التهاب الحلق المزمن أو المتكرر … عندما تكون المشكلة أخطر من مجرد التهاب

يمكن أن يسبب التهاب الحلق الشعور بالألم أو الحكة أو يؤثر على الصوت بالإضافة إلى الإحساس بوجود كتلة عالقة في الحلق والحرق عندما تبتلع ريقك أو تتناول أي شيء، يمكن أن يتكرر عدة مرات (متكرر) ويمكن أن يكون مستمر وطويل الأمد ( التهاب الحلق المزمن ).

يمكن أن يحدث التهاب الحلق المزمن نتيجة عدد كبير من الأسباب بما فيها الالتهابات أو حالات صحية أخرى والتي قد تكون خطيرة ويمكن أن يكون التهاب الحلق المتكرر جرس إنذار ينبهك لوجودها، لذا من المهم تحديد السبب فهو الخطوة الأساسية والأهم في علاج الحلق.

متى يعتبر التهاب الحلق مزمن ؟

متى يعتبر التهاب الحلق مزمن ؟

عندما تستيقظ صباحًا لتجد أن التهاب الحلق قد عاد من جديد ليس عليك أن تمسك بعلبة مضاد التهاب أخرى وتقوم بتناولها وتتجاهل الأمر! لأنه وفي حال كنت تعاني من ألم الحلق المستمر فهذا قد يعني أن جسمك يخبرك بوجود مشكلة صحية ما ومن المهم أن تقوم بزيارة الطبيب.

يمكن لالتهاب الحلق أن يتخذ عدة أشكال ويمكن أن يسبب الشعور بخشونة الحلق أو الحكة أو الحرقة أو الألم عند البلع، وفي كثير من الأحيان من الممكن أن يترافق مع سعال مزعج وقد يتطور إلى تهيج في الحلق.

التهاب الحلق الذي يختفي في غضون أيام عادة يكون ناتج عن نزلات البرد والإنفلونزا والزكام وفي معظم الأحيان يكون بسيط لا يحتاج إلى علاج، بينما في حالات أخرى يأخذ منحى مستمر (يستمر لأكثر من 3 أو 4 أيام دون تحسن يذكر) ولا يستجيب للعلاجات أو يكون متكرر بوتيرة سريعة عندها يعتبر التهاب حلق مزمن ولا يمكن أن يترك بدون علاج.


أسباب التهاب الحلق المزمن

أسباب التهاب الحلق المزمن

لماذا تعاني من التهاب الحلق المزمن أو المتكرر؟ هناك العديد من الأسباب وهي:

11 – حساسية الجهاز التنفسي

في حال كنت تعاني من الحساسية فإن الجهاز المناعي يكون ذو تفاعل شديد اتجاه مواد معينة عادةً تكون غير ضارة بحد ذاتها وعندها تسمى هذه المواد بـ “مسببات الحساسية”.

مسببات الحساسية الأكثر انتشارًا هي: بعض أنواع الأطعمة – النباتات – الزهور – حبوب الطلع – وبر الحيوانات – الغبار – العفن – العطور الصناعية – الروائح القوية … وبشكل عام تكون معرض أكثر للمعاناة من التهاب الحلق المزمن في حال كنت تعاني من الحساسية التي ترتبط بالمسببات التي تهيج الجهاز التنفسي.

وهذه الحساسية تسبب عدد من الأعراض أهمها: سيلان الأنف – السعال – العطاس – حكة في العيون – الدموع، ويمكن أن تتطور إلى التهاب الحلق.

قد يهمك: الحساسية الصدرية وضيق التنفس وطرق علاجها والوقاية منها

10 – السيلان الأنفي الخلفي

عندما تعاني من السيلان الأنفي الخلفي فإن المخاط الزائد سوف يتسرب من الجيوب الأنفية ويصل إلى الجزء الخلفي من الحلق وذلك يمكن أن يؤدي إلى التهاب الحلق أو شعور بالحكة أو الاحتقان.

يمكن أن يحدث السيلان الأنفي الخلفي أو التنقيط الأنفي الخلفي نتيجة عدد من العوامل أهمها: تغيرات الطقس – تأثيرات جانبية لبعض الأدوية – تناول الأطعمة الحارة – انحراف الحاجز الأنفي – الحساسية – الهواء الجاف.

تشتمل أعراض السيلان الأنفي الخلف على: التهاب الحلق المتكرر – رائحة كريمة في الفم – الشعور بالحاجة إلى تنظيف حلقك باستمرار – سعال يزداد حدة في الليل – الغثيان بسبب المخاط الزائد الموجود في المعدة….

9 – التنفس عن طريق الفم

في حال كنت تتنفس عن طريق الفم بشكل مستمر وعلى وجه الخصوص خلال نومك فمن المرجح أنك مصاب بالتهاب الحلق المتكرر والذي تعاني منه باستمرار وبشكل خاص عندما تستيقظ في الصباح وعادةً يختفي عندما تتناول مشروب دافئ.

في معظم الأحيان يكون السبب خلف حالة التنفس عبر الفم هي انسداد الأنف والذي يمنع التنفس السليم ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة: احتفان في الأنف – متلازمة التوقف عن التنفس أثناء النوم – تضخم اللحميات – تضخم اللوز….

أما عن الأعراض المرافقة للتنفس عن طريق الفم ليلًا فهي: جفاف الفم – جفاف الحلق – بحة الصوت – التعب – رائحة الفم الكريهة – الهالات السوداء حول العيون – تراجع في الوظائف الفكرية….

قد يهمك: التخلص من رائحة الفم الكريهة وعلاجها بشكل نهائي

8 – ارتجاع حمض المعدة

ارتجاع حمض المعدة أو حرقة الفؤاد وهي الحالة التي تخرج فيها حموض المعدة وتصل إلى المريء والحلق، وذلك نتيجة لضعف العضلة العاصرة (العضلة التي تغلق فم المعدة العلوي “الفؤاد”) وتصبح هذه العضلة غير قادرة على إحكام الإغلاق وإبقاء محتوى المعدة داخلها.

ويحدث التسرب للحموض والذي يسبب الشعور بالألم والحرقة بالإضافة إلى كونه من أهم أسباب التهاب الحلق المزمن لأن حمض المعدة يمكن أن يؤدي إلى تلف البطانة الداخلية للمريء والحلق.

أما بالنسبة لأعراض ارتجاع حمص المعدة فهي تشتمل على: التهاب الحلق المزمن أو المتكرر – حرقة في المعدة – ارتجاع – طعم حامضي في فمك – عدم راحة في منطقة وسط المعدة وأعلاها – صعوبة البلع…

قد يهمك: علاج حرقان المعدة والحموضة والتخلص من كل هذا الإزعاج والألم

7 – التهاب اللوزتين

في حال كنت تعاني من التهاب الحلق لمدة طويلة ولا يتحسن مع العلاجات فهناك احتمال بأن تكون مصاب بالتهاب اللوز، التهاب اللوزتين شائع عند الأطفال ولكن يمكن أن يصاب به الأشخاص في أي عمر، ويمكن أن يكون نتيجة عدوى بكتيريا أو فيروسية.

يمكن أن يتكرر التهاب اللوز عدرة مرات خلال السنة الواحدة، وبشكل عام العلاج يتطلب تناول مضادات حيوية موصوفة من قبل الطبيب إلى جانب العلاجات المنزلية التي من شأنها تخفيف الأعراض من تناول شاي الأعشاب – العسل – تناول الحساء الدافئ – عصير الليمون….

بالنسبة لأعراض التهاب اللوزتين فهي متنوعة نظرًا لوجد أنواع عديدة من الالتهاب، ولكن أهمها: صعوبة وألم عند البلع – صوت خشن أو أجش – التهاب الحلق الشديد – تصلب في الرقبة – ألم الفك والرقبة بسبب تورم الغدد اللمفاوية – انتفاخ في اللوز مصحوب باحمرار – رائحة كريمة في الفم – حمى – قشعريرة – صداع…

6 – انتشار التلوث البيئي

في حال كنت تسكن في مدينة كبيرة أو تعمل هناك (أي تقضي وقت طويل فيها) فمن المحتمل أن يكون التلوث البيئي هو السبب في التهاب الحلق المزمن وذلك نتيجة استنشاق الهواء المليء بالدخان وعوادم السيارات والمصانع والملوثات المختلفة وبشكل خاص في الأيام الحارة.

خطورة تلوث الهواء لا تتوقف على التهاب الحلق المزمن وإنما يمكن أن يؤدي إلى: الربو وتفاقم أعراضه – السعال – تهيج الصدر – صعوبة التنفس – تلف في الرئة… وذلك على المدى القريب والبعيد.

5 – خراجات اللوز أو خراجات حول اللوز

وهي حالة عدوى بكتيرية خطرة تصيب اللوز والحلق ويمكن أن تسبب خراجات في محيط اللوزتين ويمكن أن تتحول إلى قرحة شديدة في الحلق وذلك عندما لا يتم علاج التهاب اللوز كما يجب.

يمكن أن يتشكل جيب يحتوي على الصديد وذلك في المنطقة القريبة من اللوزتين (يمكن أن يتوضع في مكان يمكنك رؤيته في حلقك ويمكن أن يتواجد خلف إحدى اللوزتين)، أما عن الأعراض فهي مشابهة لأعراض التهاب اللوز ولكنها أكثر شدة، وتضم:

التهاب الحلق ويكون أشد في جانب أكثر من آخر – تورم الغدد اللمفاوية في الفك – ألم الأذن بجانب الحلق – عدوى اللوزتين أو واحدة منهما – صعوبة البلع – سيلان اللعاب نتيجة لصعوبة ابتلاعه – تورم الرقبة والوجه – صعوبة في إمالة الرأس من جانب آخر – صداع – صوت مخنوق – حمى – قشعريرة – رائحة كريهة في الفم.

4 – التدخين

التدخين أو التعرض للتدخين (التدخين السلبي) يمكن أن يكون السبب الأهم خلف التهاب الحلق المزمن إلى جانب مشاكل الجهاز التنفسي الأخرى مثل الربو والتهاب القصبات الهوائية وانتفاخ الرئة وغيرها الكثير.

بشكل عام وفي الحالات الخفيفة يسبب التعرض للسموم الموجودة في الدخان (سجائر أو نرجيلة) إلى إصابات على مستوى الجهاز التنفسي تتمثل بالالتهابات المتكرر، ولكن التدخين عامل خطر يهدد بسرطان الحلق والفم.

لذا في حال كنت مدخن أو تتعرض للدخان بشكل مركز وتعاني من التهاب في الحلق لا يستجيب للعلاجات أو تعاني من التهاب يتكرر بانتظام فعليك مراجعة الطبيب، إلى جانب العمل على الإقلاع عن التدخين.

قد يهمك: إذا كنت مدخن أو تود البدء به إليك فوائد التدخين المذهلة

3 – الالتهابات الفيروسية والبكتيريا

يمكن لكل من البرد والإنفلونزا المستمرة أن تسبب ألم في الحلق يمكن أن يمتد لعدة أسابيع بعد أن تبدأ الحالة بالتراجع.

تحدث معظم نزلات البرد والإنفلونزا نتيجة العدوى الفيروسية، وهي تعتبر السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق، وفي أغلب الحالات تخف من تلقاء نفسها بمرور الوقت، في المقابل يمكن أن يكون التهاب الحلق هو المشكلة الأساسية وذلك نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية وعندها يمكن أن يتم علاجها بالاعتماد على المضادات الحيوية.

2 – ضعف الجهاز المناعي

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي فإن الإصابة بالتهاب الحلق المزمن يكون شائع وذلك يرجع إلى أن الجسم يكون أقل قدرة على مقاومة العدوى عندما تدخل مسببات المرض إلى الجسم من بكتيريا وفيروسات.

بشكل عام فإن ضعف الجهاز المناعي يشتمل على عدد من الأعراض وأهمها: التهاب المفاصل الروماتيدي – الذئبة – فيروس العوز المناعي البشري – الإيدز – السرطان – حالات أخرى تتطلب علاج كيميائي….

قد يهمك: أفضل 10 طرق تضمن زيادة مناعة الجسم ضد الفيروسات

1 – سرطان الحنجرة

يمكن لسرطان الحلق أو سرطان الحنجرة أن يسبب التهاب الحلق المتكرر أو المزمن وبشكل عام تشتمل أعراضه على ما يلي:

بحة في الصوت – تغيير في الصوت – سعال يأخذ منحى مستمر وشديد ويمكن أن يترافق مع دم – صعوبة مع البلع – صعوبة التنفس – خسارة الوزن بدون التخطيط لذلك – وجود كتلة في الرقبة….

في حال بدأ السرطان بالتطور في منطقة فوق الحنجرة فإنه قد لا يترافق مع أعراض تلاحظ على الصوت أي يمكن ألا تشتمل أعراضه على بحة في الصوت أو تغييرات فيه.


متى يجب أن تراجع الطبيب؟

متى يجب أن تراجع الطبيب؟

تجب مراجعة الطبيب في حال استمر الالتهاب لمدة تزيد عن 5 إلى 10 أيام دون أن يسجل أي تحسن وذلك وفقًا لـ “الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف الأذن الحنجرة وجراحة الرأس والرقبة”.

بشكل عام وفي معظم الحالات يمكن للعلاجات المنزلية أن تكون فعالة مع التهاب الحلق ويكون من الضروري الحصول على العناية الطبية بشكل مباشر في حال ظهور أي من الأعراض التالية:

  • حمى.
  • صعوبة في إمالة الرأس.
  • تورم في الحلق يسبب إعاقة للتنفس والبلع والكلام.
  • ألم في أحد جانبي الحلق أو في الحلق بالكامل.
  • تورم في الغدد.
  • تورم وانسداد في الحلق.

في النهاية من الجدير بالذكر أن التهاب الحلق حالة شائعة جدًا تنتج عن مجموعة من الأمراض، ويمكن أن يكون إشارة لحالة أكثر خطورة عندما يصبح مستمر مزمن ومتكرر يستمر لمدة تزيد عن 5 – 10 أيام بدون أي تحسن يذكر، عندها عليك التحدث إلى طبيبك والحصول على الفحوص المطلوبة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله