الوقت أثناء التحدث.
  • تعليمه أن يطلب التكرار إذا لم يفهم الكلمات.
  • على الأب والأم التحدث بشكل مستمر مع الطفل.
  • الحد من الضوضاء المحيطة بالطفل لفهم المحادثات التي تدور حوله.
  • تقليد صوت الطفل ليستمتع بأصوات وحركات الشفاه المختلفة.
  • الهمس بالأغاني أو الأناشيد الطفولية بالقرب من الطفل.
  • التحدث إلى الطفل ليرى بشكل طبيعي ما تفعله من حركات بشفتيك.
  • شراء ألعاب صوتية دون أن تكون ذات أصوات مزعجة.
  • مناداة الطفل باسمه.
  • نقل الطفل إلى أماكن جديدة وتقديم مواقف جديدة ليستمتع بأصوات غير الموجودة في المنزل.
  • اللعب مع الطفل مع اصدار أصوات مثل الضحك والخوف والتعجب أمامه.
  • تشغيل مقاطع الفيديو والموسيقى للطفل.
  • تعليمه اسم الأشياء المنزلية التي يراها عادة.
  • قراءة كتاب قصص رائع له أو اخباره قصة.
  • امنح طفلك وقتًا عندما يخاطبك.
  • تشجيعه على سرد القصص والمغامرات المختلفة.
  • تشجيع الطفل على محاولة التواصل مع الآخرين.
  • يجب دائمًا حماية الأطفال والرضع من الضوضاء العالية لأن آذان الأطفال أكثر حساسية من آذان البالغين خاصةً عندما يتعذر عليهم التعرف على المفهوم والنغمة الطويلة.
  • يجب تذكير الأطفال بالتدريب اللازم لحماية الأذن وخاصة عند استخدام سماعات الرأس على سبيل المثال فهي واحدة من أسوأ الأجهزة المدمرة المتاحة للأطفال اليوم وتسبب تدريجيًا مشاكل في السمع.
  • نزلات البرد والتهابات الأذن المتكررة يمكن أن تضعف السمع بشكل مؤقت وفي هذه الحالة لن يتدفق الهواء جيدًا إلى الأذن مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن مما سيتطلب علاجًا مناسبًا لمنع حدوث مشاكل مزمنة، لذلك إذا اشتكى الطفل من وجع الأذن أو شعر الوالدان أنه لا يستطيع السمع بشكل جيد فيجب عليهما زيارة أخصائي.

مضاعفات ضعف وفقدان السمع عند الوليد

 سيكون الاكتشاف المبكر لاضطرابات السمع عند الوليد ضروريًا لضمان عملية النمو الطبيعية.

 فإن السنوات الأولى من الحياة لها تأثير واضح على تطور اللغة ومحو الأمية لأن الطفل الذي يعاني من مشاكل في السمع (حتى على أدنى مستوى) معرض لخطر التأخير في اكتساب المهارات الاجتماعية وكذلك التعلم.

كما أن آثار ضعف وفقدان السمع على الأطفال من جميع الأعمار خطيرة للغاية ومهمة ويعتبر التشخيص في الوقت المناسب من الأمور التي يمكن أن تقلل من هذه الآثار السلبية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله