هل بالفعل يوجد قمر أسود؟ وهل هو قمر ثاني لا يمكن رؤيته؟!

كثيرًا ما سمعنا عن وجود قمر أسود؛ حيث البعض يدعي أنَّه قمر ثاني موجود في الكون، لكن لا يمكن رؤيته، والبعض الآخر يدعي أنَّ هو ذاته القمر الوحيد الموجود في الفضاء، ولكن يتغير لونه بين حين لآخر.

ما حقيقة ما يقال وهل هذا صحيح أم مجرد خرافة ودعايات يستخدمها البعض للترويج ليس إلاَّ؟ لنتعرف على ذلك سويًا من خلال ما هو موضح أدناه.

قمر أسود – ما حقيقة ذلك؟

قبل أن نتحدث عن القمر الأسود، لابدَّ من معرفة شيء في غاية الأهمية؛ لكي تتمكن من فهم وإدراك هذا المصطلح المتداول. جميعنا يعلم بأنَّ القمر يمر بأطوار مختلفة، أي من حدوث الهلال انتهاءً بالبدر، لكن هل تعلم لماذا؟

القمر والأرض هي كواكب موجودة في الفضاء تتحرك داخل النظام الشمسي، أي تدور حول الشمس (النجم الكبير)، والشمس تمتلك طاقتين، طاقة لجذب الكتل المشتعلة وطاقة لنفرها، هذا ما يجعلها تحافظ على حجمها. البعض يفسر أنَّ تلك الطاقتين هما تحرك ذاتي.

أما الأرض فهي تدور بطريقتين: الأول حول نفسها، أي ضمن محورها، والثاني حول الشمس، أما القمر؛ فلا يدور حول نفسه، فقط يدور حول الأرض. يجب أن تعلم أنَّ جميع الكواكب تدور حول الشمس. إذن ماذا بعد؟

القمر قد يقع ضمن ظل الأرض، وهناك ظلين للأرض، ظل مظلم تمامًا وظل جزئي (شبه الظل)، إليك الصورة التالية للتوضيح:

قمر أسود

إنَّ اللون الأصفر الموجود في الصورة أعلاه، هو ضوء الشمس، والكرة الزرقاء، هي الأرض، أمَّا الكرة التي تأخذ اللون الأحمر في الصورة، هي القمر. عند وجود القمر ضمن ظل الأرض المظلم، يصبح القمر مظلم جدًا ولا يمكن رؤيته، هل تعلم هذه الظاهرة ماذا تدعى؟

تدعى هذه الظاهرة بالخسوف، لكن أيضًا يوجد شبيه الظل، ويتواجد القمر ضمن هذا الجزء من الظل.

الآن أنت مدرك تمامًا كيفية عمل الكواكب والمدار الفلكي لكلاً منهم؛ إذًا عندما نشاهد القمر بأكمله، فهو يكون خارج ظلال الأرض، ويكون مضيء من خلال أشعة الشمس، أما عندما نبدأ برؤية جزء من القمر (أي ليس كاملًا)؛ ففي هذه الحالة يكون جزء من القمر خارج ظلال الأرض وجز آخر ضمن الظلال، هذا ما يفسر أطوار القمر، إليك الصورة التالية للتوضيح أكثر:

أطوار القمر

كما نلاحظ من خلال الصورة أعلاه أنَّ القمر يمر بمراحل عديدة، وتعرفنا للتو سبب ذلك. أمَّا بعد.

يوجد مرحلة تسمى “محاق”، في هذه المرحلة يكون القمر ضمن ظل الأرض المظلم، وهذه المرحلة تسمى بالإنكليزية “New Moon”، كما نلاحظ في كلمة “New” أي بمعنى جديد، ومن هنا أتى اسم قمر جديد وأنَّه غير مرئي، إلخ.

في مرحلة “محاق” التي يبدو القمر من خلالها غير مرئي، لا يمكن رؤية القمر؛ لذا ادَّعى البعض أن القمر الأسود الجديد لا يمكن رؤيته.

لا يوجد دليل علمي يؤكد أنَّ هذه الظاهرة تدعى بالقمر الأسود، وهذا ما أكده موقع ويكيبيديا من خلال مقال تم نشره على صفحته الشخصية.

عمومًا المعروف بالقمر الأسود هو حدوث محاقين في الشهر ذاته؛ فإنَّ الحالة الطبيعية يحدث محاق وبدر واحد شهريًا؛ فإنَّ المحاق الثاني، هو من يدعى بالقمر الأسود، وهذه الظاهرة تحدث كل 29 – 32 شهر، بحسب كل رقعة من الأرض.

النظير لهذه الظاهرة، هو القمر الأزرق؛ فهو يمتلك التعريف ذاته لكن الاختلاف هو: أنَّ ظهور البدر مرتين شهريًا، وحينها يطلق على البدر الثاني بالقمر الأزرق.

هل يتحول لون القمر للون الأسود؟

يمكن أن يُشاهد القمر باللون الأسود، عندما تحدث ظاهر الكسوف، وهي ظاهرة تحدث عندما يقع القمر بين الشمس والأرض على خط مستقيم، إليك الصورة التالية للتوضيح:

هل يتحول لون القمر للون الأسود؟

ففي هذه الظاهرة قد يبدو القمر وكأنَّه يعكس اللون الأسود، لكن في هذه الظاهرة يبدو علينا الشمس هي من تغيرت وليس القمر، لكن في الحقيقة الظلال السوداء التي يتم رؤيتها على الشمس هي بسبب حجب القمر لأشعة الشمس.

كلمة أخيرة

علميًا لا يوجد مصطلح يسمى القمر الأسود، وهذه ظاهرة بسيطة؛ فإنَّ القمر كل شهر يمر في مرحلة المحاق، وهذا المحاق إذا حدث مرتين شهريًا يدعى بالقمر الأسود، لكن شكل القمر هو ذاته؛ فلا يوجد اختلاف إلا أنَّ هذه الظاهرة قليلة الحدوث فقط، ولا ينتج عنها شيء جديد نسبيًا.

يوجد قمر واحد فقط في الكون، وهو القمر الذي يتم رؤيته في السماء؛ لذا جميع ما يقال حول قمر جديد، هي خرافات ليس إلا؛ لذا لا تصدق كل ما يقال، بل ابحث وتعرف على كل ما هو جديد، لاكتشاف ذلك علميًا، وليس من مجرد أفكار يطرحها بعض المخادعين، لاكتساب أموال بهدف محدد.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله