بحث عن التسويق الإلكتروني ودوره في نجاح المشاريع الناشئة

وأنت تقرأ هذا المقال بالتأكيد يظهر لك إعلان في مكان ما على شاشة الجهاز الذي تستخدمه لقراءة هذه الصفحة، وعلى الصفحة السابقة كذلك قبل أن تصل إلى هذا المقال فأنك على الأرجح شاهدت إعلان أو أكثر أيضًا، وبعد مغادرتك لهذه الصفحة ستتعرض لكم لا بأس به من الإعلانات.

إحصائية منذ عام 2007 تشير إلى أن الشخص العادي يتعرض يوميًا إلى نحو 5000 إعلان، هذا منذ عام 2007 أي أكثر من عشر سنوات، ماذا عن اليوم برأيك؟ ربما تضاعف الرقم مرات عدة.

اعذرني، كنت أود أن ابحث عن إحصائية جديدة بتاريخ أحدث من العام 2007 ولكن وأنا ابحث تعثرت بالكثير من الإعلانات التي مرت أمامي، ولم أُعد احتمل المزيد منها فتركت البحث واكتفيت بإحصائية قديمة.

لماذا التسويق الإلكتروني؟

اليوم التسويق الإلكتروني لم يعاد خيار يمكن للشركة أو المشروع التجاري صغير كان أو كبير الاختيار بينه وبين أشكال أخرى من التسويق، بل صار ضرورة على كل نشاط تجاري أيً كان تخصصه ومجال عمله أن يستخدم هذا الشكل من التسويق، حتى لو قرر استخدام التسويق التقليدي أو أشكال أخرى فأن التسويق الإلكتروني لا بد أن يكون حاضر في أي استراتيجية تسويق وترويج.

وإلا فأن المشروع بدون هذا الشكل من التسويق سيبقى غائب عن معظم الجمهور من مستهلكين وعملاء، قلة فقط أو ربما لا أحد سيسمع فيه وبما يقدمه من خدمات، لن يكون بمقدار الناس التعرف إليه لأن الحياة اليوم صارت بشكل أساسي على الإنترنت وما هو غائب عن هذا العالم الافتراضي لن يكون حاضر في ذهن العملاء حتى لو كان موجود في الواقع.

قد يعتقد البعض بأني أبالغ في كلامي هذا، ولكن في الحقيقة من يعمل في هذا المجال وحتى من يمتلك نشاط تجاري ما مهما كان محدود وصغير سيعرف مدى صحة هذا الكلام. اليوم الناس حياتهم مرتبطة بالإنترنت أكثر من أي وقت مضى وكل شيء يخطر في بالهم سيذهبون إلى الإنترنت للتعرف إليه قبل البحث عنه في الواقع.

وبالتالي الشيء الذي لن يكون موجود على الإنترنت لن يكون له أي وجود في ذهن الناس من عملاء ومستهلكين. كل هذا ولم نذكر بعد المزايا الموجودة في التسويق الإلكتروني والتي تفتقدها كل الأشكال الأخرى من التسويق التقليدي وغير الإلكتروني.

مزايا التسويق الإلكتروني

إليك هنا نظرة سريعة على أهم المزايا في التسويق الإلكتروني:

• الكل يعرف التكاليف الباهظة التي يمكن أن يدفعها المشروع بمقابل إعلان واحد على إحدى المحطات التليفزيونية، في حين إنه بذات التكلفة أو أقل يمكنك إنشاء حملة تسويق كاملة على السوشال ميديا وبضمان تحقيق نتائج أفضل بكثير.
• التسويق الإلكتروني وبفضل تكاليفه القليلة يساعد المشاريع الصغيرة على التسويق لنفسها حتى في ظل وجود منافسين كبار، نظرًا لقلة التكاليف واعتماده على الأبداع بدرجة أكبر.
• العوائد من التسويق الإلكتروني دائمًا ما تكون أفضل، فعن طريق الكثير من الخصائص وأدوات التحليل والتدقيق والمتابعة يمكن للمشروع استهداف الجمهور الصحيح تمامًا والعملاء المحتملين، الأمر غير الموجود في التسويق التقليدي، إذ لا يمكنك استهداف فئة محددة من الناس فقط عن طريق إعلان تلفزيوني ولكن يمكن عن طريق فيديو على السوشال ميديا.
• بسبب اعتماد الناس بشكل كبير على الإنترنت، فأن الإعلانات ستكون دائمًا قريبة منهم وأمامهم من خلال الهواتف والأجهزة الذكية التي يستخدمونها طوال الوقت، مما يزيد من التفاعل مع الإعلان.
• بمجرد تأسيس العلامة التجارية والعمل عليها بعض الشيء في حضورها عبر الإنترنت ستتحول العملية التسويقية إلى شيء تلقائي مع الوقت، وبالتالي هذا يساعد مدراء التسويق والمبيعات في التركيز أكثر على الاستراتيجيات وتحسينها وتطويرها كذلك لتحقيق نتائج أفضل.

بحث عن التسويق الإلكتروني .. ما هو؟

بعد أن تعرفنا إلى أهمية التسويق الإلكتروني وضرورته، لنتعمق أكثر في هذا المجال ونعرف ما هو هذا الشكل من التسويق؟ كيف يستخدم؟ وما هي الأدوات التي تجعل منه عصب الاقتصاد والمحرك فيه؟

لا يوجد تعريف واضح محدد ومتعارف أو متفق عليه للتسويق الإلكتروني، هناك العديد من التعاريف والنظريات التي تتطرق له وتعرفه بشكل أو آخر، ولكن بشكل عام فأن كل التعاريف الموجودة تصب في ذات الاتجاه.

مختصر هذه التعاريف كلها يقول إن التسويق الإلكتروني هو مجمل الأنشطة والعمليات التي تتم عبر الإنترنت وكل أدواته، بغرض الترويج للمنتج أو الخدمة أو المشروع أو الشركة أو النشاط التجاري أو حتى غير التجاري وتعريف الأخرين فيه من خلال الإنترنت. هذا هو تعريف التسويق الإلكتروني.

أدواته

باختصار فأن أدوات التسويق الإلكتروني تشمل كل شيء متواجد على الإنترنت، قد يبدو لك هذا شيء غريب إن لم تكن على اطلاع كافي بهذا المجال، ولكن في الحقيقة هذه هي أدوات التسويق الإلكتروني الذي يعتمد على استخدام كل ما هو متاح في الإنترنت للتسويق والترويج.

السوشال ميديا

أبرز الأدوات المستخدمة في التسويق الإلكتروني وواحد من أكثر الأدوات فعالية، باستخدام منصات السوشال ميديا مثل الفيسبوك وتويتر وسناب شات وانستغرام ويوتيوب وغيرها من باقي منصات السوشال ميديا يمكن التسويق لأي منتج أو خدمة أو مشروع.

يمكنك استهداف فئات مختلفة ومحددة بدقة من الناس وفق العديد من التصنيفات مثل العمر والجنس أو مكان الإقامة أو الاهتمامات أو غير ذلك. الأمر الذي يعزز من فعالية الإعلان أو الحملة التسويقية ويمكّن أصحاب الأعمال من استهداف الجمهور الصحيح تمامًا لتحقيق أفضل النتائج.

محركات البحث

إذا كان الكثيرين لا يعرفون من محركات البحث غير غوغل فهذه مشكلتهم، هناك العديد من محركات البحث التي تستخدم في التسويق كذلك شأنها شأن منصات التواصل الاجتماعي، صحيح إننا في منطقتنا العربية لا نستخدم غير غوغل ولكن في العالم هناك عدد لا بأس به من أمثال غوغل.

لا تقل المزايا التي يوفرها غوغل وغيره من محركات البحث للمسوقين عن تلك الموجودة في السوشال ميديا، إذ يمكن إنشاء الحملات التسويقية والتحكم فيها بدرجة عالية من حيث الاستهداف للجمهور وتحويل الزيارات إلى الموقع أو المتجر، والترويج للعلامات التجارية سواء داخل المواقع من خلال الدفع مقابل النقرة أو من خلال صفحات ونتائج البحث.

هذا بالإضافة إلى ما بات يعرف بالسيو، أو تهيئة الموقع لمحركات البحث، والذي يعني إعداد وتهيئة الموقع والمحتوى فيه ليظهر في محركات البحث عندما يقوم المستخدمون بالبحث عن موضوع معين.

الإيميل

على الرغم من إنه صار من الأدوات القديمة بعض الشيء في التسويق الإلكتروني، ولكنه ما زال يستخدم في بعض المجالات والجوانب ويحقق نتائج لا بأس بها، يمكنك الاستفسار عن فعاليته من أشخاص ما زالوا يستخدمونه وستعرف أهميته.

الموقع الإلكتروني

الموقع الإلكتروني من أساسيات التسويق عبر الإنترنت وبدونه من الصعب تحقيق النجاح في أي من الخطوات بهذا الشكل من التسويق والترويج.

تخيل إنك تنوي البدء بنشاط تجاري على الأرض، أول شيء ستفكر فيه هو مكان لنشاطك التجاري الذي تنوي إطلاقه، الموقع الإلكتروني هو ذات الشيء بالنسبة للتسويق، هو المكان الذي سيتعرف إليك الناس من خلاله، يتعرفون إلى نشاطك، خدماتك، منتجاتك، وجودك، بعد أن تقوم بعرض كل ما يتعلق بك في الموقع.

تطبيقات الموبايل

على الرغم من إن الكثيرين لا يعتبرون وجود تطبيق للهواتف الذكية أمر ضروري للنجاح في التسويق، وهذا صحيح، ولكن هذا لا ينفي – إن توافر – كونه واحد من وسائل التسويق الجيدة. إن رغبت باستخدام هذه الأداة فكر في الأمر جيدًا وتأكد إن كان نشاطك الذي تسوق له يحتاج لوجود تطبيق للهواتف الذكية أم لا.

هذا كانت أهم وأبرز وسائل التسويق الإلكتروني وأكثرها استخدامًا اليوم. الآن لننتقل ونتعرف على جوانب أخر من التسويق الإلكتروني.

Inbound Marketing

مع بدايات ظهور العصر الرقمي وعصر الإنترنت وما يحتويه من وسائل وأدوات، ظهر شخص يدعى براين هاليجن مع اثنين من شركائه بمصطلح جديد لم يكن معروف سابقًا هو Inbound Marketing، هؤلاء الثلاثة الأشخاص هو مؤسسوا Hubspot الجهة الرائدة في مجال التسويق الإلكتروني اليوم على مستوى العالم.

وهو نظرية جديدة في التسويق على عكس التسويق بشكله التقليدي Outbound Marketing الذي كان يعتمد على التسويق عبر الهاتف والمكالمات مع العملاء، والتسويق عبر زيارة المستهلكين والتسويق الإذاعي والتلفزيوني عبر عرض المنتج بشكل مباشر أمام الجمهور.

أما النظرية الجديدة Inbound Marketing، فهي تعتمد على بناء علاقة قوية دائمة ومستمرة مع الزبائن والعملاء والجمهور على اختلاف فئاته بهدف زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتعزيز وجودها في ذهن الجمهور، وحضورها في السوق وبين المنافسين بعيدًا عن المبالغة في التركيز على المنتجات أو الخدمات الأساسية.

وإنما يتم ذلك من خلال تقديم محتوى قيّم ومفيد للجمهور يتمحور حول العلامة التجارية وتخصصها والخدمات أو المنتجات التي تقدمها بشكل مباشر وغير مباشر. يكون هذا المحتوى على شكل منشورات للسوشال ميديا وفيديوهات وانفوغراف ومقالات وتدوينات على الموقع الإلكتروني وتفاعل مباشر مع العملاء من خلال الإيميل وقنوات التواصل الاجتماعي.

بالإضافة لذلك يركز الـ Inbound Marketing على خلق تجربة مستخدم مميزة وفريدة للعملاء تضمن الولاء الكامل من قبلهم للعلامة التجارية بمرور الوقت، وذلك عبر خدمة العملاء وقنوات التسويق الإلكتروني المختلفة، وجودة الخدمات أو المنتجات المقدمة، ولا ننسى جودة المحتوى الذي يقدم عبر قنوات التسويق الإلكتروني المختلفة والذي يعد عصب عملية التسويق بحسب الـ Inbound Marketing.

ويمكنني القول الآن إن معظم عمليات التسويق التي تراها اليوم أمامك هي قائمة بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه النظرية في التسويق، حيث تعد الأشهر والأكثر انتشارًا واستخدامًا، خاصة في عصر الإنترنت حيث أن المستخدم غارق بفيض من المعلومات حوله، وبالتالي كل علامة تجارية ترغب بجذب اهتمام المستخدمين عبر تقديم أفضل شكل من المحتوى من معلومات لهم في مقابل باقي المنافسين.

كيف يعمل التسويق الإلكتروني؟

أتمنى ألا تكون مثل الكثيرين ممن يعتقد إن التسويق الإلكتروني موضوع بسيط ويمكن لأي كان العمل عليه وتحقيق نتائج، هذه الفئات من الناس لا تتجاوز بالتأكيد معرفتها بالتسويق الإلكتروني حدود منشورات الفيسبوك وتغريدات تويتر وصور على انستغرام، دون أدنى معرفة ودراية بأساليب التسويق واستراتيجيته والخطط التسويقية القائمة على أهداف المشروع ورؤيته ووضع الجمهور والمنافسين.

التسويق الإلكتروني يبدأ بالعمل أولًا على استراتيجية المشروع، استراتيجية المشروع وليس استراتيجية التسويق، هذه الأخيرة تأتي لاحقًا بعد استراتيجية المشروع.

استراتيجية المشروع من مسؤولية الإدارة العليا، حيث تقوم بوضعها بناءً على رؤيتها للمشروع وما تريد تحقيقه وما تسعى له من أهداف ونتائج، يمكن أن تحتوي استراتيجية المشروع أرقام وبيانات وتحليلات للسوق والمنافسين والجمهور، وإمكانيات المشروع كذلك والميزانية والرؤية والتوجه العام خلال المرحلة القادمة، طبعًا هذا من مهام الإدارة العليا وليس من مهامك كمسؤول تسويق في المشروع ولكن قد تحتاج الإدارة مساعدتك لوضع الاستراتيجية.

بعد وضع الاستراتيجية العامة للمشروع يأتي دور مسؤول أو فريق التسويق ليضع استراتيجية التسويق بناء على استراتيجية المشروع السابقة الذكر، حيث تعتمد الأهداف التسويقية على ما تريد الإدارة العليا تحقيقه وما تتطلع له من مبيعات وترويج للعلامة التجارية والميزانية التسويقية وغيره من الأمور التي ذكرت في الاستراتيجية العامة للتسويق.

استراتيجية التسويق يجب أن تحتوي على الكثير من التفاصيل، أولًا يجب أن تكون على قسمين التسويق الإلكتروني والتسويق التقليدي إذا كان المشروع يستخدم التسويق بشكله التقليدي طبعًا. نحن هنا بصدد الحديث عن استراتيجية التسويق الإلكتروني.

أبرز الأمور التي يجب أن تتضمنها استراتيجية التسويق الإلكتروني

الأهداف

هنا يجب توضيح أهداف التسويق، ما الذي تسعى لتحقيقه من التسويق الذي ستقوم به، النتائج التي ستتوصل لها في نهاية الأمر والوقت اللازم لإنجاز كل منها، والمقاييس التي يمكن من خلالها قياس تلك النتائج.

الجمهور

هنا يتضح من هو الجمهور الذي سيتم استهدافه، يجب تقسيم الجمهور إلى فئات محددة وواضحة بحسب طبيعة جمهور المشروع، ما هي المنصات التي يستخدمها وأين يتواجد وكيفية الوصول إلى تلك الفئات، هل هم جمهور جديد للمشروع أم هم زبائن حاليين وتفاعلون مع المشروع باستمرار.

المحتوى

“المحتوى هو الملك” وهو عصب التسويق الإلكتروني والعنصر الأهم فيه كما وضحنا في حديثنا عن الـ Inbound Marketing، يجب توضيح أشكال المحتوى التي سيتم اعتمادها واستخدامها، نوعية المحتوى، الأفكار العامة التي سيدور حولها، علاقة هذا المحتوى باهتمامات الجمهور، وهل سيكون محتوى نصي، انفوغراف، فيديوهات، محتوى تفاعلي، قصص أو غير ذلك، كل هذا يجب توضيحه في قسم المحتوى من استراتيجية التسويق الإلكتروني.

القنوات التسويقية

ما هي القنوات التي ستقوم بتوصيل المحتوى إلى الجمهور من خلالها، باعتبارنا نتحدث عن التسويق الإلكتروني فهي على الأغلب وسائل التواصل الاجتماعي التي يتواجد فيها جمهورك، الموقع الإلكتروني، الإيميل، محركات البحث وما إلى ذلك من الأدوات عبر الإنترنت، ليس بالضرورة استخدام كل هذه الأدوات وإنما تلك التي يستخدمها جمهورك فقط.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتضمن هذا القسم، معدل النشر على تلك القنوات بشكل يومي وأسبوعي وشهري، والوقت الأفضل للنشر في كل قناة من هذه، أي باختصار هنا توضح عملية نشر المحتوى على قنوات التسويق الإلكتروني المختلفة.

هذه هي الأقسام الرئيسية التي يجب أن تتضمنها أي استراتيجية تسويق إلكتروني، ولكن ليس بالضرورة أن تقتصر على هذه الأقسام بل يمكن الإضافة لها أو الحذف منها بحسب ما تقتضي الاستراتيجية العامة للتسويق وللمشروع ككل.

التسويق الإلكتروني ودوره في نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة

والآن بعد أن تعرفنا إلى التسويق الإلكتروني من خلال هذا المقال بحث عن التسويق الإلكتروني والاطلاع على هذا المجال عن قرب وما يحتويه من أقسام وفروع وأدواته واستخداماته وآلية عمله، لنلقي نظرة سريعة على أهميته بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

إن كنت تتساءل لماذا المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحديدًا إليك الإجابة، هذا الأشكال من المشاريع هي أكثر ما يحتاج أصحابها والقائمون عليها إلى التسويق الإلكتروني، هذه الأشكال من المشاريع إن لم تنجح سيكون مصيرها الفشل والتسويق الجيد هو العامل الأهم للنجاح.

كذلك فأن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة دائمًا ما يقللون من أهمية التسويق الإلكتروني، فتجدهم مثلًا يقللون من الميزانية المخصصة للتسويق، بعضهم يهمل هذا الجانب بشكل كلي، أخرين ينفذون الأنشطة التسويقية بأنفسهم على الرغم من افتقادهم للخبرة الكافية بذلك، وبالتالي يفشلون في تحقيق أي من أهدافهم في التسويق.

لذلك سنركز في حديثنا هنا على المشاريع الصغيرة والمتوسطة. أما بالنسبة للمشاريع الكبيرة فالإدارات فيها على دراية كافية بأهمية التسويق الجيد لأنشطتها، ودائمًا ما تتمكن من تحقيق نتائج ممتازة بهذا الشأن بفضل قدرتها على فعل ذلك عبر تخصيص ميزانيات كبيرة للتسويق الإلكتروني وجذب أفضل المتخصصين في هذا المجال.

إليك فوائد التسويق الإلكتروني لمشروعك الصغير أو المتوسط

يعزز من حضور علامتك التجارية بين المنافسين

في أي مجال يعمل به مشروعك سيكون هناك منافسين، وعليك منافستهم للحصول على أكبر حصة من السوق والعملاء، خاصة في حال كان منافسيك مشاريع كبيرة وأنت مل زالت جهة ناشئة.

هنا يتعين عليك استخدام التسويق الإلكتروني لإثبات نفسك وحضورك بين المنافسين الأخرين، بالتالي يمكنك استغلال المزايا التنافسية لديك، استغلال نقاط الضعف عند منافسيك للظهور وتعزيز تواجد علامتك التجارية أمام العملاء.

تكاليف تسويق أقل

في حال كنت لا تنوي استخدام التسويق الإلكتروني في نشاطك التجاري، ما هو الخيار البديل لديك؟ هل ستستخدم التسويق التقليدي بالإذاعة والتلفزيون والإعلانات الطرقية مثلًا، هذا سيكلفك الكثير بمقابل التسويق الإلكتروني ذو التكاليف القليلة فضلًا عن النتائج الأفضل التي ستتوصل لها.

كسب ثقة العملاء

من خلال التواصل المستمر مع جمهور مشروعك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتقديم محتوى جيد من خلال هذه القنوات، وعبر التفاعل المستمر والدائم مع الجمهور ستكسب ثقة عملاءك وولاءهم بمرور الوقت.

بناء السمعة

كما الأمر مع ثقة العملاء، بالتواجد الدائم على المنصات التي يستخدمها الجمهور سواء في وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني ومن خلال الإيميلات التي ترسل لهم باستمرار، ستتمكن بمرور الوقت من بناء العلامة التجارية الخاصة وبناء السمعة الجيدة لها في المجال والوسط الذي يعمل فيه مشروعك.

كيف تسوق لمشروعك الناشئ؟

بصراحة لا يوجد وصفة سحرية يمكنني تقديمها لك حتى تنجح بالتسويق لمشروعك الصغير أو المتوسط أي كان، الشكل أو الاستراتيجية الصحيحة للتسويق الإلكتروني الخاصة بمشروعك تعتمد على الكثير من العوامل التي تخص مشروعك أو النشاط الذي تعمل عليه.

بالتالي لكل مشروع الخصائص والعوامل التسويقية الخاصة به والتي تعتمد على الوضع الحالي للمشروع، وضعه بين المنافسين، الأهداف التي يتطلع لها، الرؤية الخاصة به، وجمهور العملاء والمستهلكين الذي ينوي استهدافهم.

أول نصيحة يمكنني تقديمها لك، هو في حال كنت لا تجيد التسويق الإلكتروني بحكم إنه ليس تخصصك أو ليس لديك خلفية كافية فيه فأنه من الأفضل توظيف مسؤول تسويق إلكتروني.

ليس بالضرورة التعاون مع وكالة تسويق رقمي أو توظيف فريق كامل من المسوقين، يمكن توظيف شخص واحد كمسؤول تسويق إلكتروني محترف بعمله يمكنه تنفيذ كافة الأنشطة التسويقية الضرورية لمشروعك.

فبعد أن قرأت هذا المقال بالتأكيد صار لديك خلفية كافية عن التسويق الإلكتروني وكافة العوامل المؤثرة فيه وجوانبه، ويمكنك بالتعاون مع متخصص وضع استراتيجية تسويق إلكتروني كاملة تمكنك من تنفيذ الأنشطة التسويقية التي يحتاجها مشروعك.

كذلك إن كنت تعمل على مشروع ناشئ من الضروري أن تعرف إنه لا داعي لاستخدام كل وسائل وأدوات التسويق الإلكتروني المتاحة أمامك، فهذا سيكلفك الكثير من الوقت والجهد والمال.

بل من الأفضل التركيز على الأدوات والوسائل التي تعرف إنها ستفيد مشروعك، ركز على القنوات التسويقية التي تعرف إن الجمهور الذي تنوي استهدافه متواجد عليها، إن كنت تستهدف رجال الأعمال مثلًا ركز على شبكة لينكد إن، إن كان مشروعك على صلة بالألبسة والموضة فأن جمهورك في الغالب متواجد على انستغرام.

كذلك من الضروري أن تعرف إن عصر تسويق المنتجات بشكل مباشر انتهى، لا يوجد اليوم جهة يمكن أن تنجح عبر إغراق قنواتها التسويقية بصور لمنتجاتها أو خدماتها وما تقدمه، لذلك تحدثنا عن الـ Inbound marketing وركزنا فيه على أهمية المحتوى الذي يقدم للجمهور، وإنه هو أساس العملية التسويقية.

لنكون بذلك عرفنا أهم الأمور التي يجب عليك التركيز فيها عند التسويق لمشروعك الخاص، وكيف يجب أن تعمل وفق استراتيجية التسويق الإلكتروني الملائمة لنشاطك التجاري الذي.

كان هذا بعد أن اطلعنا على كل ما يخص التسويق الإلكتروني وتعريفه وأدواته وعناصره والقنوات التسويقية فيه وكيفية عمله والاستراتيجيات المتبعة، من خلال هذا المقال بحث عن التسويق الإلكتروني ودوره في نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة.