من الذي دافع عن الرسول في معركة أحد؟

لم يكن هناك شخصًا واحدًا ممن دافعوا عن الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد، بل اجتمع الصحابة (رضوان الله عليهم جميعًا) واحدًا تلو الآخر في الدفاع عنه ﷺ حتى صار في مأمن من سهام المشركين.

واستنادا إلى ما قاله الطبري في كتابه (تاريخ الطبري)

أنه عندما تغيرت نتيجة غزوة أحد من النصر إلى الهزيمة، وصارت الهزيمة هي النتيجة المؤكدة لهذه المعركة، وهذا بسبب عصيان بعض المجاهدين من الرماة لأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام، وانتهاز المشركين لهذا الخلل والتسلل ليكون النصر حليفهم، تفرق المسلمين وابتعدوا عن الرسول ﷺ .

فأصبح لوحده في المعركة والصحابة ابتعدوا عنه، فأخذ يُنادي:” إليّ يا فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله”، وفي هذه الأثناء استطاع أحد الكفار وهو (عُتبة بن أبي وقاص الزهري القرشي) أن يصل للمكان الذي يوجد فيه رسول الله ﷺ ويكسر خوذته التي على رأسه الشريف، وأحدث جُرحًا في جبهة الرسول ﷺ، وقام أيضًا (عبد الله بن قمئة الليثي الكناني، وهو من المشركين أيضًا) بكسر أنف الرسول (عليه الصلاة والسلام)، مما كان هناك خوفًا كبيرًا على حياة الرسول والوصول إليه لقتله من قبل المشركين.

الصحابة ونجدة الرسول ﷺ في معركة أحد والدفاع عنه

يتابع الطبري القصة:

لكن أبو دجانة الأنصاري ارتمى فوق الرسول ﷺ ليحميه، حيث كانت نبال الكفار تنزل على ظهره بدلًا من ظهر الرسول ﷺ دفاعًا عنه وحمايته، وأخذ أصحاب الرسول يهرعون لحمايته واحدًا تلو الآخر، ومنهم (مصعب بن عمير وزياد بن السكن، وما يُقارب خمسة من الأنصار) إلا أنهم قُتلوا جميعهم.

في هذا الوقت وبعد أن قُتل مُصعب بن عُمير وهو يُدافع عن الرسول ﷺ مع الصحابة ظن المشرك عبد الله بن قميئة الليثي الكناني أن مصعب بن عمير الذي قُتل أنه هو رسول الله ﷺ فصاح مهللًا: قتلتُ محمدًا؟

لكن الحقيقة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قد صعد الجبل بمساعدة الصحابي طلحة بن عبيد الله والصحابي الزبير بن العوام (رضي الله عنهما) حتى أصبح في مأمن من أيدي المشركين.

حقيقة من الذي دافع عن الرسول في معركة أحد

من خلال هذه القصة عن غزوة أحد نجد أن من دافع عن الرسول ﷺ في هذه الغزوة هم الصحابة مجتمعين (رضي الله عنهم)، وليس واحدًا فقط، فقد كانوا جميعهم في دفاع ونصرة الرسول ﷺ وحمايته من أن يناله أذى، ومنهم:

  • أبو دُجانة سِمَاكُ بن خَرَشَة الأنصاري: الذي ارتمى فوق الرسول ﷺ والسهام تنزل على ظهره. وهو صحابي من بني ساعدة من الأنصار، قُتل في معركة اليمامة، وكان له عَصابة حمراء اللون عندما يضعها على جبينه عُلِم منها أنه سيقاتل حتى الموت، قال ابن إسحاق عنه “كان أبو دجانة رجلاً شجاعًا يختال عند الحرب”.
  • مُصعب بن عُمير، صحابي بدري، وكان حامل للواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد، وقد بعثه الرسول ﷺ لنشر الدعوة الإسلامية في يثرب، قُتل على يد عبد الله بن قميئة في معركة أحد وهو يدافع عن الرسول ﷺ.
  • الصحابي طلحَة بن عبيد الله، وهو أحد المبشرين بالجنة، والذي تلقى سهمًا في عنقه وهو يدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام، مما سبب له شللًا في يده اليمنى، وكان مع الزبير بن العوام، حيث بقيا مع الرسول ﷺ يستند عليهما حتى صعد شُعب الجبل وابتعد عن المشركين وصار في مأمن منهم.
  • الصحابي الزبير بن العوام هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، أطلق عليه (حواري النبي) أي من خيرة أصحاب الرسول ﷺ، وهو من الستة الذين توفوا والرسول ﷺ راض عنهم.
  • زياد بن السكن، مع عدد من الأنصار والذين قُتلوا كلهم.

المصدر:

  • الداعية الدكتور عمر عبد الكافي
  • تاريخ الطبري
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله