هل يمكن نزول الدورة الشهرية أثناء فترة الحمل

تعد عملية انقطاع الدورة الشهرية من علامات الحمل الأولى عند غالبية النساء، ولكن قد يحدث وأن يستمر نزول الدم أثناء فترة الحمل عند قلة قليلةٍ من النساء، فيجب عندها على المرأة أن لا تستهين بالأمر وتعتبره دورة شهريةً عادية، فمن المستحيل نزول الدورة الشهرية أثناء فترة الحمل.

نزول الدورة الشهرية أثناء الحمل

نزول الدورة الدموية أثناء الحمل

لا يمكن نزول الدورة الشهرية أثناء الحمل أبدًا وذلك لأن الهرمونات التي يفرزها جسم المرأة الحامل خلال فترة الحمل تمنع الجسم من المرور بمراحل الدورة الشهرية حتى يحافظ على الجنين، فلو استمرت الدورة الشهرية عند المرأة الحامل لما استطاعت أن تبقى حاملًا، فالدورة الشهرية هي عبارة عن وقوع بطانة الرحم. ووقوع بطانة الرحم أثناء الحمل يعني موتًا مؤكدًا للجنين.

لكن ماذا لو لاحظتِ حدوث نزيف أو نزول بعض قطرات الدم بالرغم من أنكِ حامل؟

هنا لا يجب عليكِ أن تشعري بأي قلق لأن هذه المشكلة يمكنها أن تحدث عند بعض النساء، ويقدر العلماء أن ما يقارب امرأةً واحدة من بين 4 نساء حوامل تعاني من النزيف الدموي، وهذا النزيف لا يدوم لفترةٍ طويلةٍ ولا يرافقه أية ألامٍ أو أعراضٍ جانبيةٍ خطيرة قد تؤثر على صحة الحامل أو جنينها.

ما هو الفرق بين دم الدورة الشهرية ونزول الدم أثناء الحمل؟

هناك عدد من الأشياء التي تميز الدماء التي تنزل خلال الدورة الشهرية العادة عند جميع النساء غير الحوامل، وبين الدماء التي تنزل خلال فترة الحمل، ومن بين هذه الفروق

كمية الدم ولونه

عادةً ما تكون الدماء التي تنزل من جسم المرأة غير الحامل ذات لونٍ أحمر قاتم وتكون كميته شديدةً أيضًا، في حين تكون كمية الدماء التي تنزل خلال فترة الحمل قليلةً وتكاد لا تذكر وذات لونٍ مائلٍ على البني أو الوردي أحيانًا.

كثافة الدم

الدورة الشهرية تبدأ تصاعديًا فتكون خفيفةً في البداية ثم تزداد غزارتها، أما دماء الحمل فيبقى بنفس الكمية حتى يتوقف النزيف.

مدة النزيف

دم الدورة الشهرية يستمر لفترٍة أطول من فترة حدوث نزيف الحمل، ولكن خلال الأشهر الأولى من الحمل يكون النزيف إن حصل مماثلًا لفترة دم الدورة في كل شهر.

ماهي الأسباب المحتملة لنزول الدم أثناء فترة الحمل؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نزول الدم أثناء فترة الحمل، وفيما يلي أبرز الأسباب المؤدية لذلك:

  • انغراس البويضة المخصبة بالرحم، والتي يمكن أن تحدث جرحًا في بطانة الرحم في مكان انغراسها، فينتج عن ذلك نزول قطرات دم خفيفةٍ لا تدوم لفترةٍ طويلة ويسمى هذا النوع من النزيف بـالنزيف الاختراقي، وذلك لأنه ينتج عن اختراق البويضة الملقحة لبطانة الرحم.
  • بعض الاضطرابات الهرمونية المتعلقة بالهرمونات التي تتحكم في الدورة الشهرية. هذه الاضطرابات يمكن أن تتسبب ببعض التقلصات التي يمكن أن تؤثر على بطانة الرحم الغنية بالشعيرات الدموية مسببةً نزيفًا محدودًا لا يدوم سوى فترةٍ قصيرة.
  • بسبب الهرمونات التي يفرزها جسم المرأة أثناء الحمل، يصبح سطح عنق الرحم حساسًا وأكثر عرضةً للنزف. ويمكن في بعض الحالات أن تتسبب ممارسة الجنس إلى تهيج عنق الرحم الحساس فيحدث النزيف عندها. ويكون حل هذه المشكلة من خلال تجنب ممارسة الجنس بكثرة خلال فترة الحمل إضافةً إلى أن تطلب المرأة من شريكها أن يمارس الجنس معها بلطف لتقليل احتمال حدوث التهيج.
  • قد تتسبب بعض الالتهابات التي تحصل في عنق الرحم أو المهبل بحدوث نزيف خلال فترة الحمل. وغالبًا ما يكون هذا النزيف محدودًا.
  • يمكن أن يتسبب الورم الليفي (عبارة عن زوائد في بطانة الرحم) في نزول الدم خلال فترة الحمل.
  • بعض الإصابات أو الصدمات التي قد تتعرض لها المرأة الحامل في منطقة البطن قد تؤدي إلى إيذائها وتكون سببًا في نزول الدم أثناء الحمل.
  • أحيانًا تستخدم المرأة الوسائل التي تمنع حدوث الحمل ومنها حبوب منع الحمل، وعند التوقف عن تناول هذه الموانع وحدوث الحمل بسرعة غالبًا ما يتعرض الجسم لتغيرٍ شديد في نسب وتوازن الهرمونات التي يفرزها وهذا ما قد يسبب التهيج في الرحم أو المهبل ويؤدي لحدوث النزيف أثناء الحمل.

ماهي الأسباب الخطيرة لنزول الدم أثناء الحمل؟

ان استمرار نزول الدم أثناء الحمل أو تكراره عجة مراتٍ يدل على وجود تشنجٍ حاد وتقلصاتٍ في البطن يمكن أن تكون مصدرًا للقلق وذلك لعدة أسباب منها:

  • الولادة المبكرة أو الإجهاض: عند نزول كميةٍ كبيرةٍ من الدم أثناء الحمل، فإن ذلك قد يشير عادةً إلى أن الجنين لا يتطور بالشكل الطبيعي. وهذا يزيد من فرص حدوث الولادة المبكرة أو الإجهاض.
  • الحمل خارج الرحم: عندما يظهر الدم قاتمًا جدًا ومائيًا في طبيعته، فإن ذلك قد يشير في بعض الحالات إلى أن انغراس البويضة قد حصل خارج الرحم.

بعض النصائح التي يجب على المرأة اتباعها عند نزول الدم أثناء فترة الحمل

هناك العديد من الإجراءات التي يجب القيام بها إذا كنتِ متأكدة من الحمل واستمر نزول الدم ولم يتوقف وهذه الإجراءات هي:

  • مراجعة الطبيب المختص لمعرفة سبب نزول الدم، وإجراء الفحوصات اللازمة، والتي تتضمن الفحص بالموجات فوق الصوتية لاستبعاد أن يكون الحمل خارج الرحم.
  • القيام برفع القدمين لفترة من الزمن عند نزول الدم.
  • تجنب التوتر والإجهاد والتأكد من أن تحصل المرأة الحامل على كفايتها من المواد الغذائية الضرورية لها ولجنينها مع ضرورة أخذ قسطٍ من الراحة في الفراش.
  • الابتعاد عن الأنشطة البدنية والحركية المتعبة قدر الإمكان وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل.

كلمة أخيرة

في النهاية يجدر القول إن حدوث نزيفٍ دموي خلال فترة الحمل هو أمر غير طبيعي، ويمكن أن يحدث عند بعض النساء نتيجةً لبعض المشكلات الجسدية، أو أن يكون مؤشرًا وعلامة خطر تهدد حملها وتزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة أو الإجهاض، لذلك يجب على المرأة عدم التهاون في الأمر ومراجعة الطبيب المختص فورًا لتدارك الوضع وإيجاد الحل المناسب.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله