معلومات عن الولادة في الشهر الثامن بالتفاصيل

هل الولادة في الشـهر الثامـن خـطر؟ ولماذا يولـد الطفـل في الشـهر السـابع أو التاسـع وليس الثـامن؟ تكثُر التساؤلات حـول عدم إمكانية أن يعـيش الطفـل أحـيانًا إذا وُلـِد في الشـهر الثامـن بينما يـعيش عندما يـولد في الشـهر السـابع، فيمـا أن في الشهر الثامـن من المُفترض أنه يكون قد نمـا أكثـر من السـابع،

وتـرجع الإجـابة على تلك التساؤلات إلى بعـض الأسباب التي لا بد على كل حامل التعرف عليها لتجنُب حـدوث الولادة في الشهر الثامن أو ما يُسمى بالولادة المُبكرة؛ لخطورتها على حـياة الجنـين، فالطفل (المُبتسر) أي المولود قبل ميعاده سواءً في السـابع أو الثـامن، يخـرُج للحيـاة وهـو غير مُكتمل النـمو ولـم يكتمل تطـوره داخـل رحـم الأم؛ لذلك فهو مُعـرض للإصـابة بالكثير من الأمـراض جسـديًا وعـقليًا، أو قد يُفارق الحياة في بعض الحالات لعدم تحمله وضعف بنيتـه.

الولادة في الشـهر الثـامن

الولادة في الشهر الثامن

 

من المـعروف أن فـترة الحمـل الطبيعي مُدتهـا تسـع اشـهر وسـبع أيام، أو مـن 38 أسبوعًا حتى 40 أسبوع ويتم حسابها من تاريـخ آخـر حيض للمرأة، أما حـدوث الولادة من الأسبوع ال 31 إلى 35 فهذا ما يُطـلق علية بالولادة في الشهر الثامن أو الولادة المُبكرة، وهي لها خطورة على الجنين والأم معًا؛ لأن جسم الحـامل يسـتعد للولادة قـبل مرور فتـرة الحـمل الطـبيعية والتي هي تسـع أشهر كامـلة، مما يتطـلب الرعاية الصحية الشديدة للطفل والأم حـسب حـالة ووضـع كلٍ منهـما.

أسباب الولادة في الشهر الثامن

الولادة المبكرة أو الولادة في الشهر الثامن هـي ولادة الطـفل قـبل أن تكتمل مرحـلة الحـمل وعدم نموه بشـكل كـامل داخل رحـم الأم، وهُناك عدة أسباب لحالات الولادة المبكرة المـنتشرة لدى بعض الحوامل تشـمل ما يلي:

  • تكرار انقباضات الرحـم.
  • الحـمل المتكرر وعـدم المـباعدة بين الحـمل والآخـر.
  • الخلل في عـملية إيصال الغـذاء والأكـسجين للجـنين.
  • إذا كان هُناك تمـزق مُـبكر في الأغشية الجـنينية.
  • الخـلل في كمية السائـل حـول الجـنين سواء زيادته أو نقصانه بـشكل كبـير.
  • الحـمل في أكثر من توائم (تعدد الأجـنة).
  • القصور في عـنق الرحـم.
  • الإصابة بعدوى الكلى.
  • إذا كانت الحامل دون سـن 18 أو أكثر من سـن 40.
  • ارتفاع في درجـة حـرارة الحامل لوجود التهابات (الإنتانـية) مما يؤدي إلى إنـتاج المواد المركبة التي تعمل على دفـع الجنـين لخارج الرحـم.
  • عند الإصـابة بأورام الرحـم.
  • الإصـابة بتسـمُم الحمل أو التشوهات الرحمية.
  • الاضطرابات في المـشيمة كانفكاكـها أو الرحـم أو المـهبل.
  • الإصابة بالأمراض المـزمنة مثـل السـكري أو ارتفاع ضـغط الدم.
  • التلوث الذي يؤثر على السـائل الأمنيوسي أو التهاب الجـهاز التنـاسلي للمرأة.
  • تناول الكـحول وتعـاطي المـخدرات أو تدخيـن السجـائر.
  • الزيادة في الوزن خلال فـترة الحـمل أو النقص فيه قبـل الحمل.
  • التوتر العصبي الشديد أو ردود الأفعال العنيفة تجاه أحداث معينة.
  • الإجهاد الشديد والمـتكرر في المـاضي.

كما أنه لوحـظ أن النساء اللواتي قد ولدن ولادة مبكرة (قبل اكتمال مرحلة الحمل) هنَّ عرضـة لأن يلدن ولادة مبكرة في المـرة التي تليها.

وهذا الفيديو يوضح أسباب تعرض الحامل للولادة في الشهر الثامن.

https://youtu.be/i_pzDZjFGwo

لماذا لا يعـيش الطفـل إذا كانت الولادة في الشـهر الثامن بينما يعيـش إذا ولد في السابع وكلاهما ولادة مبكرة؟

فرصة العيش للطفل المولود في الشهر السابع أكبر من الذي يولد في الشهر الثامن؛ لأن الأطفـال تكتمل جسمانيًا في الشهـر السـابع، وفيه يبـدأ الجـنين بالاستعداد إلى الخروج وقوته تبـدأ تزداد، وهذا الأمـر يجعله قادرًا على تمـزيق الأغـشية التي تُحيط به والمتـصلة بالرحـم حتى يتم خروجه. فحين ولادة الطفل في الشهر السابـع يتم وضعة بالحضانة ويـكون كـل ما يحـتاجه هـو تغذيته وليـس لضـعف قـوته.

بينما عند ولادته في الشهر الثامن فتكون المخاطرة التي تحيط به أكـبر؛ لأن اجتياز الطفل للشهر السـابع هذا مؤشـر على الضعف في بنيته وهو في الحاجة إلى البقاء داخل رحـم الأم لمدة أطـول والـتي هي قد تـصل إلى حوالي 40 يومًا آخرين وصـولًا إلى الشهر التاسـع. ولذلك عند ولادتـه في الشـهر الثامـن تزداد المـخاطر عليـه كتعرضه للنزيف في المُـخ ممـا يجـعله عـرضه أكثـر للأمراض والوفـاة.

أعـراض الولادة في الشـهر الثامن

  • الألم الشديد بأعلى السـاقين.
  • الشعور بالتقلصات أو الانقباضات، ومن أعراضها حدوث أكثر من 4 تقـلصات للرحـم خـلال سـاعـة واحـدة وتُسمى هذه الحالة (المخاض الحـقيقي) الذي تحدث فـيه هذه التقلصات بشكل متزايد وتكون مصـحوبة بـتوسع في عـنق الرحـم.
  • الضغـط المستمر والشديد بداخل الرحـم والحوض.
  • الألم المستمر بالظهر واستمراره عـلامة على حدوث الولادة المبكـرة.
  • وجود إفـرازات مِـهبلية سـائلة مثل الماء وهي علامة على انفجار كيس الجنين.
  • نزول قـطرات من الدم.
  • هذا الفيديو يوضح أعراض الولادة المُبكرة بالتفصيل

https://youtu.be/M8js91KH5Oc

مخاطـر ومُضاعـفات الولادة في الشهر الثامن

إذا لم يحدث منع للولادة في الشهر الثامن؛ فهُناك خطورة على الطفل بسبب ولادته المبكرة وقبل اكتمال نموه، وكـلما كانت الولادة في وقـتٍ مـبكر أكثـر؛ كلما ازدادت الخطورة على الطفل لزيادة المضاعفات أكثر، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

  • الانخفاض الشديد في وزن الطفل عند ولادته.
  • الصعوبة في التنفس؛ لعدم نـضوج الرئتـين (متلازمـة ضيق التـنفس).
  • قد تكون جميع أعضائه غير مُكتملة بشكل كافٍ؛ مما يُعرض حياته للخطر بسبب أي تلوث حوله.
  • الأطفال المولودين في وقتٍ مـبكر تزداد لديـهم مـخاطر تأخر في التـعلم، ومشاكل في النـمو، وأيضًا المشكلات السـلوكية.
  • مشكلات بـالقلب والأمعاء.
  • السـكتة المـخية.
  • الشـلل المـخي.
  • النزيف الدماغي.
  • نقص في المنـاعة.

كيف يتم تشخيص الولادة المبكرة؟

أولًا: يتم إجـراء الفحص المهبلي ليُرى عـُنق الرحـم إذا مـا كان ازداد انفتاحًا أو اتساعًا أو ترققـًا أو تسطحًا.

ثانيًا: يتم إجراء اختبار للبول والدم والإفـرازات المـهبلية حتى يتم التعرف على حـالة العـدوى.

حـالة الجنـين في الشهر الثامن

تكون كافة أجهزة جسم الجنين في الشهر الثامن مُـكتملة النمو عدا الرئـتين؛ ويرجع عدم اكتمالهما إلى أن الرئتـين تسـتمر بالنـمو إلى آخر فترة الحمل وهي آخر الشـهر التاسـع، أما عـقل الجـنين فينمـو ويكـبر في الشـهر الثامن، كما يمكنه أن يرى ويسـمع في تلك المـرحلة، والـوزن الطبـيعي للجـنين بالشـهر الثامن يـكون 2.5 كـيلوا غـرام، ويحتاج الجنيـن المولود في الشهر الثامن إلى وضعة بالحـضانة لغرض اكتمل الرئـتين، أو ضعـف منـاعته أو وزنه القـليل جـدًا أو وجـود مشكلات بالبصر والسـمع لديـه.

كيف يتم الحد من خطر الولادة في الشهر الثامن؟

الحد من خطر الولادة في الشهر الثامن يتم على مرحلتين، مرحلة ما قبل الولادة وهي تكون للأم والطفل، ومرحلة ما بعد الولادة وهي للطفل فقط كما يلي:

أولًا: ما قبل الولادة (الأم والطفل)

  • حقن الأم بعقار قوي؛ لتـسريع عملية اكتمال نضـج رئتي الطفل.
  • الامتناع عن الجـماع خـلال هذه الفترة؛ حتى لا يُسبب إجهاد للأم.
  • الراحـة التامة في الفـراش؛ لتخـفيف الضـغـط على عـنق الرحـم.
  • تناول العقاقير التي تخفف من الانقباضات إذا لـم تكوني قد وصلتي إلى الأسبوع الـ 34؛ حتى يكون هُناك فرصـة للجنين كـي يكتمل نمـوه بقدر أكبر وبشكل جـيد.

ثانيًا: مـا بعـد الولادة (الطفل)

لا بد من وضـع الطـفل في العـناية المـركزة (الحضّانة)، والاهتمام الشديد به، ومعرفة ما إذا كان يُعاني من أيٍ من الأمراض التي سبق ذكرها بسبب الولادة المبكرة وعدم اكتمال نموه، أم أن مشكلته الصحية بسيطة ولا يُعاني من مضاعفات خطيرة.

إرشادات لتجـنب حدوث الولادة في الشهر الثامن

  • تناولي الأغذية الصـحية السليـمة خـلال فتـرة الحـمل.
  • الانتـباه إلى علامات الولادة المـبكرة والنـزيف التي سبق ذكرها.
  • الراحـة التـامة خاصةً في الشـهر الثامـن لتتجنبي الولادة المـبكرة وفي المـراحل الأولى لتتجنبي الإجهـاض.
  • تجنبي انتقال أي عـدوى مرضـية حتى ولو كانت بسـيطة خلال فترة حملك.
  • ابتعدي عن الوقوف لفترة طويلة على قدميكِ أثناء تـأدية عملك.
  • الابتعاد عن التعرض لغاز أول أكـسيد الكـربون الذي ينتج عن تدخين السجـائر.
  • حاولي أن تظل أعصابك هادئة والابتعاد عن العنـف المـنزلي.
  • تناولي عنـاصر زيـت السـمك؛ لأنها تساعد على التقليل من حدوث الولادة المبكرة وتُعطي الجسم مناعة ضد الكثير من الأمراض كما أنها تساعد في نمو الجنين بشكل جيد.
  • قد يصف لكِ طبيبك حقنة (بروجيسـترون).
  • الابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات.

لا شـك أن مـرحلة الحمـل والولادة هي مـرحلة مـليئة ومُـثيرة للانـفعالات فـي حياة الزوجـين وخصوصًا في حياة الأم؛ ولذلك فعليكِ في هـذه الفـترة أن تكـوني مُلمة ومُدركـة لجميع التطـورات والأبـحاث فيما يخُص الحـمل والولادة، ولكـل التغـيرات التي تحدث في جـسمكِ، ولجميع الفـحوصات التي عـليكِ إجرائها، وهذا ببسـاطة لكي تكونـي دائمـًا مُطـمئنة على نفسكِ وجنينكِ، وبإذن الله سـيصل طفـلكِ في المـوعد الذي كتـبه الله لـه وسـيكون بأفضـل حـال.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله