الشلل النصفي حالة مرضية أو عجز دائم .. هنا تعرف لكل شيء عنه

الشلل النصفي حالة مرضية دائمة نتيجة خلل أو حادثة ما تصيب الدماغ، ويغدو الشخص على أثرها عاجز عن تحريك أحد نصفي جسمه بشكل كامل أو جزئي، وقد يترافق ذلك مع أعراض أخرى من قبيل اضطرابات سلوكية وذهنية، خلل في بعض المناطق من الدماغ المسؤولة عن وظائف معينة مثل التعليم مثلًا أو النطق.

ويمكن أن يحصل الشلل النصفي لأي من جزئي الجسم الأيمن أو الأيسر ذلك يعتمد على الجهة من الدماغ التي حصل فيها الخلل. عادة الخلل في جزء الدماغ الأيمن يسبب الشلل في النصف الأيسر من الجسم، والخلل في الجزء الأيسر من الدماغ يسبب الشلل في الجزء الأيمن من الجسم.

أسباب الشلل النصفي

الشلل النصفي

يمكن أن يحصل الشلل النصفي لكافة الأفراد من الجنسين بما في ذلك صغار السن، إذ يمكن أن يحصل للأطفال قبل خلال أو بعد الولادة ويسمى حينها الشلل النصفي الخلقي، أو في حال حصل في مراحل لاحقة من حياة الشخص ونتيجة إصابة أو حالة ما عندها يسمى الشلل النصفي المكتسب.

وتشير الإحصائيات إن الشلل النصفي يعاني منه نحو شخص من بين كل 1000 شخص، وتكون النسبة الأكبر من الإصابات خلقية نحو 80% منها أما الـ 20% من الحالات الأخرى فهي مكتسبة.

أما بالنسبة للأسباب فأن أسباب الشلل الخلقي غير معروفة على وجه الدقة، وغالبًا لا يتم اكتشاف الحالة إلا في فترة متأخرة من الطفولة ويكون عبر الوالدين بعد ملاحظة بعض الاضطرابات الجسدية والسلوكية لدى طفلهم.

ولا يعرف العلماء حتى الآن على وجه الدقة متى يحصل الشلل، هل يحصل للجنين خلال الحمل أو عند الولادة أو في مراحل أخرى، بعض الآراء الطبية ترجع الأمر إلى زواج الأقارب مشيرة إلى ازدياد ظهور هذه الحالات في المجتمعات التي تكثر فيها هذا النوع من الزيجات، ولكن هذا ليس رأي نهائي في الموضوع ولا يوجد إجماع طبي عليه.

أما بالنسبة للشلل النصفي عند البالغين فهو يحصل نتيجة إصابة للدماغ والسبب الأبرز والأكثر شيوعًا لهذه الحالات هو الجلطة الدماغية، بالإضافة إلى أسباب أخرى أقل حدوثًا مثل إصابة أو حادث بالرأس أو عدوى ما.

كذلك من الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا التي قد تسبب الشلل النصفي التصلب المتعدد، أمراض العمود الفقري، أورام في الدماغ، وبعض الالتهابات وأمراض المناعة الذاتية.

أعراض الشلل النصفي وتأثيراته

أبرز الأعراض وأكثرها تأثيرًا على الفرد المصاب هو حالة العجز والذي قد يكون كلي أو جزئي أو قد يقتصر الأمر على مجرد ضعف في الجانب من الجسم المصاب بحالة الشلل، الضعف أو فقدان القدرة على التحكم بالجانب تشمل عضلات الوجه واللسان والأطراف بشكل كلي أو جزئي كما قلنا.

وبحسب الأسباب التي أدت إلى الشلل النصفي يمكن أن تشمل الحالة أعراض أخرى مثل

  • فقدان القدرة على التوازن (موازنة الجسم).
  • قد يواجه الشخص صعوبة في المشي.
  • مشاكل في حركة اليدين تظهر على شكل صعوبة في مسك والتقاط الأشياء.
  • صعوبة التركيز في الحركة.
  • ضعف وأعياء في العضلات.
  • ضعف في التنسيق والموازنة بين حركات عضلات الجسم المختلفة كما الأشخاص الطبيعيين.
  • الاعتماد على جانب من الجسم أكثر من الأخر.
  • قد يفقد الشخص قدرته على التحكم بعضلات الجهاز الهضمي مثل الأمعاء والمثانة وما ينتج عن ذلك من مشاكل مثل التبول اللاإرادي.

التشخيص

إذا كان المصاب يشتكي من أي من الأعراض السابق ذكرها فهذا يعني من الضروري زيارة الطبيب، الطبيب سيقوم بفحص سريري وربما مخبري أيضًا للشخص وفحص فيزيائي للجسم عمومًا يشمل ردود الفعل التي يصدرها الجسم نتيجة العوامل المختلفة من حوله اختبار العوامل الحسية ومرونة العضلات وأطراف الجسم.

وبناء على تلك العوامل يتم تحديد إذا ما كان الشخص يعاني من أي أعراض للشلل النصفي، أو ربما الأعراض التي تظهر عليه هي نتيجة بعض التعب والوهن في العضلات وأطراف الجسم. خاصة إنه كما قلنا القسم الأكبر من حالات الشلل النصفي لدى البالغين تكون نتيجة الجلطة الدماغية وبالتالي تحصل بشكل مفاجئ في الكثير من الحالات.

علاج الشلل النصفي

الشلل النصفي حالة مرضية أو عجز دائم .. هنا تعرف لكل شيء عنه

من الصعب القول بعلاج الشلل النصفي لأنه ليس من الحالات المرضية التي يمكن علاجها تمامًا، خاصة إذا ما كانت نسبة العجز لدى الشخص في أحد جانبي الجسم كبيرة، وكان فاقد للسيطرة على أجزاء عدة من عضلات أحد أطرافه.

وإنما يكون الهدف من العلاج هو التقليل من أثار الشلل قدر الإمكان وتمكين الشخص من متابعة حياته بأكبر قدر ممكن من القدرات الحركية والجسمية في نفس الوقت، والتقليل من اعتماده على الأخرين في أموره حياته اليومية والشخصية.

وغالبًا المسارات العلاجية التي يتم العمل عليها لمرضى هذه الحالات تحتاج إلى فترات طويلة من الوقت وتكون على شكل علاج طويل الأمد، وهي تكون علاجات سلوكية ووظيفية وفيزيولوجية أكثر منها علاجات دوائية.

إذ تشمل البرامج العلاجية التي يمكن أن تحدد للمريض التحفيز الكهربائي لأجزاء من الأطراف والعضلات التي تعاني من صعوبة أو عجز في الحركة، ومن شأن هذا النوع من التحفيز أن يرمم قدرة العضلات على الاستجابة للتأثيرات الداخلية والخارجية المختلفة.

اقرأ أيضًا: علاج الشلل النصفي ببرامج التأهيل وما تتضمنه من خيارات علاجية

يمكن أن تشمل البرامج العلاجية أو برامج إعادة التأهيل كما تسمى لأنها تساعد المرضى من حيث إعادة تأهيل قدراتهم وقواهم التي فقدوها بفعل الشلل، يمكن أن تشمل علاجات سلوكية مثل تمارين التحفيز الذهني التي تعمل على محاولة إعادة النشاط إلى الأجزاء التي تضررت من الدماغ وتمكينها من إعادة إصدار الأوامر إلى العضلات.

في بعض الحالات ولدى بعض المرضى قد تشمل البرامج العلاجية للشلل النصفي مساعدة المريض وتمكينه من التكيف مع حالته الصحية والوضع الذي يعاني منه، وذلك عبر تمكينه من القيام بأمور حياته الخاصة بشكل مستقل وبمعزل عن الآخرين.

طبعًا هذا يحصل بشكل خاص في الحالات التي لا يجدي معها أي من شكل العلاجات، ودائمًا ما يكون هناك أدوات ومعدات مساعدة لهذه الحالات مثل الكراسي الكهربائية المتحركة والمشايات والعصي المخصصة لمرضى الاحتياجات الخاصة وما إلى ذلك من المعدات التي من شأنها أن تسهل حياة هذه الفئة من الناس.

هذا كان كل ما يخص الشلل النصفي من حيث الإصابة والأسباب والتأثيرات والأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص، بالإضافة إلى التشخيص وطرق العلاج المتاحة لهذه الحالات. في حال لديك أية استفسارات أخرى حول هذا الموضوع أخبرنا عنها في التعليقات، ويمكنك مشاركة المقال مع الآخرين لنشر الفائدة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله