يأجوج ومأجوج … من هم؟ وماذا قال عنهم القرآن والسنة؟

يأجوج ومأجوج أمة من الإنس من نسل آدم عليه السلام. مِنْ نَسْلِ نُوحٍ أَيْضًا مِنْ أَوْلَادِ يَافِثَ أَبِي التُّرْكِ، وَالتُّرْكُ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ، تُرِكُوا مِنْ وَرَاءِ السَّدِّ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ. مفسدون في الأرض. ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة الكهف وفي السنة النبوية بأحاديث صحيحة. إن نبيّ الله ﷺ قال: ” لا يَمُوتُ رَجُلٌ مِنْهُمْ حتى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ رَجُل”.

عن عبد الله بن عمرو: إنّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ ولو أُرسِلوا لأفسَدوا على النّاسِ معايشَهم ولن يموتَ منهم رجلٌ إلّا ترَك من ذرِّيَّتِه ألفًا فصاعدًا وإنّ من ورائِهم ثلاثَ أممٍ تاوِلَ وتاريسَ ومنسكَ.

بعد بناء ذي القرنين للسد بناءً على طلب قوم اشتكوا لذي القرنين عن يأجوج ومأجوج من إفساد وطغيان في الأرض … استطاع ذو القرنين بتمكين ومعونة من الله تعالى من أن يخلص القوم من شرور يأجوج ومأجوج وطغيانهم، بأن حبسهم في مكان بين الجبلين والله أعلم أين يقع! لكن السد سيفتح عند اقتراب يوم القيامة، فمن علامات الساعة خروج يأجوج ومأجوج.

من هم؟ ما قصتهم؟ أين يعيشون؟ أين هم الآن؟ ما صفاتهم؟ ومتى يخرجون وكيف يموتون؟ رغم كل التكنولوجيا لا أحد يعرف مكانهم! حتى يثبت الله لنا أنه مهما فعلنا ومهما وصلنا ما زال ينقصنا الكثير. “وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا“.

الآيات القرآنية التي تحدثت عن يأجوج ومأجوج

قال تعالى في سورة الكهف: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا“.

وفي نفس السورة قال تعالى: “حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبࣲ یَنسِلُونَ“.

صفات يأجوج مأجوج

خطَب رسولُ اللهِ ﷺ وهو عاصبٌ رأسَه من لدغَةِ عقربٍ فقال إنّكم تقولونَ لا عدوَّ وإنّكم لن تزالوا تُقاتِلونَ حتّى يأتيَ يأجوجُ ومأجوجُ عراضُ الوجوهِ صغارُ العيونِ صهبُ الشِّعافِ ومن كلِّ حَدَبٍ ينسِلونَ كأنّ وجوهَهم المَجانُّ المطرقةُ.

قوله « صهب الشغاف » يعني لون شعرها أسود فيه حمرة، و« كأن وجوههم المجان المطرقة» المجن الترس وشبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها، و« من كل حدب ينسلون » أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعًا وينتشرون في الأرض.

بينت الأحاديث بعض صفاتهم الخلْقية وأنهم عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوههم مدورة كالتروس.

(لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتِلوا قومًا صِغارَ الأعيُنِ، عِراضَ الوُجوهِ، كأنَّ أعيُنَهم حَدَقُ الجَرادِ، كأنَّ وُجوهَهمُ المَجانُّ المُطْرقةُ، يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، ويَتَّخِذونَ الدَّرَقَ حتى يَربُطوا خُيولَهم بالنَّخلِ).

مكانهم

يخرجون في آخر الزمان، وهم في الشرق من جهة الشرق، وكان الترك منهم فتركوا وراء السد وبقي يأجوج ومأجوج من وراء السد، والأتراك كانوا خارج السد، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى،

والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية وما حولها؛ لأنهم تركوا هناك من حينما بنى ذو القرنين السد صاروا من ورائه من الداخل وصار الأتراك والتتر من الخارج، فهم من وراء السد والله جل وعلا إذا شاء خروجهم على الناس خرجوا من محلهم إلى الناس وانتشروا في الأرض وعثوا فيها فساداً.

ثم يرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيموتون موتة حيوان واحد في الحال إذا أراد الله عليهم بعدما ينتشرون في الأرض يرسل الله عليهم جنداً من عنده مرضاً في رقابهم يموتون به، ويتحصن منهم عيسى عليه الصلاة والسلام والمسلمون؛ لأن خروجهم في وقت عيسى بعد خروج الدجال وبعد قتل الدجال، وبعد نزول عيسى عليه الصلاة والسلام.

قصة خروج يأجوج ومأجوج

قال تعالى: “حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبࣲ یَنسِلُونَ”.

رَأَى ابُن عَبَّاسٍ صِبْيَانًا يَنْزُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، يَلْعَبُونَ، فَقَالَ ابن عباس: هكذا يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.

يخرج يأجوج ومأجوج من كل مكان ويكون خروجهم في زمن عيسى بن مريم مع المهدي بعد انتصار عيسى بن مريم على الدجال في فلسطين وهم في نشوة انتصارهم يوحي الله تعالى لعيسى أن يهرب مع المسلمين إلى جبل طور سيناء. لا أحد يستطيع أن ينتصر عليهم رغم وجود عيسى ورغم انتصاره على الدجال.

“وتركنا بعضهم يومئذ في بعض” … هذا من علامات اقتراب الساعة يموجون في الأرض فسادًا لا يتركون شيئًا في الأرض إلا وأهلكوه من حيوان ونبات وإنسان وعيسى موجود مع المسلمين يدعون الله السلامة. ظن يأجوج ومأجوج أنهم قتلوا من في الأرض فقالوا بقي أهل السماء لنقتلهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع إليهم كهيئة دم. الله يفتنهم لجهلهم وغبائهم وهم يمرحون ويفسدون في الارض. ثم يرسل الله عليهم جندي من جنوده وهو دود النغث مثل حشرة صغيرة يرسلها من السماء فتدخل في أجسامهم وينتشر المرض فيهم جميعًا ويقتلون كنفس واحدة.

هذه الأمة ربما تكون مئات المليارات تموت كفس واحدة. وعيسى لا يدري مالذي يجري فسألهم من ينزل من الجبل ويرى مالذي حصل في الأرض فإذا بأشجعهم ينزل ويرى الأرض قد امتلأت بجثثهم حتى الحيوانات تأكل من جثثهم لكن الرائحة الخبيثة قد انتشرت في الأرض.

 فيدعو عيسى عليه السلام  الله أن يزيل هذا الشيء فيرسل الله طيور تحمل جثثهم وترميها بالبحار ثم ينزل الله مطرًا فيغسل الأرض كلها ثم تخرج الأرض كنوزها وخيراتها حتى تأكل الجماعة من الناس الرمانة الواحدة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة. ويحكم الأرض عيسى عليه السلام وينتشر السلام والعدل.

أحاديث صحيحة وردت عن يأجوج ومأجوج

بعد انتصار عيسى عليه السلام على المسيح الدجال من تتمة الحديث … قَالَ: “فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: أَنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا مِنْ عِبَادِي لَا يَدَانِ لَكَ بِقِتَالِهِمْ، فَحَوّز عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ: ﴿مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسى، كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: “يُفتَح يأجوجُ ومأجوجُ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”: ﴿ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾، فيغشونَ النَّاسَ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مواشيَهم، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ، حَتَّى أَنَّ بعضَهم لَيَمُرُّ بِالنَّهْرِ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَبَسا، حَتَّى أَنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهْرِ فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً حَتَّى إِذَا لَمْ يبقَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا أحدٌ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أهلُ الْأَرْضِ، قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أهلُ السَّمَاءِ. قَالَ: “ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ مُخْتَضبَةً دَمًا؛ لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كنَغَف الْجَرَادِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِ، فَيُصْبِحُونَ مَوْتًى لَا يُسمَع لَهُمْ حِسٌّ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْري لَنَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرُ مَا فَعَلَ هَذَا الْعَدُوُّ؟ ” قَالَ: “فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُحْتَسِبًا نَفْسَهُ، قَدْ أَوْطَنَهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتًى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ويُسَرِّحون مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلَّا لُحُومَهُمْ، فَتَشْكر عَنْهُ كَأَحْسَنِ مَا شَكرَت عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ.

فَيَهْبِطُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ بَيْتًا إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهم ونَتْنهُم، فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْت، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ“.

قَالَ: “وَيُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنَّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَر وَلَا وَبَر أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كالزّلَقَةِ، وَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، ورُدي بَرَكَتَكِ”. قَالَ: “فَيَوْمَئِذٍ يَأْكُلُ النَّفَرُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بقحْفها، ويُبَارك فِي الرَسْل، حَتَّى إِنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْفَخِذَ، وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ تَكْفِي أَهْلَ الْبَيْتِ“.

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَقِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ: فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ السَّاعَةِ، فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا. فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا. فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ: أَمَّا وَجْبَتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وَفِيهَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّيَ أَنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ”.

قَالَ: “وَمَعِي قَضِيبَانِ، فَإِذَا رَآنِي ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ” قَالَ: “فَيُهْلِكُهُ اللَّهُ إِذَا رَآنِي، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ يَقُولُ: يَا مُسْلِمُ إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ”. قَالَ: “فَيُهْلِكُهُمُ اللَّهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ”. قَالَ: “فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ يأجوج ومأجوج وهم مِنْ كُلِّ حَدَب يَنسلون، فَيَطَؤُونَ بِلَادَهُمْ، لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكُوهُ، وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ”. قَالَ: “ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَيَّ يَشْكُونَهُمْ، فَأَدْعُو اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُهُمْ وَيُمِيتُهُمْ، حَتَّى تَجوى الْأَرْضُ مِنْ نَتْن رِيحِهِمْ، وَيُنْزِلُ اللَّهُ الْمَطَرَ فَيَجْتَرِفُ أَجْسَادَهُمْ، حَتَّى يَقْذِفَهُمْ فِي الْبَحْرِ. فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، أَنَّ السَّاعَةَ كَالْحَامِلِ المُتِمّ، لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجُؤهم بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا”.

وَقَدْ رَوَى ابُن جَرِيرٍ، قَالَ كَعْبٌ: إِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، حَفَرُوا حَتَّى يَسْمَعَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَرْعَ فُؤُوسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ قَالُوا: نَجِيءُ غَدًا فَنَخْرُجُ، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ. فَيَجِيئُونَ مِنَ الْغَدِ فَيَجِدُونَهُ قَدْ أَعَادَهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ، فَيَحْفِرُونَهُ حَتَّى يَسْمَعَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَرْعَ فُؤُوسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَلْقَى اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: نَجِيءُ غَدًا فَنَخْرُجُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

فَيَجِيئُونَ مِنَ الْغَدِ فَيَجِدُونَهُ كَمَا تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا. فَتَمُرُّ الزُّمْرَةُ الْأُولَى بِالْبُحَيْرَةِ، فَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا، ثُمَّ تَمُرُّ الزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ فَيَلْحَسُونَ طِينَهَا، ثُمَّ تَمُرُّ الزُّمْرَةُ الثَّالِثَةُ فَيَقُولُون: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَرَّةً مَاءٌ، وَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ، فَلَا يَقُومُ لَهُمْ شَيْءٌ. ثُمَّ يَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ إِلَيْهِمْ مُخَضَّبة بِالدِّمَاءِ فَيَقُولُونَ: غَلَبْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَأَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولُ: “اللَّهُمَّ، لَا طَاقَةَ وَلَا يَدَين لَنَا بِهِمْ، فَاكْفِنَاهُمْ بِمَا شِئْتَ”،

فَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دُودًا يُقَالُ لَهُ: النَّغْفُ، فَيَفْرِسُ رِقَابَهُمْ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا تَأْخُذُهُمْ بِمَنَاقِيرِهَا فَتُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ عَيْنًا يُقَالُ لَهَا: “الْحَيَاةُ” يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيُنْبِتُهَا، حَتَّى إِنَّ الرُّمَّانَةَ لَيَشْبَعُ مِنْهَا السَّكْن”. قِيلَ: وَمَا السَّكن يَا كَعْبُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْبَيْتِ -قَالَ: “فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمُ الصَّريخ أَنَّ ذَا السُّويقَتَين يُرِيدُهُ … إلى تتمة الحديث.

عن عبد الله بن عباس: تلا رسولُ اللهِ ﷺ هذه الآيةَ وأصحابُه عنده {يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إلى آخر الآيةِ فقال هل تدرونَ أيُّ يومٍ ذاك قالوا اللهُ ورسولُه أعلمُ قال ذاك يومُ يقولُ اللهُ لآدمَ يا آدمُ قُمْ فابْعث بعثَ النارِ قال فيقولُ يا ربِّ من كلِّ كمْ فيقولُ من كلِّ ألفٍ تسعمئةٍ وتسعةٍ وتسعين وواحدًا إلى الجنةِ فشقَّ ذلك على القومِ ووقعتْ عليهمُ الكآبةُ والحُزن فقال رسولُ اللهِ ﷺ إني لأرجو أن تكونوا رُبعَ أهلِ الجنةِ ثم قال إني لأرجو أن تكونوا ثُلثَ أهلِ الجنةِ ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شَطرَ أهلِ الجنةِ ففرِحوا فقال رسولُ اللهِ ﷺ اعمَلوا وأَبشِروا فإنكم بين خَليقتَينِ لم تكونا مع أحدٍ إلا كثَّرَتاهُ يأجوجُ ومأجوجُ وإنما أنتم في الناسِ أو قال في الأممِ كالشّامةِ في جنْبِ البعيرِ أو كالرَّقمةِ في ذراعِ الدابةِ وإنما أمتي جزءٌ من ألفِ جُزءٍ

ما جاء في كثرتهم

قال تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (سورة الأنبياء، الآية 96) وفيه دليل على كثرتهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف – أراه قال – تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد».

فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة». فكبرنا، ثم قال: «ثلث أهل الجنة». فكبرنا، ثم قال: «شطر أهل الجنة». فكبرنا.

في رواية ثانية: أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام-: ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً).

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين».

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية».

كيفية خروجهم وكيفية هلاكهم

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَخْرِقُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجَعُوا فَسَتَحْفُرُونَهُ غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ كَأَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفُرُونَهُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْدُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَخْرِقُونَهُ، فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ، وَيَتَحَصَّنَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ وَفِيهَا كَهَيْئَةِ الدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ! فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا».

من علامات الساعة

عن حذيفة بن أسيد الغفاري: لن تَكُونَ- أو لن تَقُومَ- السّاعةُ حتّى يَكونَ قَبْلَها عشْرُ آياتٍ: طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِها، وخُروجُ الدّابَّةِ، وخُروجُ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ، والدَّجّالُ، وعيسى ابنُ مريمَ، والدُّخانُ. وثلاثُ خُسوفٍ: خَسْفٌ بالمَغرِبِ، وخَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وخَسْفٌ بجَزيرةِ العربِ. وآخِرُ ذلكَ تَخرُجُ نارٌ مِنَ اليَمَنِ، مِن قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النّاسَ إلى المَحْشَرِ.

عن عمران بن الحصين: كنا مع النبيِّ ﷺ في سَفَرٍ فتَفاوَتَ بينَ أصحابِهِ في السَّيْرِ فرفع رسولُ اللهِ ﷺ صوتَه بهاتَيْنِ الآيَتَيْنِ يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ إلى قولِه ولَكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ فلَمّا سَمِعَ ذلك أصحابُه حَثُّوا المَطِيَّ وعَرَفوا أنه عندَ قولٍ يَقُولُهُ فقال هل تَدْرُونَ أيُّ يومٍ ذلك قالوا اللهُ ورسولُه أعلمُ قال ذاك يومٌ يُنادِي اللهُ فيه آدمَ فيُنادِيهِ رَبُّهُ فيقولُ يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النارِ فيقولُ أيْ رَبِّ وما بَعْثُ النارِ فيقولُ من كلِّ ألْفٍ تِسْعُمِائِةٍ وتِسْعَةٌ وتِسْعُونَ إلى النارِ وواحِدٌ إلى الجنةِ فيَئِسَ القومُ حتى ما أبْدَوْا بضاحِكَةٍ فلما رَأى رسولُ اللهِ ﷺ الذي بأصحابِهِ قال اعْمَلُوا وأَبْشِرُوا فوالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ إنكم لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ ما كانَتا مع شيءٍ إلا كَثَّرَتاهُ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ ومَن مات من بَنِي آدمَ وبَنِي إبليسَ قال فسُرِّيَ عن القومِ بَعْضُ الذي يَجِدُونَ قال اعْمَلُوا وأَبْشِرُوا فوالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ ما أنتم في الناسِ إلا كالشامَةِ في جَنْبِ البَعِيرِ أو كالرَّقْمَةِ في ذِراعِ الدّابَّةِ.

عن زينب أم المؤمنين: اسْتَيْقَظَ النبيُّ ﷺ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلّا اللهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينا الصّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذا كَثُرَ الخَبَثُ.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله