علاج ثقل اللسان بعد الجلطة الدماغية

ثقل اللسان واضطرابات النطق والتواصل بشكل عام واحد من الأعراض الشائعة التي تظهر على الأشخاص الذين يتعرضون لجلطة دماغية، وتختلف شدة هذه الاضطرابات وشكلها بين حالة وأخرى وبحسب الضرر الحاصل في المناطق من الدماغ المسؤولة عن عمليات النطق.

أما عن علاج ثقل اللسان بعد الجلطة الدماغية فهو يعتمد بالدرجة الأولى على برامج العلاجي السلوكي التي تركز على إعادة تمرين الشخص وتدريبه على المهارات اللغوية ومهارات التواصل التي فقدها بنتيجة الجلطة. هنا سنتعرف على برامج التأهيل لهذه الأشكال من الاضطرابات وكيفية التعافي منها.

اضطرابات النطق بعد الجلطة

اضطرابات النطق بعد الجلطة

بحسب الإحصائيات الرسمية فأنه نحو 25 إلى 40 % من الأشخاص الذين يتعرضون للجلطة الدماغية يعانون من اضطرابات في النطق والتواصل نتيجة خلل ما يلحق بالدماغ بتأثير الجلطة أو لأسباب أخرى تتعلق باضطرابات عصبية ودماغية بنتيجة الجلطة أيضًا.

وتختلف شكل هذه الاضطرابات وشدتها بعد الجلطة بين حالة وأخرى وتبعًا للعديد من العوامل. فالبعض قد تظهر لديه الاضطرابات بشكل خفيف تتمثل في الصعوبة بإيجاد الكلمات المناسبة لسياق الحديث، أو مجرد ثقل اللسان فقط، أخرين تكون على شكل صعوبة في فهم الناس الآخرين خلال عملية التواصل، وفي أسوأ الحالات قد تظهر الاضطرابات على شكل فقدان القدرة على النطق بشكل كلي.

والذين يعانون من هذه الاضطرابات لا يكون التأثير في قواهم العقلية، بل يبقى الشخص بنفس مستوى الذكاء، ويبقون قادرين على تنظيم أفكار ومفاهيم منطقية متماسكة، ولكن يواجهون الصعوبة في التعبير عن تلك الأفكار وتحويلها إلى كلمات منطوقة.

علاج ثقل اللسان بعد الجلطة الدماغية

عند الحديث عن علاج ثقل اللسان بعد الجلطة من الضروري الإشارة إلى أنه كلما استعجل المريض ببدء العلاج كلما كان ذلك أفضل، لذلك من الضروري المباشرة ببدء العلاج بعد التعرض للجلطة مباشرة وعدم التأخر في ذلك للحد من الأضرار الحاصلة قدر الإمكان.

العلاج بشكل رئيسي يكون على شكل علاج سلوكي بالدرجة الأولى، بل ويكون العلاج السلوكي هو المحور الرئيسي في العملية العلاجية فيما يخص اضطرابات النطق، والذي يشمل

  • مساعدة الشخص على إعادة اكتساب المهارات اللغوية التي افتقدها نتيجة الجلطة، مثل التعرف إلى الأحرف والأصوات الخاصة بكل منها وكيفية نطقها.
  • تعليم الشخص كيفية التفاعل مع الأشخاص من حوله بطرق مختلفة وبحسب الحالة التي يعاني منها، فالأشخاص الذين يعانون من حالة حرجة فيما يخص النطق يمكن تعليمهم أولًا طريقة التواصل بالإشارة، ومن ثم التدرج معهم شيئًا فشيء لمستويات أعلى من التواصل.
  • يمكن أن يشمل العلاج نوع من التمارين التي تساعد الشخص على تقوية عضلات اللسان والبلعوم والتي من شأنها مساعدته في عملية النطق والتواصل الكلامي.
  • العلاج اللحني، والذي يكون على شكل تمارين موسيقية يقوم المريض من خلالها بالتدرب بشكل بطيء على لفظ الأصوات والأحرف والكلمات بشكل غنائي أو موسيقي والتي يجد صعوبة في نطقها بشكل طبيعي.
  • يمكن أن يكون العلاج على شكل مجموعات علاجية يشرف عليها اختصاصي يقدم المساعدة والعون للمرضى ضمن المجموعة على حسب ما تحتاج كل حالة.

أما فيما يخص العلاجات الطبية، فأن موضوع علاج ثقل اللسان بعد الجلطة وعموم اضطرابات النطق ما زال قيد الدراسة ولم تظهر الأبحاث أي نتائج ملموسة يمكن الاعتماد عليها بهذا الشأن.

العناية بمريض الجلطة

باعتبار إن علاج اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية تعتمد على العلاج السلوكي بالدرجة الأولى فأن الأشخاص المقربين من المريض لا بد لهم من أن يأخذوا هذا الأمر بالحسبان ويكونوا عامل مساعد طيلة مرحلة العلاج وخلالها، وطبعًا يقصد بالأشخاص المقربين أفراد العائلة بالدرجة والأشخاص الذين يتواجدون بالقرب من المريض لفترات طويلة.

علاج ثقل اللسان بعد الجلطة الدماغية

بالنسبة للأمور التي عادة ما يوصى المعالجون هؤلاء الأشخاص حول المريض العناية بها

  • المساعدة والتشجيع، إذا غالبًا العملية ستحتاج للوقت والصبر ولا بد من بعض الصعوبات من قبيل صعوبة تجاوب المريض بالمرحلة الأولى، هنا الأشخاص حول المريض لا بد من أن يكونوا إيجابيين ومشجعين قدر الإمكان.
  • ساعد المريض على التركيز أكثر، وهذا يمكن أن يشمل تفهم واستيعاب المريض على الرغم من صعوبة التواصل معه ومساعدته على التواصل مع الأشخاص الأخرين.
  • كن واضح في عملية التواصل مع المريض، اعتمد على الأسئلة ذات الإجابات القصيرة والتي لا تشكل ضغط أو حرج للمريض.
  • حاول أن تكون طبيعي قدر الإمكان ولا تجعل المريض يشعر إنه بحاجة لعناية ومعاملة خاصة في التواصل مع من حوله.
  • في الحالات التي يكون فيها المريض غير قادر على التواصل بسهول مع من حوله كن منفتح للتواصل ولاستخدام طرق أخرى في التواصل وبحسب ما يرتاح له المريض مثل التواصل كتابيًا، التواصل بالإشارة، أو باستخدام أي من برامج التواصل التكنلوجية.

ما الذي يمكن توقعه من البرنامج العلاجي؟

من الصعب توقع الفترة التي يحتاجها المريض للوصول إلى الشفاء الكلي وكم سيستمر برنامج التأهيل الذي يخضع له، فهذا يختلف بحسب الحالة وشدتها ومدى استجابة المريض للعلاج. ولكن عادة اضطرابات النطق والتواصل بعد الجلطة تحتاج بين أسابيع إلى عدة أشهر للتعافي منها.

طبعًا هناك بعض الحالات التي يصعب معها الوصول إلى الشفاء الكلي تمامًا، وإنما قد يبقى المريض يعاني من بعض المشاكل والتي يجب عليه التأقلم والتكيف معها. ولكن بشكل عام غالبية الحالات يمكن التعافي الشبه الكلي على الأقل منها، خاصة إن الدماغ دائمًا ما يكون على استعداد للتعلم واكتساب مهارات جديدة حتى بعد الجلطة الدماغية.

هذا كان كل شيء عن علاج ثقل اللسان بعد الجلطة وبرامج التأهيل العلاجي الخاصة بهذا الشكل من الاضطرابات وكيفية التعامل معها. يمكنك التعرف للمزيد عن البرامج العلاجية لمرضى الجلطة الدماغية من هنا، وعن علامات الشفاء من الجلطة هنا.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله