سيمفونية بيتهوفن الموسيقار المبدع

واحد من أعظم الموسيقيين والملحنين له مسيرة فنية رائعة يكتبها التاريخ له ويخلد ذكراه، موهبته الفنية ظهرت منذ أن كان صغيرًا في عمر الأربع سنوات، عاش حياة قاسية مليئة بالأسى والمعاناة، فقد عانى الكثير ليتمكن من إظهار موهبته للناس رغم إصابته بالصمم وأثبت لهم أن قوة الإرادة أساس كل شيء ولا يمكن أن يقف أمام الإنسان أي عائق.

أبدع في أعماله وأذهل الجميع بها فقد كان يعبر عن رأيه بتأليفه سيمفونية وإهدائها، فقد كانت سيمفونية بيتهوفن الثانية لامرأة كانت تناشد الحرية، وأيضًا عندما ألف سيمفونية في حرب نابليون وعبر فيها بالانتصار عليه.

لودفيج فان بيتهوفن

لودفيج فان بيتهوفن

عازف وملحن ألماني ولد في مدينة بون عام 1770، تعلم الموسيقى على يد الكثير من الموسيقيين المشهورين والمبدعين في فيينا حتى استطاع بعد ذلك إثبات نفسه وإظهار إبداعه، فقد نال إعجاب الكثير من الفنانين والجماهير وذاع صيته في أرجاء أوروبا كلها، وتمكن من تحصيل المال الكثير ليصرف على إخوته التي تحمل مسؤولية رعايتهم بعد وفاة والدته وهو في الثامنة عشر من عمره. كان بيتهوفن يعاني الكثير من آلام معدته لكنه لم يعتني بنفسه ولا يبالي بكلام الطبيب ثم بدأ سمعه يخف تدريجيًا حتى أصيب بالصمم التي كانت بداية حياة بيتهوفن الكئيبة كيف لا وهو قد فقد الحاسة الأهم لديه ولفنه، لكنه لم يعرف اليأس بل أبهر الجميع عندما قاد الأوركسترا بنفسه ونجح في ذلك دون سماعه شيئًا وأبكى جميع الحاضرين لبكائه عندما التفت في نهاية الحفل إليهم ورآهم يصفقون ويهتفون لإبداعه ونجاحه رغم إعاقته. استمر بيتهوفن بتأليف النوتات والألحان إلى أن اشتد عليه ألم معدته بات بالفراش طويلًا ثم دخل بغيبوبة وتوفي عام 1827.

عائلة بيتهوفن:

سمي بيتهوفن “لودفيج” على اسم جده الذي كان له خير قدوة وصديق، كان جده يأخذه معه إلى كل مكان يقصده ولا سيما إلى الطبيعة التي شغلت أفكار بيتهوفن وتأملاته، أما والد بيتهوفن فقد كان رجل قاسٍ على ولده لا يهمه سوى كيف يستطيع أن ينمي موهبة ابنه في الموسيقى ليستطيع جلب المال له، فكان حريصًا على إعطائه دروسًا في البيانو يوميًا منذ صغره آملًا بأن يكون بيتهوفن أفضل من موزارت الذي اشتهر بعزفه في سن الخامسة، أما والدة بيتهوفن فكانت أحب الناس إلى قلبه وأكثرهم عطفًا عليه لكن كانت مجبرًة على أن تطيع زوجها في مشروع كسب المال من ابنها ملاذهم الوحيد.

سيمفونية بيتهوفن العازف المشهور

الموسيقار بيتهوفن

ألف بيتهوفن سيمفونيات عدة لذا كان يدعى “بأبو السيمفونيات”، أكثر ما كان يميزه أنه ألف معظمها وهو يعاني من الحاسة الأكثر أهمية بتأليف الألحان وهي حاسة السمع التي كانت تخف تدريجيًا لتنتهي بالصمم، لكن ذلك زاد من قوة إرادته واستطاع أن يؤلف سيمفونيات رائعة أبهرت كل من سمعها، سنقوم بالحديث عنها:

السيمفونية الأولى

تتلمذ بيتهوفن على يد الكثير من الموسيقيين المبدعين ومن بينهم موزارت وأيضًا هايدن، تأثر بيتهوفن بهما كثيرًا وقد كان ذلك واضحًا في تأليفه لهذه السيمفونية التي كانت في سلم دو الكبير ومن 4 حركات، عُزفت هذه السيمفونية أول مرة في فيينا في المسرح الوطني عام 1800 تحت إشرافه وقيادته، وقد نالت إعجاب الكثير من الأمراء والحكام وقد أهداها بيتهوفن إلى البارون.

السيمفونية الثانية

ألف بيتهوفن هذه السيمفونية بين عامي 1801 و1802 وهي من 4 حركات في سلم ري الكبير، قام بقيادة العزف في مدينة فيينا لأول مرة عام 1803، لاقت هذه السيمفونية نجاحًا كبيرًا وقد قام بيتهوفن بإهدائها للفورست كارل ليشنوفسكي.

السيمفونية الثالثة

تدعى هذه السيمفونية “بالسيمفونية البطولية”، ألفها بيتهوفن بين عامي 1802 و1804 في سلم مي المنخفض الكبير ومن 4 حركات، وتم عزفها بقيادته لأول مرة في شهر نيسان عام 1805 في مدينة فيينا، أبدع بيتهوفن في تأليف هذه السيمفونية فقد كانت بقمة الإتقان والروعة والعمق العاطفي، وقد أهداها بيتهوفن بدايًة إلى نابليون بونابرت عندما سمع عن بطولاته وأعماله وتطويراته، لكنه سحب هذا الإهداء فيما بعد عندما علم ببطش نابليون واعتداءاته المتكررة وأهداها إلى الأمير جوزيف لويكوفيتز.

السيمفونية الرابعة

ألف بيتهوفن هذه السيمفونية عام 1806 في الصيف من 4 حركات وفي سلم سي المنخفض الكبير، وكان أول مرة يقود عزفها عام 1807 في شهر آذار وكان ذلك في دار الأمير جوزيف لويكوفيتز عندما أقام حفلة موسيقية خاصة.

السيمفونية الخامسة

تُعتبر هذه السيمفونية واحدة من أهم المؤلفات الموسيقية المعاصرة كما وصفها المؤلف والكاتب الألماني إرنست هوفمان، وهي أيضًا من أبرز ما ألفه بيتهوفن في الموسيقى الكلاسيكية، قام بيتهوفن بتأليفها بين عامي 1804 و1808 من 4 حركات مميزة وفي سلم دو الصغير، فقد استغرقت معه 4 سنوات ثم عرضت في مسرح فيينا أول مرة عام 1808.

السيمفونية السادسة

تدعى هذه السيمفونية أيضًا “بالسيمفونية الرعوية” منسوبة للأدب الرعوي، وهي مؤلفة من 5 حركات وفي سلم فا الكبير، انتهى بيتهوفن من تأليفها عام 1808 وعُزفت في شهر كانون الأول أول مرة في مدينة فيينا في مسرح “أن در قين” وامتدت الحفلة الموسيقية حينها لمدة 4 ساعات.

السيمفونية السابعة

قام بيتهوفن بالعمل عليها وتأليفها بين عامي 1811 و1812 وقد ألفها من 4 حركات وفي سلم لا الكبير، وكان ذلك خلال إقامته في الريف في منتجع عندما اشتدت عليه آلام معدته فقرر أخذ قسط من الراحة لكي يتحسن وضعه الصحي. عُزفت السيمفونية في مدينة فيينا في قصر هوفيورغ أول مرة في شهر كانون الأول عام 1813، وكان ذلك في حفلة خيرية موسيقية أقيمت للجنود الجرحى خلال معركة هاناو، وقام بيتهوفن بإهداء هذه السيمفونية إلى الكونت موريتس فون فريس. لقد نالت هذه السيمفونية الكثير من الإعجاب بعد أول عرض لها وبالأخص عند عزف الحركة الثانية منها فتميزت بسرعة إيقاعها، وطُلب منه حينها أن يكرر عزفها، كما صارت تُعزف لاحقًا بشكل منفرد.

السيمفونية الثامنة

قام بيتهوفن بتأليف هذه السيمفونية أيضًا بين عامي 1811 و1812 مع السيمفونية السابعة خلال إقامته في المنتجع بالريف لتحسين وضعه الصحي. ألف بيتهوفن هذه السيمفونية من 4 حركات وفي سلم فا الكبير، وقد عُزفت في مدينة فيينا لأول مرة في حفل موسيقي أقيم في قصر هوفيورغ في نفس المكان التي عُزفت فيه أيضًا السيمفونية السابعة وذلك في عام 1814 في شهر شباط.

السيمفونية التاسعة

عُرفت هذه السيمفونية “بالسيمفونية الكورالية”، وتُعتبر السيمفونية التاسعة من أشهر وأعظم وأهم أعمال بيتهوفن في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، وهي آخر سيمفونية للموسيقار بيتهوفن تُقدم كاملة حيث أنه انتهى من تأليفها عام 1824 في سلم ري الصغير. نالت هذه السيمفونية إعجاب الكثير من النقاد بل اعتبروها من أعظم ما قدمه بيتهوفن، وقد اعتبرها البعض أهم مقطوعة موسيقية كتبها بيتهوفن على الإطلاق. كانت السيمفونية التاسعة أول سيمفونية يستخدم فيها هذا المؤلف المبدع أصوات مغنيين لذلك سميت بالسيمفونية الكورالية، وقد أخذت كلمات النشيد الذي غنوه أربع مغنيين من نشيد الفرح للشاعر الألماني “فريدريش شيلر” سنة 1785، قام بيتهوفن حينها بإجراء التعديلات وأضافها على النشيد ثم قدمها للمغنيين ليقوموا بغنائها في سيمفونيته الأخيرة.

اقرأ أيضاً:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله