التعرف على أسباب الوسواس القهري

اضطرابات الوسواس القهري (OCD) هي سلوكيات متكررة وغير معقولة ولكن لا يمكن كبتها، وغالبًا ما تؤثر على الشباب وحتى الأطفال وإن وصف العلاجات الدوائية والعلاجات السلوكية المعرفية يمكن أن يخفف بعض الأعراض التي تصاحب هذا المرض.

تعالوا معنا لنتعرف عن الوسواس القهري وأسباب حدوثه والعوامل التي تساعد على تفاقم الخطر عند حدوثه وبعض طرق العلاج من هذا المرض:

الوسواس القهري

فهم الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب عقلي يعاني فيه الأشخاص من الأفكار أو المشاعر أو الصور أو العواطف عن غير قصد وبشكل متكرر واستجابة لسلوكيات أو أفعال قهرية.

إنه عبارة عن الهواجس اللاعقلانية والسلوك الذي لا يمكن كبته من قبل الشخص المصاب مثل غسل اليدين بشكل متكرر والتحقق باستمرار من إيقاف تشغيل آلة القهوة أو حتى إعادة الأشياء بشكل منهجي إلى مكانها أو التحقق عدة مرات من قفل باب المنزل أو المكتب أو الخزنة إنها سلوكيات تسمى اضطرابات الوسواس القهري (OCD).

غالبًا ما يقوم الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري (OCD) بشيء مجبر للتخلص مؤقتًا من آثار اضطراب الوسواس القهري أو تقليله ويؤدي الفشل في القيام بذلك إلى القلق.

كما يختلف الوسواس القهري في شدته ولكن إذا تُرك دون علاج يمكن أن يحد من قدرة الشخص على العمل في العمل أو المدرسة أو في المنزل.

الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري مهووسون بالنظافة والنظام والتناسق ويغلب على تصرفاتهم الشكوك والمخاوف غير المنطقية لذلك ولتقليل قلقهم ومخاوفهم يقومون بطقوس الترتيب والغسيل والتحقق لعدة ساعات كل يوم في أمور روتينية طبيعية في الحياة.

أسباب الوسواس القهري

علامات الوسواس

لا يوجد سبب واضح لاضطراب الوسواس القهري إنه مزيج من عدة عوامل تؤدي إلى ظهور أعراض هذا الاضطراب حيث يمكن أن تكون هذه العوامل بيولوجية أو وراثية أو فردية أو بيئية.

قبل دراسة أسباب الوسواس القهري يجب عادة أن تتجمع عدة مكونات هي عوامل الخطر في حالة المصاب ومن عوامل الخطر في الوسواس القهري:

الوراثة:

لقد وجدت العديد من المشاريع البحثية زيادة في حدوث اضطرابات الوسواس القهري واضطرابات القلق لدى أقارب المصابين، فإذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من اضطراب الوسواس القهري فإن خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري يزداد عند الأطفال.

خلل في وظائف الدماغ:

وهو واحد من أسباب الوسواس القهري ويكون سببه نقص بمستوى هرمون السيروتونين أو بسبب وجود نشاط عالي في بعض أجزاء من الدماغ مما يسبب اضطرابات في السلوك والتفكير عند الشخص.

حيث في مناطق معينة من الدماغ شديدة النشاط يتم تعيين هذه المناطق لأنظمة تصفية خاصة في معالجة المعلومات وتتأثر بمادة السيروتونين حيث يؤدي الخلل في هذه المناطق من الدماغ إلى تطبيع فرط النشاط في مناطق الدماغ هذه وإلى اضطرابات والإصابة بالوسواس القهري.

اسلوب التربية:

أساليب التربية لها دور في الوسواس القهري حيث يتم تقييم الأخطاء بشكل نقدي للغاية ولا يتم التعرف على النجاحات إلا قليلاً ويمكن أن يصبح الأطفال الحساسون غير آمنين ثم يتفاعلون بحذر وخوف أكثر مع المطالب والتواصل بين الأشخاص ويحاولون تجنب الأخطاء والنقد من خلال الكمال، ومع ذلك فإن أساليب الأبوة والأمومة ليست مسؤولة وحدها عن المرض.

التوتر وضغوط الحياة:

إن الخضوع المستمر لضغوط الحياة اليومية الروتينية تجعل الشخص يدخل في متاهة التوتر والتفكير المستمر مما يعرضه للإجهاد العصبي مما يسبب اضطرابات تؤدي إلى القلق ومن ثم إلى الوسواس القهري.

إذا ظهرت ضغوط غير عادية في مجرى الحياة (على سبيل المثال العنف الجسدي الذي يتعرض له الشخص أو العنف الجنسي والإهمال العاطفي، والموت المبكر لأحد الوالدين) تجعل للأشخاص الذين هم بالفعل غير آمنين أن يشعروا بالإرهاق ثم تُستخدم أعراض الوسواس القهري كبديل لاستعادة السيطرة على الموقف الذي يبدو أنه من المستحيل التعامل معه.

سمات الشخصية:

الأشخاص الذين يرغبون تمامًا في تجنب الأخطاء غالبًا ما يتحققون مرة أخرى من أفعالهم كما تتطلب المستويات العالية من القلق وتدني احترام الذات مزيدًا من الأمان وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى الإكراه حيث يعد الخجل الواضح وضعف الإصرار من عوامل الخطر أيضًا.

الإصابة ببعض الأمراض النفسية:

إن الإصابة بالأمراض النفسية مثل حالة الاكتئاب والقلق وتعرض الشخص لصدمات عصبية مختلفة (مثل الاعتداء الجنسي، التنمر، وفاة أحد الأحبة المقربين) كل هذا يسبب القلق والاكتئاب وهي عبارة عن أمراض نفسية ترتبط ارتباطًا قويًا بالوسواس القهري.

البيئة التي تحيط بالشخص:

تواجد الشخص في بيئة فيها سلوكيات عنيفة قهرية وأفكار مضطربة تجعل الشخص يتأثر بها وبأسلوب الحياة فيها مما يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض.

محفزات حدوث أو تفاقم اضطراب الوسواس القهري

أسباب اضطراب الوسواس القهري ليست مفهومة تمامًا ولكن هناك العديد من العوامل الجينية والبيئية التي تدخل في هذا الاضطراب والأشخاص الذين يعاني آباؤهم أو إخوتهم أو أطفالهم من الوسواس القهري معرضون لخطر أكبر.

غالبًا ما توجد أحداث حياتية مرهقة عاطفيًا مرتبطة بمشاعر سلبية شديدة وهذا يشمل:

  • الضغط الشديد في الشراكة والأسرة.
  • الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة أو حالة العمل المهني الزائد المستمرة.

لا يجب بالضرورة أن تكون هذه الأحداث هي سبب اضطراب الوسواس القهري ومع ذلك يمكنك تنشيط ثغرة أمنية موجودة حتى لو تم التغلب على القيود بنجاح في وقت سابق.

من يصاب بالوسواس القهري؟

يصيب اضطراب الوسواس القهري النساء بقدر ما يصيب الرجال ويظهر عادة في مرحلة البلوغ المبكرة ولكن يمكن أن يظهر أيضًا عند الأطفال.

يقال أيضًا أن معظم المصابين باضطراب الوسواس القهري يعانون من اضطرابات عقلية أخرى وأبرزها الاكتئاب أو الرهاب الاجتماعي والقلق.

غالبًا ما يصيب المرض الأطفال الصغار حتى الأطفال المراهقين حيث معظم الهواجس والأفعال القهرية هي نفسها عند البالغين.

يؤثر الوسواس القهري على حوالي 2٪ من السكان وبالتالي فهو رابع أكثر الأمراض النفسية شيوعًا بعد الاضطرابات الرهابية والإدمان والاضطرابات الاكتئابية.

غالبًا ما يكون بداية الاضطراب مبكرًا ويكون مساره مزمنًا حيث حوالي 65٪ من الحالات تبدأ قبل سن 25 و 15٪ بعد سن 35 كما يمكن أن يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة.

تشخيص الوسواس القهري

لتشخيص اضطراب الوسواس القهري يجب أن يكون الفعل أو فكر الوسواس القهري الذي يقوم به المريض قد حدث في معظم الأيام لمدة أسبوعين على الأقل كما يجب أن تكون الدوافع مؤلمة أو تتعارض مع النشاط الطبيعي العادي للشخص.

تمكنن المقابلات أو الاستبيانات من تحديد شدة اضطراب الوسواس القهري بدقة.

كما يمكن للمناقشات التشخيصية من دراسة الحالة عن قرب.

متى تستشير الطبيب؟

تشخيص الوسواس

لا تنتظر حتى تصبح غير قادر على القيام بأنشطتك المعتادة للتشاور لأنه إذا كانت لديك أعراض اضطراب الوسواس القهري فيجب استشارة طبيب مختص للعلاج.

قم بزيارة طبيب الأسرة أو أخصائي رعاية صحية إذا واجهت أيًا مما يلي:

  • عندما تشعر أن هناك أفكار متكررة تشغل عقلك وتسبب لك الضيق والقلق.
  • عندما تشعر أنك مضطر لتكرار الإيماءات أو الأفعال دون أن تكون قادرًا على التحكم في نفسك.
  • إذا كان لديك صعوبة في القيام بأنشطتك وتلبية مسؤولياتك العائلية والعمل والمسؤوليات الاجتماعية.

سيتمكن أخصائي الرعاية الصحية من تقييم ما إذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري أو حالة أخرى لها أعراض مشابهة.

ولتقييم حالتك بشكل صحيح قد يحتاج طبيبك إلى فحص حالتك البدنية أو طلب اختبارات وسيقترح خطة علاج مصممة خصيصًا لاحتياجاتك.

علاج الوسواس القهري

علاج الوسواس

يُعالج اضطراب الوسواس القهري العملي عادة بالعلاج النفسي أو بالأدوية أو بكليهما.

في حالة القلق أو الإعاقة المتعلقة بالاضطرابات يجب الاهتمام بالمريض قبل كل شيء.

العلاج بالأدوية:

العلاجات القياسية للبالغين والأطفال هي مضادات الاكتئاب (الخط الأول من مثبطات امتصاص السيروتونين) حيث تؤثر مثبطات السيروتونين الانتقائية على الناقل العصبي للدماغ عن طريق زيادة كمية السيروتونين وقد تستغرق هذه الأدوية ما يصل إلى 12 أسبوعًا لتحسين الأعراض.

العلاج النفسي للوسواس القهري:

يتم فحص الشخص المصاب بالوسواس القهري لأول مرة من قبل المعالج، ثم يتعرض لأفكار أو مواقف تسبب القلق أو تؤدي إلى الهوس والإكراه وبهذه الطريقة يتعلم عدم الانخراط في الإكراه على العادة ويهدف هذا النهج إلى التقليل التدريجي من القلق الناجم عن مثل هذه الأفكار والمواقف حتى يتمكن الشخص من إدارة أعراض الوسواس القهري بشكل أفضل.

العلاج المعرفي السلوكي:

(جلسات فردية أو عائلية أسبوعية أو يومية حسب شدتها) تستخدم هذه الطريقة في علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات.

ومن طرق العلاج الأخرى:

قد تكون مضادات الذهان التي تستهدف الدوبامين مفيدة أيضًا حيث تحسن هذه العلاجات بشكل ملحوظ ثلثي المرضى وتعالج حوالي 20٪.

وقد يستخدم تقنيات تحفيز الدماغ على أساس كل حالة على حدة.

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة كما يجري تقييمها إنها أقل ضررًا لأن هذا التحفيز لا يتطلب زرع أقطاب كهربائية ويعتمد على تطبيق مجال مغناطيسي موجه نحو مناطق معينة من الدماغ متورطة في المرض وتم استخدام هذه التقنية لأكثر من 10 سنوات في حالات الاكتئاب وتظهر نتائج أولية إيجابية في الوسواس القهري.

أخيرًا ….

إن الوسواس القهري مرض حقيقي يعيق نمط الحياة بشدة بشكل يومي ويمكن أن يمنع القيام بحياة اجتماعية أو مهنية عادية، كما يفقد الشخص الإحساس بالأولويات حتى لو كان مدركًا أن هواجسه تأتي من نشاطه العقلي.

تعتبر هذه المقالة معلومات ثقافية لا يمكن أن تغني عن استشارة الطبيب المختص للتشخيص والعلاج.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله