مدة الرضاعة الطبيعية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كتوصية من هذه المنظمة، يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية حصرية (بدون إضافة الماء والعصائر والشاي العشبي وما إلى ذلك، أي حليب الأم فقط) مستمرة لمدة تصل إلى ستة أشهر، ومن الممكن إضافة بعض أنواع الطعام في سن السنة مع استكمال الرضاعة لمدة قد تصل إلى عامين أو أكثر.

مدة الرضاعة الطبيعية

لماذا تتوقف بعض الأمهات عن إرضاع أطفالهن؟

للأسف، هناك الآن العديد من الأصوات، حتى من بعض “الخبراء”، تدعو إلى وضع حد للإرضاع من الثدي، فمنهم أولئك الذين يدعون للرضاعة فقط لمدة ثمانية أشهر، والبعض الآخر يقول لمدة عام.

نادرًا ما يتم تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية لمدة عام كامل. الدافع وراء ذلك هي الاعتقاد أن الحليب لم يعد مغذيًا للطفل بعد عام من الولادة، فالطفل يعتمد بشكل كبير على الغذاء، والأم تتناول المزيد من الأطعمة.

الدراسات التي أجريت بالفعل حتى الآن، لا تثبت وجود أي موانع، لا على العكس من ذلك، توضح الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لها العديد من الفوائد (زيادة القدرات الفكرية وتحسن صحة الطفل، وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة، انخفاض خطر الإصابة بالأورام السرطانية وهشاشة العظام عند الأمهات، إلخ).

بمرور الوقت، يتغير تركيبة ومكونات حليب الثدي، ويصبح أقل غنى بالبروتين وأكثر من حيث عدد العوامل المناعية، هذا يحدث كاستجابة طبيعية لاحتياجات الطفل المتنامي، فإذا بقي حليب الثدي غني بالبروتين كما هو الحال في الأشهر الأولى التي تلي الولادة، فهذا سيؤدي إلى زيادة وزن الطفل من 500 إلى 1000 غرام شهريًا، وبالتالي سيكون لدينا أطفال بدناء، ونظرًا لأن الأطفال يحبون الاستكشاف وتذوق أي شيء بعد سن السنة، فإن وجود العوامل المناعية التي توجد بالحليب، بالإضافة إلى تلك العوامل التي ينتجها جسم الطفل، تساعده على البقاء بصحة جيدة.

كم هي مدة الرضاعة الطبيعية؟

ماذا أقول للأمهات اللاتي يسألنني كم من الوقت عليهن مواصلة الرضاعة الطبيعية؟ الإجابة بسيطة للغاية، إن مدة الرضاعة الطبيعية هي مسألة متعلقة حصرًا بحالة الأم وطفلها الصغير … فطالما كانت الأم سعيدة بالرضاعة الطبيعية والطفل سعيد بذلك أيضًا، يمكن أن تستمري في الرضاعة الطبيعية كما تشائين.

طفلي يرفض الرضاعة من الثدي ولا يريد أن يرضع بعد الآن: هل يجب أن يفطم؟

بعض الأطفال قبل سن 18 شهرًا، لا يرغبون في الرضاعة ويرفضون ذلك كلما حاولت الأم ذلك. هذا الموقف معروف ولا علاقة له بالفطام الطوعي للطفل، حتى لو حدث ذلك تمامًا كما هو موضح، أي أن تقدم الأم ثديها للطفل لكي يرضع لكن الطفل يرفض ذلك بقوة. فهذا السلوك طبيعي من قبل الطفل.

تخشى العديد من الأمهات من أن طفلها، الذي يرفض الرضاعة من الثديين، يرفضهن بالفعل. إنه شعور مفجع، أول شيء يمكنني أن أخبره لهؤلاء الأمهات هو أن الطفل، على العكس من ذلك، يحتاج إلى الأم والرضاعة الطبيعية كثيرًا.

رفضه ليس في الواقع ضد أمه أو صدرها أو حليبها، بل يرفض ظرفًا غير سار يحدث في وقتٍ متزامن مع الإرضاع من الثدي، على سبيل المثال صرخة الألم بعد أن يقوم الطفل بالضغط على حلمة الثدي، حتى صفارات إنذار سيارة الإسعاف التي تمر بالقرم من المنزل في تلك اللحظة، أو زيارة أحد الأقارب المجهولين، إلخ. من المحتمل جدًا أن يربط الطفل بعض الأحداث غير السارة بحقيقة أخذ الحليب من الثدي.

كيف أتوقف عن الرضاعة الطبيعية؟

الكلمتان الرئيسيتان اللتان تسهلان عملية الفطام: التدرج والحب.

إذا أرادت الأم أن تفطم طفلها، فهناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، من المهم المضي قدمًا من خلال تعديل الوضع بناءً على عمر الطفل والوقت المتاح للأم والسبب وراء اختيارها.

كلما زاد الوقت المتاح لديك، كلما كان من السهل على الطفل قبول التغيير.

من الممكن التوقف عن إرضاع الطفل فجأةً، مع تعويض ذلك بجرعة أكبر من الحب والانتباه.

التوقف التدريجي ببطء عن الرضاعة يسمح لجسم الأم بتخفيض الإنتاج تدريجيًا وتجنب التوقف المفاجئ لإنتاج الحليب والذي قد يكون مزعجًا للأم. عندما ترغب الأم في تقليل عدد مرات الإرضاع، فمن المستحسن تجنب المواقف التي اعتاد الطفل على الرضاعة فيها، مثل الجلوس حيث تتم الرضاعة بشكل طبيعي، وأيضًا، يمكن إعطاء مشروبات غير محلاة للطفل.

إذا كان الطفل قد كبر بالفعل، فإن الاستراتيجية التي يمكن أن تنجح هي تغيير حياته اليومية، على سبيل المثال، يمكن في كثير من الأحيان نقله إلى الحديقة أو اللعب مع أطفال آخرين. أو من خلال صرف انتباهه، مع الكثير من الحضن والكثير من الحب، سيكون الفطام غير مؤلم لكل من الأم والطفل، الفكرة هنا هي استبدال الاحتضان خلال الرضاعة الطبيعية بأشياء أخرى. ومع الفطام بالحب، تنمو العلاقة بين الأم والطفل وتتطور ولا تترك الفراغ الذي من شأنه أن يجعل الفطام مفاجأة.

في الحالات النادرة التي تُجبر فيها الأم على فطام طفل بسرعة، تكون مهمة الوالدين (من الصائب أن نذكر أن للأب دورًا أساسيًا) ستكون مساعدة الطفل على قبول هذا التغيير، وقبول غضبه وتقاسم مشاعره.

إن الأطفال، حتى لو كانوا صغارًا للغاية، سيفهمون ما إذا كانت حالة طوارئ حقيقية وسيكونون أكثر تعاونًا، خاصةً إذا شرحنا لهم بوضوح الأسباب التي تحثنا على الفطام.

قد تكون المشاعر التي تصاحب هذه المرحلة هي الأكثر اختلافًا، فبعض الأمهات يشعرن بالاكتئاب الطفيف الناجم عن الاختلافات الهرمونية (خاصة في حالة الفطام السريع جدًا)، بينما تعاني بعض الأمهات بعد تجربة الرضاعة الطبيعية من الشعور بالحزن.

إذا تم اتخاذ قرار التوقف في هدوء تام، فإنه عادة ما يكون مصحوبًا بمشاعر إيجابية وشعور بالرضا والاكتمال. الآباء يدركون أن مرحلة مهمة قد انتهت، ولكن الفطام لا يعني تغير العلاقة مع الطفل، فسوف يجدون ببساطة طرقًا أخرى للتعبير عن مشاعرهم، كالاحتضان والحب الذي لا ينتهي أبدًا.

كلمة أخيرة

الرضاعة الطبيعية هي الغذاء المثالي خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل. وكل امرأة، باستثناء موانع طبية، يمكنها أن ترضع طفلها.

يتم تخصيص حليب الثدي كمادة غذائية تلبي كافة احتياجات الطفل. هو متاح دائمًا ويتعاون مع جهاز المناعة عند الطفل ليمنع أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالإضافة إلى ذلك، فهو اقتصادي ويزيد من رابطة المحبة بين الأم والطفل.

كما أن الرضاعة الطبيعية مفيدةٌ أيضًا للأم. وهو يساهم في انتعاشها بعد الولادة بسرعة ويقلل من حدوث بعض الأورام.

المصدر

https://www.allattamentoibclc.it

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله