أسباب الروماتيزم المفصلي والاعراض وطرق العلاج

سنتحدث من خلال هذا المقال عن مرض الروماتيزم المفصلي وتعريفه بشكل عام، وكيفية الإصابة به ومن يصاب به وعن علامات وأعراض المرض وتشخيصه، وعن الأعراض المرافقة له وعلاجه، والتوصيات التي يجب على مريض الروماتيزم المفصلي اتباعها للحد من انتشار هذا المرض وتفاقم الحالة.

ماذا تعني كلمة الروماتيزم

هي من أشهر المصطلحات العلمية التي دخلت عالم الطب واستعمالها شائع جدًا حتى بين الناس العاديين ناهيك عن المتخصصين في العلوم الطبية من أطباء وباحثين وممرضين، فكلمة الروماتيزم (Rheumatoid) ذات أصل لاتيني، والطبيب الفرنسي (الدكتور بايلو Baillou) كان أول من استخدمها وأدخلها إلى قائمة المصطلحات العلمية، سنة 1642 للميلاد. ومصطلح الروماتيزم يطلق على كل الآلام والالتهابات التي تصيب الجهاز الحركي في الجسم من مفاصل وأربطة وعظام وعضلات،

إن مرض الروماتيزم المفصلي سنتحدث عنه بشيء من الإسهاب وذلك لأهمية المرض والتعريف به وذلك لرفع سوية الثقافة الطبية للجميع لما فيها من خير وفائدة.

استخدام الأشعة السينية لتشخيص المرض

تعريف مرض الروماتيزم المفصلي وأسبابه

فالروماتيزم المفصلي (Rheumatoid arthritis) هو مرض التهاب المفاصل وهو من الأمراض المزمنة التي يقوم فيها الجهاز المناعي في الجسم بسبب خلل ما وغير معروف، واضطراب في المناعة الذاتية بمهاجمة المفاصل، ووظيفة الجهاز المناعي أصلًا الدفاع عن الجسم ضد الأجسام الغريبة والجراثيم التي تهاجم الجسم البشري ولكنه وبسبب ذلك الخلل يهاجم المفاصل الصغيرة في الجسم كمفاصل أصابع اليدين والقدمين،

 وبتحديد أكثر الغضاريف اللينة المبطنة للمفاصل، مسبب لما يسمى بالروماتيزم المفصلي مؤديًا لتدميرها. وهذا المرض لا يصيب الكبار في العمر أو المسنين فقط كما هو شائع خطأ ولكنه يصيب الشباب أيضًا.

كما أن جهاز المناعة قد يدمر أعضاء أخرى في الجسم غير المفاصل، كالجلد والرئتين والأوعية الدموية والعينين. ويؤدي هذا المرض أحيانًا إلى الإعاقة الحركية بسبب تيبس المفاصل في المراحل المتقدمة من المرض، فزيارة الطبيب مباشرة عند الإحساس بأية آلام في المفاصل، فاكتشاف المرض باكرًا وعلاجه أساس منع تفاقم مرض الروماتيزم المفصلي. ومن أسبابه أيضًا العامل الوراثي والإصابة ببعض الجراثيم والفيروسات التي قد ينجم عنها المرض.

العوامل المساعدة على زيادة خطر الإصابة بمرض الروماتيزم المفصلي

هناك أمور قد تساعد على الإصابة بالمرض وهي:

  1. جنس المصاب حيث أن الإحصائيات تقرر أن النساء هنّ أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال.
  2. القصة العائلية للمرض أي إذا كان هناك أحد من أفراد الأسرة الأب أو الأم أو الجد لديه إصابة بمرض الروماتيزم المفصلي فالفرصة للإصابة بهذا المرض أكبر.
  3. العمر إن هذا المرض أكثر شيوعًا بين كبار السن في العمر بين (40و60) سنة ولكنه يمكن أن يصيب جميع الأعمار.

أعراض مرض الروماتيزم المفصلي

إن أعراض مرض الروماتيزم المفصلي مختلفة من شخص إلى لآخر وحسب مكان الإصابة ومن أعراضه وهي نوعين مرئية وعير مرئية:

1 – الأعراض الغير مرئية للمرض

عندما يزور مريضًا الطبيب في الغالب ما تكون لديه شكوى من ألم ما في أحد المفاصل أو تصلب فيها، والشعور بذلك يكون صباحًا حيث يشعر المريض بعدم القدرة على ضم أصابعه أو فتحها وصعوبة في حركتها واستخدامها وشدة تلك الأعراض تتراوح بحسب حدة المرض، ويستمر ذلك الإحساس عند المريض ما يقارب مدة الساعة من الوقت، يرافق ذلك الإحساس ارتفاع بسيط في الحرارة وخمول عام وتعب في الجسم، ومن الأعراض أيضًا جفاف العين والفم وفي مراحل متقدمة من المرض تتجمع السوائل بين أغشية الرئة كما أنه من الممكن أن تتأثر كل أعضاء الجسم بهذا المرض.

2 – الأعراض المرئية للمرض

تورم مفاصل اليد

يعاني المريض من انتفاخ المفاصل المصابة بالمرض، يرافق ذلك عدم القدرة والصعوبة في القيام بالوظائف الحيوية المعتادة مثل الأكل واللبس واستخدام اليدين، أي الأعمال التي تتطلب حركة في المفاصل للقيام بها، وذلك نتيجة التهاب المفاصل أو الروماتيزم المفصلي المصاب به

تشخيص مرض الروماتيزم المفصلي

استخدام الأشعة السينية لتشخيص المرض

يجب علينا عدم التهاون مطلقًا في زيارة الطبيب للفحوص الدورية يشكل عام فكيف إذا شعرنا بأوجاع في بعض المفاصل، والطبيب العام بدوره يحولنا إلى الطبيب المختص بعلاج التهاب المفاصل، إذا رأى أن الحالة تستدعي ذلك، ولأن مرض الروماتيزم المفصلي ليس من السهل تشخيصه واكتشافه بمراحله المبكرة، لأن أعراض المرض تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، كما أنه لا توجد اختبارات مباشرة تؤكد الإصابة بالمرض أو لا لذا وبعد الفحص الأولي حيث يتحقق الطبيب من حالة تورم واحمرار المفاصل وفحص ردود أفعال المريض يقوم الطبيب بطلب ما يلي:

  • إجراء التحاليل المخبرية للدم فإذا كان معدل الترسيب (ESR) نتيجة التحليل عاليًا دل ذلك على وجود الروماتيزم المفصلي.
  • إجراء فحوصات وصور بالأشعة السينية مما يمكن الطبيب من معرفة مراحل تطور المرض بمرور الوقت.
  • التشخيص التفريقي أي بالمقارنة بين المفاصل التي يشك بكونها مصابة وبين المtاصل السليمة.

التشخيص التفريقي2

مضاعفات مرض الروماتيزم المفصلي

 إن مرض الروماتيزم المفصلي يضاعف من خطر:

1 – الإصابة بما يعرف بمتلازمة النفق الرسغي هذه الإصابة تؤثر على المعصم وتقوم بالضغط على العصب الذي يخدم الأصابع فيؤدي لتشوهها.

متلازمة النفق الرسغي

2 – قد يؤثر على القلب فتزداد الخطورة من الإصابة بتصلب الشرايين وكذلك التهاب غشاء التامور أو الصفاق الذي يغلف القلب وقد تحدث الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.

3 – إن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض والروماتيزم المفصلي نفسه يمكنها أن تزيد من فرصة الإصابة بهشاشة العظام مما يؤدي لضعفها وسهولة كسرها.

4 – قد يصاب الجهاز العصبي ويحدث اعتلال في الأعصاب الطرفية الأمر الذي يؤدي إلى حدوث آلام في الأطراف ثم فقدان الإحساس فيها.

5 – يحدث أيضًا التهاب وجفاف بالعينين وارتفاع في أنزيمات الكبد وفقر في الدم.

6 – قد يؤدي المرض إلى تليف الرئتين وذلك بسبب استعمال أدوية لعلاجه تساعد على تليف الرئتين.

7 – إن أملاح الذهب والبنسلين المستخدمة لعلاج مرض الروماتيزم المفصلي تسبب اعتلال الكلية الغشائي.

علاج مرض الروماتيزم المفصلي

للأسف فإن هذا المرض لا علاج له، لكن تناول الأدوية تستطيع أن تخفف من تفاقم حالة المفاصل المصابة وتأخير تلفها والمحافظة عليها قدر الإمكان، والعلاج الطبيعي كذلك يعمل على حماية المفاصل من التلف والعمل الجراحي قد يكون من الضرورة بمكان وذلك لتبديل المفاصل التالفة بفعل مرض الروماتيزم المفصلي كما أنه بإمكاننا استخدام الطب البديل في العلاج:

العلاج بالأدوية

إن أغلب الأدوية المستخدمة في علاج مرض الروماتيزم المفصلي تملك آثارًا جانبية خطرة. لذا يجب على الأطباء وصف الأدوية ذات التي تملك آثارًا جانبية أقل وقد يحتاج العلاج إلى توليفة من الأدوية إذا كان المرض في مراحله المتقدمة، وهذه الأدوية تقشم إلى زمرتين:

1 – مضادات الالتهاب الغير استيروليدية:

إن هذه الزمرة من الأدوية والعقاقير (المسكنات ومضادات التهاب) يمكنها تخفيف الألم والحد من الالتهابات وهذه أمثلة عليها (الصوديوم نابروكسين والإيبوبروفين) وآثارها الجانبية تهيج في المعدة وطنين في الأذنين وتلف الكلى والكبد ومشاكل في القلب

2 – منشطات الكورتيكوستيريد:

وهي تستطيع تخفيف الالتهابات والألم وتبطئ تلف المفاصل ولكن لها آثار جانبية هي زيادة في الوزن وتؤدي لمرض السكري وترقق وهشاشة العظام ويصفها الأطباء في الحالات المتقدمة من المرض

العلاج بالجراحة

في حال فشل العلاج بالأدوية في إيقاف ومنع تلف المفاصل فإن الطبيب سيحتاج للجراحة لأن ذلك سيكون خياره الحتمي لمعالجة المفاصل التالفة من جرّاء الإصابة بالروماتيزم المفصلي، لاستعادة قدرتها على الحركة وتخفيف الألم والتشوهات التي قد تحصل، ويمكن أن يحتاج العلاج أكثر من عمل جراحي واحد، مثل عملية استبدال المفاصل، وعملية إصلاح الأوتار حول المفصل.

العلاج الطبيعي

إن العلاج الطبيعي هذا يجب أن يكون مرافقًا للعلاج بالأدوية للتخفيف من حدة مرض الروماتيزم المفصلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ومثابرة لأن التمارين تساعد على تقوية العضلات حول المفاصل، ولكن هناك ملحوظة هامة جدًا ألا وهي استشارة الطبيب المختص بالعلاج الطبيعي لاختيار أي التمارين التي يجب غلى المريض ممارستها.
  • استعمال الكمادات الباردة والساخنة لتخفيف الألم واسترخاء العضلات.
  • التزام الراحة ومحاولة الوصول إلى طريقة ما للتعامل مع الألم والتقليل من حدة
  • التوتر، وذلك باعتماد التخيل كأحد التقنيات المساعدة على استرخاء العضلات وتخفيف الألم.

العلاج بالطب البديل

إن اعتماد الطب البديل في علاج الروماتيزم المفصلي يشمل:

1 – الزيوت النباتية كزيت (زهرة الربيع المسائية) و(عشبة لسان الثور) و(الكشمش الأسود) وهي تحتوي بتركيبها على أحماض دهنية قادرة على تخفيف الألم والتهاب المفاصل.

2 – زيت السمك الذي هو من المكملات الغذائية التي تقلل من الألم الناتج عن مرض الروماتيزم المفصلي.

بذلك نكون قد أشبعنا مرض الروماتيزم المفصلي تفصيلًا وشرحًا، حيث بدأنا بمعنى كلمة روماتيزم وعلى ما تدل، ومن ثم عرّفنا المرض وبينّا أسباب الإصابة به وأعراضه وتشخيصه ومضاعفاته، ثم تطرقنا إلى علاجه يشيء من التفصيل للأهمية، ونأمل أن نكون قد وفينا حق الموضوع بحثًا وحققنا الفائدة المرجوة منه بعونه تعالى.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله