فن الحوار مع الناس … يمكنك إتقان التحدث إلى الآخرين من خلال بضع خطوات

هل تواجه صعوبة في التحدث إلى الآخرين؟ هل تود تحسين فن الحوار مع الناس لديك؟ إذن إليك كل الخطوات والقواعد التي تحتاج والأخطاء التي يجب تجنبها

هل تواجه صعوبة في التحدث إلى الآخرين؟ هل يمر الكثير من الوقت الذي يسوده الصمت خلال أي حديث؟ لست وحدك فنسبة كبيرة جدًا من الأشخاص يعانون مع مهارة التواصل الاجتماعي والتحدث إلى الآخرين لذا إليك أهم الخطوات والقواعد في فن الحوار مع الناس بالإضافة إلى الأخطاء التي يجب تجنبها.

ففي حال كنت تريد تعزيز وتحسين قدرتك على التواصل وفن الحوار مع الناس اترك الأمر لنا، من خلال خطوات فعالة لبدء الحديث مع أي شخص وكسر الحاجز بينكما، وقواعد تضمن حوار مثالي لطيف وأنيق، ومجموعة من الأخطاء التي من شأنها إفساد أي حوار مع الآخرين والتي عليك تجنبها تمامًا.

فن بدء الحديث والحوار مع الآخرين

فن بدء الحديث والحوار مع الآخرين

خاصةً لو كان هذا الشخص لا تعرفه وهذه هي المرة الأولى التي تقابله فيها، فإن هناك حاجز كبير يفصل بينكما يجعل من مهمة البدء بالحديث إليه مهمة صعبة جدًا، تخوض لأجلها آلاف الأحاديث الداخلية كمحاولة لإيجاد أفضل صيغة وطريقة لبدء ذلك الحديث، ولكن الأمر أبسط مما تعتقد، إنه يعتمد على خطوتين فقط.

1 – كسر الجليد بينك وبين الشخص الآخر

عندما تود بدء حديث مع شخص تقابله للمرة الأولى أو قد تكون قابلته مرة واحدة ولكنك لم تجري أي حديث معه دائمًا ما تفكر كثيرًا في الأمر وتتردد وتظن أنه يتوقع الكثير منك أو أنه ينتظر حديث في غاية الروعة، ولكن الأمر أبسط من ذلك لا يحتاج منك الكثير من الجهد فحتى هو قد يكون في مثل هذه الحالة.

فأفضل طريقة لبدء حديث ما هي اعتماد أبسط أنواع الحوارات بدون أي قدر من التعقيد أو المبالغة، مثل عبارة: “مرحبًا، كيف حالك؟ لم نلتقي من قبل أليس كذلك؟” أو “مرحبًا، كيف حالك؟ لقد التقينا من فترة هل تذكر؟”… نعم إن الأمر بهذه البساطة.

2 – بناء حوار مع الآخرين عن اهتماماتهم

بعد كسر الحاجز بينك وبين الطرف الآخر حان الوقت للخطوة الأهم ولكنها الخطوة الأسهل، وهي معرفة واكتشاف اهتماماته، وهذه الخطوة هي ما سيبنى عليها كل الحديث أو على الأقل في أول محاورة بينكما.

أيضًا الأمر هنا لا يتطلب الكثير من التعقيد، فيمكن لسؤال واحد أن يفتح أبواب عديدة تفصح عن اهتمامات ذلك الشخص، وهذا السؤال مثل: “ما الذي تقوم به في حياتك؟” – “ما هو عملك؟” – “ما الأشياء التي تجذب اهتمامك؟”… وهكذا مهما كان الجواب فإنه أساس للحديث التالي.

فن الحوار مع الناس

فن الحوار مع الناس

التحدث من أهم الأمور التي يمكن لها أن تميز شخص عن آخر على جميع الأصعدة، ولكن يواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في هذا الأمر، صعوبة في الحفاظ على استمرار الحديث، صعوبة في صيغ الكلمات، القلق والتوتر وفقدان الثقة بالنفس، ولكن الخطوات الـ 8 التالية سترفع قدرتك على الحوار مع الناس بشكل سريع.

1 – الحفاظ على استمرارية الحديث

لحظات الصمت الباردة الغريبة التي يمكن أن تتسلل إلى الحديث مع أي شخص يمكن اعتبارها أسوأ اللحظات على الطرفين ففي معظم الأحيان يكون كل منهما يفكر ما الذي عليّ قوله وبماذا أتحدث وهل هذا مناسب.

ولكن الفضول هو الحل الأسرع فبعد معرفتك لاهتمامات ذلك الشخص بعد سؤالك السابق، عليك عن تتمتع بالكثير من الفضول حتى تسأله عن هذا الاهتمام أكثر فأكثر وتنتقل من سؤال إلى سؤال وهكذا.

2 – فن الحوار مع الناس لا يعني الانتصار عليهم

توجد قاعدة ذهبية يعتمد عليها فن الحوار مع الناس عليك أن تتأكد من أنك مقتنع بها بشكل تام ألا وهي أن الأشخاص مختلفين لكل شخص قناعاته وأفكاره وطريقته، وأنت أيضًا لديك، وعلى الجميع احترام هذا الاختلاف.

فالحوار مع الآخرين لا يعني أبدًا الانتصار عليهم، ولا يعني أنه عليك إثبات رأيك وإثبات أنك على صواب، بل كل ما في الأمر حوار يدور ومناقشة منطقية هادئة.

3 – لا بد من إتقان الاستماع والإصغاء

على الرغم من أن فن الحوار مع الناس يدور حول التحدث إلا أن الصمت هو أهم أجزاء هذه المهارة، فعندما يشعر الطرف الآخر أنك تحترم رأيه تمامًا وتستمع إليه بتركيز وتسمح له بالتحدث عن نفسه أو عن اهتماماته وأفكاره سيدرك أنك شخص يتقن فن الحوار وسيفضل التحدث إليك دائًما، لذا عليك أن تقلل من كلامك، وتستمع بعناية إلى الطرف الآخر مع إظهار ردود الفعل المناسبة.

4 – تعلم كيف تكون إيجابي إلى أبعد الحدود

من يمكن له تكرار حديث مع شخص قد سبق وتحدث إليه وبعد ذلك الحديث غرق في موجة من السلبية ومشاعر الحزن ودخل في حالة من الاكتئاب وبدت له الحياة بلونها السوداوي؟ لا أحد أبدًا.

على العكس حتى أنت ويدون أن تشعر دائمًا ما تود التواجد مع الأشخاص الإيجابين دائمًا ما تحب التحدث إليهم واستمداد نشاطك ومزاجك الجيد منهم، لذا ابتعد عن السلبية قدر الإمكان واعتمد الإيجابية إلى أبعد الحدود.

قد يعجبك: 17 طريقة لـ شحن نفسك بالطاقة الإيجابية

5 – إظهار اهتمامك بحديث الآخرين

إظهار الاهتمام بحديث الآخر هو الطريقة التي يمكن من خلالها أن تظهر له كم أنت شخص كاريزماتي يتمتع بالكثير من قوة الشخصية والثقة بالنفس، كما أنها تقوم بشكل أساسي على حسن الإصغاء.

أما عن طريقة إظهار هذا الاهتمام فكل ما في الأمر هو الاستماع إلى حديث الطرف الآخر ومن ثم فهمه وصياغته ببضع كلمات وإخباره إياها، هكذا سيكتشف كم أنت مهتم بحديثه.

6 – العب 3 أدوار: أنت – هو – حيادي

يمكنك أن تتمكن من فن الحوار مع الناس من خلال لعب الأدوار التالية خلال حديثك:

  • أنت: لمناقشة رأيك بشكل أنيق وهادئ، وإيضاح وجهة نظرك أنت، وإظهار اهتمامك بحديث الآخرين.
  • هو: حتى تتمكن من فهم الطريقة التي يفكر بها، والزاوية التي ينظر من خلالها إلى الموضوع، وحتى تعرف كيف يشعر.
  • حيادي: حتى تتمكن من تقييم الوضع بموضوعية ومن ثم تقرر إلى أي اتجاه يجب أن يسير الحوار.

7 – كن آخر من يتحدث

لماذا عليك أن تكون آخر من يتحدث؟ يوجد سببين في غاية الأهمية، وهما:

  • في أي مجموعة من الأشخاص يوجد شخص يترك البصمة الأهم في معظم الأحيان، هذا الشخص هو الشخص الأخير.
  • عند تترك كل شخص يتحدث ويُدلي بدَلوه يمكنك فهم طريقة تفكير الجميع، ويمكنك تحسين طريقتك وطريقة مناقشة وجهة نظرك بحيث تكون أكثر إقناع، وأكثر قدرة على التواصل.

8 – الاهتمام بنبرة الصوت

أهم الأمور التي تمكنك من فن الحوار مع الناس هي: العيون والتواصل البصري، احترام رأي الأخرين، والأهم: نبرة الصوت.

فيجب على صوتك أن يكون: عالي مسموع – واضح لا يتطلب بذلك الكثير من الجهد لفهمه – نبرة هادئة بعيدة عن السرعة – نفس منتظم غير متقطع وغير لاهث، لذا تدرب على هذه القواعد بقدر ما تستطيع، وسجل صوتك واستمع إليه حتى تتمكن من تحكيمه.

أشياء لا تفعلها عند الحوار مع الناس

أشياء لا تفعلها عند الحوار مع الناس

قد تتحدث إلى شخص ما ولكنك بعد مضي القليل من الوقت تندم على بدء هكذا حديث بسبب ارتكابه كل الأخطاء التي من شأنها إفساد أي محاورة، والجميع يمكن أن يرتكبها، لذا ما عليك إلا التعرف إليها وتجنبها تمامًا حتى تضمن أرقى فن حوار مع الناس

1 – الشكوة الدائمة والحاجة للحصول على الاستعطاف

أسوأ الشخصيات في أي حوار هو الشخص الضحية الذي دائمًا ما يلعب دور المظلوم ودائمًا ما يحتاج تعاطف الآخرين، هو شكل آخر من أشكال الشخص السلبي الذي ينقل لك تلك السوداوية بحيث تكره أي حوار معه.

لذا لا بد من الابتعاد عن الشكوة قدر الإمكان فالجميع نمتلك مشاكل، وإن كنت تعرف شخص لا يمتلك أي منها، إذن هو شخص نجح في إخفاء كل مشاكله عنك.

2 – مسابقات الهموم التي لا تنتهي أبدًا

“تعرضت لحادث” فما يكون من الشخص الآخر إلا ارتكاب الخطاء “هذا لا شيء، لقد تعرضت لحادث أكثر صعوبة منه”، “عملت لساعات طويلة اليوم” فيقول الشخص الآخر: “أنا كنت مستمر في العمل منذ يومين” وهكذا…

بحيث الشخص الذي تعرض لحادث هو من سوف ينته به الأمر بأن يواسي الشخص الآخر الذي انتصر في مسابقة الهموم، ولكن هذا أمر غير مريح أبدًا، لذا ابتعد عن مثل هذه المسابقات، واكتف بإظهار القليل من التعاطف وانتهى الأمر.

3 – المقاطعات بأشياء غير هامة وبشكل متكرر

حديث مهم جدًا، وإذ بالشخص الآخر يسأل عن ذرة الغبار على الطاولة، موضوع يحتاج منه التعاطف إلا أنه وبشكل مفاجئ وبدون أي إنذار يسألك عن شيء ما ليس له أي علاقة بالحديث، إنه مثال حي ومباشر عن قلة الاهتمام وانعدام الإصغاء، وإنه أكثر النماذج إزعاج ولا بد من تجنب الوقع في هذا الخطأ.

4 – لغة الجسد والتواصل البصري السلبي

تتحدث إليه ولكنه: يحك جبهته – يهز قدمه بطريقة مزعجة، ينشغل بأي شيء يصدر أصوات مزعجة بأي شيء، أو الأسوأ، يمكن له أن ينظر إلى أي شيء في هذا الكوكب إلا وجهك.

إنها لغة جسد سيئة وتواصل بصري سلبي لا بد من الامتناع عنه والتركيز على تجنب مثل هذه التصرفات، والتمرن والتدرب على النظر إلى عيون الشخص الذي تتحدث إليه.

5 – “أنت مخطئ” – توجيه النقد الدائم

مهما كان الحديث فإن هذا الشخص سوف يوجه النقد، حتى ولو كنت تحدثه عن كوب القهوة الذي شربته أنت قبل قليل، سوف يخبرك بأنك على خطأ وسوف يوجه النقد لك.

عندها سوف تندم لماذا قد تكون بدأت هكذا حديث مع هكذا شخص، وبالتالي لن تكرر الأمر، لذا فإلى جانب أهمية أن يكون الشخص إيجابي وإلى جانب أهمية أن يبني حواره على تقبل الآخرين، لا بد من أن يمتنع عن النقد في غير موضعه.

6 – الانشغال بالهاتف خلال الحديث مع الآخرين

أي فن حوار مع الناس هذا، وأي احترام الذي يمكن إظهاره مع الانشغال بالهاتف خلال الحديث مع الآخرين، باختصار هذا التصرف من شأنه أن يلغي أي حديث ويدمر أي تواصل، فمن يمكن له التحدث إلى شخص يهتم بهاتفه فقط.

لذا الخطوة الأولى في أي حوار مع الآخرين هي ترك الهاتف ووضعه في الحقيبة أو على الطاولة ولكن جهة الشاشة نحو الأسفل.

هذه كانت الأمور والقواعد التي سوف ترفع من مستوى فن الحوار مع الناس لديك، على الرغم من كون بعضها بسيط وبعضها لم تكن تعتقد أنه بهذه الأهمية، إلا أن كل المعلومات السابقة يمكن لها ضمان تواصل اجتماعي أفضل، لذا عليك استخدامها دائمًا والتدرب عليها منذ الآن.

قد يعجبك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله