أسباب وأعراض عدوى طفيليات الأميبا وأهم طرق الوقاية

تُعرف طفيليات الأميبا بأنها الطفيليات وحيدة الخلية التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الأطعمة الملوثة التي يتناولها وتعيش في التجويف الهضمي وغالبًا في القولون أو الكبد. ويتواجد طفيل الأميبا أما بشكله النشط ويعرف بـ “التروفوزويت” أو بشكله الخامل المعروف بالأميبا المكيسة أو المتحوصلة.

تم اكتشاف عدوى الأميبا لأول مرة عام 1875 في أمريكا الجنوبية، حيث سجلت أول حالة بعد ذلك بنحو 15 عام عندما لوحظ إصابة طبيب سبق وعاش في بنما حيث تكثر الإصابات هناك بسبب تلوث الأطعمة.

كيف ينتقل طفيل الأميبا؟

أسباب وأعراض عدوى طفيليات الأميبا وأهم طرق الوقاية

لا تقتصر حياة طفيليات الأميبا ضمن تجويف الإنسان فقط بل يمكن أن تعيش بشكلها الخامل المتحوصل في البيئة الخارجية خارج جوف الإنسان لفترات طويلة تصل لعدة أشهر، بالنسبة لتواجدها في البيئة الخارجية فأنه يمكن أن تتواجد الطفيليات في براز الشخص المصاب أو التربة أو أي شيء ملوث ببراز شخص مصاب.

كذلك فأنه من الممكن تواجدها في معظم أصناف الأطعمة والمشروبات والمياه الملوثة بإفرازات شخص مصاب، أو على أيدي الأشخاص المصابين بهذا الطفيل. وبالتالي ينتقل إلى الأشخاص الأخرين عبر تناول أي من الأطعمة أو المشروبات أو المياه أو عبر لمس شخص يديه ملوثة بالطفيل أو لمس هذا الشخص للأطعمة والمشروبات.

بعد وصول الطفيل بشكله الخامل والمتكيس إلى القولون عقب تناول الشخص لهذا الطفيل مع الأطعمة، يخرج الطفيل من هذا الكيس المحيط فيه ويجتاز الغشاء المبطن المخاطي في القولون منتقلًا إلى أعضاء أخرى في جسم الإنسان مثل الكبد أو المعدة.

في حال وصول الطفيل إلى المعدة فمن المرجح إنه لا يكمل دورة حياته بسبب الحامض في المعدة الذي يؤدي إلى موته وبالتالي لا ينتقل بالعدوى إلى أشخاص أخرين.

أسباب عدوى طفيليات الأميبا

لا يمكن أن يصاب الأشخاص بالأميبا إلا بالعدوى، والعدوى تحصل بملامسة البراز لشخص مصاب أو في حال وجودها بالأطعمة أو المشروبات التي نتناولها في حال وصول طفيل الأميبا لهذه الأطعمة بطريقة ما.

يمكن أن ينتقل طفيل الأميبا من شخص لأخر عن طريق ممارسة الجنس الشرجي في حال كان أحد الطرفين مصاب بالطفيل أو عند ممارسة الجنس الفموي كذلك.

أعراض عدوى طفيليات الأميبا

غالبًا أعراض الإصابة بالأميبا بالكاد تظهر على المصاب وقد لا تظهر بتاتًا أي أعراض، حيث تقول الدراسات إن من 10 إلى 20% فقط من المصابين بهذا الطفيل تظهر عليهم أعراض الإصابة.

تشمل الأعراض التي قد تظهر آلام في البطن، مغص معدي، حركة غير طبيعية في الأمعاء، ليونة في البراز، بالإضافة لتشنجات وغثيان وفقدان شهية في بعض الحالات. في بعض الحالات المتقدمة قد يصاب الشخص بالحمى أو يظهر دم مع البراز.

في الحالات الأكثر تطورًا وعندما يصل الطفيل إلى بطانة الأمعاء يغدو الوضع أكثر خطورة، حيث يؤدي إلى إسهال مائي ودموي مزمن مترافق مع مغص وآلام شديدة في الأمعاء، وعند وصوله إلى مجرى الدم قد يتجاوز التجويف الهضمي ويصل لأعضاء أخرى في الجسم منها القلب والرئتين وحتى الدماغ منسابًا مع الدماء.

وصوله لهذه الأعضاء يؤدي إلى تلف في الأنسجة وخراجات وإنتانات مختلفة مؤديًا إلى الوفاة في حال تموضعه في الأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب والدماغ.

تشخيص الأميبا

أكثر مناطق انتشار طفيل الأميبا في الدول النامية والفقيرة التي تنعدم أو تنخفض فيها مستوى النظافة الشخصية والاهتمام بنظافة الأطعمة والمشروبات، إضافة إلى قرب مصادر المياه من مكبات النفايات وعدم نظافة مصادر المياه تلك. أما في الدول الغنية أو بلدان العالم المتحضر فأن انتشار الطفيل هذا يكون محدود جدًا وفي الغالب تكون مصادره من المهاجرين الذين وصلوا إلى الدول هذه من بلدان العالم النامي حيث ينتشر الطفيل.

لذلك فأن الطبيب عند محاولته تشخيص حالة المصاب وشكه بوجود عدوى طفيليات الأميبا فأنه يستفسر أولًا من المريض في حال سفره لمناطق نائية ينتشر فيها هذا الطفيل.

وقد يشمل التشخيص تحليل عينة من البراز للتأكد من وجود العدوى، وفي حالة التأكد من العدوى يقوم الطبيب بأجراء اختبار للكبد للتأكد من إن الطفيل لم يحدث أي أضرار للكبد، وفي حالات أخرى أكثر تطورًا يقوم الطبيب بالتأكد من عدم وصول العدوى إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين أو القلب وذلك عبر طلب صورة بالأشعة للمريض أو عبر أخذ خزعة لتحديد ذلك.

معالجة الأميبا

في الحالات العادية التي لا تكون فيه العدوى قد بلغت مستوى حرج يشمل العلاج بعض العقاقير الطبية أهمها الميترونيدازول مع بعض الأدوية الأخرى في حال شعور المصاب بآلام ومغص في البطن والأمعاء وذلك لتخفيف الألم. أما الميترونيدازول فقد يوصف لمدة زمنية تترواح بين 10 إلى 15 يوم بمعدل ثلاثة كبسولات يوميًا.

أما في الحالات التي تكون فيها العدوى قد وصلت لمستوى حرج وسببت أضرار للكبد والقولون أو الأمعاء فيقوم الطبيب بوصف أدوية لمعالجة التلف والضرر الحاصل إضافة لمواجهة الطفيليات المسببة لهذا الضرر.

في الحالات الأكثر ضررًا قد يتطلب الأمر عمل جراحي لمعالجة الضرر الحاصل، في حال التسبب بثقب في القولون مثلًا.

المضاعفات المحتملة للأميبا

في الغالب تكون المضاعفات التي تنتج عن الإصابة بالأميبا إسهال مع مغص وآلام في الأمعاء، وقد تسبب في بعض الحالات الحمى، في الحالات المتقدمة تحدث أضرار كما ذكرنا في الكبد والقولون وربما أعضاء أخرى في الجسم.

بشكل عام فأن الشفاء من عدوى الأميبا ليس بالأمر الصعب والعلاجات متوفرة بسهولة، وفي الحالات العادية لا يجب أن تتجاوز مدة المرض أكثر من عشرة أيام منذ بدء تناول العلاج.

كيف يمكن الوقاية من الأميبا؟

دائمًا ما يقال إن الوقاية خيرٌ من العلاج، لذلك فأن اتباع الأساليب والطرق الصحية للوقاية ليس فقط من عدوى الأميبا وإنما من أي مرض أو عدوى أو أي شكل من الفيروسات هو الأسلوب الأمثل لتجنب الأمراض والتأثيرات التي تسببها. وفيما يخص الوقاية من طفيليات الأميبا إليك هذه الخطوات لضمان السلامة منها

  • تجنب أي شكل من أشكال الأطعمة الغير نظيفة والغير واثق من نظافتها بما فيها مأكولات المطاعم والوجبات السريعة والأغذية المعلبة، كونها غالبًا ما تكون معدة من قبل أشخاص لا تهمهم نظافة أيديهم أثناء تحضير الطعام ولا حتى نظافة وتعقيم الطعام ذاته.
  • حافظ على النظافة الشخصية وأهمها غسل اليدين بعد استخدام الحمام وقبل الطعام وبعده، إضافة إلى العناية بنظافة الحمامات التي تستخدمها والأدوات التي توضع هناك.
  • تجنب مصادر المياه الملوثة والغير معقمة مثل المياه الموجودة في الطرقات على شكل سبيل أو التي تكون في متناول عدد كبير من الناس.
  • الصرف الصحي السليم من أهم الأشياء التي يجب الاهتمام بها للوقاية من عدوى الأميبا وغيرها من العدوى التي يسببها وسائل الصرف الغير جيدة.
  • اعتن بنظافة الخضار والفواكه وغسلها جيدًا قبل إعدادها وتقديمها للطعام.

إحصاءات حول الأميبا

والآن بعد أن تعرفنا إلى طفيليات الأميبا ودورة حياة الطفيل وطرق العدوى والانتشار ووسائل العلاج والوقاية لنلقي نظرة على بعض الإحصاءات المتعلقة بهذا المرض ومدى انتشاره حول العالم.

من الجدير بالذكر إن هذه العدوى من الممكن أن تحصل للكبار وللصغار على حد سواء وليس كما يشاع عند البعض بأنها تصيب الأطفال فقط، ولكن بحسب الأطباء فأن الأطفال هم أكثر عرضة للحصول على العدوى من الكبار في البيئات التي تنتشر فيها هذه الطفيليات.

تقول الإحصاءات إن السلالات المختلفة من طفيليات الأميبا تصيب حوالي 10% من سكان العالم، في مناطق معينة من العالم تصل نسبة انتشار العدوى لحوالي 50% مثل بعض دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا.

في الولايات المتحدة تصل نسبة انتشار العدوى لحوالي 4% وفي الغالب تكون بين المهاجرين من بلدان العالم الثالث الفقيرة حيث ينتشر هذا الطفيل بنسبة كبيرة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله