التهاب الزائدة الدودية .. الأسباب والأعراض والعلاج

الزائدة الدودية هي عبارة عن أنبوب من الأنسجة الذي يبلغ طوله نحو 9 سم، يتصل بالأمعاء الغليظة ويتمركز في يمين التجويف البطني، وتشير بعض الدراسات أنها تلعب دور في مناعة الجهاز الهضمي.

حيث تشير تلك الدراسات لدورها في المحافظة على البكتيريا المفيدة التي تلزم في عملية الهضم، ولكن مع ذلك وما هو مؤكد أنه بإمكاننا العيش من دونها دون أن يظهر أي تأثير لذلك.

الالتهاب هو أحد أكثر المشاكل التي يمكن أن تصيب هذا الجزء من الجسم، وغالبًا ما يحصل للأشخاص بين 10 إلى 20 من أعمارهم، وتقول بعض الإحصائيات أن نحو 5% من الأمريكيين يعانون من التهاب الزائدة الدودية في مرحلة ما من حياتهم، وفي معظم الحالات من الالتهاب يكون استئصال الزائدة هو الخيار الأول للعلاج. سنتعرف في هذا المقال إلى أسباب التهاب الزائدة الدودية وأعراضه ومضاعفاته وطرق العلاج.

التهاب الزائدة الدودية .. الأسباب والأعراض والعلاج

أسباب التهاب الزائدة الدودية

يحدث التهاب الزائدة الدودية بسبب انسداد الزائدة إما لتراكم البراز أو نتيجة وجود جسم غريب ما يؤدي لانسدادها أو بسبب وجود ورم حميد أو غير حميد فيها، كذلك يمكن أن يحدث الانسداد لوجود عدوى التهاب، حيث تحصل العدوى من أي جزء أخر في الجسم يصاب بالالتهاب.

الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لالتهاب الزائدة الدودية هي إفرازات الغشاء المخاطي فيها، حيث تتراكم هذه الإفرازات مع أي مواد أخرى وتسبب الانسداد للزائدة وبالتالي التهابها. كذلك الديدان المعوية أو نمو الخلايا النسيجية داخل الزائدة تعد من الأسباب التي تسبب التهاب الزائدة الدودية.

الأعراض

تظهر الكثير من الأعراض على من يعانون من التهاب الزائدة الدودية وتشمل

  • أحد أكثر الأعراض شيوعًا على مرضى التهاب الزائدة هو ألم البطن، يظهر في أعلى البطن ويمتد ليصل إلى أسفل يمين البطن، ويزداد حدةً بمرور الوقت.
  • فقدان الشهية.
  • تقيء وشعور بعدم راحة.
  • انتفاخ في البطن.
  • ارتفاع للحرارة.
  • عدم القدرة على إطلاق الغازات.

بالإضافة لهذه الأعراض الرئيسية قد تظهر أعراض أخرى لدى البعض مثل:

  • ألم في عموم البطن ويمتد ليشمل أسفل الظهر.
  • الشعور بألم عند التبول أو صعوبة في إخراج البول.
  • تشنجات.
  • إمساك أو إسهال.

اقرأ أيضًا: أعراض ديدان البطن وأسبابها وطرق العلاج والوقاية منها

التشخيص

لا يمكن الاعتماد على الأعراض السابق ذكرها فقط لتشخيص التهاب الزائدة الدودية لأن هذه الأعراض شبيهة بدرجة كبيرة إلى أعراض أمراض أخرى منها مشاكل المثانة والتهابها والتهابات المسالك البولية وداء كورون والتهابات المعدة، حيث تتشابه كل هذه بذات الأعراض.  لذلك لا بد من التشخيص الطبي لحالة المريض.

يمكن أن يشمل التشخيص العديد من التحاليل الطبية التي يطلبها الطبيب مثل تحليل الدم والبول بالإضافة للفحص السريري وخاصة لمنطقة البطن. وفي حال لم يكتفي الطبيب بمثل هذا التشخيص يمكن أن يطلب صورة أشعة للبطن ليحدد الحالة التي يعاني منها المريض ويتبين إذا كان هناك أي التهاب أو تضخم في أي من الأعضاء في التجويف البطني.

العلاج

التهاب الزائدة الدودية .. الأسباب والأعراض والعلاج

بمجرد تشخيص الحالة والتأكد من أن المريض يعاني من التهاب الزائدة الدودية لا بد من بدء العلاج حتى لا تحصل أي مضاعفات، هذه المضاعفات وفي حال تأخر المعالجة يمكن أن تشمل زيادة حدة الالتهاب وتحوله إلى التهاب مزمن في حال لم يكن التهاب مزمن في البداية، ظهور خراج في التجويف البطني أيضًا من المضاعفات المحتملة عن تأخر العلاج، أما أكثر الحالات خطورة عندم عدم معالجة التهاب الزائدة فهو انفجار الزائدة نتيجة حدوث ثقب فيها وهذا قد يؤدي إلى التهابات بيرتونية وهي نوع من الالتهابات البكتيرية التي تحصل في الغشاء المبطن للتجويف البطني من الداخل، كذلك فإن انفجار الزائدة قد يؤدي إلى خطر يهدد حياة المريض نتيجة البكتيريا التي تتحرر وتنتشر في التجويف البطني.

استئصال الزائدة

كما أشرنا في بداية المقال أنه يمكننا الاستغناء عن الزائدة الدودية دون أن يسبب ذلك أية تأثيرات، وبالتالي فإن استئصال الزائدة الدودية يكاد يكون العلاج الوحيد في حالة التهابها، وتعد عمليات استئصال الزائدة أحد أكثر العمليات الجراحية الطارئة شيوعًا في العالم، وفي الغالب يكون نجاحها مضمون إذا ما حصل المريض على الرعاية الطبية اللازمة.

عادةً ما يتم هذا النوع من العمليات إما بالجراحة أو بالتنظير عبر ثقب صغير بالبطن لإدخال المنظار إلى التجويف البطني. العمل الجراحي يتم عبر شق صغير في البطن لا يتجاوز حجمه العدة سنتيمترات ويتم عبره استئصال الزائدة يدويًا من قبل الطبيب الجراح.

أما عند استخدام المنظار فيحتاج الطبيب لفتح ثلاثة ثقوب في البطن أحدها لإدخال المنظار المزود بالكاميرا ليتمكن الطبيب من رؤية ما بداخل التجويف البطني، وثقبين أخريين لإدخال الجهاز الذي يتم عبره إخراج الزائدة من تجويف البطن.

في الحالات التي يتأخر فيها علاج الالتهاب للزائدة ويظهر خراج في البطن عندها يكون العمل الجراحي هو الخيار الوحيد ولا يمكن استخدام المنظار لاستئصال الزائدة. كذلك في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى استخدام المنظار في العملية ليعود أثناء العملية إلى العمل الجراحي عبر شق البطن إذا رأى أن ذلك صحي أكثر وأمن للمريض. بعض المرضى يكون لديهم الكثير من الندبات في التجويف البطني مما يعيق ذلك من قدرة الطبيب على استخدام المنظار فيلجأ للعملية الجراحية.

العلاج بالمضادات الحيوية

يتساءل البعض عن جدوى العلاج بالمضادات الحيوية باعتبار إن ما يحصل في الزائدة الدودية هو التهاب وعادةً يتم علاج الالتهابات بالمضادات الحيوية، ولكن رغم ذلك فإن استئصال الزائدة هو العلاج الأنسب، فالمضادات الحيوية لا يمكنها التخلص من الالتهاب الحاصل في الزائدة بشكل كامل وحتى لو اختفى الالتهاب بفعل المضادات الحيوية فعلى الأرجح يكون هذا بشكل مؤقت وسيعود الالتهاب ثانيةً.

يمكن اللجوء للمضادات الحيوية عندما يكون الالتهاب بسيط وفي بداياته، ولكن لأنه لا يمكن ملاحظة الالتهاب عندما يكون في بدايته لعدم ظهور أية أعراض بالتالي لا يتم الكشف عن الالتهاب إلا في حالات متقدمة وعندها لا يمكن أن ينفع العلاج بالمضادات، وهذا ما يفسر اللجوء بشكل دائم إلى العمليات التي يتم فيها استئصال الزائدة سواء بطريقة جراحية أو عبر المنظار.

أخيرًا، من الجدير بالذكر إنه في السنوات الأخيرة تمت الكثير من الدراسات من قبل الباحثين، لدراسة موضوع معالجة التهاب الزائدة الدودية بالمضادات الحيوية والتخلي عن العمليات الجراحية، وخاصة مع اعتبار إن هناك أشخاص تكون حالتهم الصحية لا تسمح بإخضاعهم لعمل جراحي.

ولكن هذه الدراسات لم تصل لنتائج ثابتة بشكل حتمي بعد، وفي دراسة حول ذات الموضوع تعود لعام 2016 بينت إن ما نسبته 8% من مرضى التهاب الزائدة الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية احتاجوا لعمل جراحي لاستئصال الزائدة بعد شهر من ذلك. في حين إن 23% منهم احتاجوا لعملية استئصال للزائدة بعد عام من علاجهم بالمضادات الحيوية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله