بحث عن مرحلة الشيخوخة ونصائح للتعامل معها

يمر الإنسان بمراحل عمرية من الطفولة حتى الشيخوخة، وبالوصول إلى مرحلة الشيخوخة تبدأ معالم الإنسان في التغير سواء في المظهر الخارجي للجسم، أو في الحالة النفسية والمعنوية، وكذلك الحالة الصحية للجسم.

في هذا المقال سوف نستعرض مرحلة الشيخوخة، وما تمر به من تغيرات في صحة الإنسان، ووظائفه الحيوية وحالته النفسية، وأهم المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الشخص المسن، وكيف يتم التعامل السليم مع الشخص المسن لمساعدته على تخطي تلك المرحلة بنجاح.

ما هي الشيخوخة؟

ما هي الشيخوخة؟

هي مرحلة عمرية تبدأ عندما يتجاوز الإنسان عمر الـ 65 عامًا، ولا مفر منها، وفيها تنحدر القدرات الوظيفية سواء البدنية أو العقلية للإنسان، ويبدأ التلف الحسي والحركي بالانتشار.

تختلف آراء بعض الناس عن المعنى الحقيقي للشيخوخة، هل هي مجرد الوصول إلى سن معين؟ أم هناك صفات عندما يكتسبها الفرد يكون قد وصل إلى مرحلة الشيخوخة.

أنواع الشيخوخة

هناك نوعان من الشيخوخة، الشيخوخة المرضية والشيخوخة الطبيعية، وتعتبر مرحلة الشيخوخة تغير فسيولوجي يطرأ على جسم الإنسان مثله كمثل باقي التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الفئات العمرية المختلفة من طفولة ومراهقة وغيرها.

وترى بعض الآراء أن الشيخوخة ما هي إلا تراكم لمجموعة من الآثار الضارة التي تحدث في جسم الإنسان، من تلف للأنسجة والخلايا، وقصور في وظائف الأعضاء وفي العمليات الحيوية في الجسم، وأمراض مزمنة وتغيرات نفسية حادة.

يمر الإنسان في مرحلة الشيخوخة بما يسمى بفك الارتباط الاجتماعي، بحيث يركز المسن اهتماماته على نفسه، ويصبح مشغولًا بنفسه نتيجة لما يحدث له من تغيرات نفسية في تلك المرحلة.

بعض المسنين يحاولون التغلب على فك الارتباط الاجتماعي، وبعضهم يستسلم له؛ مما يجعل حالته النفسية تسوء، ويصبح نشاطه مع الناس وتواصله مع الآخرين محدود.

ما هي التغيرات البيولوجية التي تحدث في مرحلة الشيخوخة؟

هناك عدة تغيرات بيولوجية تحدث في جسم الإنسان في تلك المرحلة كتجاعيد البشرة، والإصابة بالصلع، وتساقط الشعر والشيب، وضعف النظر وكثيرًا ما يصاب المسن بأمراض كالدوالي، ويصبح لون الجلد شاحبًا متجعدًا.

ما هي التغيرات البيولوجية التي تحدث في مرحلة الشيخوخة؟

الجهاز العضلي

وبالنسبة للجهاز العضلي للمسن، فتحدث تغيرات عليه مما يجعله أقل مرونة، وملئ بالتليفات العضلية، وكذلك الإبصار يحدث فيه العديد من التغيرات، من قصور في تمييز الألوان، وضعف الإبصار، وإصابة عدسة العين بالاصفرار.

حاسة السمع

وكذلك حاسة السمع، التي تبدأ في التناقص وخاصة في الإناث، ويكون تناقص السمع أشد في الأذن اليسرى منه في الأذن اليمنى، ليس هذا فحسب، بل يحدث أيضًا ضعف في باقي الحواس من تذوق، وشم، ولمس.

صوت الأشخاص

ويتغير صوت الشخص قليلًا فيصبح أقل قوة، وأكثر بطئًا بسبب تناقص مرونة الغضاريف في الحنجرة؛ مما يؤدي إلى حدوث توقف أثناء الحديث، كما تصاب الكلى ببعض الضمور، واضطرابات في الأوعية الدموية مما يؤثر على وظيفتها.

أمراض قد تصيب الأشخاص في مرحلة الشيخوخة

وتوجد علاقة طردية بين تقدم السن، والأمراض الخاصة بالتمثيل الغذائي للدهون، مما يجعل المسن عرضة أكثر لأمراض تصلب الشرايين، وتراكم الدهون في الأوعية الدموية.

ويصاب الإنسان في مرحلة الشيخوخة بالإمساك نتيجة بطء حركة الأمعاء وضعف وظائفها، ونقص بعض العناصر الغذائية والفيتامينات، وقلة ممارسة الرياضة، كذلك يتأثر نشاط الغدة الدرقية بالسن فيقل معدل إفرازها للهرمونات؛ مما يؤثر بشكل كبير على عمليات التمثيل الغذائي.

ويعاني معظم المسنين في مرحلة الشيخوخة بأمراض السكر، حيث ترتفع نسبة السكر في الدم، وذلك بسبب نقص إفراز الأنسولين من البنكرياس، حيث تقل حساسية بعض خلايا البنكرياس مع مرور العمر.

كذلك فإن ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع بين المسنين، وقد يؤدي إلى تلف الشرايين، وفي حالة الضغط المنخفض قد يقل مستوى الدم الذي يصل لتغذية المخ؛ مما يؤدي إلى اضطرابات ذهنية، وكذلك الغدد الجنسية والتي يكون لها النصيب الأكبر في التغيرات البيولوجية.

إيقاع ضربات القلب يصبح غير منتظم، ويصبح أقل في عدد الضربات، وتزيد نسبة الإصابة بالجلطة الدموية بسبب تراكم ترسبات الدهون في الأوعية الدموية، وتتراكم أملاح الكالسيوم في جدار الأوعية الدموية، فيؤثر ذلك على مرونتها.

بالنسبة للجهاز التنفسي المعدل الطبيعي للتنفس يتراوح ما بين 15 إلى 18 مرة في الدقيقة، ويتناقص ذلك المعدل في سن الشيخوخة؛ مما يؤدي إلى نقص مستوى الأكسجين في الدم، وتأثر خلايا المخ بذلك.

الحياة الجنسية في مرحلة الشيخوخة

تبدأ الوظائف الجنسية في التناقص بعد سن الأربعين أو الخمسين بالنسبة للرجل، أما بالنسبة للأنثى فيحدث ذلك التناقص بعد انقطاع الدورة الشهرية، والدخول في سن اليأس.

في مرحلة البلوغ تبدأ غدة البروستاتة في النمو إلى أن تصل إلى حجم ثابت في سن العشرين، ثم تستمر في ذلك الحجم إلى أن يصل الرجل إلى سن الأربعين أو الخمسين، فتبدأ أثناء ذلك في التدهور الوظيفي، وقد تصاب بالتضخم نتيجة عدوى مزمنة، أو سرطان غدة البروستاتة الشائع في تلك المرحلة.

بالنسبة للإناث يبدأ سن اليأس بانقطاع الدورة الشهرية، وتوقف عملية التبويض نتيجة استهلاك المبيضين، وتصاحب تلك الفترة العديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية في المرأة.

أثبتت العديد من الدراسات أن الحفاظ على حياة جنسية نشيطة وصحية في مرحلة الشباب ومرحلة وسط العمر؛ يساهم في الحفاظ على الحياة الجنسية في مرحلة الشيخوخة، وهناك عدة عوامل تتسبب في تناقص النشاط الجنسي وهي:

  • تدهور الحياة الصحية، وعدم الاهتمام بالرعاية.
  • كثرة الانشغالات بالعمل، والأمور الاقتصادية.
  • تناول الطعام الشراب بشراهة؛ مما يزيد من وزن جسم الإنسان ويعمل على تراكم الدهون.
  • كثرة الملل والإحساس بالفشل الدائم، والخوف منه.

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تنظيم الوظائف الحيوية في جسم الإنسان فهناك هرمونات لتنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، وهرمونات لتنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم، وهرمونات خاصة بالتمثيل الغذائي، وهرمونات لتعديل الماء في الجسم.

أي خلل وظيفي في مستوى أي هرمون في الجسم؛ يؤثر بشكل كبير على عملية النمو، فمثلًا الغدة النخامية تفرز هرمونات تسيطر وتنظم العديد من الهرمونات في الجسم، وباستئصال الغدة النخامية يتوقف النمو الجنسي للإنسان.

تؤدي التدريبات الرياضية البدنية إلى تحسن العديد من الوظائف الحيوية مثل الدورة الدموية، والتنفس، ومقاومة الأمراض وأثبتت الدراسات أن أفضل طريقة لتجنب النوبات القلبية في المسنين، هي ممارسة الرياضة، وتجنب التدخين والاهتمام بالتغذية الصحية السليمة.

العوامل النفسية والاجتماعية في مرحلة الشيخوخة

يتعرض الإنسان لكثير من التغيرات النفسية والاجتماعية في تلك المرحلة، ويسود المزاج الاكتئابي، والقلق، والوسواس والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، والإصابة باضطرابات النوم والأرق، وقد يؤدي الاكتئاب إلى أفكار انتحارية.

وعدم ذهاب المسن المصاب بتلك التغيرات النفسية إلى طبيب نفسي معالج، وإهمال حالته يجعل الحالة تزيد سوءًا، وقد يؤثر الاكتئاب على الحالة البدنية؛ فيزيد من معدل الإصابة بالنوبات القلبية.

وبالرغم من الضغوط النفسية والأمراض العضوية، إلا أن المسن يستطيع التغلب على تلك المشاكل، والقدرة على ممارسة حياة سعيدة مليئة بالتفاؤل والإرادة والإصرار.

الأمراض الخاصة بمرحلة الشيخوخة

مرض الزهايمر Alzheimer

مرض الزهايمر Alzheimer

تصاب النساء بنسبة أكبر من الرجال بمرض الزهايمر، ويكون متوسط العمر للإصابة بالمرض من 40 إلى 60 عامًا ومن أهم علاماته:

  • فقدان في الذاكرة، حيث ينسى المريض أحداث كاملة بتفاصيلها.
  • حيرة وهذيان وهلوسة.
  • إيجاد صعوبة في فهم الكلمات.
  • هزال في نشاط المريض، وإهمال نفسه وتغير شخصيته، فيصاب بالاكتئاب، والعصبية، وحدة الطباع.
  • الافتقاد إلى الوعي بالزمان والمكان، كأن يضل الطريق مثلًا، ولا يستطيع الذهاب إلى مكان معين، كان معتادًا على الذهاب إليه من قبل.
  • ممارسة نشاط غير هادف ومضطرب، وصدور بعض التصرفات الغريبة، كوضع فرشاة الأسنان في الثلاجة مثلًا، ووضع الطعام في الدولاب.
  • سلوكيات متكررة لا طائل منها، كأن يعمد المريض إلى ترتيب الأشياء الخاصة به في أكوام، ثم يقوم بفكها باستمرار.
  • إعادة كلمات أو جمل تعلمها المريض في طفولته بسبب فقدان ذاكرته الحديثة.
  • عدم القدرة على معرفة أسماء أقاربه.

عند ملاحظة أعراض الزهايمر على الشخص المسن، لابد من استشارة الطبيب، وكلما كانت الاستشارة مبكرة كلما زاد ذلك من فرص علاج وتخفيف أعراض المرض.

صحيح انه لا يوجد علاج يقضي على الزهايمر، ولكن تُجرى العديد من الأبحاث على أدوية، تخفف أعراض الزهايمر وتمنع تقدم الحالة.

مرض هشاشة العظام

مرض هشاشة العظام

تحتوي العظام على عناصر الكالسيوم والفسفور، اللذان يزيدان من كثافة العظام وقوتها، ومرض هشاشة العظام هو ضعف يصيب العظام ويجعلها هشة قابلة للكسر.

وفي السيدات في سن اليأس بعد الأربعين يكون سبب هشاشة العظام، نقص هرمون الأستروجين في الجسم، حيث يعمل هذا الهرمون على دمج الكالسيوم في العظام، وعندما يقل مستوى الكالسيوم في الدم تقل كثافة العظام.

من أعراض هشاشة العظام عند المسنين:

  • آلام وتشوهات في العظام.
  • آلام في فقرات الظهر؛ نتيجة نقص كثافة العظام في الفقرات.
  • عدم تحمل الإصابات البسيطة، وقد تؤدي إلى ضمور في الفقرات الظهرية الضعيفة، ويكون مصاحبًا بآلام شديدة تزيد أثناء الوقوف.
  • حدث التهاب في العضلات، وانحناء في العمود الفقري.
  • حدوث كسر في عظام الحوض عند التعرض للسقوط، بسبب ضعف العظام وهشاشتها.

مرض سلس البول

يعاني الكثير في مرحلة الشيخوخة من مشكلة سلس البول، وهي عدم القدرة على التحكم في البول، وخاصة مع العطس أو السعال أو الضحك أو رفع الأشياء وغيرها.

وتسبب تلك المشكلة أثار نفسية سيئة جدًا على المسن، حيث يشعر بعدم القدرة على التحكم في جسمه، وتكمن المشكلة في التغيرات الحادثة في الجهاز البولي؛ نتيجة تقدم السن، وعدم قدرة الجهاز البولي على الإغلاق الكامل مما يتسبب في سلس البول.

وهناك عدة أنواع لسلس البول وهي:
  • سلس الضغط: وهو ينتج نتيجة زيادة الضغط في تجويف البطن؛ نتيجة السعال أو العطس أو حمل أشياء ثقيلة.
  • السلس الطارئ: وهو يحدث نتيجة خلل في عضلة البروستاتة في الرجل، وهنا لا تكمن المشكلة في عضلة التحكم فهي سليمة تمامًا، وإنما تكمن في زيادة نشاط المثانة، ولذلك تزداد عدد مرات التبول في اليوم.
  • السلس المركب: وهو دمج للنوعين السابقين معًا.
  • السلس الاحتباسي: ويحدث نتيجة زيادة الضغط على المثانة بعد امتلائها بالبول، وعدم القدرة على تفريغها بسبب وجود ورم أو ضيق في عنق المثانة، أو تضخم في غدة البروستاتا، فيتسبب ذلك في تبول لا إرادي.
  • سلس الإصابة: وهو يحدث نتيجة الإصابة بحادث، كجلطة المخ أو إصابة العمود الفقري.
  • سلس عارض: وهو سلس غير دائم وإنما يكون مؤقتًا نتيجة الإمساك الشديد، وقلة الحركة، أو عرض جانبي لدواء معين يتناوله الشخص.

يمكن علاج سلس البول بتمرينات رياضية يواظب عليها المسن، كأن ينام الشخص على ظهره، ويجعل ساقيه مفتوحتين، ثم يحاول أن يقبض عضلات الحوض والمثانة، كأنه يمنع نزول البول ويستمر في الانقباض حوالي 3-5 ثواني، ثم يستريح 6 ثواني، ويكرر التمرين وهكذا.

كما يمكن تدريب المريض على التحكم في البول أثناء عملية التبول، بأن يحاول وقف نزول البول، ثم استمرار نزوله ثم وقفه وهكذا حتى يستطيع التحكم في البول شيئًا فشيئًا.

مشكلة ضعف السمع

مشكلة ضعف السمع

يعاني الكثير من المسنين من مشاكل ضعف السمع، وعدم القدرة على سماع الكلام؛ مما يُحدث مشكلة في التواصل مع الأهل والأصدقاء والمشاركة في الحياة المجتمعية؛ فيصاب المسن بالاكتئاب.

كيف تعرف أنك مصاب بضعف السمع؟

هناك عدة أعراض تظهر عند المسن المصاب بضعف السمع مثل:

  • صعوبة سماع الصوت في الهاتف.
  • صعوبة مشاركة الحديث مع شخص ما.
  • طلب تكرار الكلام الذي لم يستطيع الشخص سماعه.
  • رغبة الشخص في الجلوس بالقرب من مصدر الصوت لصعوبة سماع الكلام عند بعد.
  • صعوبة سماع المحاضرات.
  • الشعور بطنين في الأذن يشبه صوت الرنين.

مشكلة ضعف النظر في الشيخوخة

مشكلة ضعف النظر في الشيخوخة

هناك مسمى يطلق على ضعف النظر في مرحلة الشيخوخة وهو “بصر الشيخوخة”، ففي سن الشيخوخة أي بعد الأربعين عامًا يصبح الشخص غير قادر على القراءة والتركيز من قرب، ويضطر أن يضع الكتاب عن بعد ليستطيع قراءته.

هناك عدة أعراض لضعف النظر عند المسنين وهي:

  • إيجاد صعوبة في قراءة الكتابة الصغيرة.
  • الشكوى من الصداع المتكرر.
  • إجهاد العين.
  • ظهور هالات وغبش في نطاق الرؤية.
  • زيادة الحساسية للضوء والتوهج.

سبب طول النظر الذي يحدث في مرحلة الشيخوخة، هو تصلب عدسة العين، وقلة مرونتها فلا تستطيع التركيز على الأشياء القريبة، ويضطر المسن إلى إبعاد الأشياء بعض الشيء ليستطيع رؤيتها بوضوح.

مشكلة جفاف العين

هناك مشكلة أخرى تصيب المسنين في مرحلة الشيخوخة، وهي مشكلة جفاف العين، وتشمل أعراضها:

  • الشعور بحرقان في العين وزيادة إفراز الدموع.
  • صعوبة الرؤية بوضوح وتشويش الرؤية.
  • الشعور بإحساس الوخز في العين.
  • قد يؤدي الجفاف إلى مشكلة كبيرة وهي تلف قرنية العين.

أما مشكلة إعتام عدسة العين، فهي أيضًا من المشاكل التي تحدث في سن اليأس ومرحلة الشيخوخة، وتقدم العمر، ويكون بسبب تلف عدسة العين؛ فيؤدي ذلك إلى صعوبة الرؤية بوضوح.

يرى المريض بإعتام العين الألوان كأنها صفراء شاحبة غير نقية، ويصعب عليه التمييز بين اللون الأزرق واللون الأخضر، وتزيد حساسيته للضوء والتوهج، وتغييم الرؤية وعدم وضوحها بشكل نقي.

ويمكن علاج أعراض إعتام العين بواسطة استخدام عدسة مكبرة، أو استخدام ضوء ساطع يسهل رؤية الحروف والقراءة بشكل أسهل، وتجنب القيادة في الظلام؛ حتى لا يصاب المريض بحادث مروري نتيجة عدم وضوح الرؤية.

مرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء

مرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء.

هي في الحقيقة ليست مرضًا واحدًا، وإنما مجموعة من الأمراض تنتج من زيادة الضغط بداخل مقلة العين، مما يؤدي إلى إتلاف العصب البصري المسئول عن نقل الصورة من شبكية العين إلى الدماغ.

وجود السوائل داخل العين يعمل على ترطيبها، والتدفق المستمر للسائل يعمل على تغذية عدسة العين والقرنية، ومعادلة الضغط بداخل مقلة العين، لذا عند انسداد نظام التصريف الطبيعي في العين؛ يتراكم السائل مما يزيد من الضغط داخل العين.

أنواع الجلوكوما:
  • الجلوكوما مفتوحة الزاوية open angle glaucoma

هي أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا، وفيها تكون زاوية التصريف مفتوحة وتكمن المشكلة في بطء تصريف السائل، مما يؤدي إلى احتباسه، وتراكم الضغط بشكل تدريجي.

  • الجلوكوما مغلقة الزاوية close angle glaucoma

وهي أقل شيوعًا من النوع الأول، وفيها تكون زاوية الصرف مغلقة، مما يؤدي على احتباس السائل، وزيادة ضغط العين، وقد يحدث الانغلاق بصورة مفاجئة، أو بطريقة تدريجية مزمنة.

  • الجلوكوما الثانوية secondary glaucoma

وهي تنتج بسبب مرض في العين، أو حادث ما أدي إلى صدمة العين، وقد تكون الجلوكوما ناتجة من أدوية معينة، أو تشوهات خلقية، أو كتعقيدات لجراحة العين.

  • الجلوكوما الخلقية congenital glaucoma

ويكون نتيجة عيب وتشوه خلقي يولد به الطفل، وتؤدي إلى إتلاف العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين في الطفل، مما قد يؤدي إلى فقدان النظر إذا لم يتم علاج المشكلة سريعًا.

  • الجلوكوما الصبغية pigmentary glaucoma

وتحدث نتيجة تراكم حبيبات صبغية في قناة تصريف سائل العين، مما يؤدي إلى صعوبة تصريف السائل وتراكمه وارتفاع الضغط بداخل مقلة العين.

  • الجلوكوما منخفضة الضغط Normal tension glaucoma

وهو نوع غريب من الجلوكوما حيث تكون فيه قناة الصرف طبيعية، ويتم تصريف السائل بشكل طبيعي، ولكن يحدث تلف في العصب البصري، وقد يكون التلف ناتج عن انسداد الشرايين؛ مما يقلل من كمية الدم التي تصل لتغذية العصب البصري.

أعراض الجلوكوما:
  • ظهور هالات في مجال الرؤية.
  • صداع متكرر.
  • آلام في العين.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • احمرار وإجهاد العين.

مرض شلل الرعاش

هو مرض عصبي يصاب به كبار السن في مرحلة الشيخوخة، ويُعتبر من أكثر المشاكل الشائعة عند المسنين، وفيه يفقد المريض القدرة على التحكم في الحركة، وتهتز أطرافه بدون تحكم.

يحدث نتيجة تلف جزء معين من المخ المسئول عن إفراز مادة الدوبامين، التي تنظم حركة جسم الإنسان، ولم يتوصل العلماء إلى أسباب محددة لنقص إفراز مادة الدوبامين، وقد يكون بسبب عوامل وراثية وتقدم العمر.

أعراض شلل الرعاش:
  • حدوث ارتجاف في أطراف الجسم كاليدين والساق والفك والوجه.
  • تصلب الأطراف وصعوبة الحركة.
  • بطء في معدلات الحركة.
  • عدم القدرة على التحكم في توازن الجسم عند الوقوف.
  • إصابة الشخص باضطراب القدرات العقلية والخرف.
  • صعوبة في تغيير نغمة الصوت، ويصبح الصوت ذا نغمة واحدة.
  • طريقة مشي غير طبيعية مصاحبة بانحناءة للأمام، وصعوبة التحكم في التوازن.
  • التأثير على عضلات العين مما يؤثر على حركة إغماض العين، وقد يسبب التهاب العين، وجفاف العينين.

هناك عدة مضاعفات لشلل الرعاش تؤثر على أعضاء الجسم المختلفة مثل:

  • صعوبة في حركة البلع ومضغ الطعام؛ مما قد يعرض المريض لخطر الشرقة.
  • سلس البول من المضاعفات الناتجة عن شلل الرعاش، حيث يصاب المريض بتبول لا إرادي نتيجة عدم القدرة على التحكم في عضلات التبول.
  • إصابة المريض بالبواسير والإمساك؛ نتيجة بطء حركة الأمعاء.
  • الاكتئاب والقلق النفسي نتيجة الإصابة بشلل الرعاش، وتقل ثقة المسن بنفسه، ويميل إلى العزلة عن الناس.
  • إصابة المريض بمشاكل الضعف الجنسي؛ نتيجة عدة عوامل نفسية وبدنية، تسبب نقص الرغبة الجنسية للمريض.

توصيات ونصائح في مرحلة الشيخوخة:

توصيات ونصائح في مرحلة الشيخوخة

  • فتح الأندية التي يشارك فيها المسنون، ويقضون فيها أوقاتهم، مع تواجد متخصصين رياضيين واجتماعيين؛ لمناقشة مشاكل المسنين وتشجيعهم على ممارسة الرياضة.
  • وضع برامج إرشادية وعلاجية لتوعية المسنين بمرحلة الشيخوخة، وما يصاحبها من تغييرات فسيولوجية وبيولوجية ونفسية في الجسم، وكيفية التعامل معها بشكل سليم.
  • توعية الآباء والأبناء بطرق التعامل السليم مع المسنين؛ لتخطي المشاكل النفسية والاجتماعية، وعلاج الأمراض المختلفة.
  • تنمية مواهب المسنين المتقاعدين على العمل، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
  • توعية الزوجة على مشاركة زوجها المسن، ومعاونته على تخطيط حياته بعد التقاعد، وخاصة إذا كانت الزوجة أصغر سنًا من الزوج.
  • توعية الأبناء الذين يسكنون بعيدًا عن آبائهم المسنين، برعاية آبائهم وزيارتهم المتكررة، ومتابعة مشاكلهم الاجتماعية والنفسية.
  • توعية المؤسسات التي كان يعمل بها المسنين على التواصل المستمر معهم بعد التقاعد، وجعل المسن يشعر بأن المجتمع لم ينسى أفضاله وما بذله من جهود في حياته وعمله.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله