هل يمكن إعطاء حليب خالي من اللاكتوز للرضع

سكر اللاكتوز هو السكر الرئيسي في الحليب الذي يكون مصدره من الثدييات بما في ذلك الإنسان. وهو نوع من السكر لا يوجد في الأطعمة الأخرى.

اللاكتاز هو أنزيم يتم إنتاجه وإفرازه في الأمعاء وهو الذي يهضم سكر اللاكتوز ويحوله إلى اثنين من السكريات البسيطة (الجلوكوز والجلاكتوز). ليتم امتصاصهما ومن ثم تمريرهما عبر الدم إلى أنحاء الجسم.

حليب خالي من اللاكتوز للرضع

ما هي أهمية سكر اللاكتوز؟

يعتبر سكر اللاكتوز الموجود في حليب الثدييات ضروري وهام لجميع الأطفال الرضع، حيث يقوم في جسمهم بما يلي:

  • يوفر الجلوكوز (الطاقة) والجلاكتوز (تكوين الدماغ).
  • يساعد على تشكيل جراثيم وبيئة معوية أكثر صحة.
  • يساعد على امتصاص بعض العناصر المعدنية (مثل الكالسيوم وغيره).

ما هو عدم تحمل اللاكتوز (IL)؟

عندما يتم تشخيص حالة أي شخص بأنه يعني من عدم تحمل سكر اللاكتوز، فهذا يعني أن الشخص غير قادر على هضم سكر اللاكتوز جيدًا وذلك بسبب عدم وجود كمية كافية من أنزيم اللاكتاز في جسمه أو انعدامها.

إذا لم يتم هضم اللاكتوز بشكلٍ جيد، فإنه يصل إلى أجزاء أخرى من الأمعاء. هناك، تكون البكتريا المعوية سعيدة بهذا السكر وتبدأ بالتغذي عليه، ونتيجة عملية التغذية هذه يتم إنتاج الخمائر وسكر الغلوكوز والأحماض والغازات. هذا هو سبب ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز. ويمكن أن تحدث حالة عدم تحمل اللاكتوز بعد الرضاعة الطبيعية أو شرب أنواع الحليب الأخرى (من الثدييات)، لأن كل من هذه الأنواع تحتوي على كميات من سكر اللاكتوز.

هل هناك أنواع مختلفة من عدم تحمل اللاكتوز؟

نعم، هناك ثلاث مجموعات أو أنواع من حالات عدم تحمل اللاكتوز وهي:

عدم تحمل اللاكتوز الخلقي (حالة نادرة جدًا): في هذه الحالة يعاني الطفل منذ ولادته من نقص شديد أو انعدام لإنتاج وإفراز أنزيم اللاكتاز، وهنا تظهر الأعراض بعد أول مرة يشرب فيها الطفل الحليب. فلا يستطيع الطفل شرب حليب أمه.

عدم تحمل اللاكتوز عند الأطفال (شائع جدًا من 3 سنوات فما فوق، ونادر جدًا عند الرضيع): في هذه الحالة، يكون نشاط أنزيم اللاكتاز مرتفع في فترة الإرضاع، لكنه ينخفض بشكلٍ طبيعي بعد الفطام. وإذا لم تكن كميته كافية، فإنه سوف يعاني من الأعراض إذا تم أخذ كمية كافية من اللاكتوز.

عدم تحمل اللاكتوز الثانوي (حالة متكررة): تحدث هذه الحالة بعد أي ضرر يطال جدار الأمعاء حيث يتم إنتاج أنزيم اللاكتاز. وعادة ما تكون حالة عابرة حتى يتم علاج الإصابة. يعتمد ذلك على المرض الذي يسبب مثل هذا الضرر (الإسهال، مرض الاضطرابات الهضمية، الحساسية تجاه الأطعمة الأخرى، الطفيليات، الأمراض الالتهابية). هذه الحالات تحدث عادةً عند الأطفال الصغار، حيث تكون هذه الإصابات أكثر شيوعًا. وفيها يمكنك استخدام الحليب الذي سيتم مناقشته في هذا الموضوع.

ما هي أعراض عدم تحمل اللاكتوز؟

يعتمد ذلك على العمر وكمية اللاكتوز ودرجة إصابة الأمعاء، لكن بشكلٍ عام، يتم ملاحظة الأعراض بعد بضع دقائق وبضع ساعات من شرب الحليب أو الرضاعة. الأعراض تتركز فقط في الجهاز الهضمي. في حالتنا، عند الرضع تكون الأعراض عادةً:

  • الإسهال المائي
  • التقيؤ
  • الاحمرار حول الشرج
  • وعدم الراحة
  • انتفاخ البطن
  • صدور أصوات في القناة الهضمية

لا تحدث حساسية نموذجية أخرى، خاصةً الجهاز التنفسي والجلد في حالات عدم تحمل اللاكتوز.

كيف يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز الثانوي؟

يشتبه بهذا المرض عندما تظهر أعراض سوء الهضم أو تستمر بعد شرب الحليب أو الرضاعة مع بعض الأسباب المذكورة والتي يمكن أن تسبب ضررًا بالأمعاء.

لتأكيد التشخيص قد يرى الطبيب ذلك ضروريًا ويطلب إجراء اختبارات مثل:

  • اختبار الحموضة في البراز.
  • اختبار اللاكتوز الفموي وفحص الحمل الزائد (أو اختبار الهيدروجين).

ما هو العلاج المقترح؟

النظام الغذائي الخالي من اللاكتوز أو منخفض اللاكتوز يجب أن يتم اتباعه باستمرار حتى يتم حل المشكلة الأساسية.

أبسط شيء هو الابتعاد عن الحليب ومشتقاته. لكن هذا يصعب القيام به عند الرضع. فالحليب هو جزء أساسي من نظامهم الغذائي. لهذا فهناك حليب بصيغ عديدة محددة اللاكتوز للأطفال الرضع. فباستثناء التغيير في كمية اللاكتوز وبعض السكريات الأخرى، يتم الإبقاء على مكونات الحليب وتكوينه وإعداده بشكل يماثل حليب الرضع.

في هذه الفئة العمرية، يجب عدم استخدام حليب الأبقار دون اللاكتوز أو منخفض اللاكتوز أو السائل الذي يباع في محلات السوبر ماركت. فهي ليست مصنوعة لتلبية احتياجات الرضع.

بما أن عدم تحمل اللاكتوز يكون جزئيًا وشاملًا، فقد يتحمل الطفل قدرًا معينًا من الحليب.

إن استخدام مكملات اللاكتاز في القطرات، والتي تضاف إلى حليب اللاكتوز عند الرضع، هو خيار آخر رغم أنه أقل شيوعًا.

من الصعب إزالة اللاكتوز المخبأ في الأطعمة الأخرى (النقانق واللحوم الباردة والبوريه والحساء والكريمات والكعك والبسكويت …) والأدوية أيضًا.

هل يمكن سحب اللاكتوز من المادة الغذائية؟

اللاكتوز والحليب بشكل عام مهمان جدًا في النظام الغذائي. يجب أن يتم سحب اللاكتوز و / أو استخدام الحليب الخالي من اللاكتوز فقط بأمر من الطبيب. اتباع نظام غذائي بدون اللاكتوز يحرم الطفل من الفوائد الغذائية من تناوله، لكنه لا يؤدي إلى عواقب أخرى ضارة.

هل عدم تحمل اللاكتوز هو نفسه الحساسية لبروتينات حليب الأبقار (APLV).

لا، فكلاهما نوعان مختلفان من الاضطرابات. لكن غالبًا ما يتم الخلط بنهما. سبب الحساسية لبروتينات حليب الأبقار APLV هو استجابة مبالغ فيها في دفاعات المريض وجهازه المناعي ضد بروتينات الحليب؛ وهو يؤثر بشكلٍ خاص على الأطفال دون سن الثالثة.

تذكر، يمكن إعطاء الحليب الخالي من اللاكتوز لطفلك. هناك العديد من العلامات التجارية والأصناف والنكهات المتاحة، ومعظم منتجات حليب البقر الخالية من اللاكتوز لها نفس القيمة الغذائية لحليب البقر العادي. من المهم التأكد من أن طفلك يعاني بالفعل من عدم تحمل اللاكتوز وليس حساسية حقيقية من الحليب، لأن الحليب الخالي من اللاكتوز لن يساعد الطفل الذي يعاني من حساسية حقيقية.

إذا كان طفلك يعاني من عدم تحمل اللاكتوز، فكن على دراية بمنتجات الألبان الأخرى التي قد تسبب له الإسهال أو تجعله يتقيأ. ومن الأفضل الابتعاد عن هذه الأطعمة نظرًا لأن عدم تحمل اللاكتوز قد يزداد عندما يكبر.

إذا كان لديك أي أسئلة حول تقديم الحليب الخالي من اللاكتوز لطفلك، فمن الأفضل مناقشة مخاوفك مع طبيب أطفال. وهناك سوف تتمكن من معالجة مخاوفك بشكل أكثر شمولًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله