معلومات عن التسويق الإلكتروني .. تاريخه وأدواته وعناصره

التسويق الإلكتروني أحد المجالات التي صارت تستخدم ويشار لها على نطاق واسع في مختلف الميادين والقطاعات، وذلك بسبب الاهتمام غير المسبوق بالتسويق من مختلف المؤسسات والشركات والقطاعات التجارية نتيجة المنافسة العالية في الأسواق.

وبالتالي صار من الضروري على كل مؤسسة تريد النجاح أن تولي قدر كاف من الأهمية لأنشطتها التجارية في سبيل استهداف العملاء والمهتمين وجذب المزيد منهم إليها، للمزيد من المبيعات وبالتالي مزيد من الأرباح.

ما هو التسويق الإلكتروني؟

من الصعب شرح مفهوم التسويق الإلكتروني دون أن نعرف ما هو التسويق أولًا، التسويق بشكل عام هو مختلف الأنشطة التي يكون الهدف من وراءها التسويق لمنتج أو خدمة أو مؤسسة أو جهة.

معلومات عن التسويق الإلكتروني

ويمكن أن تكون هذه الأنشطة إعلانات تلفزيونية وإذاعية وطرقية، إعلانات في الصحف والمجلات، الإشارة إلى المنتج أو الاسم التجاري في الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أو حتى المعارض والمؤتمرات يمكن أن تكون أنشطة تسويقية.

أما التسويق الإلكتروني فهو الشكل من الأنشطة والجهود التسويقية التي تنفذ عبر الأجهزة والأدوات الإلكترونية وأهمها الإنترنت بالدرجة الأولى ومختلف الأدوات والبرامج والتطبيقات التي تعتمد عليه، مثل منصات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل النصية.

وبات التسويق الإلكتروني اليوم يتفرع إلى العديد من الأقسام تبعًا للأدوات التي يستخدمها والأشكال من الأنشطة الإلكترونية المتاحة كما سنعرف في السطور التالية من هذا المقال.

معلومات عن التسويق الإلكتروني

يُرجع البعض تاريخ التسويق الإلكتروني إلى ثمانينيات القرن الماضي مع بدايات ظهور الحواسيب الشخصية، حيث بدأ استخدام الحواسيب وقتها لتدوين معلومات الزبائن وتفاصيل عمليات البيع.

ثم لاحقًا مع بداية التسعينات ظهر مصطلح التسويق الإلكتروني، ليظهر في العام 1993 أول شريط إعلاني في الويب، ومن بعدها بدأ يتطور الإنترنت بشكل سريع وضخم لتبدأ محركات البحث بالظهور، في العام 1994 ظهرت شركة ياهو الغنية عن التعريف، وفي ذات الوقت تم تسجيل أول نشاط تجارة إلكترونية آنذاك.

ومن بعد ذلك بدأ يتطور الإنترنت وتظهر تقنيات وتختفي أخرى، ومعها يتطور مجال التسويق الإلكتروني، على الرغم من إنه حتى بدايات القرن الواحد والعشرين لم يأخذ هذا المصطلح أبعاد واضحة ولم يستخدم مجال التسويق الإلكتروني على نطاق واسع.

في العام 2002 بدأ ظهور الشبكات الاجتماعية، حيث ظهرت لينكدإن، ثم لاحقًا ماي سبيس وورد بريس ومن ثم فيسبوك في العام 2004 وخدمات الدردشة من مايكروسوفت وياهو، ومنذ وقتها بدأ يتسع مجال التسويق الإلكتروني مع تزايد أعداد مستخدمي الأنترنت وزيادة الاعتماد عليه بشكل كبير.

معلومات عن التسويق الإلكتروني .. تاريخه وأدواته وعناصره

حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه اليوم حيث يتفرع التسويق الإلكتروني إلى أقسام عدة نتعرف عليها في التالي:

التسويق الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي

واحد من أبرز أشكال التسويق الإلكتروني الذي يستخدم اليوم، وفي مختلف المجالات الصناعية والخدمية على اختلافها، وحتى يستخدم في الأغراض الثقافية والسياسية كما في الانتخابات والدعايات السياسية.

وواحد من أبرز أشكال التسويق الإلكتروني وأكثرها فعالية ربما، كونه يتيح للمعلن الوصول إلى الفئات المستهدفة تمامًا وبشكل دقيق بفضل ما تملكه الشبكات الاجتماعية تلك من معلومات عن المستخدمين يمكّنها من توجيه الإعلان إلى الشخص الملائم تمامًا لطبيعة هذا الإعلان وما يحتويه.

وبالتالي تمكن الشبكات الاجتماعية المعلنين من الوصول إلى الجمهور الصحيح تمامًا الذي يهمهم ويحقق غاياتهم التسويقية والدعائية وما يتطلعون له من وراء ذلك.

التسويق الإلكتروني عبر محركات البحث

وهو الشكل من التسويق الذي يركز على الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة أو المؤسسة أو الجهة التي تود التسويق لنفسها أو لخدماتها أو منتجاتها. ويتم ذلك عبر تسهيل وصول الزوار من محركات البحث إلى الموقع الإلكتروني، ومن ثم العمل على لفت انتباه هؤلاء الزوار وإثارة اهتمامهم بما تقدمه الجهة، وذلك في سبيل تحويل هؤلاء الزوار إلى زبائن وعملاء.

التسويق عبر محركات البحث أقل انتشارًا واستخدامًا من التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من الأسباب، فضلًا عن إنه يحتاج للمزيد من الوقت والجهد لبدء تحقيق نتائج. ولكن برغم ذلك يزداد الاعتماد عليه تدريجيًا ويومًا بعد يوم كونه يركز على القنوات الأساسية الخاصة بالجهة وليس على صفحات على منصات التواصل الاجتماعي.

التسويق عبر البريد الإلكتروني

كان البريد الإلكتروني من أوائل الأدوات التي استخدمت في التسويق الإلكتروني، ولكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وتطبيقات المراسلة الفورية تراجع استخدامه لصالح هذه التقنيات الأحدث، ولم يعد اليوم يستخدم إلا على نطاق ضيق ضمن مجال التسويق الإلكتروني.

ولكن برغم قلة استخدامه، تشير الكثير من الإحصائيات بأنه واحد من الأدوات الأكثر فعالية حتى اليوم بالمقارنة مع منصات التواصل الاجتماعي، فهو – أي البريد الإلكتروني – يتيح الوصول بشكل مباشر إلى صندوق الرسائل الخاص بالعميل، ويفتح قناة تواصل دائمة معه وبشكل مجاني.

على عكس مواقع السوشال ميديا التي لم يعد من السهل الوصول إلى العملاء عن طريقها بدون دفع المزيد من التكاليف وجهود كبيرة لجذب المستهلكين عن طريقها.

عناصر التسويق الإلكتروني

وتعرف أيضًا باسم عناصر المزيج التسويقي، وهي مجموعة من العناصر التي يستخدمها المسوقون في أي مؤسسة أو شركة أو جهة في سبيل الترويج للمنتج أو مجموعة المنتجات أو الخدمة أو مجموعة الخدمات التي تقدمها تلك الجهة.

وكانت سابقًا هذه أربعة عناصر يتألف منها المزيج التسويقي ويرمز لها بـ 4P’s، ولكن مع التقدم والتطور الذي شهده مجال التسويق ارتفع عدد عناصر المزيج التسويقي لتصل إلى سبعة عناصر 7P’s سنتعرف لها في التالي:

المنتج

وهو المنتج الذي سيتم التسويق له في السوق، قد يكون منتج مادي ملموس مثل هاتف ذكي، ساعة، أو علبة شوكولا، أو قد يكون المنتج خدمة، مثل بوليصة التأمين، ترجمة الأوراق الرسمية، أو خدمات الإنترنت.

باختصار المنتج هو الشيء الذي يحتاجه الناس وبالتالي تقدمه الشركة إلى السوق بهدف إشباع حاجة أو رغبة عند الناس، والتسويق لهذا المنتج بناء على ذلك.

المكان

وهو السوق الذي سيتم فيه عرض المنتج، هو نقاط البيع، المتاجر، الموزعون، وسطاء البيع أو أي من الجهات اللذين يقومون بإيصال المنتج أو الخدمة إلى المستهلكين أينما تواجدوا.

الترويج

ويشمل الأنشطة التسويقية التي يكون الهدف منها الترويج للمنتج أو الخدمة، وإعلام المستهلكين فيها وبمزاياها وما تتمتع فيه من مواصفات وخصائص تشبع احتياجاتهم أو رغباتهم، وبالتالي إثارة اهتمام الجمهور تجاه هذا المنتج أو الخدمة.

السعر

وهو سعر المنتج أو الخدمة التي نقوم بالتسويق لها، ويشمل هذا العنصر دراسة مختلف العوامل ذات الصلة بموضوع تسعير الخدمة أو المنتج، ودراسة السوق والاقتصاد المحلي والمستهلك والمنافسين بغرض تحديد السعر الأنسب والأفضل.

هذه هي العناصر الأربعة الأساسية 4P’s التي كانت في البداية، قبل أن يضاف لها ثلاث عناصر أخرى هي التالية.

اقرأ أيضًا: كيفية التسويق الإلكتروني بفعالية؟ 10 طرق لتسويق إلكتروني ذكي

الأفراد

وهم الأشخاص اللذين يقومون بكامل العملية التسويقية للمنتج أو الخدمة، أهمية هذا العنصر تأتي من كون الأفراد اللذين يقومون بعملية التسويق هم على احتكاك مباشر بالعميل والسوق وبالتالي هم أقدر على فهم احتياجات العميل ومتطلباته من الدراسات والأبحاث السوقية.

العملية

وهو النظام الذي تعمل ضمنه الشركة بدءًا من إنتاج المنتج إلى نقله وتوزيعه وتسويقه وإشهاره وإيصاله للمستهلك. من الضروري أن تسير هذه العملية بسلاسة ومرونة، مع ضمان أقل التكاليف وأكثر الخطوات كفاءة وفعالية في العملية التسويقية.

الدليل المادي

وهذا العنصر باختصار يشمل كل الأدلة المادية التي على صلة بالمنتج والجهة المنتجة، بما في ذلك الشركة وهويتها المكانية والمادية الملموسة، شكل المنتج وطرق توزيعه وحتى تغليفه، الألية التي يتم فيها إيصال المنتج للزبون، الهوية البصرية، طريقة التعامل مع الزبائن وخدمة العملاء وغير ذلك من الأمور المادية الملموسة التي تعطي انطباع للمستهلك عن جودة الخدمة أو المنتج.

هذه كانت عناصر المزيج التسويقي السبعة تعرفنا إلى كل منها بالتفصيل وماذا يغطي كل عنصر بالإضافة إلى ما اطلعنا إليه حول معلومات عن التسويق الإلكتروني وتعريفه وما يتضمنه والأشكال منه.

للمزيد عن التسويق الإلكتروني:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله