كم يبلغ معدل السكر الطبيعي بالدم؟

تشير قيمة السكر في الدم إلى كمية السكر الموجودة في دم الشخص. تتغير هذه القيمة بعد تناول الطعام، ويمكن التعبير عنها بواحدة هي ملليغرام في كل ديسيلتر (ملغ / دل) أو مللي مول في كل لتر (ملي مول / لتر).

في هذا المقال، سنشرح كل ما تحتاج إلى معرفته عن مستويات السكر الطبيعية في الدم عند الأشخاص العاديين ومستويات السكر المستهدفة عند المصابين بمرض السكري من النوع الأول والثاني.

ما نعنيه بمستويات السكر المستهدفة لمرضى السكري هي المستويات التي تجعل المرضى يعيشون حياة طبيعية دون أن يعانوا من أي مضاعفات.

ما هو سكر الدم؟

يشير مصطلح السكر في الدم إلى سكر الجلوكوز الموجود في الدم. هذا النوع من السكر ضروري لإمداد الجسم بالطاقة ويعتبر مادة طبيعية غير ضارة إذا كانت نسبته طبيعية.

يستجيب الجسم لأي زيادة في كمية الجلوكوز في الدم، ويقوم بإفراز هرمون الأنسولين الذي يعمل على تخزين هذا السكر في خلايا الجسم. 

إذا كان هناك نقص في كمية هرمون الأنسولين، فلن يتمكن الجلوكوز من الوصول إلى الخلايا مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الجسم

إذا عانى الشخص من نقص في هرمون الأنسولين، عليه أن يأخذ هذا الهرمون على شكل حقن أو أقراص، ويجب أن يقوم دائمًا بقياس نسبة السكر في دمه.

يتم قياس نسبة السكر في الدم من خلال أخذ عينة صغيرة من الدم من طرف الإصبع. يمكن لمرضى السكر القيام بذلك بأنفسهم في أي إصبع، تعرف هذه الطريقة باسم قياس نسبة السكر في الشعيرات الدموية.

يوجد في الإبهام والبنصر نهايات عصبية حسية أكثر من باقي الأصابع، هذا هو السبب الذي يجعل قياس نسبة السكر في الدم فيها يسبب الألم والانزعاج.

ما هي مستويات السكر الطبيعية في الدم؟

إن مستويات السكر الطبيعية في الدم تتعلق بتناول الطعام، لذلك، من الطبيعي أن يرتفع مستوى السكر في الدم قليلاً بعد تناول الطعام مباشرة، كما يمكن أن تؤدي بعض الحالات المرضية وبعض الأدوية مثل الكورتيزون إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

عند الأشخاص غير المصابين بداء السكري، يكون مستوى الجلوكوز في الدم (بعد 8 – 10 ساعات بدون تناول الطعام) أقل من 100 ملليغرام في كل ديسيلتر (ملغ / دل) أو أقل من 5.5 مللي مول لكل لتر (ملي مول / لتر).

بعد تناول الطعام، لا ترتفع مستويات السكر في الدم عادة أكثر من 140 ملليغرام / ديسيلتر (7.8 مليمول / لتر).

جدول مستويات السكر في الدم

على معدة فارغة قبل وجبات الطعام: 60 – 100 ملغ / ديسيلتر أو 3.3 – 5.5 مليمول / لتر.

بعد تناول الطعام: 90 – 140 ملغ / ديسيلتر أو 5.0 – 7.8 مليمول / لتر.

 قيم السكر في الدم عند مرض السكري

يجب على مرضى السكري قياس مستويات السكر في دمهم بانتظام

تحدد جمعية السكري الألمانية المعايير التالية لعلاج مرض السكري كما يلي:

القيم المستهدفة لمرض السكري من النوع الأول (يتم قياس نسبته في الشعيرات الدموية):

  • بعد 6 – 8 ساعات بدون طعام: 90 – 120 ملغ / ديسيلتر.
  • بعد الأكل: 130 – 160 ملغ / ديسيلتر.
  • قبل النوم 110 – 140 ملغ / ديسيلتر.

القيم المستهدفة لمرض السكري من النوع الثاني (يتم قياس نسبته في بلازما الدم):

  • بعد 6 – 8 ساعات بدون طعام: 100 – 125 ملغ / ديسيلتر.
  • بعد الأكل: 140 – 199 ملغ / ديسيلتر.

قد تختلف هذه القيم المستهدفة لعدة أسباب، على سبيل المثال، حسب العمر أو إذا كان الشخص يعاني من أمراض معينة أو حسب الحالة الصحية العامة.

قيم السكر المرتفعة والمنخفضة

يعتبر نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم مشكلة استقلابية تسبب وجود كميات قليلة أو مرتفعة من الجلوكوز في الدم.

نقص السكر في الدم هي حالة شائعة عند الأشخاص الذين يحقنون هرمون الأنسولين في جسمهم بانتظام، مثل مرضى السكري من النوع الأول.

ومع ذلك، يمكن أن يحدث نقص السكر في الدم أيضًا عند المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تطلق هرمون الأنسولين (خاصة السلفونيل يوريا).

يمكن أن يحدث ارتفاع مفرط في مستوى السكر بالدم في جميع أشكال مرض السكري، أو بسبب النظام الغذائي غير الصحي الغني بالسكريات أو بسبب العلاجات الدوائية (مثل الكورتيزون).

يتم تشخيص نقص سكر الدم إذا كانت قيم السكر أقل من 70 ملغ / ديسيلتر أو أقل من 3.9 مليمول / لتر.

يمكن أن يؤدي نقص السكر في الدم إلى ظهور أعراض مثل الأرق أو الارتعاش أو الصعوبة في التركيز أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو التعرق أو ضعف الركبتين أو اضطرابات الكلام أو العدوانية أو الارتباك.

يمكن أن تؤدي العوامل التالية إلى نقص سكر الدم:

  • حقن الكثير من هرمون الأنسولين في الجسم.
  • القيام بنشاط حركي أكثر من المعتاد.
  • تناول القليل من الطعام.
  • استهلاك الكحول.

كيف تتصرف بشكل صحيح إذا شعرت أنك تعاني من هبوط السكر؟

  • تناول أو اشرب الكربوهيدرات السريعة مثل الجلوكوز أو عصير التفاح أو الكولا.
  • بعد تناول أو شرب الكربوهيدرات السريعة، قم بقياس نسبة السكر في دمك لتتأكد أن القيم عادت لطبيعتها.
  • إذا لزم الأمر، استشر الطبيب.

يتم تشخيص ارتفاع نسبة السكر في الدم إذا كانت قيم السكر حوالي 160 مجم / ديسيلتر أو حوالي 8.8 مليمول / لتر.

يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى ظهور أعراض مثل التعب وكثرة التبول وزيادة الشعور بالعطش وجفاف الفم.

يمكن أن تؤدي العوامل التالية إلى ارتفاع سكر الدم:

  • عدم حقن ما يكفي من هرمون  الأنسولين في الجسم.
  • القيام بنشاط محدود أقل من المعتاد (قلة الحركة).
  • الإفراط في تناول الطعام.

كيف تتصرف بشكل صحيح إذا شعرت أنك تعاني من ارتفاع السكر؟

  • قياس نسبة السكر في الدم.
  • أخذ هرمون الأنسولين.
  • إذا لزم الأمر، استشر الطبيب.

نسبة السكر في الدم عند الأطفال: ما هي القيم الطبيعية؟

غالبًا ما يتم قياس نسبة السكر في الدم عند الرُضع أو الأطفال الصغار من شحمة الأذن، حيث تكون الحساسية للألم أقل بشكل كبير في هذه المنطقة.

غالبًا ما يعاني الأطفال حديثو الولادة الذي تكون أمهاتهم مصابات بسكري الحمل من انخفاض في نسبة السكر في دمهم بعد الولادة بفترة قصيرة. من المهم في هذه الحالة مواجهة نقص سكر الدم المستمر من أجل تجنب أي مضاعفات أو أمراض قد يعاني منها الطفل.

القيم المستهدفة عند الأطفال:

  • القيمة المستهدفة عند الرضع والأطفال الصغار: 100 – 120 ملغ / دل.
  • الأطفال والمراهقون: 120 – 140 ملغ / دل.

واحدة قيم السكر في الدم

يمكن التعبير عن تركيز الجلوكوز في الدم بوحدتين هما:

  • ملليغرام في كل ديسيلتر (ملغم / دل).
  • مليمول في كل ليتر (مليمول / لتر).

تعتبر واحدة ملليغرام في كل ديسيلتر الواحدة الأكثر شيوعًا واستخدامًا على المستوى الدولي.     

من المهم أن يستخدم مرضى السكر دائمًا نفس الواحدة لتجنب الأخطاء في احتساب القيم وجرعات هرمون الأنسولين أو الدواء، فبعض الأخطاء قد تكون خطيرة وتشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المريض.

لماذا يجب فحص مستويات السكر في دمي؟

من أجل الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن القيم الطبيعية، وللحفاظ على صحتك والوقاية من المضاعفات المستقبلية، يجب عليك التحقق من مستويات السكر وتتبعها بانتظام.

مراقبة مستويات السكر في الدم لها فوائد عديدة. على سبيل المثال، يساعدك الاختبار قبل تناول الطعام وبعده في معرفة تأثير تناول أطعمة معينة عليك. يمكن أن يساعدك معرفة ذلك في تعديل خياراتك الغذائية وجرعات الأدوية.

يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية أيضًا إلى التأثير على مستويات السكر في الدم، لذلك، قم بقياس قيم السكر بانتظام عندما تكون نشطًا. بهذه الطريقة، يمكنك معرفة ما إذا كان يجب تعديل جرعات الأدوية حين تمارس الرياضة أو تقوم بأي نشاطٍ بدني.

قياس السكر في دمك يمكن أن يساعد طبيبك على تحديد ما إذا كان يجب من الضروري تعديل جرعة الدواء، وهذا يساهم في تحسين خطة إدارة مرض السكري.

أهمية تدوين نتائج الاختبارات

على الرغم من أن أجهزة قياس نسبة السكر في الدم يمكن أن تساعدك في تتبع نتائجك، من الجيد تدوين النتائج. هذا يسهل عليك وعلى الطبيب الذي يعالج مرض السكري معرفة تغيرات مستويات السكر في دمك.

قم بتدوين كل نتائجك في دفتر مخصص لهذا الغرض. يمكنك بدلًا من ذلك تحميل تطبيقات خاصة تسمح لك بتتبع قراءات نسبة السكر في الدم.

قد تحتاج أيضًا إلى تسجيل معلومات أخرى، مثل ما الذي تأكله أو معدل نشاطك البدني. ستساعدك هذه المعلومات في معرفة المزيد حول كيفية تأثير أشياء معينة – مثل الطعام أو ممارسة الرياضة – على حالة مرض السكري.

كلما زادت المعلومات المتوفرة لديك وقدمتها إلى الطبيب المعالج، كان من الأسهل الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود المستهدفة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله