فوائد الرياضة للأطفال وأهميتها

إنهم يكررون هذه العبارة مرارًا وتكرارًا، مثل التعويذة، وفي كل مكان، أن الرياضة مفيدةٌ جدًا، لكن لا يشرحون لنا لماذا يجب أن نمارس الرياضة.

لتوضيح ذلك للأطفال يجب أن نقرب الفكرة لهم أكثر وأن نذكر على سبيل المثال: الحيوانات، فالحيوانات تقوم بالنشاط البدني بطبيعتها، وهذا على عكس ما يحدث في حياة الإنسان العادية والمستقرة.

ورغم ذلك، المثال السابق لا يوضح الأسباب الرئيسية الذي يجب أن تدفعنا لممارسة التمارين الرياضية، وإذا كنت تريد أن تعرف الأسباب، تابع القراءة لأننا سنشرح في هذا المقال عن أهمية الرياضة بالنسبة للأطفال والفوائد التي يمكن الحصول عليها.

فوائد الرياضة للأطفال

لماذا يجب على الأطفال ممارسة الرياضة؟

نظرًا لأنهم صغار، فإن أطفالنا معرضون لخطر الاستقرار في نمط حياة مستقر للغاية في سن التطور الأول، عندما يتم تشكيل نظامهم الهيكلي وعضلاتهم ويمرون بعملية النمو الأساسية، لذلك من المهم أن يعتادوا على الحياة النشطة، من خلال جعلهم يمارسون الرياضة.

يمكن للرياضة أن تصبح في الواقع أداة مفيدة لتعزيز نمو أطفالنا وضمان أن تكون أجسادهم بحالة من الصحة والاستعداد العقلي.

ممارسة الرياضة من قبل الأطفال سوف توفر لهم ثروة ثمينة من التجارب، والتي ستترك أثرًا إيجابيًا ودائمًا في جسمهم وروحهم. لهذا السبب، فإن الشخص البالغ الذي مارس الرياضة كطفل، يكون أكثر استعدادًا بشكل عام لاستئناف التمرين والرياضة في مرحلة البلوغ وتعليم أطفاله القيام بذلك أيضًا، حتى يتمكنوا من الاستفادة أيضًا من الفوائد المرتبطة بممارسة الرياضة.

أهمية محاربة نمط الحياة المستقرة

في المجتمع المعاصر المحموم والتكنولوجي، فإن خطر أن يستقر أطفالك ويعتادون الكسل قد أصبح أمرًا معتادًا إلى حد كبير. يشمل ذلك قضاء ساعات طويلة في وضعية الجلوس أثناء التواجد في المدرسة وأداء الواجب المنزلي، كما أن هناك ميل إلى التنقل أكثر فأكثر بالسيارة وأقل مشيًا على الأقدام أو في الدراجة، هذا يكون أحيانًا بسبب خوف الآباء على أبناءهم، ولكن في كثير من الأحيان يكون ذلك شكلًا من أشكال الكسل.

علاوة على ذلك، فإن وجود الأدوات الرقمية مثل التلفزيون والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التحكم في المنزل ستكون بمثابة إغراءات لا تقاوم، والتي ستدفع أطفالنا لقضاء أوقات فراغهم في المنزل وهم يحدقون في شاشة بدلًا من الذهاب إلى الخارج أو للذهاب إلى التدريب أو إلى المخيم أو إلى الحديقة للاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين.

هذا الميل نحو نمط الحياة المستقرة المقترن بالعادات الغذائية السيئة، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية بين الوجبات، يمكن أن يسبب زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال، ولمواجهة ذلك، تعتبر الرياضة والنشاط البدني هي الحل الأكثر فعالية وإيجابية.

ما هي أفضل رياضة للأطفال؟

الشيء الوحيد الذي يهمنا هو سعادة أطفالنا. وهذا أمرٌ معقدٌ قليلًا، لذلك علينا أن نفتح الباب أمام شتى الطرق لتحقيق هذه السعادة.

ماذا يعني ذلك؟ من الأفضل أن يختار الأطفال الرياضة التي يرغبون بممارستها دون تدخلٍ من أي أحد.

إذا كان طفلك مازال صغيرًا، فدعه يجرب العديد من أنواع الرياضات حتى يختار الرياضة المفضلة له أو لها، واعلم أن القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار سوف يكون بحد ذاته مصدرًا للسعادة بالنسبة لهم.

وعلى العكس من هذا، لا يجب إجبار الأطفال على ممارسة نوع معين من الرياضة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى الإحباط والخوف، وذلك لأن الطفل يعتقد بأنه لا يستطيع تلبية توقعاتنا.

الفوائد المادية لممارسة الرياضة

إلى جانب كونها ممارسة اجتماعية وممتعة وتعليمية لأبنائنا، فإن الرياضة التي تمارس في سن الطفولة لها أيضًا آثار إيجابية على صحتهم ونموهم، من الناحية الجسدية والهيكلية.

بادئ ذي بدء، بفضل التمارين والجهود والحركات التي تنطوي عليها، نضم التطور المنتظم والمتوازن للجهاز العظمي، وكذلك تعزيز ألياف العضلات. أما على المستوى الخلوي والعمليات الداخلية، فإن الرياضة والنشاط البدني يمكن أن تساعد في تنشيط وتنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم الدورة الدموية وضغط الدم، والنمو المتناغم للأجهزة وأجزاء أخرى من الجسم.

بفضل الرياضة، يمكن لكل طفل أن يختبر أول تجربة حركية له، وبالإضافة إلى تطوير العضلات والمهارات، ستتيح له الرياضة فهم الفضاء الذي يحيط به.

بفضل الرياضية التي تتطلب درجة معينة من التوتر، مثل السباحة وكرة القدم، سوف يتعلم الطفل القوة السرعة والتحمل، في حين أن الرياضات مثل الجمباز وألعاب القوى ستساعده على تحسين فهم الاتجاهات التوازن، فضلًا عن القدرة على التنسيق والدقة.

الفوائد النفسية لممارسة الرياضة

يفضل بعض الآباء عدم السماح لأطفالهم بلعب الرياضة، خوفًا من أن يؤدي هذا الجهد الإضافي إلى تشتيت انتباههم، وقبل كل شيء، سيؤدي ذلك إلى قضاء وقت أقل في والدراسة. عند اتخاذ هذا القرار، يجب أن يضع كل والد المقاييس عاملًا مهمًا، وهو أن الرياضة، بالإضافة إلى تحسينها النمو البدني وتحسين التنسيق والمهارات، يمكن أن تكون أيضًا تدريبًا جيدًا لعقل الأطفال.

على المستوى العاطفي، يمكن أن تكون الرياضة هي المرحلة الأولى من الحياة، والتي سوف تتيح لأطفالك أن يتعلموا ويفهموا أداء جسمهم وردود أفعالها وحدود قدراتها، بالإضافة إلى إمكاناتها، وهذا بدوره يساهم في اكتساب المزيد من المعرفة والوعي بالذات، ودفعهم لتنمية الرغبة في تحدي أنفسهم واختبار المهارات الجديدة المكتسبة.

في الوقت نفسه، ستكون لهم الفرصة الأولى للمواجهة مع الآخرين والتواصل الاجتماعي، مما سيتيح لهم مقابلة أشخاص جدد، سواء كانوا أطفالًا أو زملاء في الفريق أو خصوم، سواء كانوا بالغين أو مدربين أو أطفال أو غيرهم من الآباء.

هذا اللقاء مع الآخر، في بيئة آمنة ومحمية مثل الرياضة، سيثري بالتأكيد مشاعرهم النفسية والعاطفية، ويخرجهم إلى بيئة مختلفة عن البيئة الداخلية التي اعتادوا عليها، ويشجعهم على معرفة الآخرين والتعرف على أشخاص آخرين.

يمكن أيضًا اعتبار الرياضة عامًا مفيدًا في تحسين حياتهم الاجتماعية المستقبلية، فهي ستعلمهم أهمية احترام القواعد، ليس فقط لتحقيق النصر، ولكن أيضًا لضمان التوازن والانسجام، كما سيتعرف الأطفال على إمكانياتهم وقدراتهم ودورهم داخل الفريق والمجموعة التي ينتمون إليها.

ما هو الوقت المناسب لبدء ممارسة الرياضة؟

ما لم تكن هناك أمراض معينة، مثل الربو وأمراض القلب الخطيرة، والتي بموجبها من الأفضل دائما أن استشارة طبيب الأطفال، لا توجد موانع خاصة تمنع أطفالك من للرياضة.

بالنظر إلى أنه من الواضح أن الرضيع يجب أن يكون قد بلغ نموًا نفسيًا جسديًا يسمح له بالوقوف على ساقيه وأداء الحركات الأولية، يمكن ممارسة النشاط البدني على مدى العمر اعتبارًا من سن 3 – 6 سنوات، أو أخذهم إلى النوادي أو تسجيلهم في جمعيات رياضية.

في هذه المرحلة، التي تكون فيه القدرات محدودة بالضرورة ولكن إمكاناتها عالية جدًا، سيكون المثل الأعلى هو التركيز على الأنشطة الحركية البسيطة والعامة التي تسهم في التطور المتناغم للجسم. أنا أوصى عادة برياضات ممتعة مثل الرقص والسباحة، فهذه الرياضات تشارك فيها جميع أجزاء الجسم بشكل متوازن وتدريجي، دون أن يتطلب مهارات خاصة وقوة بدنية قد يكون لدى الطفل القليل منها.

بعد مرور السنة السادسة من العمر، سوف يكون الطفل قادرًا على التفكير في اقتراح أنواع أخرى من الألعاب الرياضية. وذلك بفضل التنسيق المحسن والدقة وزيادة القوة والتحمل، يمكنك التفكير في تسجيله في نادي لممارسة ألعاب القوى أو دورة تدريبية لتعلم فنون القتال والدفاع عن النفس، أو حتى الانضمام إلى فريق كرة القدم أو كرة السلة.

بعد ذلك، سيكون من الممكن الانتقال إلى ممارسة رياضات أكثر ملاءمة لقدراته البدنية ومواقفه الشخصية، وهذا بدوره سيساعد في الوصول إلى النهج التنافسي المعتاد في سن المراهقة.

لماذا ممارسة الرياضة أمر ضروري لسعادة الأطفال؟

كما قلنا في بداية مقالنا هذا، هناك العديد من الفوائد الرائعة التي يمكن للأطفال أن يحصلوا عليها عند ممارسة الرياضات البدنية التي يحبونها ويختارونها بأنفسهم، ومن بين أهم هذه الفوائد:

1. التخلص من التوتر

جميع الأطفال يملكون طاقةً كبيرةً بداخلهم ويجب أن يتم إطلاقها، وعندما لا يتم إطلاق هذه الطاقة، تبدأ المشاكل السلوكية بالظهور ويتغير سلوكهم بشكلٍ تدريجي.

الرياضة هي الطريقة الصحيحة لدفع الأطفال إلى الحركة بطريقةٍ إيجابية، فهي تعزز صحتهم وتكسبهم المزيد من القوة الثقة بالنفس.

2. فهم الحدود وتجاوزها

إن وضع أهدافٍ أمام الأطفال هو أمرٌ ضروري في عملية تعليمهم، إذ يجب على الآباء أن يضعوا الأهداف المعقولة والتي يمكن تحقيقها، وعند تحقيق هذه الأهداف، عادةً ما يشعر الأطفال بزيادة قدرتهم وأهمية سعيهم إلى تحقيق الأهداف.

ورغم ذلك، يجب أن تكون الأهداف واقعية وممكنة في متناول الطفل، على سبيل المثال، يجب أن نفهم أطفالنا أنه لا يمكن للشخص أن يتحول إلى نجمٍ في كرة القدم دون تدريبٍ يومي ومنظم وموهبة وإصرار.

3. يتعلمون الإصرار

يجب على الأطفال أن يتعلمو أن يبذلوا كل ما لديهم من قوة للاستفادة من كل الفرص المتاحة وذلك بهدف الوصول إلى الفوز. وهذا يشمل طبعًا تسخير كل قواهم البدنية والعقلية والتركيز الجيد. وأن يعتمدوا على أنفسهم وليس على ما يفعله الأخرون لهم.

باختصار، لكي تفوز يجب أن تجمع بين الذكاء والثبات والقدرات البدنية معًا، وهذا يجب أيضًا أن يقترن دائمًا مع احترام الأخرين بمن فيهم الخصوم والتحلي بروح رياضية وأخلاق المنافسة الجيدة وعدم اليأس والإحباط في حال الخسارة.

4. الرياضة تحسن تقدير الذات

إن ممارسة الرياضة تعني أننا نقوم بالتنافس ونبذل الجهد من أجل تحقيق هدفٍ معين، وهذا كله يساعد على زيادة تقدير الذات والثقة بالنفس.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة الأطفال على أن ينضجوا وهم يعرفون نقاط ضعفهم وكيف يمكن تلافي نقاط الضعف هذه ويحسنون من نقاط القوة.

5. تشجيع الصداقة مع الخصم

عندما يمارس الأطفال الرياضة في المدارس، فإنهم يواجهون نفس الخصوم لسنوات، وبعيدًا عن الخصومات والمواجهات التي تحدث خلال ممارسة الرياضة، عادةً ما تتحول هذه الخصومات إلى صداقات جيدةً تستمر طوال العمر أحيانًا.

هذه الصداقات والروح الرياضية ضرورية وتساهم بشكل أساسي في تحسين حياتهم الشخصية، لأن مشاعر الحقد والحسد والانتقام تضر بأصحابها أكثر من غيرهم.

بالإضافة إلى كل الفوائد الرائعة للرياضة، لا يجب على الأهل أن ينسوا مرافقة أبنائهم لكي يقدموا لهم الدعم الكافي والتشجيع عندما يحتاجون إلى ذلك.

الغذاء والرياضة

نختتم بجانب بسيط بقدر ما هو مهم لأولئك الذين يمارسون الرياضة، وخاصة بالنسبة للأطفال، إنه التغذية. ينصح أطباء الأطفال، وأيضًا المدربين، بتناول الطعام قبل النشاط البدني وبعده، ففي البداية، يجب الحصول على جرعة الطاقة اللازمة لإتمام التمرين البدني المطلوب، وبعد ذلك، ينبغي إعادة موازنة المواد والعناصر المفقودة أثناء التدريب.

أفضل نصيحة هي تناول الطعام قبل بضع ساعات من ممارسة الرياضة، وتذكر أن تتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وخاصة الكربوهيدرات، والتي يستوعبها الجسم بسهولة. هذا يعني أنه إذا كان طفلك قد يمارس الرياضة في صباح يوم الأحد، فقبل أخذه إلى المخيم أو إلى صالة الألعاب الرياضية، يجب أن يكون لديه وقت كافٍ لتناول الطعام وهضم وجبة فطور الصحية، وربما سيكون كوب من الحليب مع البسكويت أو شرائح الخبز المحمص مع المربى، مع كوب من عصير البرتقال.

إذا كان التدريب في فترة ما بعد الظهر، فعلى الغداء، يمكنك السماح له بتناول المعكرونة أو الأرز وبعض الخضروات، في حين أنه من الأفضل تجنب الأطعمة البروتينية، نظرًا لأنها تتطلب عملية هضم أطول وأبطأ، ويمكن أن تسبب الشعور بالتعب وتعيق ممارسة أنشطته، لذلك، ننصح بتجنب تناول اللحوم والأسماك وتأجيل ذلك حتى وجبة العشاء، لإعادته بعض الطاقة المفقودة خلال اليوم.

قبل السباقات الرياضية أو أي مباراة مهمة، قد يكون التوتر مرتفعًا وبالتالي لا يكون طفلك جائعًا، لكن من الأفضل دائمًا تجنب ممارسة الرياضة بدون تناول الطعام قبلها، أنا أنصح في هذه الحالة بتناول شيء حيوي يمكن استيعابه بسهولة، مثل تناول وجبة خفيفة أو فاكهة.

بعد انتهاء جلسة النشاط البدني، ننصح بشرب جرعة من الماء، لاستعادة الترطيب الأملاح المعدنية المفقودة، بعد ذلك يمكن تناول وجبة خفيفة مثل الفاكهة أو الحليب.

المصدر

www.fruttolo.it

www.mejorconsalud.com

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله