متى يكون الحيوان معرضًا للانقراض؟

عندما يتعلق الأمر بالكائنات الحية المهددة بالانقراض، هناك معجزات يمكن أن تحصل، يمكن اعتبار النسر الأصلع الأمريكي خير مثال على ذلك، بالإضافة إلى المها العربي.

في القرن الماضي، انخفض أعداد النسور الأمريكية ولم يبقى في العالم سوى 500 زوج قادر على التكاثر، السبب الرئيسي هو الاستخدام المنتشر لنوع من المبيدات الحشرية تعرف باسم DDT، هذا النوع من المبيدات أثر على بيوض النسور، كما ساهم الصيد الجائر وفقدان الموائل الطبيعية في تناقص أعدادها بشدة، لهذا السبب، تم حظر استخدام مادة DDT في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1972، وبعد عام، أصبح النسر الأصلع الأمريكي محميًا بموجب قانون حماية الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة. وبعد 34 سنة، عادت أعداد النسور إلى طبيعتها وتمت إزالتها من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.

تضاءلت أعداد النسور الأمريكية إلى أقل من 500 زوج قادر على التكاثر، لكنها محمية بموجب القانون الأمريكي للأنواع المهددة بالانقراض الذي صدر في عام 1973، فازدادت أعداد النسور ما أدى لشطبها من قائمة الأنواع المهددة، وهي قصة نجاح في مجال الحفظ.

المها العربي هو مثال أخر، وهو نوع من الظباء متوسطة ​​الحجم ذات قرون طويلة ومستقيمة تنتشر في الشرق الأوسط، تناقصت أعداد المها العربي بسبب الصيد الجائر، مما أدى إلى اختفائها تمامًا في ستينيات القرن الماضي، دفع ذلك الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لاعتبار المها العربي حيوانًا منقرضًا في البرية.

لكن بعض حيوانات المها العربي كانت ما تزال موجودة في المحميات وحدائق الحيوان في كل أنحاء العالم. لذلك، بدأت عملية إعادة توطينها وف الطبيعة وحمايتها في عام 1980، نجحت هذه الجهود المبذولة، ففي عام 2011، كان هناك أكثر من 1000 فرد منها يعيش في الطبيعة، لذلك، غير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تصنيفها إلى “معرض لخطر الانقراض”، وبذلك أصبح حيوان المها العربي أول حيوان يعود لقائمة “الكائنات المعرضة بشدة لخطر الانقراض” بعد أن تم تصنيفها “كائنات منقرضة في الطبيعة”، وهذا يشكل إنجازًا غير مسبوق.

كيف نقرر أن نوعًا من الحيوانات أصبح مهددًا بالانقراض

يقوم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN والمعروف أيضًا باسم الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها دائمًا بتقييم الأنواع الحيوانية التي تتوفر بيانات ومعلومات كافية عنها، حيث تعمل فيه لجنة تعرف باسم لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. تتكون اللجنة من أكثر من 8000 عالم ينتمون إلى 162 دولة.

لاتخاذ قراراتها، تدرس اللجنة معلومات وبيانات النوع الحيواني مثل عدد الأفراد وعدد الأفراد البالغة القادرة على التكاثر والانتشار الجغرافي وما إلى ذلك.

بعد دراسة تلك البيانات والمعلومات، يتم تصنيف الأنواع الحيوانية ضمن عدة مجموعات حسب وضعها من الأسوأ إلى الأفضل:

  1. منقرض
  2. منقرض في الطبيعة
  3. معرض لخطر شديد للانقراض
  4. معرض لخطر الانقراض
  5. معرض لخطر ضعيف للانقراض
  6. قريب من التهديد
  7. في وضع مقلق قليلًا

تعتبر جميع الأنواع الحيوانية التي يتم تصنيفها في الفئات الخمسة الأولى “مهددة بالانقراض”.

المها العربي (الاسم العلمي: Oryx leucoryx) هو النوع الوحيد كان مصنفًا في قائمة “منقرض في الطبيعة” ثم أعيد لقائمة “معرض لخطر شديد للانقراض” وذلك بفضل الجهود التي بذلها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والمنظمات الأخرى بالتعاون مع الحكومات.

قانون الأنواع المهددة بالانقراض لعام 1973

في 28 ديسمبر 1973، وقع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على قانون الأنواع المهددة بالانقراض الذي أصدره الكونغرس الأمريكي، وصفت المحكمة العليا الأمريكية هذا القانون بأنه “أكثر التشريعات الشاملة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتي يمكن أن تسنها أي دولة”.

قانون الأنواع المهددة بالانقراض له قوة قانونية في الولايات المتحدة، وقد تم إصداره بعد الاحتجاج الذي أبداه العلماء والناشطين بسبب تراجع أعداد بعض الحيوانات مثل النسر الأصلع الأمريكي، يوفر هذا القانون كافة الأشياء المطلوبة لحماية وحفظ الأنواع المهددة بالانقراض، ويحدد الأماكن التي تعيش فيها ويضع قيودًا على ما يُسمح بالقيام به في تلك الأماكن. فلا يسمح بقتل أو صيد هذه الحيوانات المهددة إلا بتصريح خاص، وفي حال مخالفة القانون، يتعرض الشخص أو الأشخاص المخالفين لعقوبات وغرامات وقد تصل العقوبة للسجن.

تستخدم المؤسسات الفيدرالية الأمريكية معلومات وبيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من أجل اتخاذ قرارتها بشأن تصنيف الأنواع المهددة بالانقراض وتطبيق القانون، ويمكن أن تستعين أيضًا ببيانات وتقارير أخرى من مؤسسات ومنظمات أخرى تهتم بالحفاظ على الأنواع من خطر الانقراض.

منذ إصدار القانون، تم إدراج حوالي 1700 نوع على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، ساهم ذلك في منع انقراض حوالي 300 نوع بشكلٍ مؤكد، يصفه الكثيرون بأنه أحد أكثر القوانين التي تؤثر على البيئة والطبيعة في العالم، لكن بعض الناشطين يطالبون بتعديله، حيث يقولون إن أنواع كثيرة لم يساعد على منع انقراضها.

قائمة الأنواع المهددة بالانقراض

يوجد أكثر من 7 آلاف نوع من الحيوانات المصنفة صمن الفئات المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لكن الاتحاد لا يقوم بإضافة الأنواع لهذه الفئات إلا بعد جمع معلومات دقيقة، هذا يعني أن الأنواع التي لا تتوفر عنها معلومات كافية لا يتم تصنيفها، لذلك، يقول العلماء أن عدد الأنواع المهددة بالانقراض حاليًا أعلى من ذلك بكثير. لكن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هو الذي يملك أدق قائمة للأنواع المهددة بالانقراض حول العالم تعرف باسم “القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض”.

يتم إضافة أي نوع إلى القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض إذا كان هذا النوع يلبي أحد هذه المعايير:

  • انخفاض عدد أفراد النوع بنسبة 50 – 70 ٪ خلال 10 سنوات.
  • تنتشر جميع أفراد النوع على مساحة جغرافية أقل من 5000 كيلومتر مربع.
  • عدد أفراد النوع البالغين القادرين على التكاثر أقل من 2500 فرد.
  • توقع إحصائي بأن النوع سوف ينقرض خلال العشرين عامًا القادمة.

لماذا تصبح بعض الأنواع مهددة بالانقراض؟

على الرغم من أن القائمة الحمراء تتضمن الكثير من الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أنها لا توضح تمامًا كيف تصل الأنواع إلى تلك القائمة. لكن إليك الخبر المؤسف، العامل الرئيسي الذي يسبب تراجع عدد أفراد الأنواع هو التدخل البشري. فالبشر هم السبب وراء فقدان الموائل ودخول أنواع غريبة والصيد والتلوث وانتشار الأمراض، وهي الأسباب الرئيسية لتراجع عدد أفراد الأنواع. خذ النسر الأصلع الأمريكي على سبيل المثال، أدت الزيادة في عدد السكان والتنمية الحضرية في أمريكا الشمالية إلى الحد من الموائل، كما أدت الزيادة في صيد النسور إلى انخفاض أعدادها، وأدى استخدام مبيد الآفات DDT في المزارع إلى الإضرار بالقدرات الإنجابية للنسور.

لكن على الرغم من أن البشر هم السبب الرئيسي لتراجع الأنواع، فإن تصنيف الأنواع على أنها مهددة بالانقراض يشجع على العمل لعكس آثار التأثير البشري. فقد اعتبرت دائرة الأسماك والحياة البرية الأمريكية صيد النسور الصلعاء واستخدام مبيد الآفات DDT جريمة في عام 1978. كان لذلك تأثيرًا إيجابيًا، حيث أن أعداد النسور الصلعاء آخذة في الازدياد وتم إزالتها من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في عام 1995.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله