نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال … طريقة اكتشافه والتعامل معه وهل هو إيجابي؟

لا يمكن له الجلوس بهدوء أو التوقف عن التحدث، لا يمكن أن يحافظ على تركيزه منصب على شيء واحد، قد يكون هذا من أعراض فرط النشاط عند الأطفال

لا يمكن لجميع الأطفال الجلوس بهدوء بدون التحدث وطرح الكثير من الأسئلة ولا يمكن لهم التوقف عن الحركة وأيضًا لا يبدو أنهم يصغون لما تخبرهم إياه ولا يتبعون التعليمات والقواعد لذا يتم اعتبارهم مشاغبون كسالى وغير منضبطين، ولكن بالنسبة لبعضهم يكون السبب خلف هذه التصرفات هو فرط النشاط عند الأطفال

هل تعتقد أن ابنك يعاني من فرط النشاط عند الأطفال وقلة التركيز؟ كيف بدأت تفكر بهذا الأمر وما هي الأعراض التي ظهرت عليه؟ وهل ظهرت هذه الأعراض في كل مكان وحالة (في البيت والمدرسة والطريق….)؟ إذن إليك كل ما يخص اضطراب فرط الحركة وفقدان التركيز وأهم الأعراض التي تشير إليه.

ما هو اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال ؟

ما هو اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال ؟

أن ينسى الطفل إنهاء واجبه المدرسي أو يترك كتبه في المدرسة أو أن يغرق في أحلام اليقظى ويحدق في الفضاء أو أن يتشتت انتباهه قليلًا وأن يتصرف بدون تفكير وعدم القدرة على البقاء هادئ أو الجلوس على طاولة الطعام بدون لعب وحركة كلها تعتبر أمور عادية ومتوقعة منه.

ولكن عندما تكون هذه الأمور شبه دائمة وتتكرر بوتيرة عالية وبطريقة واضحة عندها يمكن أن تكون دليل على وجود اضطراب فرط النشاط عند الأطفال ونقص الانتباه، وهنا يتوجب عليك التنبه والبدء بالتحرك نحو التعامل مع تلك الأعراض.

فرط النشاط ونقص الانتباه Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD) هو عبارة عن اضطراب نمو عصبي معقد يؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل وتركيزه، وغالبًا ما يتم تشخيصه قبل سن السابعة، وهذا الاضطراب يسبب صعوبة بالنسبة للطفل تمنعه من التحكم بسلوكه وتثبيط الاستجابة التلقائية وهذه الاستجابة تشمل كل من الحركة – التحدث – الانتباه.

يمكن أن يكون طفلك الذي يعاني من أعراض هذا الاضطراب هو مصدر للقلق والتعب بالنسبة لك، ولكن وعلى اعتبارك أنت والده فإن دورك في غاية الأهمية ويمكنك فعل الكثير بهدف السيطرة على الأعراض والتحكم بها ومساعدته للتغلب على التحديات والصعوبات.

قد يعجبك: طرق فعالة لتحسين التركيز عند الأطفال والحد من التشتت

كيف يمكن التميز بين السلوك الطبيعي وبين أعراض نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال ؟

كيف يمكن التميز بين السلوك الطبيعي وبين أعراض

يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين السلوك الطبيعي للطفل وبين أعراض الاضطراب وخاصة أنه وخلال المرحلة العمرية الأولى يكون من المتوقع بالنسبة للأطفال سلوك قريب من الأعراض، ولكن هناك فروق يتم الاعتماد عليها:

  • في حال ظهور بعض الأعراض وفي حالات محددة ومعينة (المدرسة فقط أو في البيت فقط) ولم تستمر أو تتكرر بصورة مزعجة، عندها يكون ذلك سلوك طبيعي للطفل.
  • أيضًا تكون الأعراض دليل على سلوك الطفل الطبيعي في حال كانت في موضعها الصحيح أي مثل نقص التركيز عندما تكون المهمة مملة أو متكرر أو صعبة، بينما هذا الطفل قادر على التركيز عندما يكون ما يقوم به هو بالفعل من الأشياء التي يحبها ويستمتع بها.
  • في حال ظهور عدد من الأعراض وفي حالات عديدة ومواضع مختلفة (في المدرسة والبيت والطريق وكل مكان تقريبًا) وآخذت طابع متكرر أو مستمر فهذا يشير إلى اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، ويكون قد حان الوقت للتعامل مع الأمر بصورة جدية.

كيف يمكن ملاحظة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

كيف يمكن ملاحظة

أول ما يتم التفكير به حول نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال هو صورة الطفل الذي يجري هنا وهناك ولا يهدأ أبدًا ويحطم كل شيء وكل لعبة تقع بين يديه ولا يمكن السيطرة عليه ولكن هذا ليس دقيق.

وفي الحقيقة ليس كل طفل تظهر عليه الأعراض وتحديدًا نشاطه مفرط يعاني من الاضطراب، في المقابل يمكن أن يعاني الطفل من الاضطراب ولكن الأعراض لا تكون واضحة عليه، فمثلًا ليكون لدينا طفلين:

  • الأول نشاطه مفرط بشكل ملفت ولا يمكنه الجلوس بدون أن يتحدث ويطرح الكثير من الأسئلة ولا يمكن له البقاء هادئ، ولكنه يتميز بأنه شديد الانتباه والتركيز.
  • الثاني طفل هادئ يجلس بصمت ولكنه حالم يحدق في الفضاء ولا يمكن له السيطرة على تركيزه.

ترى أي منهما يعاني من اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط؟ ليس الأول وحده ولا الثاني وحده، كلا الطفلين لديه هذا الاضطراب.

فأعراض الاضطراب وخصائصه تختلف من طفل لآخر ومن حالة لأخرى تبعًا لعدد من العوامل، فيمكن أن يكون الطفل المصاب به:

  • قليل الانتباه ولكن نشاطه مفرط.
  • يمكنه التركيز بشكل جيد ولكن نشاطه قليل (حوالي 35% من الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وقلة الانتباه).
  • قليل الانتباه ولا يمكنه التركيز وفي الوقت ذاته نشاطه مفرط (وهذه هي الحالة الأكثر شيوعًا).

متى يتم تشخيص الـ ADHD؟

متى يتم تشخيص الـ ADHD؟

من الطبيعي أن يكون الأطفال الصغار (قبل المدرسة) في غاية النشاط والعشوائية، وأن تصدر عنهم تصرفات غير مسؤولة أن يكون بالنسبة لهم من الصعب الجلوس دون حركة أو دون التحدث.

ولكن مع عمر الرابعة تقريبًا وأكبر هنا حيث يبدأ الأطفال بتعلم أهمية الاهتمام بالآخرين والانضباط وعدم التصرف كما يحلو لهم بدون الحذر والانتباه وعدم قول كل ما يدور في أذهانهم، وبحلول هذا الوقت يظهر الأطفال الذي يعانون من الـ ADHD والذين غير قادرين على ضبط كل تلك الأمور والسيطرة عليها.

أعراض فرط النشاط عند الأطفال ونقص الانتباه

أعراض فرط النشاط عند الأطفال ونقص الانتباه

هل تعتقد أن طفلك يعاني من ADHD إذن إليك الأعراض الـ 14 الأكثر وضوحًا وانتشارًا.

  1. يلاحظ على الطفل السلوك الذي يركز على الذات واحتياجاته هو، بينما يجد صعوبة أو لا يكون قادر على التعرف إلى ما يحتاجه غيره.
  2. تركيزه على الذات من جهة بالإضافة إلى فرط النشاط وعدم الانتباه والتصرف بدون تفكير بالإضافة إلى عدم معرفة احتياجات الآخرين كلها أمور يمكن أن تظهر بشكل عدم قدرة الطفل على انتظار الآخرين والإصغاء إليهم وهذا ما يتجلى بشكل مقاطعة مستمرة للحديث والمهام وغيرها.
  3. أيضًا يعاني الطفل من صعوبة في الانتظار إلى أن يحين دوره.
  4. اضطرابات عاطفية وعدم السيطرة على مشاعرهم فيمكن لهم الغرق في نوبة عصبية وموجة غضب.
  5. لا يمكن لهم الجلوس بهدوء وصامتين فيمكن أن يظهر هذا بشكل توتر وتململ أو اهتزاز عندما يجبرون على الجلوس في مكان واحد دون حراك.
  6. من الصعب عليهم اللعب ومشاركة الألعاب التي تعتمد على الهدوء.
  7. فقدان للتركيز وتشتت للانتباه.
  8. إيجاد صعوبة في القيام بالمهمات التي تحتاج إلى تركيز عالي.
  9. من الوارد جدًا ارتكاب العديد من الأخطاء بسبب عدم قدرتهم على اتباع القواعد وتنفيذ الإرشادات.
  10. لا يمكن لهم إنهاء المهمة بل تلاحظ انتقال تركيز واهتمام الطفل من مهمة إلى أخرى دون إكمالها.
  11. يكون الطفل شارد غارق في أحلام اليقظة يحدق في الفضاء.
  12. صعوبات فيما يخص الالتزام بقواعد المدرسة.
  13. نسيان متكرر للأمور التي يجب عليهم القيام بها، بالإضافة إلى فقدان العديد من الأشياء.
  14. ظهور الأعراض في أكثر من مكان وأكثر من موقف وحالة وليس مكان واحد أي ظهور العلامات وتكرارها في البيت والمدرسة ومركز التسوق وغيرها.

قد يعجبك: كيفية التعامل مع الطفل العصبي بطريقة صحيحة من خلال 14 قاعدة

هل وجود الأعراض يعني بالضرورية وجود الاضطراب؟

هل وجود الأعراض يعني بالضرورية وجود الاضطراب؟

بالطبع لا، فهناك العديد من الحالات النفسية التي يمكن أن تتمثل في أعراض مشابهة، وهنا تبرز أهمية الحصول على استشارة الطبيب المختص بمجرد أن تبدأ بالشك في أن طفلك يعاني من الاضطراب، فالطبيب يلاحظ الأعراض ويتتبع تاريخ وطريقة ظهرها، ويستبعد الحالات الأخرة التي تملك أعراض مشابهة، وأهم هذه الحالات:

  • صعوبة في المهارات الحركية والعقلية، وتتمثل في صعوبة ضبت واتساق الحركة بالإضافة إلى ضعف في القدرات الذهنية.
  • التعرض لصدمة أو حادث وأمر مؤلم (فقدان أحد أفراد العائلة – التعرض للتنمر من قبل شخص أو من قبل مجموعة – طلاق الوالدين…).
  • اضطرابات نفسية أخرى، مثل: الاكتئابالاضطراب ثنائي القطبالقلق
  • حلات طبية مثل: إضرابات الغدة الدرقية – الأمراض العصبية.

نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال بين الخرافات والحقائق

نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال بين الخرافات والحقائق

توجد العديد من الخرافات حول اضطراب ADHD أو نقص الانتباه و فرط الحركة عند الأطفال وهي تبقى مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة، وأهمها:

الخرافة: يمكن للأطفال الذين يعانون من الـ ADHD أن يتمكنوا من السيطرة على أنفسهم والتحكم بالأعراض من خلال المحاولة والعمل على هذا الأمر أكثر وبذل المزيد من الجهد

والحقيقة أن الأطفال بالفعل لا يمكن لهم تثبيط الاستجابة العفوية والتي تتمثل في الكلام والحركة والانتباه، وقد تبدو مثل تلك الأمور مزعجة أو تظهر على أنها مشاغبة وعدم التزام بالقوانين والقواعد، إلا أنهم لا يقصدون ذلك أبدًا.

الخرافة: مع نمو الطفل وتقدمه في العمر سوف يختفي اضطراب فرط النشاط ونقص التركيز

والحقيقة أنه بالنسبة للكثير من الأشخاص يمكن أن يستمر هذا الاضطراب وتستمر الأعراض مع عمر أكبر، لذا يكون من الضروري البدء بالعلاج والعمل على التحكم والسيطرة على مظاهر الاضطراب من بداية الشك بوجوده وذلك وفق تعليمات الطبيب.

الخرافة: الدواء يمكن أن يكون العلاج الأكثر فاعلية لـ ADHD

وفي الحقيقة الدواء ليس الخيار الأفضل أو الوحيد مع اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز، على العكس تمامًا بل يمكن التعامل مع هذه الحالة والتحكم بالأعراض من خلال: العلاج المعرفي السلوكي – التعلم – ممارسة التمارين الرياضية – اتباع نظام غذائي صحي – التوعية لأشخاص المحيطين…

هل يمكن أن يكون اضطراب الـ ADHD إيجابي؟

هل يمكن أن يكون اضطراب الـ ADHD إيجابي؟

إن اضطراب الـ ADHD لا يؤثر بشكل سلبي على قدرات الطفل وذكائه ومواهبه، وعلى العكس هناك مجموعة من الأثار الإيجابية والصفات التي تميز الأطفال الذين يعانون منه، وهي:

1 – الإبداع والبراعة

لأنه من الممكن لهم معالجة العديد من الأفكار والتركيز على العديد من الأمور في وقت واحد هذا الأمر يجعل منهم أشخاص مبدعين قادرين على ابتكار الكثير من الحلول والأفكار الخلاقة ويمكن لهم ملاحظة أمور لا يراها غيرهم.

2 – المرونة والانفتاح

لأنهم لا ينغلقون على فكرة واحدة وأمر معين ولا يصبحون منضبطين إلى حد بعيد، هذا الأمر يضيف إلى شخصيتهم كل من المرونة والتكيف بالإضافة إلى الانفتاح وتقبل الآخرين.

3 – الحماس والمرح

نادرًا ما يكون الشخص منهم ممل أو ملول، على العكس هم يتميزون بالحماس والمرح نظرًا لاهتمامهم بالعديد من المجالات ومعرفتهم للكثير من الأشياء.

4 – الطاقة والاندفاع

هم بالفعل عندما يحبون أمر ما ويهتمون به يركزون عليه دون آخر ويملكون من أحلام اليقظة الكثير التي تتحول إلى أهداف يعملون على تحقيقها وينجحون في ذلك فيما إذا تم تحفيزهم وتشجيعهم.

العلاج والتعامل مع فرط النشاط عند الأطفال ونقص الانتباه

العلاج

يمكن للعلاج أن يحدث فارق كبير من حيث التحكم بالأعراض وضبتها، لذا لا بد من البدء به فور التشخيص أو قبل ذلك أي فور الشك بوجود الاضطراب، ويمكن للخطوات التالية أن تكون فعالة لذا يجب اتباعها من قبل الأهل في البيت والكادر التدريسي في المدرسة.

  • المكافآت والتشجيع عن القيام بالأشياء بشكل صحيح وعند التمكن من التركيز على أمر ما أو إنهاء مهمة ما.
  • شغل الطفل بالأنشطة الصحية والتي يحبها ويستمتع خلال القيام بها.
  • اعتماد قواعد بسيطة وواضحة يمكن له اتباعها وفهمها بسهولة مع وضوح النتائج التي تترتب على ذلك والعقوبة التي تترتب على كسرها.
  • الحصول على ما يكفي من النوم والراحة لأنه يساعد في التقليل من الأعراض.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لأنها تحفز نمو الدماغ.
  • اعتماد الطعام الصحي بوجبات غنية والتقليل قدر الإمكان من السكريات والوجبات الجاهزة.
  • فهم حالة الطفل ومراعاته وتقبل الأعراض.
  • الحفاظ على طاقتك حتى تتمكن من الاستمرار في خطوات العلاج.
  • يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية.

قد يهمك: هل تعاني من ادمان الوجبات السريعة .. إذن ما الحل؟

لأن دورك مهم جدًا في مساعدة الطفل على التعامل مع الأعراض والتغلب عليها، وقبل ذلك في اكتشاف الأمر وملاحظة تلك الأعراض للتحرك في طرق العلاج، لذلك عليك أن تتحلى بالقوى وتحافظ على طاقتك وصبرك وتتذكر أن كل ما يصدر عنه من تصرفات هي تصرفات غير مقصودة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله