جدار برلين – رمز الحرب الباردة الذي قسم العالم إلى معسكرين

قسم جدار برلين المدينة إلى قسمين لمدة 28 عامًا. سنوضح في هذا المقال كل التفاصيل عن بنائه وسقوطه وتاريخه. واكتشف أين يمكنك أن ترى بقايا ها الجدار الذي أصبح رمزًا للحرب الباردة.

يشكل بناء جدار برلين، وقبل كل شيء سقوطه، جزءًا من أهم اللحظات في تاريخ القرن العشرين. فقد قسم هذا الجدار برلين إلى جزأين لمدة 28 عامًا، وقد فصل العديد من العوائل والأصدقاء عن بعضهم البعض.

جدار برلين

تاريخ الجدار

بعد الحرب العالمية الثانية، وهزيمة ألمانيا، تم تقسيم مدينة ألمانيا وعاصمتها برلين إلى أربعة أقسام، كل قسم كان خاضع لسيطرة أحد المنتصرين في هذه الحرب، السوفيتي والأمريكي والفرنسي والإنجليزي. وكانت العلاقات سيئة للغاية بين الشيوعيين السوفييت والحلفاء الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين على نحو متزايد، لدرجة أن هذه المناطق تحولت فيما بعد إلى دولتين منفصلتين.

في عام 1949، سميت المناطق الغربية الثلاث الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بـ “جمهورية ألمانيا الاتحادية”، بينما أصبح الجزء الشرقي الخاضع لسيطرة السوفييت “جمهورية ألمانيا الديمقراطية”.

بقيت برلين مقسمة هكذا وتم إنشاء 81 نقطة عبور بين المنطقتين في داخل المدينة.

بناء الجدار

كان الاقتصاد في القسم الخاضع لسيطرة السوفييت ضعيفًا، فيما كان الاقتصاد في الجزء الغربي متنوعًا وقويًا، لذلك، ومنذ تقسيم ألمانيا بين الحلفاء والسوفييت وحتى عام 1961، غادر حوالي 3 ملايين شخص ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية.

بدأت جمهورية ألمانيا الديمقراطية الخاضعة لسيطرة السوفييت في إدراك العدد الضخم من الأشخاص الذين هاجروا (خاصة الأشخاص من ذوي الكفاءات والخبرات)، هؤلاء هم أساسًا كانوا من الشباب الأكثر تعليمًا. بالنسبة للحكومة الشيوعية، كانت خسارتهم ثقيلة للغاية.

 وفي ليلة 12 أغسطس / أب 1961، قررت الإدارة السوفييتية في موسكو بناء جدار مؤقت وإغلاق 69 نقطة تفتيش لتبقى 12 نقطة مفتوحة فقط.

في اليوم التالي، تم تركيب سلك شائك مؤقت يبلغ طوله 155 كيلومترًا يفصل بين منطقتي برلين الشرقية والغربية. وتم منع وسائل النقل بين المنطقتين من العبور ولم يعد بإمكان أحد أن ينتقل إلى الجانب المقابل.

في الأيام التالية، بدأ بناء جدار من الإسمنت وتم ترحيل العديد من الأفراد والعائلات الذين كانت منازلهم تقع على طول الحدود.

على مر السنين، زاد عدد محاولات الهروب وعبور الجدار، والتي كانت ناجحة في بعض الأحيان. ومن أجل تجنب حدوث ذلك وزيادة إجراءات الرقابة، تم توسيع الجدار ليصبح أكثر طولًا.

تحول جدار برلين إلى جدار خرساني ارتفاعه حوالي 4 أمتار، مع وجود أسلاك شائكة معدنية في الداخل، مما جعله أكثر مقاومة. وفي الجزء العلوي منه، تم جعل السطح نصف كروي، لمنع الناس من التمسك في قمةالجدار.

كان الجدار مصحوبًا بـ “قطاع الموت”، المكون من خندق وسلك شائك وطريق لمرور المركبات العسكرية باستمرار وأجهزة إنذار وأسلحة الأوتوماتيكية وأبراج للمراقبة والدوريات مصحوبة بالكلاب. وطوال اليوم. كانت هناك محاولات للهرب. رغم كل هذه الإجراءات الأمنية.

في عام 1975، كان 43 كيلو متر من الجدار مأمنًا بتدابير أمنية من نوع قطاع الموت وكان الباقي محميًا بأسوار.

باختصار، أصبحت محاولة العبور مخاطرة كبيرة. وذلك لأن جدار برلين الذي يبلغ طوله 155 كيلومترًا سيخضع لحراسة 14000 حارس و 302 برج مراقبة ومئات الكلاب.

تسلق الجدار

بين عامي 1961 و 1989، حاول أكثر من 5000 شخص الصعود فوق الجدار واحتجز أكثر من 3000 شخص. توفي حوالي 100 شخص خلال المحاولة، وكانت آخر ضحية مسجلة في 5 فبراير / شباط 1989.

في متحف مخصص بالعاصمة الألمانية Checkpoint Charlie Wall Museum، يتم سرد أغرب القصص عن كيفية تمكن الناس من تسلق الجدار.

سقوط جدار برلين

كان الدافع وراء سقوط الجدار هو فتح الحدود بين النمسا والمجر في مايو 1989، لأن الألمان سافروا أكثر فأكثر إلى المجر لطلب اللجوء في مختلف سفارات جمهورية ألمانيا الاتحادية، نتيجة لذلك، ألغت حكومة جمهورية ألمانيا الديمقراطية الحظر في 9 نوفمبر 1989، وأصبح بإمكان السكان من الغرب القدوم إلى مناطقهم.

في نفس اليوم، تجمع الآلاف من الناس عند نقاط التفتيش لعبور الجانب الآخر، ولم يوقفهم أحد. كان هناك ما يشبه هجرة جماعية.

في اليوم التالي، تم فتح الحواجز الأولى في الجدار وبدأ تدميره.

الآن أصبح أفراد الأسرة والأصدقاء أحرارًا في النهاية وذلك بعد 28 عامًا من الانفصال القسري.

أين تقع بقايا الجدار؟

الجزء الأكثر أهمية من بقايا الجدار تقع في المنطقة المعروفة باسم معرض الجانب الشرقي. هناك يمكنك المشي على مسافة 1.3 كيلومتر من الجدار المزين برسومات رائعة توضح تاريخ الجدار.

في المنطقة الواقعة بالقرب من نقطة تفتيش تشارلي، توجد بعض بقايا الجدار التي مازالت تذكر الناس بتلك الحقبة.

الضحيتان الأخيرتان قبل سقوط الجدار

على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، كانت هناك محاولات كثيرة لعبور الجدار نحو ألمانيا الغربية. وقد تمكن حوالي خمسة آلاف شخص من عبور الجدار من عام 1961 إلى عام 1989. وتم اعتقال الكثير منهم. فيما قتل حوالي 140 شخصًا.

الشخص قبل الأخير يدعى كريس جيفري. أراد هذا النادل الذي كان يعمل في حانة، الهروب لتجنب الخدمة العسكرية. وقد كان واثقًا من الشائعات التي مفادها أنه تم تعليق أمر إطلاق النار على الحدود، في ليلة 5 و 6 فبراير 1989، قرر الهرب نحو ألمانيا الغربية مع صديقه كريستيان جاوديان، الذي تم اعتقاله. فيما قتل هو.

آخر من مات خلال محاولة عبور الجدار هو وينفريد فرويدنبرغ، الذي حاول عبور جدار برلين على متن بالون. وبعد بضعة أشهر، وتحديدًا في 9 نوفمبر 1989، أصبح الجدار غير موجود. وأسدلت بذلك حقبة كاملة من تاريخنا المعاصر.

المصدر

https://www.scopriberlino.com

https://www.lifegate.it

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله