من الذي فتح القسطنطينية؟

تحقق فتح مدينة القسطنطينية من الإمبراطورية البيزنطية بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لقرون عديدة، ليغدو هذا الحدث من أعظم الأحداث التاريخية في حياة المسلمين، حيث قد تم فتحها على يد السلطان العثماني محمد الثاني بن مراد العثماني الملقب بمحمد الفاتح البالغ من العمر 21 عاماً، وذلك في 21 من جمادى الأول بعام 857 من الهجرة، بعد حصار دام عدة أسابيع استمر من يوم الجمعة 26 ربيع الأول حتى يوم الثلاثاء 21 جمادى الأول، حيث انهارت الإمبراطورية البيزنطية ووقعت مدينة القسطنطينية في أيادي العثمانيين.

كان حكم محمد الفاتح عزوة للمسلمين، ولقد تميز هذا الحاكم بمجوعة كبيرة الصفات التي جعلت منه حاكماً مختلفاً عن أقرانه من الحكام، وعن الذين كانوا في عمره من الأمراء، ومن الصفات التي تمتع بها:

  • الشخصية التي تجمع ما بين القوة، والعدل.
  • حبه للتاريخ.
  • الدراسة على نحو خاص.
  • معرفته بالعديد من لغات عصره.

ما هي الخطة التي اتبعها محمد الفاتح لفتح مدينة القسطنطينية؟

انتهج محمد الفاتح المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات السابقة، حيث اهتم بتنظيم إدارات الدولة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على تحديد موارد الدولة العثمانية، وطرق الصرف منها بشكل يمنع البذخ والإسراف، كما ركز على تطوير كتائب الجيش فأعاد تنظيمها، وزاد مرتبات الجنود، ووضع سجلات خاصة بهم، ومدهم بأحدث الأسلحة المتوافرة في ذلك العصر، ومنذ بداية تسلمه للسلطنة قام بتجهيز جيش كبير بلغ عدده 250 ألف مقاتل،

كما قام السلطان محمد الفاتح بالاستعانة بأهل الخبرة للتعرف على أكثر الأسباب التي تعيق تقدم ونجاح جيش المسلمين في فتح القسطنطينية والقيام بحلها، والتي كانت هي:

  • عدم امتلاك جيش المسلمون لحصون لكي يلجئون إليها عند بداية حصارهم، مما يجعل الجيش عرضة للبرد الشديد خلال فصل الشتاء، حيث شرع محمد الفاتح بتجهيز الحصون والقلاع على أطراف مدينة القسطنطينية، وقد فشلت جميع محاولات الإمبراطورية البيزنطية في إقناعه بمعاهدات الصلح والأموال، وبنا الفاتح قلعة روملي حصار على مضيق البوسفور من الطرف الأوروبي، مقابل قلعة عثمانية شيدت على البر الأسيوي في زمن السلطان بيازيد الثاني.
  • عدم امتلاك جيش المسلمين لمدافع حربية لها القدرة على اختراق سور مدينة القسطنطينية، حيث قام بالتعاون مع المهندس المجري أوربان، حيث استطاع المهندس أوربان بصناعة ثلاث مدافع، وكان من بينها مدفع بحجم كبير، وذلك كان خلال مدة زمنية لم تتجاوز الثلاثة أشهر.
  • عدم قدرة جيش المسلمين على تجاوز الخليج، وذلك نظراً لتواجد سلسلة تقوم على اعتراض سفن الجيش وتعيق دخولهم وتقدمهم، وتم حل هذه المشكلة من خلال إنشاء ممر في الجبل حيث تتمكن السفن من السير فيه على ألواح خشبية مغطاة بالزيت، حيث تمكن الجيش من نقل 70 سفينة خلال يوم واحد بعد الغروب وحتى طلوع الفجر، حيث ساعدت هذه الخطة على مفاجأة الروم بسفن المسلمين، فتمكن الجيش من محاصرة مدية القسطنطينية لمدة 53 يوماً وبعدها جاء الفتح العظيم.

ما هي نتائج فتح مدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح؟

  • ظهرت أهمية السلاح المدفعي.
  • انتشار الدين الإسلامي في جميع أنحاء أوروبا.
  • هجرة علماء القسطنطينية لإيطاليا ومن ثم لبريطانيا.
  • سقوط مدينة القسطنطينية كانت عبارة عن نهاية العصور الوسطى وبداية للعصر الحديث.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله