مفهوم المال والأعمال وما يتضمنه من أنشطة اقتصادية مختلفة

يشير مفهوم المال والأعمال إلى أية أنشطة اقتصادية تشتمل على عمليات الإنتاج للسلع أو الخدمات والبيع والشراء فيها (التجارة) بغرض تلبية احتياجات ورغبات فئة معينة من الناس بمقابل الربح المادي. باختصار هو أي نشاط تجاري يكون المال هو الهدف والغرض الرئيسي منه، والمحرك الأساسي للعملية.

يربط البعض مفهوم المال والأعمال بالشركات التجارية والمنظمات الربحية والعمل التجاري المؤسساتي، وهذا صحيح ولكن لا يقتصر مفهوم المال والأعمال على هذا الأمر فقط، بل يشمل المفهوم ما هو أكبر من ذلك بكثير ليغطي كل مشروع اقتصادي ومهما كان صغير أو كبير بدءًا من الباعة المتجولون في مركباتهم إلى الشركات الصناعية والتجارية العملاقة.

ويندرج تحت هذا المفهوم العديد من أنواع وأشكال الأنشطة الاقتصادية التي سنتعرف عليها في السطور التالية، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المشاريع الربحية التي تمارس تلك الأنشطة.

الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في عالم المال والأعمال

مفهوم المال والأعمال وما يتضمنه من أنشطة اقتصادية مختلفة

يقصد بالأنشطة الرئيسية هي تلك المهام والمسؤوليات التي تعمل عليها الإدارات العليا في المؤسسات والمنظمات الربحية أو أصحاب الأعمال التجارية والصناعية المختلفة، وتشمل هذه الأنشطة

الصناعة والإنتاج

وهنا يتم العمل على المنتجات الرئيسية للمشروع كما ستصل على المستهلك أو الزبون، سواء كانت المنتجات سلعة أو خدمة يتم تقديمها، في هذا الجزء يتم التعامل مع أدوات وخطط إنتاج وتصنيع ودراسة وبحوث تطوير للمنتج أو الخدمة.

العمليات المحاسبية

ويشمل هذا الجزء كل أشكال العمليات التي على صلة بالأمور المالية ضمن المؤسسة أو الهيئة أو المشروع، من تبويب للأمور المالية الداخلة والخارجة وتحليل الوثائق والمستندات وتنظيم القوائم المالية ودلائل التكاليف والسندات والإيرادات ووسائل العرض والرقابة عليها وما إلى ذلك.

العمليات التسويقية

وهذا يشمل العمليات التي ينتج عنها الإشهار والترويج للمنتجات أو الخدمات التي تعمل عليها المؤسسة أو المشروع، والترويج للعلامة التجارية وبناء السمعة والمحافظة على العلاقة بين المشروع وجمهوره، وإنشاء الشراكات والحصول على الحقوق والامتيازات الداعمة للمشروع.

المبيعات

على الرغم من إن البعض يعتبرها جزء من العمليات التسويقية أو أحد مهام مسؤولي التسويق، إلا أن هذا ليس دقيق تمامًا وعادة ما يكون هناك جهات خاصة مسؤولة عن عمليات البيع في المشاريع والمؤسسات في مجال المال والأعمال. يتولى المسؤولون عن هذا القسم عمليات التواصل مع الجمهور والزبائن المحتملين وأمور التسعير وإبراز مزايا الخدمات والمنتجات المقدمة.

الموارد البشرية

هنا يتم العمل على الأمور التي على صلة بمسائل التوظيف والتعيين وجذب الكفاءات البشرية التي من شأنها أن تساعد المشروع على استمرار عمله وتطوير الخدمات التي يقدمها، بما في ذلك عمل الأقسام والعمليات الأخرى.

التنظيم والتخطيط

وغالبًا ما يتولى هذه العملية الإدارة العليا في أي مشروع وبناء عليها يتم وضع الاستراتيجيات والخطط لكل الأقسام والعمليات السابقة ضمن المشروع، بالإضافة إلى الاستراتيجية العامة للمشروع ككل، وهنا يتم تحديد التوجه العام للمشروع والأهداف التي يعمل عليها وما يسعى للوصول إليه وتقدير الوقت اللازم لذلك.

اقرأ أيضًا: خطوة بخطوة تعلم كيفية عمل دراسة جدوى وصياغتها لأي مشروع

أنواع المشاريع في المجال الاقتصادي

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من المنظمات والمؤسسات في مجال المال والأعمال باختلاف الخدمات التي قد تقدمها، طبعًا يلحق بالأنواع الرئيسية هذه أشكال فرعية من المشاريع تندرج تحت هذه الأنواع الثلاثة والتي هي

الملكيات الفردية

وهي المشاريع الصغيرة التي تقدم شكل محدود من الخدمات التجارية وتكون مملوكة لشخص واحد وهو الذي يقوم بكل العمليات التي يحتاجها المشروع، من بيع وشراء وتسويق وتأمين الموارد والعمليات المالية اللازمة.

هذه الأنواع من المشاريع تستهدف أسواق صغيرة وفئات محدودة من المستهلكين لأنها لا تملك الموارد الكافية للعمل على نطاق أكبر من ذلك، وبالتالي تكون أرباحها وعوائدها محدودة بناء على محدودية عملها، وكثير من الملكيات الفردية بمجرد نجاحها في السوق يتم شرائها من قبل المؤسسات والشركات الكبيرة.

الشراكات

وهي المشاريع التي تكون مملوكة لشخصين أو أكثر أو لجهتين أو أكثر على مبدأ الشراكة، وبالتالي تنقسم الأرباح والعوائد إلى الشركاء الذين يملكون المشروع. يمكن أن تكون هذه المشاريع أما متوسطة أو كبيرة وتقدم خدمات لفئة كبيرة من المستهلكين في الأسواق التي تعمل فيها.

هذه المشاريع تحتاج عادة لفريق عمل كامل ليقوم بالعمليات اللازمة لسير المشروع، في حين يكتفي مالكوا المشروع بعمليات الأشراف والإدارة والمتابعة، وفي بعض الأحيان يكون هناك جهة إدارية غير المالكين يقومون بعمليات إدارة المشروع وتقديم تقارير تفصيلية بشكل دوري للمالكين وفق نظام الشراكة ويمكن أن تتحول هذه الشراكات إلى مؤسسات بمرور الأيام.

المؤسسات

وهي المشاريع الكبيرة والتي تعمل وفق نظام عمل مؤسساتي وتكون على شكل مؤسسات أو منظمات ربحية ضخمة يعمل فيها فرق عمل مختلفة تتابع العمليات والأنشطة المختلفة من عمليات محاسبة وتسويق وإدارة وتخطيط.

المؤسسات تعمل في أسواق كبيرة وتخدم فئات ضخمة من الزبائن والمستهلكين وقد تكون على مستوى دولي، وبالتالي تحقق أرباح وعوائد ضخمة نظرًا لعملها على نطاق واسع بهذا الشكل، ويمكن أن تكون مملوكة لفرد أو لمجموعة أفراد أو جهات رسمية مثل المؤسسات الحكومية.

وكما قلنا يندرج تحت كل نوع من هذه الأنواع أشكال أخرى من المشاريع التجارية مثل الشركات محدودة المسؤولية والمؤسسات التعاونية والمشاريع متناهية الصغر ومؤسسات القطاع المشترك وغيرها.

لنكون بذلك تعرفنا إلى مفهوم المال والأعمال، وما الأنشطة التي تندرج تحته وما هي أشكال المشاريع والجهات التي تمارس هذه الأنشطة. وطبعًا من الجدير بالذكر أخيرًا إن هذا المفهوم دائمًا ما يتطور ويتغير بحسب حاجة المجتمعات والأوساط التي يمارس فيها، لأنه دائمًا ما يكون هناك مسؤولية اجتماعية تجاه الجهات العاملة بهذا الوسط وعليها الالتزام بها تجاه مجتمعاتها إلى جانب أعمالها الربحية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله