حبوب بناء وترميم الغضاريف حقائق علمية وتجارب مهمة عنها

انتشرت في الآونة الأخيرة أدويةٌ وحبوبٌ تتألف من بروتيناتٍ ومكملاتٍ غذائيةٍ وتحتوي على فيتاميناتٍ وعناصر يدعي المصنعون والمروجون لها بأنها تساعد على إعادة ترميم الغضاريف وبنائها لدى المرضى المصابين بما يسمى مرض خشونة المفاصل. ومعظم هذه الحبوب عادةً ما تحتوي على مكونين رئيسين هما مادتي الجلوكوزامين (Glucosamine) والكوندروتين Chondrotin)). وقد أعطي لهذه الحبوب الكثير من الدعاية والحماس والأبحاث قبل سنين عدة وساد الكثير من الجدل والنقاش حولها، فهناك أبحاث تؤيدها وتشرح أنه استعمالها على المدى الطويل يساعد على ترميم وإعادة بناء الغضاريف، وبالتالي علاج الخشونة في المفاصل. ومن ناحية أخرى تظهر أبحاث كثيرة أجريت على هذه الأدوية عدم وجود أي فوائد تذكر في علاج مرضى خشونة المفاصل.

حبوب بناء وترميم الغضاريف

تتميز حبوب إعادة بناء وترميم الغضاريف بسعرها العالي هذه الذي قد يصل الى 200 ريال وقد يتجاوزها الى 300 أو 400 ريال للعلبة الواحدة. وقد تقوم بعض العيادات الطبية والعلاجية الخاصة ببيعها الى المرضى بأسعارٍ عاليةٍ جدًا وتفوق ما ذكر بكثير بحجة أنها حبوب فريدة من نوعها وأنها تعد الحل الوحيد والعلاج النهائي لمرض خشونة العظام، وأنها ذات فعالية عالية في ترميم الغضاريف وتستورد خصيصًا ومباشرةً لهذه العيادات من خارج البلاد. وقد يقوم بعض المرضى بطلبها وشراءها من الدول العربية المجاورة بسبب رخص أسعارها في هذه الدول.

ما هي حقيقة حبوب بناء وترميم الغضاريف ؟

كل الأدوية والحبوب المخصصة لبناء وترميم الغضاريف تحتوي على نفس المكونات، وهي عبارةٌ عن بعض الفيتامينات وعلى مادتي الجلوكوز أمين والكوندروتين. ومن المؤسف أن الكثير من الأطباء قد بدئوا بالترويج لهذه الأدوية ويزرعون الآمال والوعود السحرية لدى المرضى بالشفاء وهذا فقط لترويج هذه المنتجات والحبوب مع الصيدليات التي تروج لهذه المنتجات وكسب الأرباح الكبيرة.

وفي أحيانٍ كثيرة يتم وصف هذه الحبوب للمرضى كأحد أجزاء خطة العلاج لعدة حالات مرضية فمثلا يصرف الدواء في حالة الانزلاق الغضروفي، الذي يحصل في الفقرات القطنية وكذلك يصرف في علاج حالة التواء الكاحل أو لعلاج حالة خشونة الرقبة وكذلك الأمر لعلاج حالة آلام العضلات. أما إذا درسنا الحالات المخصصة والتي تم تصنيع هذه الحبوب من أجل علاجها كمرض خشونة المفاصل وبالذات حالة الخشونة في مفصل الركبة فإنه يجب أن يتم صرف هذه الحبوب في المراحل الأولية من المرض وإذا كان المريض في مراحل متقدمة من المرض لا يعود لهذه الحبوب فائدةٌ علاجيةٌ تذكر.

وللأسف فإننا نجد أن الكثير من المرضى يلجئون إلى استعمال هذه الحبوب أو البحث عن أدويةٍ وعلاجاتٍ مختلفةٍ قد يكون استعمالها وفوائدها غير مثبتة علميًا، وقد يكون لها أضرار غير معروفة وغالبًا ما يتأثرون بالدعايات التي تروج لمنتج له القدرة العجيبة للشفاء والقصص التي تتحدث عن شفاء حالات استعملت هذا أو ذاك المنتج، ويتهربون من طرق العلاج المثبتة علميًا والتي تتطلب منهم الوقت والالتزام بخطة علاجية مدروسة ومتابعة من قبل الطبيب المختص. فعلى سبيل المثال قد يهمل المريض حضور جلسات العلاج الفيزيائي والطبيعي واستعمال الأدوية ويترك استعمال الحذاء الطبي المخصص وغيره من طرق العلاج ويركز تفكيره ومجهوده على البحث عن علاجات بديلة أو تناول هذه الحبوب املأ بالشفاء السريع.

قراءة للحقائق العلمية والتجارب حول هذه الحبوب

لقد تم إجراء الكثير من الدراسات الدقيقة بمراكز علمية عالمية محايدة حول هذه الحبوب التي تحتوي على مادتي الكلوكوزأمين والكوندروتين والتي يتم تداولها في الصيدليات وتوصف للمرضى بشكلٍ كبيرٍ، وثبت عدم وجود فائدةٍ من العلاج فيها.

وفي آخر دراسة تمت في الولايات المتحدة الأمريكية تحت أشراف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أجريت الدراسة على خمسة آلاف مريضٍ يعانون من مرض خشونة مفصل الركبة حيث تم إعطاؤهم حبوب الكلوكوزأمين والكوندروتين، وتم إعطاء خمسة آلاف مريضٍ أخر يعانون من نفس المرض حبوبًا مشابهةً بالشكل الخارجي لحبوب الكلوكوزامين والكوندروتين ولا تحتوي في تركيبها على هاتين المادتين وفي نهاية فترة البحث والتجربة لم يجد العلماء والأطباء أي فرقٍ واضحٍ في صور الأشعة السينية عند مقارنتها بين الفئتين من المرضى، وتبين انه لا توجد هناك فوائد أو فروق واضحة في أعراض المرض أو مقدار شدة الألم لدى الفئتين.

وبعد هذه التجربة ونتائجها  نستنتج أن هذه الحبوب التي يتم استخدامها تحت مسمى ترميم أو علاج أو بناء الغضاريف، ليس لها فائدة علمية مثبتة بل أنها تعتبر هدرًا للمال والوقت وضياعًا لطاقة المريض ومجهوده بعيدًا عن العلاجات الصحيحة والتي يجب الاعتماد عليها.

ملاحظة هامة

الكثير من شركات التأمين الصحي لا تغطي نفقات ومصاريف هذه العقاقير وذلك لعلمهم اليقين أن هذه العقاقير ليس لها فائدةٌ علميةٌ مأخوذ بها ومثبتة في علاج هذا المرض، مما يعني قيام المريض بشراء هذه الأدوية على حسابه الخاص وبالتالي دفع المبالغ الكبيرة دون أن يجني أي فائدةٍ تذكر.

وفي بعض الحالات كمرضى السكري أو الكلى أو الكبد قد تحصل بعض الآثار الجانبية المحتملة والناتجة عن استعمال أصنافٍ علاجيةٍ مثل هذه الحبوب التي يروج لها بوصفها أعشاب وبروتينات طبيعية.

نصائح وتوصيات هامة

  • يجب الانتباه بخصوص سلامة وفعالية الأدوية التي لا يغطيها التأمين.
  • يجب الانتباه والشك في الأدوية ذات الأسعار الباهظة والتي يدعي بائعوها بأنها غير متوفرة في أماكن أخرى وتشترى من خارج البلاد.
  • ينبغي أن يعلم كل مريضٍ عدم وجود حلول شاملة وجذرية لمرض خشونة المفاصل، ويجب عليه عدم الانجراف وراء الإعلانات والادعاءات الكاذبة عن أدوية تقوم بعلاج هذا المرض.
  • يمكن أن يسأل المريض الصيدلي عن العلاج وعن المواد التي يتكون منها الدواء.
  • يجب على المريض أن يعلم أن رخص ثمن بعض الأدوية المستوردة من الخارج قد يكون على حساب جودتها وفعاليتها.
  • يجب على المريض أن يتأكد من أن الدواء الموصوف له دواء مرخص من قبل هيئة الغذاء والدواء في بلاده.
  • يمكن للمريض دائما في حال عدم رضاه عن العلاج أخذ رأي طبيبٍ ثانٍ.
  • يجب على المرضى الانتباه والابتعاد عن طرق العلاج غير العلمية وتركيز المجهود المادي والبدني على طرق العلاج المثبتة علميًا والتي تشتمل على خطة علاج مكونة من عقاقير معروفة وعلاج طبيعي واستخدام بعض الأجهزة الطبية المساعدة وغير ذلك.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله