كم مل من الحليب يحتاج الرضيع؟

من أكثر الأمور التي تهتم فيها الأمهات الجدد بعد الولادة هي قدرتهن على إنتاج ما يكفي من الحليب لتلبية متطلبات الرضيع حديث الولادة كي يحصل على كفايته من العناصر الغذائية الضرورية لنموه بشكلٍ طبيعي.

يشير الأطباء إلى الحليب الذي يتم إنتاجه في ثديي المرأة بعد الولادة باسم اللبأ، هذا النوع من الحليب يفرز بكميات قليلة مقارنة مع كمية الحليب التي يتم إنتاجها خلال مراحل الرضاعة الطبيعية الأخرى.

اللبأ هو عبارة عن حليب لونه مائل للأصفر تكون كثافة أكبر من كثافة الحليب الطبيعي، يتميز بأنه يحتوي على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والبروتينات، لكنه يحتوي القليل من الدهون والسكريات. مهمة هذا الحليب الأساسية هي دعم جهاز المناعة عند الطفل الصغير، لأنه غني بالأجسام المضادة التي تمنح الرضيع القدرة على تجنب العدوى، خاصةً العدوى المعوية.

كمية اللبأ التي تنتجها المرأة

تتراوح كمية اللبأ التي تنتجها المرأة في اليوم بين 80 – 150 مل، قد تظن أنه هذه الكمية غير كافية، لكنها كافية إذا عرفت أن معدة الطفل المولود تبلغ سعتها 5 – 7 مل في اليوم الأول من العمر، ثم تصبح 22 – 27 مل في اليوم الثالث و 45 – 60 مل بعد أسبوع من الولادة.

من المهم أيضًا أن ننوه إلى أن نقص كمية الحليب سيحفز الرضيع على الالتصاق بالثدي ومصه أكثر، هذه العملية تؤدي بدورها إلى تحفيز إنتاج المزيد الحليب.

خلال المرحلة الأولى من الرضاعة، التي تستمر من 5 إلى 6 أيام، من الطبيعي أن يخسر الطفل حديثي الولادة حوالي 5 – 10٪ من وزنه، هذه الخسارة مرتبطة بالإجهاد الناجم عن الولادة وفقدان السوائل مع البراز والبول والعرق والتنفس.

خلال الأسبوع الأول، يغير اللبأ تركيبته تدريجياً، ثم يمر بمرحلة تستمر بين اليوم الخامس والعاشر، خلال هذه المرحلة، تزداد كمية الحليب الذي يتم إفرازه تدريجياً بينما تنخفض كمية البروتينات والأملاح المعدنية الموجودة فيه وتزداد كمية الدهون والكربوهيدرات.

كمية الحليب بعد المرحلة الأولى من الرضاعة

اعتبارًا من اليوم الخامس، تنتج الأم حوالي 480 مل من الحليب في اليوم، بينما بعد شهر واحد من الولادة، تنتج الأم بالمتوسط ​​750 مل من الحليب (570 – 900 مل). يتم تقسيم هذه الكمية على عدة مرات من الرضاعة يوميًا والتناوب في إرضاع الطفل من الثديين، بهذه الطريقة يحصل الطفل على الكمية التي يحتاجها من الحليب.

جدول ​​كمية الحليب التي تنتجها الأم خلال 24 ساعة 

عمر الطفلمتوسط ​​كمية الحليب التي تنتجها الأم خلال 24 ساعة      
1 – 5 أيام80 – 150 مل
5 – 30 يوم480 مل
1 – 3 أشهر570 – 900 مل
3 – 5 أشهر730 مل
5 – 7 أشهر720 – 900 مل
7 – 11 شهرًا875 مل (تلبي 93٪ من احتياجات الطفل من السعرات الحرارية)
11 – 16 شهرًا550 مل (تلبي 50٪ من احتياجات الطفل من السعرات الحرارية)

كيف تعرفين إذا كان طفلك يحصل على ما يكفي من الحليب

البكاء هو علامة متأخرة على الجوع. حين يشعر الطفل بالجوع، قد يحاول الاقتراب والإمساك بالثدي، مع ظهور أعراض أخرى مثل فتح الفم أو مص يديه أو تحريك العينين لتحت الجفن، قد يقوم أيضًا بإحداث ضوضاء للفت الانتباه، أو يحرك رأسه من جانب إلى آخر.

العلامات التي تدل على أن الطفل يحصل على كميات كافية من حليب الثدي أثناء الرضاعة هي:

  • يخلي البراز 3 مرات في اليوم بعد اليوم الأول.
  • إفرازات صفراء ومتكتلة من اليوم الخامس.
  • التبول (بول أصفر فاتح) 6 مرات على الأقل في اليوم اعتبارًا من اليوم 4.

العلامات التي تدل على أن الطفل ينمو بشكل جيد هي:

  • لا يفقد الوزن بعد اليوم الثالث.
  • يزيد وزنه حوالي 20 – 35 غرام في البوم اعتبارًا من اليوم الخامس.
  • يصبح وزنه كما كان عند الولادة في اليوم العاشر.

العلامات التي تظهر على أن الرضيع يأخذ كميات غير كافية من حليب الثدي أثناء الرضاعة هي:

  • زيادة وزنه أقل من 18 غرام في اليوم الواحد، أي أقل من 125 غرام في الأسبوع أو 500 غرام في الشهر.
  • يكون وزنه في اليوم الخامس عشر أقل من وزنه عند الولادة.
  • يتبول أقل من 6 مرات في اليوم، يكون البول ذو رائحة لاذعة ولونه أصفر داكن يميل إلى اللون البرتقالي.
  • البراز يكون جافًا.

بالإضافة إلى العلامات السابقة، يمكن للطفل حديث الولادة الذين يرضع رضاعة طبيعية غير كافية أن يبكي في كثير من الأحيان، ويبقى ممسكًا أو متعلقًا بالثدي لفترة طويلة، ويبدو لأنه يعاني من الخمول أو يصبح غير راضٍ على الرضاعة ويرفض الثديين.

متى يجب إعطاء الحليب الصناعي؟

دائمًا ما يشدد الأطباء على أهمية الرضاعة الطبيعية. إنها في الواقع عملية مهمة للغاية ليست فقط لنمو الطفل، بل أيضًا لتأسيس علاقة عاطفية بينه وبين الأم. لا ننسى أيضًا أن حليب الأم يحتوي بشكل طبيعي على جميع العناصر الغذائية المثالية للنمو الصحيح للطفل. لهذه الأسباب، توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإعطاء الأفضلية للرضاعة الطبيعية إذا كان ذلك ممكنًا. هذه نصيحة يقدمها متخصصون بارزون في هذا القطاع، بما في ذلك الأطباء والعلماء.

لكن لسوء الحظ، قد تجعل بعض الأسباب من غير الممكن دائمًا إرضاع الطفل من الثدي. مثل نقص إنتاج الحليب أو ظهور تشققات في الثديين تسبب الألم، في هذه الحالة، يمكن استخدام الحليب الصناعي المنتج والمصمم خصيصًا ليحل محل حليب الأم. كما يتم استخدام أنواع خاصة من الحليب الصناعي إذا كان الطفل يعاني من أمراض معينة مثل المغص أو الارتجاع المعدي المريئي أو مشاكل في النمو.

غالبًا ما تفكر الأمهات في إعطاء الطفل الحليب الصناعي عندما يواجهن بعض المشكلات في إرضاع الطفل. على وجه الخصوص، يؤدي البكاء المستمر والشعور بعدم وجود الحليب في الثدي وتمسك الطفل دائمًا بالثدي إلى قلق الوالدين لدرجة أنهما يضطران إلى اللجوء إلى الحليب الصناعي.

ومع ذلك، من الضروري الانتباه واتباع نصيحة طبيب الأطفال بعناية. الحالات التي يوصى فيها بإعطاء الحليب الصناعي إلى جانب الطبيعي للأطفال حديثي الولادة محددة ودقيقة للغاية، فيما يلي بعد الأمثلة:

  • لا يزيد وزن الطفل.
  • إدرار القليل من البول.
  • تأثر الصحة العامة للطفل.

ومع ذلك، تذكري أن طبيب الأطفال فقط هو المخول بالتوصية بشأن ما إذا كان من المناسب البدء في إضافة الحليب الصناعي، وذلك بعد إجراء اختبارات محددة وتقييم صحة الطفل.

كمية الحليب الصناعي التي يجب إعطاؤها للطفل

إذا قرر طبيب الأطفال إعطاء الحليب الصناعي للطفل، فهناك أسئلة جديدة، ما هو الحليب الذي يجب إعطائه للطفل؟ ما هي كميته؟ كيف ومتى يتم إعطاؤه؟

لا ينبغي أن ننسى أن الحليب هو المصدر الوحيد لتغذية الطفل خلال الأشهر الستة الأولى على الأقل من الحياة. الأطفال أيضًا حساسون بشكل خاص للتغيرات في النكهات. في الواقع، على الرغم من أن حليب الأطفال يتضمن تركيبة مماثلة لحليب الأم تقريبًا، إلا أنه لن يكون مطابقًا على الإطلاق، وقبل كل شيء لن يكون له نفس الطعم.

لإضافة الحليب، من الضروري إيلاء اهتمام خاص لما يلي:

نوع الحليب الصناعي: هناك العديد من العلامات التجارية في السوق، وهي متوفرة في شكل سائل ومسحوق.

كمية الحليب: تختلف حسب عمر ووزن الطفل. يتم تحديد الكمية بشكلٍ صحيح من قبل طبيب الأطفال.

في أي وقت من اليوم يعطى للطفل: إما لوحده أو مع الرضاعة الطبيعية.

كيفية إعطاءه: النقطة المهمة هي طريقة إعطاء الحليب الصناعي للمولود. في كثير من الحالات، لا ينصح باستخدام الزجاجة لأنها قد تربك الطفل. قد يؤدي ذلك إلى يرفض ثدي الأم. يوصى باستخدام القطارات أو حتى بالإصبع. إذا كنتِ تفضلين إعطاؤه الزجاجة، يفضل استخدام حلمة ناعمة.

لذلك يجب أن تتم إضافة الحليب بناءً على نصيحة طبي الأطفال ويجب أن تمتثل لبعض القواعد البسيطة ولكنها مهمة لضمان النمو الصحيح للطفل.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله