مرض الاسقربوط scurvy – ما الذي تريد أن تعرفه؟

الاسقربوط هو نقص حاد في فيتامين سي ( فيتامين سي هو الفيتامين الذي يحتاجه جسم الإنسان لإنتاج الكولاجين وتسريع شفاء الجروح، وتعزيز عمل جهاز المناعة، والمساعدة في العديد من العمليات الداخلية الأخرى).

وغالبًا ما تظهر الأعراض الأولى لمرض الاسقربوط بعد ثلاثة أشهر على الأقل من انخفاض مستويات فيتامين سي، لأن جسم الإنسان لا يستطيع صنع فيتامين سي، إنما يحصل الجسم على الفيتامين من خلال بعض الأطعمة الغنية بفيتامين س.

عرف الاسقربوط منذ العصور اليونانية والمصرية القديمة. كما ارتبط بالبحارة في القرنين الخامس عشر والثامن عشر، بسبب طول مدة رحلهم وعدم القدرة على الحصول على المنتجات الطازجة. أما حديثًا فهو نادر الحدوث، لكن يمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين لا يتناولون ما يكفي من فيتامين سي.

ما هي أسباب مرض الاسقربوط؟

  • السبب الرئيسي لمرض الاسقربوط هو عدم تناول كميات كافية من فيتامين سي أو (ما يسمى فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك)، حيث لا يستطيع جسم الإنسان تصنيع فيتامين سي، لذلك يجب أن يحصل عليه من مصادر خارجية، وخاصة الفواكه والخضروات، أو الأطعمة المدعمة. فربما يكون النظام الغذائي سيء بسبب عدم احتواءه على الفواكه والخضروات الطازجة، ربما بسبب قلة الدخل أو المجاعة.
  • فقدان الشهية ومشاكل الصحة العقلية.
  • تجنب بعض الأطعمة، بسبب الحساسية منها أو عدم القدرة على تناولها.
  • الفطام المتأخر للرضع أو غير الناجح يسبب الإصابة بالاسقربوط.
  • الظروف أو العلاجات أو العادات التي تؤدي إلى التقليل من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، بسبب اضطراب الأكل أو العلاج الذي يجعل تناول الطعام صعبًا (مثل العلاج الكيميائي).
  • التدخين، لأنه يحد من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين سي.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • اتباع نظام غذائي سيء أثناء الحمل أو الرضاعة (وفي تلك الفترة يحتاج الجسم إلى فيتامين سي إضافي).
  • في حال كان الشخص مصاب بمرض السكري من النوع 1، يحتاج إلى مستويات أعلى من فيتامين سي.

لمحة عن تاريخ مرض الاسقربوط

في العصور القديمة

بعض من أقدم الأدلة على وجود اضطراب يشير إلى أن مرض الاسقربوط يعود إلى 3800- 3600 قبل الميلاد. وتم العثور على روايات لما كان يُحتمل أن يكون مرض الاسقربوط في الكتابات القديمة. ومع ذلك، ظهرت أولى الأوصاف الواضحة للاضطراب في سجلات الحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وفي قرب نهاية القرن الخامس عشر، أصبح الاسقربوط السبب الرئيسي للإعاقة والوفيات بين البحارة في الرحلات البحرية الطويلة. وفي عام 1753م، أظهر الجراح البحري الاسكتلندي جيمس ليند أن الاسقربوط يمكن علاجه والوقاية منه عن طريق تناول عصير البرتقال والليمون. وسرعان ما أصبحت ثمار الحمضيات متواجدة بشكل كبير على متن سفن البحارة البريطانيين.

في العصر الحديث

تعد حالات نقص فيتامين سي الكاملة نادرة نسبيًا، حيث تقتصر على حالات سوء التغذية كما هو الحال في المناطق الفقيرة من العالم. أما في المناطق المتقدمة، قد يستمر ظهور الاسقربوط، على الرغم من ذلك، عند كبار السن والأفراد الذين ليس لديهم تنوع في أنظمتهم الغذائية، وذلك بسبب حساسية الطعام، أو قد لا يستطيعون الوصول إلى الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين سي،.

وأيضًا الأفراد المدمنين على الكحول الذين يكون نظامهم الغذائي غير متوازن. بالإضافة للرضع الذين يتغذون على الحليب المعاد تكوينه أو بدائل الحليب بدون فيتامين سي أو مكمل عصير البرتقال هم أيضًا معرضون لخطرالإصابة بمرض الاسقربوط.

أعراض مرض الاسقربوط

من أبرز أعراض الاسقربوط:

فقدان الأسنان وتلفها، وذلك لأن فيتامين ج من العناصر الغذائية الضرورية التي تساعد الجسم على امتصاص الحديد وإنتاج الكولاجين. بالتالي إذا لم ينتج الجسم ما يكفي من الكولاجين، ستبدأ الأنسجة في التحلل. بالإضافة إلى إنه ضروري لتخليق الدوبامين والنورادرينالين والإيبينيفرين والكارنيتين اللازمة لإنتاج الطاقة.

كما يمكن أن تبدأ أعراض نقص فيتامين سي في الظهور بعد حولي ثمانية أسابيع إلى 12 أسبوع. وتشمل العلامات المبكرة فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والتعب، والتهيج، والخمول.

العلامات التي تظهر خلال شهر إلى ثلاثة أشهر

  • الخمول، إلى جانب ضعف الجسم، يشعر الشخص بأنه متعب جدًا لدرجة أنه لا يستطيع النهوض من السرير. وعادة تكون هذه أولى الأعراض التي تظهر.
  • فقر دم.
  • ألم عضلي، بما في ذلك آلام العظام. حيث تظهر الأوجاع بشكل أساسي في المفاصل، وقد يكون الشعور مشابه لآلام الجسم الناتجة عن الأنفلونزا.
  • التورم والوذمة، غالبًا ما يحدث التورم في الذراعين والساقين.
  • شعر مجعد.
  • أمراض اللثة والأسنان. حيث تصبح اللثة إسفنجية ومسامية، مع ظهور رائحة للفم، كما تبدأ الأسنان في الارتخاء في تجاويفها.
  • تأخر التئام الجروح، حيث لا يوجد ما يكفي من الكولاجين في الجسم، لمواصلة تكوين النسيج الندبي، لذلك قد تبدأ الجروح القديمة في الانفتاح. و أيضًا قد تنزف الأغشية المخاطية مثل الشفتين والفم والممرات الأنفية والأذن الوسطى.
  • ضيق في التنفس.
  • تغيرات المزاج والاكتئاب.
  • الكدمات حيث إنه أدنى لمسة سوف تسبب كدمات، وسيؤدي النزيف الداخلي إلى ظهور بقع في البشرة.

مع مرور الوقت، سيظهر على الشخص علامات

  • الوذمة المعممة.
  • اليرقان الشديد.
  • تدمير خلايا الدم الحمراء، المعروف باسم انحلال الدم.
  • النزيف المفاجئ.
  • الاعتلال العصبي.
  • الحمى.
  • التشنجات التي يمكن أن تكون قاتلة.

وبالنتيجة مرص الاسقربوط مرض تقدمي، وكلما ترك دون علاج، زادت الأعراض التي سيشعر بها المريض.

في حال عدم علاج الأعراض الناتجة عن الاسقربوط سوف تهدد بـ

الموت

في حال استمر الإسقربوط في التقدم دون علاج يؤدي إلى الموت، بسبب النزيف بالقرب من القلب أو الدماغ.

الانفعال والقلق

حيث يكون الأطفال المصابون بالاسقربوط قلقين وسريعي الانفعال.

النزيف

قد يكون هناك نزيف تحت السمحاق، وهو نوع من النزيف يحدث في نهايات العظام الطويلة.

عدم نمو دماغ الجنين

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن نقص فيتامين سي عند المرأة أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في نمو دماغ الجنين.

كيفية تشخيص مرض الاسقربوط؟

  • يجري الطبيب الفحص الجسدي ويطلب فحوصات مخبرية لتقييم مستويات فيتامين سي في الدم.
  • كما يمكن أن تكشف اختبارات التصويرالداخلية الناتجة عن الاسقربوط.
  • قد يساعد قياس مستوى حمض الأسكوربيك في البلازما في تحديد التشخيص، ولكن هذا المستوى يميل إلى عكس المدخول الغذائي الأخير بدلًا من مستويات الأنسجة الفعلية لفيتامين سي. حيث يمكن أن تظهر علامات الاسقربوط مع مستويات مصل منخفضة من فيتامين سي.

كيفية علاج مرض الاسقربوط؟

فيتامين سي هو العلاج الوحيد الفعال لمرض الاسقربوط. وبالتالي، فإن الهدف من العلاج هو تشبع الجسم بسرعة بحمض الأسكوربيك، فعند الجرعات القصوى، تصبح مخازن الجسم مشبعة خلال فترة زمنية قليلة، أما مع العلاج المناسب، ويتوقف النزيف خلال 24 ساعة، ويختفي النزف خلال أسبوعين.

يحتاج المدخنون والنساء الحوامل والمرضعات والأشخاص المصابون بالإيدز أو مرض التهاب الأمعاء أو داء السكري من النوع الأول إلى كميات متزايدة من فيتامين سي في وجباتهم الغذائية، لأن تلك الأمراض تسبب في انخفاض امتصاص الجسم لفيتامين سي.

حتى في حالات النقص الشديد، فإن جرعة يومية من 100 ملغ للبالغين، وجرعة 10 إلى 25 ملغ للرضع والأطفال، مصحوبة بنظام غذائي عادي، تؤدي إلى الشفاء في خلال عدة أيام.

يعطى فيتامين سي لعلاج مرض الاسقربوط إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.

الجرعة الموصى بها هي:

  • من 1 إلى 2غ يوميًا لمدة 2 إلى 3 أيام.
  • 500 ملغ للأيام السبعة القادمة.
  • 100 ملغ لمدة 1 إلى 3 أشهر.

خلال 24 ساعة

تخف أعراض التعب والخمول وفقدان الشهية..الخ. وتبدأ الكدمات والنزيف في التلاشي من أسبوع إلى أسبوعين.

بعد 3 أشهر

يمكن الشفاء التام، وتكون الآثار طويلة المدى غير محتملة، إلا في حالة تلف الأسنان الشديد.

كيف يمكن الوقاية من مرض الاسقربوط؟

يمكن الوقاية من الإسقربوط عن طريق تناول ما يكفي من فيتامين ج، ويفضل أن يكون ذلك في النظام الغذائي، ولكن في بعض الأحيان كمكمل. حيث ينصح مكتب المكملات الغذائية بالولايات المتحدة (ODS) بالكمية التالية من فيتامين سي:

  • 40 ملغ حتى 6 أشهر، كما هو معتاد من خلال الرضاعة الطبيعية.
  • 50 ملغ من 7 إلى 12 شهرًا.
  • 15 ملغ من 1 إلى 3 سنوات.
  • 25 ملغ من 4 إلى 8 سنوات.
  • 45 ملغ من 9 إلى 13 سنة.
  • 75 ملغ من 14 إلى 18 سنة للذكور و 65 ملغ للإناث.
  • 90 ملغ للرجال و 75 ملغ للنساء من عمر 19سنة فما فوق.
  • خلال فترة الحمل، يجب أن تستهلك النساء 85 ملغ من فيتامين سي، وترتفع إلى 120 ملغ أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • 35 ملغ للأشخاص المدخنون كل يوم.

مصادر الطعام تشمل الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي

  • الفواكه، مثل البرتقال (تحتوي حبة برتقال متوسطة الحجم على 70 مجم فيتامين سي) والليمون والفراولة والتوت الأسود والجوافة وفاكهة الكيوي والبابايا.
  • الخضار وخاصة الطماطم والجزر والفلفل الأخضر(تحتوي حبة فلفل أخضر على 60 ملغ) والبروكلي والبطاطا والملفوف والسبانخ.
  • كذلك البابريكا والكبد والمحار.

تدمير حمض الأسكوربيك

يمكن تدمير حمض الأسكوربيك بالحرارة وأثناء التخزين، لذلك من الأفضل تناول الفاكهة والخضروات الطازجة والنيئة للحصول على أقصى استفادة.

في النهاية… بعض النقاط الرئيسية حول الاسقربوط

  • النقص الحاد في فيتامين سي، يسبب في ظهور أعراض الاسقربوط.
  • وتشمل تقرحات النزيف، وفقدان الأسنان، وفقر الدم، وانخفاض معدل الشفاء من الإصابات.
  • يمكن أن يسب الموت إذا ترك دون علاج.
  • يعلاج مرض الاسقربوط بتناول مكملات فيتامين سي إما عن طريق الفم أو الوريد.

بالتالي في حال كنت تعاني من أي أعراض مرض الاسقربوط، أو كنت قلقًا بشأن تطوره، فتحدث إلى الطبيب حول الطرق التي يمكن بها منع نقص فيتامين سي.

على الرغم من أن الإسقربوط غير منتشر كما كان قديمًا، إلا أنه من الممكن الإصابة به، ويعد مصدر قلق خاصة في حال كان المريض تلقي علاجات طبية أخرى أو لديك حالات كامنة قد تؤثر على قدرته للحصول على فيتامين سي من الطعام أو امتصاصه بشكل صحيح.

المصادر

كل ما تحتاج لمعرفته حول الاسقربوط – medicalnewstoday

مرض الاسقربوط – britannica

ماذا تعرف عن الاسقربوط – webmd

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله