الجمعة السوداء Black Friday … حكاية أشهر جمعة في السنة!

الجمعة السوداء أو Black Friday قد تكون سمعت بهذا المصطلح من قبل خصوصًا إذا ما كنت معتاد على التسوق في دول غربية أو متاجر إلكترونية عالمية مثل أمازون وأيباي، حيث يرتبط هذا اليوم بالتسوق بالدرجة الأولى.

وحتى لو لم تكن سمعت بهذه التسمية من قبل تابع معي لتعرف عن هذه الجمعة وسبب وصفها بالسوداء وأهميتها للمتسوقين في كل أنحاء العالم، حيث ينتظر الكثير من المتسوقين هذا اليوم بفارغ الصبر لاستغلال ميزاته.

ما هي الجمعة السوداء؟

الجمعة السوداء أو بلاك فرايدي هي يوم الجمعة الذي يأتي بعد عيد الشكر مباشرةً، وهذا الأخير هو أحد الأعياد الوطنية في الولايات المتحدة وكندا، ويحتفلون بهذا العيد كنوع من الشكر للرب على ما أعطاهم من نعم.

وتكون الجمعة السوداء يوم الجمعة الذي يلي هذا العيد مباشرةً. وليس ليوم الجمعة هذا تاريخ محدد وإنما يختلف تاريخها في كل عام وذلك بحكم اختلاف يوم عيد الشكر المرتبطة به.

حيث يكون عيد الشكر في الخميس الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام وتكون الجمعة السوداء يوم الجمعة الذي يلي هذا الخميس؛ لذلك يختلف تاريخ هذه الجمعة من كل عام.

مميزات يوم الجمعة السوداء

أما ميزة هذه الجمعة فهي التخفيضات الهائلة التي تجريها المتاجر في هذا اليوم على ما لديها من بضائع، وبالتالي تسابق المتسوقين على استغلال التخفيضات التي تجري فقط في هذا اليوم.

إضافة لذلك، قرب هذه الجمعة من تاريخ عيد الميلاد يدفع المزيد من الناس لاستغلال هذه الفرصة وشراء هدايا العيد في ظل التخفيضات. لذلك تعتبر هذه الجمعة أيضًا بداية الموسم لشراء هدايا عيد الميلاد في الولايات المتحدة وكثير من باقي دول العالم.

تاريخ الجمعة السوداء

تعود الجمعة السوداء بتاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا حيث ونتيجة أزمة اقتصادية آنذاك أحدثت شلل في الاقتصاد الأمريكي وتوقفت على أثرها التعاملات المالية وحركة البيع والشراء إلى حد كبير.

تم التخلص من هذه الأزمة بعدة إجراءات نفذتها الحكومة آنذاك وكان منها إجراء تخفيضات على المواد والسلع الموجودة في المتاجر والمستودعات وذلك للتخلص منها وتجنب كسادها إضافة لتحريك السوق وعمليات البيع والشراء فيه.

ومنذ تلك الحادثة وما رافقتها من تخفيضات حصلت آنذاك، أصبحت التخفيضات عادة سنوية متبعة في أمريكا تحصل كل عام في ذكرى تلك الأزمة التي حصلت عام 1869. حيث يشارك في حملة التخفيضات هذه كبرى المتاجر والمحال والوكالات.

أصل التسمية

أصل تسمية هذه الجمعة وسبب وصفها بالسواد هو ليس من باب التشاؤم أو الكآبة، بل ليس للتسمية علاقة بذلك بتاتًا. وإنما يعود سبب التسمية إلى الحركة المرورية التي تحصل في هذا اليوم.

حيث نتيجة تدافع الناس إلى الأسواق في هذه الجمعة لاستغلال التخفيضات التي تحصل، يسبب هذا اختناقات مرورية وازدحام وفوضى في الشوارع والأسواق؛ مما دفع شرطة المرور في ولاية فيلادلفيا الأمريكية لوصف هذا اليوم بالأسود.

وأول ما ظهرت هذه التسمية عام 1960 من قبل الشرطة كما يشاع. ويقال أيضًا إن اللون الأسود يشير إلى الربح في التجارة والمحاسبة حيث يتم التخلص من البضائع الموجودة قبل كسادها، وبالتالي يتغير لون مؤشر التجارة من اللون الأحمر أي خاسر إلى اللون الأسود أي رابح.

الجمعة السوداء في الغرب

في السنوات الأخيرة شاعت فكرة الجمعة السوداء خارج الولايات المتحدة حيث نشأت، وبدأت الأسواق في الدول الأخرى بتقليد الأسواق الأمريكية في التخفيضات التي تجريها، حيث انتشرت هذه الظاهرة في الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسواق الأسيوية في دول مثل كوريا والصين واليابان وغيرها.

وأكثر من ذلك بدأت المتاجر الإلكترونية أيضًا تطبيق هذه الفكرة وأشهرها متجر أمازون وأيباي حيث تجري هذه المتاجر وأشباهها تخفيضات كبيرة تشابه تلك التي تجريها المتاجر الموجودة على الأرض بل وتتفوق عليها أيضًا.

أما بالنسبة للتخفيضات التي تحصل فهي تخفيضات كبيرة تصل أحيانًا إلى ربع السعر الأصلي للمنتج، وحتى أحيانًا أقل من ذلك على بعض المنتجات. وهذا ما يفسر سر الأقبال الكبير على التسوق في هذا اليوم.

حيث أشارت بعض التقارير إن في أمريكا وحدها أنفق الأمريكيون عام 2014 نحو 4 مليارات دولار في التسوق خلال أربعة أيام بدءً من يوم الجمعة الأسود.

كيف يمكنني معرفة توقيت الجمعة السوداء لهذا العام؟

لمعرفة توقيت البلاك فرايدي، بكل بساطة كل ما عليك فعله هو التوجه إلى التقويم الميلادي وتحديد الخميس الرابع من شهر نوفمبر أي تشرين الثاني وستكون البلاك فرايدي هي الجمعة التي تليه مباشرةً.

أما بالنسبة لتوقيت الجمعة السوداء لهذا العام (2023) فسوف يكون بكل تأكيد بتاريخ 24 نوفمبر، حيث سوف ترى الأسعار الجنونية والتخفيضات التي تصل الى أكثر من 90% في كافة المواقع الأمريكية الخاصة بالتوسق أون لاين.

الجمعة البيضاء عند العرب بدل الجمعة السوداء

ظهر تأثر العرب بهذه الجمعة عام 2014 عندما أعلن أحد متاجر التسوق الإلكتروني العربية عن تخفيضات في هذا الجمعة تحت اسم “الجمعة البيضاء” كرد فعل على يوم الجمعة السوداء في أمريكا وباقي الدول الغربية.

إلا إنه لا يمكن مقارنة الجمعة البيضاء عند العرب بالجمعة السوداء عند الغرب كونها لم تنتشر على نطاق واسع بعد ولم تشارك فيها الكثير من المتاجر والوكالات في الدول العربية. عدا عن رفض البعض لها كونها تقليد أعمى للغرب.

أخرين رفضوا الفكرة باعتبار إن المتسوق العربي والسوق العربي عمومًا لا يشبه السوق الغربي ولا مجال للمقارنة بسبب الكثير من الاختلافات ليس أولها التفاوت الكبير بين دخل المواطن العربي والمواطن الغربي وليس أخرها ثقافة الاستهلاك الموجودة هنا وهناك.

دعوات أخرى ترفض تقليد فكرة بلاك فرايدي في الوطن العربي

دعوات أخرى قالت إن تقليد الفكرة كما هي بشكلها المستهلك هذا لا يناسبنا كعرب وإنما يجب تعديلها لتكون مناسبة للثقافة العربية والمواطن العربي.

فدعا أصحاب هذا الرأي إلى جعلها قبل شهر رمضان مثلًا أو قبل عيد الفطر أو الأضحى حتى يتم استغلالها بشكل أفضل والاستفادة منها قدر المستطاع.

باختصار التقليد ليس شيء سيء دائمًا، بل على العكس قد يكون مفيد حيث نأخذ أفضل ما توصلت إليه الشعوب والثقافات الأخرى. لكن الشيء السيء هو أن نأخذ ما توصل إليه الأخرون كما هو ودون تمييز بين ما يناسبنا وما لا يناسبنا.

فمثل فكرة الجمعة السوداء يمكننا تقليدها بشكل أخر يناسب الثقافة العربية والإسلامية عمومًا بشكل أفضل بعيدًا عن التقليد الأعمى المباشر للغرب.

مثلًا يمكننا جعل ما دعي بالجمعة البيضاء قبل عيد الفطر أو عيد الأضحى حيث تكون حركة التسوق بطبيعتها مرتفعة بالأسواق العربية، وحملة تخفيضات مثل هذه حتمًا ستزيد حركة التسوق وتعود بالنفع على التاجر والمستهلك معًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله