رغم إن الاهتمام في الخيول وأنواع الخيول قديمًا كان بسبب كونها وسيلة النقل الأهم ورقم واحد بالنسبة للناس سواء في الغرب أو الشرق، إضافة لكونها كانت من أدوات المعركة المهمة لكل جندي في الحروب التي كان تخاض في القديم.
إلا إن ظهور وسائل نقل بديلة وأدوات أخرى أكثر تطورًا وتقدمًا مع الزمن لم يمنع البعض من مواصلة الاهتمام بالخيول ورعايتها والاعتناء بها ولكن ليس لذات الأسباب التي كانت سابقًا.
فاليوم لم تعد رعاية الخيول بسبب سرعتها في الجري أو قدرتها على حمل الأثقال في المعارك أو مدى تحملها للظروف البيئية المختلفة. بل غدت رعاية الخيول هواية للكثير من الناس وخاصة الأثرياء منهم بسبب تكلفتها العالية؛ فبالإضافة لأسعارها المرتفعة تحتاج لحظائر خاصة بها عدا عمن يعتني بها من نظافة وغذاء ودواء.
بالإضافة لذلك تعتبر رياضة ركوب الخيول وسباقاتها من الرياضات الشائعة اليوم وتمارس بكثرة ولها مسابقاتها العالمية التي تنظم في عدة أماكن حول العالم. عدا عن استخدام الخيول كمناظر استعراضية في المناسبات والاحتفالات الرسمية للكثير من الدول.
ويتسابق الهواة والمشاهير والأثرياء اليوم لامتلاك أفضل أنواع الخيول وأكثرها جودة وأصالة. وسنتعرف هنا على أفضل أنواع هذه الخيول وسلالاتها ومنشأ كل منها.
الحصان التركمانستاني
ويسمى أيضًا (أخال تيكي) من أجود أنواع الخيول في العالم وتنحدر سلالته من تركمانستان، يعرف بسرعته وذكاءه وقدرته على التحمل. لونه المعدني اللامع أعطاه لقب “الحصان الذهبي”.
وهو من أقدم سلالات الخيول التي مازالت موجودة حتى اليوم، ويوجد منه بحسب بعض الإحصاءات ما يقارب 7000 حصان تتوزع في روسيا وتركمانستان والدول الأوروبية.
إلا إنه يعتبر حصان سيء الطباع ولا يتمتع بالهدوء والمرونة اللازمة، حيث يلزم الكثير من التدريب والخبرة لمعاملته وركوبه.
الحصان الدلماسي
من سلالات الأحصنة الشهيرة الإنكليزية المنشأ التي تتميز بألوانها المنقطة وحجمها الكبير. كانت تستخدم سابقًا من قبل الملوك الإنكليز بعد أن جمعها الملك إدوارد الأول من أنحاء أوروبا.
تتميز بقوتها ونشاطها وتكون بارتفاعات مختلفة تتراوح بين 81 سم إلى 147سم. وفي الغالب تستخدم للمناظر الاستعراضية والقليل منها يستخدم للركوب أو الرياضة.
الحصان العربي
من أقدم وأشهر سلالات الأحصنة في العالم واستخدم في معظم مناطق العالم وليس فقط في منشأه المنطقة العربية. بسبب قوته ونشاطه وقدرته على التحمل كان يستخدم بكثرة في المعارك والتنقل والأنشطة التجارية.
تعرف الأحصنة العربية بذيولها الطويلة المنسدلة والملساء إضافة إلى شكل الرأس المتميز عن باقي السلالات. وتستخدم اليوم لتحسين سلالات أخرى من الأحصنة من حيث القوة والقدرة والسرعة.
حصان المورجان
من إولى السلالات التي تم تحسينها في الولايات المتحدة لذلك هي متأثرة بسلالات أخرى من الأحصنة الموجودة في أمريكا. واستخدمت في عدة أمور منها للتدريب والسباقات الرياضية وللركوب والتنقل إضافة إلى استخدامها خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
وفي بداية القرن العشرين صُدّرت الكثير من أحصنة هذه السلالة إلى دول مختلفة منها الدول الأوروبية وخصوصًا إنكلترا. وبدأت الكثير من المنظمات في رعاية أحصنة هذه السلالة وتحسينها ووصل عدد الخيول التي تنتمي إلى هذه السلالة في عام 2005 إلى أكثر من 175 ألف حصان.
حصان الفريزيان
يعود منشأ هذه السلالة إلى منطقة فريزيان الهولندية. وتتميز هذه الأحصنة بلونها الأسود الغامق في الغالب، إضافة إلى الذيل والعرف الطويلين والكثيفين بشكل واضح جدًا، وبشكل عام حصان الفريزيان له شعر طويل وكثيف وخاصة في الجزء السفلي من أقدامه.
تمتاز السلالة بالقوة والصلابة وتستخدم اليوم في حلبات العروض والمسابقات بالإضافة إلى استخدام هذا النوع من قبل هواة الخيول للركوب والاستمتاع. وتنتشر بشكل أساسي في أمريكا والدول الأوروبية.
الحصان الاندلسي
ويعرف كذلك بسلالة الحصان الإسباني الأصيل، وهو خليط بأصول عربية حيث يتمتع بكثير من مواصفات الخيول العربية من حيث الجمال والرشاقة والقوة والتحمل.
كان يستخدم أيام الحكم العربي للأندلس من قبل رجال الدولة كوسيلة للتنقل عدا عن استخدامه في الحروب لقوته وشراسته حيث يعتبر الأفضل لمصارعة الثيران. ثم بعد ذلك استخدمه الإسبان وكان يركبه النبلاء منهم فقط.
الحصان الغجري
حصان يعود أصله إلى سلالات مختلفة تم التهجين بينها ونتج عنها الحصان الغجري، ورغم ذلك فان أبرز السلالات التي نتج عنها يعود منشأها إلى الجزر البريطانية. وفي الغالب يكون إما أبيض أو اسود اللون.
ومن أبرز صفاته ضخامة جسمه وقصر أطرافه وشعره الكثيف الذي كثيرًا ما يغطي رأسه وعنقه والذيل الذي يلامس الأرض. قوي البنية وذو عزم صلب مما جعله مناسب للعمل وجر العربات. وكذلك مناسب جدًا للتدريب خصوصًا أولئك المبتدئين في ركوب الخيول بسبب هدوءه ورشاقته عدا عن جماله وأناقته.
حصان الهافلنجر
من أكثر سلالات الأحصنة قوة وأناقة، إيطالية ونمساوية المنشأ. تتميز بحجمها الصغير في الغالب ولونها الكستنائي الضارب إلى البني.
كانت تستخدم للتنقل في المناطق الجبلية بشكل أساسي حيث بنيتها الجسمية والعضلية المتينة تساعد في ذلك.
آخر استخداماتها كانت في الأعمال الزراعية وجر العربات وحمل الأثقال. وتستخدم اليوم في رياضات ركوب الخيل، قفز الحواجز، الوثب، إضافة لبرامج العلاج بركوب الخيل.
بالإضافة لهذه السلالات يوجد الكثير من السلالات الأخرى الموجودة في مناطق مختلفة من العالم منها معروف ومنتشر على نطاق واسع ومنها غير معروف إلا على نطاق ضيق، ولكن ذكرنا هنا أكثر السلالات شهرة وأفضلها من حيث الأصالة والجودة والميزات التي تتمتع بها كل سلالة عن الأخرى.
بالإضافة إلى إن الأحصنة من هذه السلالات تعتبر الأغلى من بين كل أنواع الأحصنة الموجودة في العالم. ويتسابق الكثير من الهواة والرياضيين والمربين وتجار الخيول لامتلاك أفضل هذه الأنواع.
