هرمونات السعادة الأربعة .. لمزيد من الرفاهية والفرح

السعادة لا تأتي من خلال البحث عنها بل من خلال نمط الحياة الذي نعيشه والتعرف على ما يجعلنا سعداء رغم أن السعادة تعيش بداخلنا إلا أننا لا نعرف كيف نوقظها.

من خلال هذا المقال سأتعرف معكم على هرمونات موجودة في جسمنا لها دور كبير في تغيير الحالة المزاجية لتشعرك بالمتعة والفرح وتُذهب عنك الحزن والألم، إنها هرمونات السعادة التي توجد في أجسامنا إلا أننا لا نرعف عنها إلا الشيء القليل، فتعال معنا لنتعرف على هرمونات السعادة والطرق الطبيعية التي من خلالها نزيد من مستويات هذه الهرمونات وسد النقص أو الضعف فيها:

ما هي الهرمونات؟

الهرمونات مواد كيميائية حيوية تتحكم في العديد من وظائف الجسم، ويتم تصنيعها وفرزها في نظام وظائف الغدد الصماء، تدخل هذه المواد الكيميائية إلى الدم وتذهب إلى الخلايا المستهدفة، حيث يعتبر إفراز الهرمونات أمرًا مهمًا جدًا للجسم وذلك لتنظيم عملية التمثيل الغذائي ولوظيفة الخلايا حتى أن أدنى تغيير واختلال في توازنها يمكن أن يسبب أمراضًا مختلفة.

ومن الضروري أن نعرف بأن كل شيء يعتمد على هذه الهرمونات سواء من ناحية الصحة أو المزاج أو المظهر حيث تؤثر على مختلف العوامل المتعلقة بنمط حياة الإنسان وكذلك لها تأثير على العواطف والمشاعر والأحاسيس.

نحن لا نفكر في أهمية هذه الهرمونات إلا إذا كان لدينا مرض جسدي أو عقلي، إلا أنه لا بد من الاهتمام بهذه الهرمونات المتعددة لأن ذلك يساهم في العيش بأسلوب صحي ومتوازن.

وتتعدد الهرمونات الموجودة في الجسم وتنقسم إلى 4 فئات بناء على تركيبها والتي لها دور كبير على كثير من أعضاء الجسم ومن بينها هناك:

  • – الهرمونات الأمينية كهرمون الغدة الدرقية.
  • – هرمونات الببتيد مثل هرمون الأنسولين والسكري.
  • – هرمونات الستيرويد مثل الهرمونات الجنسية (هرمون الاستروجين والتستوستيرون).
  • – هرمونات البروستانويد التي تشارك في الكثير من ردود الفعل إضافة لتأثيرها على وظائف أعضاء الجسم الفيسيولوجية.

هرمونات السعادة

يوجد في الجسم البشري مجموعة من النواقل العصبية الكيميائية التي يمكن تسميتها بالهرمونات، تعتبر هي المسؤولة عن الشعور بالسعادة والفرح والتي تعطي للإنسان الشعور بالتأقلم في المواقف الصعبة وتخطيها للقبول والرضا والشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة من أجل الوصول إلى شعور بأن الحياة جيدة وجميلة ويجب أن نعيشها ونحافظ عليها مهما مرّ علينا من ظروف.

أنواع هرمونات السعادة

تعتبر من أهم الهرمونات المسؤولة عن السعادة: هرمون السيروتونين والأوكسيتوسين والاندروفين، والدوبامين وسنتكلم عنها بشكل أوضح:

اربع من هرمونات السعادة

هرمون السيروتونين (Serotonin) أو هرمون البهجة:

هذا الهرمون الذي يُسمى بهرمون البهجة يُفرز من منطقة ما تحت المهاد حيث يتم انتاجه في الدماغ، وهو ناقل عصبي له دور في نقل السيالات العصبية، وهو مسؤول عن نقل المعلومات إلى الدماغ ويعرف باسم هرمون السعادة.

تأثير هرمون السيروتونين على الجسم:

لهذا الهرمون تأثير على عواطفنا ومهاراتنا الحركية، وإضافة إلى أنه مسؤول عن شعورنا بالسعادة فالسيروتونين له دور في:

  • تغيير المزاج فهو يتحكم كناقل عصبي بالحالة المزاجية بشكل عام، ويتحكم بالقلق والسعادة، وانخفاض مستوى هذا الهرمون يسبب الاكتئاب بينما زيادته وتوازنه يزيد من الشعور بالسعادة والحماس والإثارة.
  • كما أنه يؤثر على حركة الأمعاء وتحسين عملها مما يُحسن من وظيفة الجهاز الهضمي وينعكس هذا على حالتنا المزاجية.
  • ينبه أجزاء من الدماغ للسيطرة انتظام وتوازن مرحلتي النوم واليقظة.
  • زيادة مستوى هذا الهرمون بشكل غير طبيعي ترتبط بانخفاض الرغبة الجنسية.
  • يؤثر على حالتي الشعور بالجوع أو الشبع.
  • له تأثير عند تلقي الألم وتخثر الدم.

النقص في مستوى هرمون السيروتونين:

يسبب نقص هذا الهرمون في عدة حالات وهي:

  • اضطرابات المزاج وسوء الحالة المزاجية.
  • الشعور بالأرق والحزن.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي وضعف الشهية.
  • ضعف الطاقة والنشاط.
  • السلوك العدواني.
  • الاكتئاب.
  • ضعف الذاكرة.

لإعادة التوازن في هذا الهرمون وزيادته يُمكنك:

  • القيام بالتمارين الرياضية بشكل يومي من 30 إلى 45 دقيقة وخاصة رياضة المشي أو التأمل واليوغا.
  • كما أن التعرض لأشعة الشمس بانتظام تزيد من مستويات هذا الهرمون.
  • الحصول على قسط كافي من النوم.
  • تناول الأطعمة الغنية بمجموعة فيتامين B كالحبوب والمكسرات والبيض والجبن وسمك السلمون والأناناس.

هرمون الدوبامين (Dopamine) أو هرمون الوعي:

تذكر أنك عندما تشاهد مشهدًا معينًا في فيلم ويجعلك هذا المشهد سعيدًا ومستمتعًا فاعلم أنه قد تم إطلاق هرمون الدوبامين في جسمك، إنه الناقل العصبي أو الهرمون الذي يُبقي الشخص متيقظًا عقليًا، إضافة إلى أن هذا الهرمون يُفرز عند القيام بعمل والشعور بالرضا والفخر لما قام به الشخص.

يُمكن أن نسميه هرمون النجاح والتحفيز والمكافأة فهو الذي يُعطي هذا الشعور بالحماس والتحفيز عند القيام بخطوات متقدمة.

هرمون الدوبامين له دور كبير في العديد من أجهزة الجسم كدوره في حالة النوم وقوة الذاكرة والحركة والتعلم والحالة المزاجية والانتباه.

نقص هرمون الدوبامين:

يؤدي نقص هرمون الدوبامين على النشاط اليومي للشخص وعلى صحته إضافة إلى:

  • قلة التركيز وعدم الانتباه.
  • الأرق والمزاج السيئ.
  • الكسل والخمول.
  • تشنج العضلات أو تصلبها.
  • بعض الآلام والأوجاع.
  • عدم القدرة على التوازن.
  • اضطرابات في النوم.
  • ضعف الطاقة والنشاط.
  • كما يُمكن أن يسبب نقص هرمون الدوبامين إلى الإصابة ببعض الأمراض منها: مرض الفصام والاكتئاب، ومرض باركنسون، ومرض الذهان.

كيف تزيد من مستوى هرمون الدوبامين؟

  • الحصول على قسط كافي من النوم في غرفة جيدة التهوية وصحية.
  • التفكير بالأمور الإيجابية والابتعاد عن كل ما هو سلبي.
  • شرب بعض الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء قبل النوم كشاي المليسة.
  • ممارسة رياضة التأمل واليوغا للاسترخاء.
  • الاستماع للموسيقى الهادئة التي تُشعرك بالسعادة والهدوء أو الاستماع إلى آيات من القرآن بصوت أحد القراء الذين تُحب سماع صوتهم كالقارئ سعد الغامدي.
  • اتباع نظام صحي ومتوازن والحفاظ على وزن صحي ثابت.

هرمون الإندورفين (Endorphin) هرمون السيطرة على الشعور بالألم:

إن هرمون الإندورفين هو ناقل عصبي وهرمون، وهو يقوم بنقل الإشارات العصبية للجهاز العصبي والدماغ، ويرتبط هرمون الإندروفين بكافة مستقبلات الألم في الدماغ فيقلل الألم ويزيد من الشعور بالسعادة والفرح والرضا.

يفرز الجسم هذا الهرمون كرد فعل على الشعور بالتوتر أو الشعور بالألم فيسيطر على الوضع، كما يفرزه الجسم أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو أثناء تناول الطعام مما يزيد الشعور بالراحة والسعادة والمتعة.

يتم انتاج جميع أنواع هرمون الإندروفين في الجسم من قبل الغدة النخامية والجهاز العصبي المركزي حيث يوجد لهذا الهرمون أكثر من 20 نوعًا.

زيادة هرمون الإندورفين طبيعيًا:

هناك عدة طرق طبيعية يمكن من خلالها زيادة مستويات هرمون الإندورفين دون اللجوء لتناول الأدوية ومن بين هذه الطرق:

  • تناول الشوكولا التي تزيد من مستوى هذا الهرمون وخاصة الداكنة.
  • يمكن تحفيز إفراز هرمون الإندورفين عن طريق ممارسة الرياضة التي تحسن المزاج وتزيد من الشعور بالسعادة وخاصة رياضة المشي أو رياضة التأمل واليوغا.
  • ممارسة الضحك من خلال مشاهدة البرامج أو الأفلام الضاحكة أو التواجد مع أشخاص لطفاء.
  • تناول الأطعمة التي تزيد من مستوى هذا الهرمون كالأطعمة الحارة والتوابل، حيث من المثير للاهتمام معرفة أن الأطعمة الغنية بالتوابل لها تأثير هائل في التعامل مع الاكتئاب والحالة المزاجية السيئة، والكابسيسين هو أهم عنصر نشط في هذه الأطعمة حيث يحفز إنتاج الإندورفين ويحسن المزاج.
  • تعريض الجسم لأشعة الشمس والهواء الطلق لتحسين المزاج والشعور بالمتعة والسعادة والفرح.

هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) أو هرمون الحب:

يسمى هذا الهرمون بهرمون الحب حيث يُفرز هذا الهرمون من الغدة النخامية في الجزء الخلفي منها فهو جزء صغير موجود في قاعدة الدماغ، نسبة هذا الهرمون عند الإناث أعلى منه بشكل عام عن الرجال، إضافة إلى أن له دور في وظائف الجهاز التناسلي الأنثوي حيث يبدأ من النشاط الجنسي مستمرًا للولادة ثم الرضاعة الطبيعية.

حالات ارتفاع نسبة هرمون الأوكسيتوسين

توجد عدة حالات ومواقف معينة يتم خلالها إنتاج نسبة عالية من هرمون الأوكسيتوسين وهذه الحالات مثل:

  • يرتفع مستوى هذا الهرمون عند الولادة حيث يساعد على تحفيز عضلات الرحم على الانقباض لتسريع الولادة.
  • أثناء فترة الرضاعة الطبيعية حيث يحفز هذا الهرمون إفراز الحليب في الثدي.
  • تحفيز المشاعر عند لمس الحلمتين.
  • تحفيز المشاعر عند العناق.

إضافة إلى أن هرمون الأوكسيتوسين له بعض الاستعمالات الطبية لما له من تأثير وفوائد إيجابية حيث يمكن استخدامه:

  • لتخفيف ألم المخاض والولادة (حقنة).
  • يمكن استخدامه لمعالجة اكتئاب ما بعد الولادة أو معالجة القلق.
  • يستخدم لتخفيف النزيف الذي يمكن أن يحدث بعد الإجهاض أو الولادة.
  • يمكن استخدامه للأطفال المصابين بالتوحد.

العلاقة بين هرمونات السعادة

إن إطلاق مصطلح هرمونات السعادة على هرمون الدوبامين (Dopamine) والإندورفين (Endorphin) والسيروتونين (Serotonin) والأوكسيتوسين(Oxytocin) للعلاقة القوية التي تربط هذه الهرمونات ببعضها البعض، ولأن توازن هذه الهرمونات في الجسم إنما له انعكاس على مختلف جوانب حياة الشخص:

  • لأن الشعور بالسعادة التي تحصل للشخص تجعله شخصًا أفضل في مواجهة الحياة ومواقفها السعيدة منها والحزينة أو السيئة.
  • ولأن الشعور بالسعادة له العديد من التأثيرات الإيجابية على صحة الشخص النفسية والجسمانية.
  • بالإضافة إلى أن الشخص السعيد يميل ليُنظم حياته ويهتم بصحته ولياقته البدنية، ويهتم في حصول على عادات نوم صحية وحفاظه على وزن صحي.
  • وأخيرًا هذه التأثيرات كلها لها دور إيجابي ينعكس على تركيز الشخص وإنتاجيته ونشاطه اليومي.

نظام صحي طبيعي لزيادة هرمونات السعادة

أغذية لرفع هرمونات السعادة

إن اتباع نظام صحي ومتوازن وغني بالعناصر الغذائية لزيادة هرمونات السعادة يعتبر من أفضل الإجراءات التي يقوم بها الشخص لتعديل مزاجه وحصوله على حالة صحية سعيدة، ومن بين الأطعمة التي عليك تضمينها في نظامك الغذائي لتعديل المزاج والشعور بالسعادة:

التفاح:

إن احتواء التفاح على الألياف الغذائية يساعد على تحسين عمل الجهاز الهضمي وزيادة الشعور بالشبع وتغذية البكتريا النافعة والتي ترتبط بالراحة والمزاج الأفضل.

الديك الرومي:

لحم الديك الرومي يزيد من مستويات عنصر السيلينيوم وهو عنصر غذائي مرتبط بتحسين الحالة المزاجية، فقطعة من هذا اللحم تحتوي على نسبة جيدة من التربتوفان والذي بدوره يساعد على تحسين المزاج.

الحليب والجبن والبيض:

في أغلب حالات الإصابة بالاكتئاب يوصى باتباع نظام صحي غني بالجبن والحليب (مشتقات الحليب) والبيض من أجل زيادة الناقلات العصبية وهرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين لتنظيم وتحسين الحالة المزاجية.

الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك:

تساعد الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك على الشعور بالاسترخاء من خلال تحسين صحة الأمعاء، لأن البروبيوتيك ضروري لزيادة عدد بكتيريا الأمعاء النافعة (الجيدة) والتي لها دور في تحسين المزاج وتخفيف الشعور بالاكتئاب والقلق والتوتر.

ومن بين الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: الزبادي ومخلل الملفوف والكيميتشي.

أطعمة أخرى تساعد على زيادة هرمونات السعادة:

  • الأناناس الذي يحتوي على مادة السيروتونين التي تعزز الحالة المزاجية، بالإضافة على البروميلين الذي يساعد في تقليل الالتهاب وهو مرتبط بتخفيف الاكتئاب والقلق بشكل مباشر.
  • الكركم والزعفران: فالزعفران يعزز طاقة الجسم ويعزز الشعور بالسعادة، أما الكركم فهو يعمل على تحسين الحالة المزاجية للشخص.
  • سمك السلمون الغني بأحماض أوميغا3 التي لها دور في تحسين المزاج، وتحسين صحة الدماغ، ويحتوي أيضًا على مادة التربتوفان التي تعطي الشعور بالتوازن والاسترخاء.
  • اللوز الذي يعتبر من المصادر الغنية بالمغنيسيوم يتحكم بمستوى هرمون الإجهاد، ويقلل من مستوى التوتر مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية.
  • بذور زهرة عباد الشمس التي تحسن الحالة المزاجية وتحافظ على الصحة الإدراكية.
  • بذور اليقطين الغنية بالمغنيسيوم الذي يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب وتخفيف القلق ويساعد في تعديل المزاج.
  • الحبوب التي تعزز الطاقة وتحسن المزاج.
  • توت العليق الأسود.

طرق زيادة هرمونات السعادة

الرجل السعيد

إضافة إلى أن الغذاء له دور كبير في تحسين الحالة المزاجية والشعور بالسعادة والمتعة، هناك عدة طرق تزيد من السعادة وتحفز على إفراز هرمونات السعادة بشكل طبيعي ومن بين هذه الطرق:

  • المحافظة على القيام بالتمرينات الرياضية بشكل يومي ومنتظم: فالرياضة المنتظمة هي من أفضل الطرق الطبيعية للتخلص من الاكتئاب والقلق والحزن، فالرياضة تزيد من إفراز هرمون السيروتونين في دماغنا بالإضافة إلى زيادة هرمون الإندورفين.
  • الحصول على قسط كافي من النوم: وخاصة في ساعات الليل من أجل الاستيقاظ صباحًا بشعور جيد ورفاهية، فهذا أمر ضروري الحصول على استراحة ونوم صحي لأن هرمون السيروتونين يتجدد أثناء النوم مما ينعكس إيجابًا على المستوى البدني خلال النهار ويجعل الشخص بأفضل مزاج.
  • تخفيف تناول المنشطات: التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، لأن تناول نسبة عالية من هذه المنشطات يسبب التوتر والإثارة، ومن بين هذه المنشطات القهوة والشاي ومشروبات الطاقة واستبدالها بأنواع تعزز الحالة المزاجية كشاي النعناع أو شاي الزيزفون أو الشاي الأخضر.
  • الابتعاد عن كل ما يسبب لك التوتر أو القلق.

المصدر:

هرمون السعادة: الاسم وكيفية زيادته – موقع welthy

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله