يستجيب الدماغ للأفكار ليس فقط نتيجة كونها منطقية أو عميقة أو ذات تأثير قوي، هناك شيء خفي فالعقل اللاواعي يلعب الدور الأكبر هنا ويقوم بمعالجة عدد لا نهائي من البيانات حتى الاقتناع بأمر ما، وهذا ما تقوم عليه طرق الإقناع والتأثير بحيث يكون بإمكانك التأثير وإقناع من تريد بما تريد.
ما هي طرق الإقناع والتأثير هذه؟ وكيف يمكن لها أن تكون بهذه الفاعلية على الدماغ؟ وماذا عن أسلوب تطبيقها؟ في حال كنت مهتم بامتلاك مثل هذه القدرة إليك هذه الطرق والأساليب بالتفصيل بحيث يمكنك إتقانها، وتحديد فيما إذا كان هنا أي شخص يقوم بتطبيقها عليك.
15 – جعل الشيء الذي تود إقناع الآخرين به شيء مألوف
لماذا يميل الأشخاص لشراء المنتجات التي تملك حملات إعلانية كبيرة؟ لماذا يعتقدون أنها الأفضل على الرغم من وجود منتجات قد تكون بالفعل أفضل ولكن إعلاناتها لا تظهر بشكل كبير؟ “لأن الدماغ يميل لتصديق الأشياء المألوفة بالنسبة له”، فالمنتجات الأولى أصبحت مألوفة جدًا لدى الناس، بينما باقي المنتجات على عكس ذلك.
وبالنسبة لـ طرق الإقناع والتأثير فعليك أن تجعل ما تود إقناع الآخرين به أمر مألوف إلى حد ما، كأن تتحدث عنه أكثر من مرة تبرز الإيجابيات التي يتمتع بها ولكن بدون أن تحاول إقناعهم، ومن ثم وبعد تكرار ذلك يصبح هذا الأمر مألوف ومن السهل الاقتناع به.
14 – لا تحاول تحطيم ما يرغب به … بل أثبت إمكانية تحقيقه
“أنت على خطأ تمامًا وعليك الاقتناع بأن هذا الأمر هو الصحيح – للأسف لا يمكنك تحقيق هذه الرغبة – من الصعب عليك الوصول إلى هنا وتحقيقه …”
ابتعد أميال وأميال عن مثل هذا الأسلوب بحيث تسبب الإحباط للشخص أمامك وتظهر أن اقتناعه بأفكارك والأمور التي تطلبها أمر لا جدوى منه ولا فائدة ترجى، على العكس تمامًا عليك إظهار إمكانية أن يحقق اقتناعه وقيامه بالأمر الذي توده كل ما يرغب ويريد، ولكن عليك أن تكون منطقي وواقع بحيث لا تفقد المصداقية.
13 – لأن … بسبب … هذا نتيجة لـ … المهم وجود هذا التبرير
“من الأفضل أن تقوم بذلك لأن…. – عليك اختيار ذلك نظرًا للأسباب التالية…. – عليك اختيار هذا الأمر بسبب كونه…. – أحتاج منك المساعدة في أمر ما لأنني…. …”.
بغض النظر عن الشيء، وبغض النظر عن التبرير الذي ستقدمه (ولكن يفضل أن يكون تبرير منطقي) سوف يرتفع احتمال اقتناع الآخرين بأفكارك وتقديم المساعدة لك في حال استخدام هذه الصيغ عدة أضعاف عن اقتناعهم بنفس الأفكار والطلبات ولكن بدون تبريرات، فالدماغ يميل إلى الاعتماد على تبرير لاختياراته والأمور التي يصدقها.
12 – أخبر الشخص الذي تود إقناعه بأحب الأسماء إلى قلبه
سوف يرتفع تأثيرك على هذا الشخص، وسيرتفع تأثير كل طرق الإقناع عند إرفاقها مع هذه الطريقة، وهي إخبار هذا الشخص بأحب الأسماء إلى قلبه، ما هو هذا الاسم؟ إنه اسمه هو.
فعندما تخاطب الشخص أمامك باسمه يتبادر إلى ذهنه كم هو شخص مهم بالنسبة لك وكم أنك شخص مهتم بحيث حفظت اسمه وهذا سيرفع من مكانتك في قلبه، وسيكون إقناعه أمر أسهل بكثير كنوع من رد الاهتمام الذي تخصه به، وكل ما في الأمر هو إضافة كلمة إلى عباراتك.
11 – التأثير على مشاعر الآخرين أهم طرق الإقناع
العقل الواعي ليس هو من يلعب الدور وحده فيما يخص تبني الأفكار والاقتناع بها، بل للعقل اللا واعي الدور الأكبر، وهذا العقل يملك قدرات رهيبة من تحليل آلاف البيانات واتخاذ القرار بناءً عليها وواحدة من أهم الأشياء التي يعتمدها هي المشاعر.
بحيث يجب عليك أن تكون صادق في حديثك تعتمد على صوت هادئ صافي ومن ناحية أخرى تحاكي المشاعر.
10 – ركز على طريقة تواصلك مع الآخرين ولغة جسدك
بعض الكلمات والإيماءات يمكن أن يكون لها الأثر السلبي على نفس المتلقي مثل الإشارة إليه خلال التحدث بكلمات سلبية أو إظهار لغة جسد تدل على الكذب (حتى ولو كنت صادق)، وعلى العكس تمامًا بعض الإشارات قد تكون ذات وقع إيجابي كبير مثل إظهار كفي اليدين فهذا دليل على الصدق.
لذا لا بد من توظيف طريقتك في التواصل ونبرة صوتك ولغة جسدك بطريقة تدعم طرق الإقناع والتأثير وتجعلها طرق أكثر فاعلية لا تقف في طريقها.
قد يعجبك: 12 سؤال لتعلم كيفية كشف الكذب في علم النفس
9 – لا تظهر أنك تتبع أسليب الإقناع والتأثير أو أنك تود ذلك
ماذا عنك؟ هل يمكنك الاقتناع بفكرة يحاول صاحبها أن يفعل الكثير ويتبع كل طرق الإقناع والتأثير حتى تقتنع بها؟ بالطبع لا، حتى ولو كان معه كل الحق إلا أنك ستشعر بأنه يسيطر عليك ويحاول إجبارك على ذلك وبالتالي قد تقابل أي شيء بالرفض.
لذا وحتى تضمن نجاح طرق الإقناع إياك وأن تظهر أنك تتبعها أو أنك تحاول التأثير على من أمامك بشكل خفي، بل تدرب على أن تكون طبيعي تمامًا بدون أي تصنع واعتمد على الصدق.
8 – اطلب طلب بسيط في البداية… اشكر… ومن ثم أقنع
اطلب طلب بسيط أو مهمة سهلة الإنجاز، بحيث يسهل على الشخص الذي تود إقناعه القيام بها وتقديم المساعدة لك، ومن ثم اشكره وأظهر امتنانك اتجاهه (هو في هذه الحالة سوف يشعر كم أنت شخص يستحق المساعدة نتيجة تقدير عمله وشكره، وبالتالي سيكون من السهل عليه مساعدتك في المرة القادمة وسيصعب عليه مقابلة ما تطلبه بالرفض).
بعد مرور بعض الوقت على شكره يمكنك محاول إقناعه بما تريد، أو طلب منه الشيء الذي تريد وستلاحظ كيف أن قدتك على التأثير عليه أصبحت أكبر.
7 – ارفع سقف الطلب بحيث يقابل بالرفض
على عكس الطريقة السابقة ولكنها قد تكون أكثر فاعلية بالنسبة لبعض الأشخاص، ويمكنك الاعتماد عليها مع الطريقة السابقة في حال قابل هذا الشخص طلبك بالرفض.
فعلى سبيل المثال أنت بحاجة إلى عطلة من العمل، وعليك طلبها من المدير فهنا جرب طلب زيادة في الراتب ومن المرجح أن يرفض طلبك ولكنه سيشعر بالقليل من الذنب وخاصة لو استخدمت التأثير على مشاعره، وبعد ذلك اطلب منه العطلة، من المرجح أن يقبلها على الفور كتعويض عن رفض زيادة المرتب.
6 – قدم مساعدة … خدمة … ومن ثم اعمل على الإقناع
هنا بدلًا من الاعتماد على شعور الشخص الآخر بالتأنيب والندم، سوف يكون عليك الاعتماد على جعله يشعر بالامتنان وأن اقتناعه معك ما هو إلا رد للجميل، مثلًا للحصول على العطلة جرب أن تعمل لساعات إضافية قليلة، أو أن تقدم شيء جيدًا جدًا يكون مديرك ممتن لك تمامًا، ومن ثم اطلب منه العطلة.
5 – اعتمد على الامتنان للتأثير في الآخرين بدل الإرغام
إنها قاعدة أساسية لا يوجد شخص يرغب بالقيام بالأشياء في حال كان مرغم عليها حتى ولو كانت هذه الأمور والأشياء هي لصالحه فمجرد فكرة أنه مرغم وأنه ما من خيار آخر ستجعله سلبي اتجاهها وستجعله غير مقتنع بها.
لكن في المقابل ترك الخيار له (أي عرض عدد من الأفكار) وإظهار امتنانك له في حال اختيار الأمر الذي تريده أنت سيجعله أكثر حرية من حيث الاختيار وبالتالي لن يكره فكرتك (فهو ليس مرغم عليها) على العكس سيقتنع بها (كونك ممتن له).
4 – مقدمة تضع الآخر في موقع لا يمكنه إلا الاقتناع
لنقل إنها طريقة في غاية الفاعلية من بين طرق الإقناع والتأثير فهنا عليك خلق مقدمة لأي شيء تود إقناع الآخر به، ولكن على هذه المقدمة أن تضع هذا الشخص في وضع لا يمكنه معها إلا القبول والاقتناع (ولكن ليس بأسلوب الإرغام أبدًا).
فعلى سبيل المثال، أنت تحتاج لإجازة من عملك بضع أيام وتخشى أن يرفض مديرك ذلك، عندها جرب هذا الأمر:
“تدخل غرفته وتلقي التحية ومن ثم تخبره كم أنه شخص مؤثر في هذا العمل ومراع وبسبب كون متفهم فيما يحتاجه الموظفين أنتم كموظفين تقدمون أفضل ما لديكم… ومن ثم اطلب منه العطلة، سيكون من الصعب عليه الرفض لأنه عندها يرفض كونه شخص مراع ويرفض كونه مدير جيد”.
3 – ارفع طلبك إلى مسافة تسمح بتقديم التنازلات
للأسف هذه الطريقة لن تجعلك تشعر بالسعادة لأنها من أكثر طرق الإقناع والتأثير استخدامًا وخاصة فيما يخص التسويق وبيع المنتجات:
فأنت تدخل إلى المحل وتسأل عن سعر قطعة ما ولتكن حقيبة، فيخبرك بسعر ولكنه قد أضاف إليه مقدار معين كأن يخبرك أن سعرها 1000 على الرغم من أنها فقط بـ 800 ومن ثم يقوم يخفض طلبه من 1000 إلى 900 ومن ثم إلى 850 وبعدها إلى 800 بحيث تشعر بالرضى فها أنت وفرت 200 ولكن الحقيقة أنك لم توفر شيء من الثمن الحقيقي ولكنه هو من رفع السعر حتى يمكنه تقديم التنازلات.
أما عن طريقة استخدامها بالنسبة لك ولنعد لمثال أيام العطلة، ففي حال كنت تود 3 أيام عطلة أخبر مديرك أنه لا يمكنك التوجه إلى العمل لـ 10 أيام ومن ثم تنازل إلى 5 وبعدها إلى 3.
2 – تصرف وتحدث بطريقة تشبهه إلى حد كبير
طريقة من الطرق التي يمكنك فيها الاعتماد على لغة الجسد بشكل إيجابي، فاحتمال قبول شخص يتحرك بطريقة تشبه تحركك أكبر بكثير.
لذا حاول في جلسة التحدث إلى من تود إقناعه عن تتصرف كما يتصرف، كأن تطلب نفس نوع العصير، تضع يديك على الطاولة في حال كان يفعل ذلك، أو تضع قدم على أخرى مثله وهكذا، ويزداد تأثير ذلك عليه لو اعتمدت الكلمات التي يستخدمها هو أيضًا، ولكن انتبه من ألا تكون تصرفاتك واضحة إلى حد كبير يشعر معها أنك تحاول إهانته وتقليده والسخرية منه.
1 – اختر الوقت الصحيح لاتباع طرق الإقناع والتأثير
للوقت دور كبير في طرق الإقناع والتأثير، فمن الضروري أن تحسن اختيار هذا الوقت الذي تقوم باتباع طرق والأساليب خلاله:
- احتمال الرفض يزداد في حالة الغضب والشعور بالسلبية أو عند المرور بموقف مزعج أو في حالات تعرضه للسرقة أو الخداع.
- احتمال القبول يزداد في حالة الفرح والسعادة والشعور بإيجابية وحصوله على التقدير، بالإضافة إلى حالات التعب.
طرق الإقناع والتأثير السابقة هي في غاية الفاعلية، لذا عليك تطبيقها ولكن فقط فيما يخص الخير والأمور الإيجابية وتجنب استغلالها لأجل أي شيء سلبي فالإقناع يبقى فن.
قد يعجبك:
