هل من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد؟

متلازمة توريت، المعروفة أيضًا باسم اضطراب التشنج اللاإرادي، هي اضطراب عصبي تتجلى بتشنجات لاإرادية تحدث للطفل كأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة، وهي إما تشنجات لا إرادية حركية أو صوتية.

ولكن السؤال الذي يمكن أن يُطرح في هذا المجال، هل مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد؟ أو بمعنى أوضح هل يمكن أن ينتهي الأمر بالمصاب بمتلازمة توريت إصابته بالتوحد؟ هذا ما سنحاول أن نجيب عليه في مقالنا هذا:

ما هي متلازمة توريت، وما هو اضطراب التوحد؟

متلازمة توريت:

هي مرض نادر عبارة عن اضطراب عصبي من أصل وراثي، (وتسمى أيضًا متلازمة توريت (SGT)) يظهر في الطفولة المبكرة، ويستمر حتى المراهقة وسن البلوغ، يتميز بحركات أو أصوات متكررة نمطية لا إرادية تُعرف باسم التشنجات اللاإرادية التي تأتي للشخص فجأة وبسرعة لا معنى لها (مثل: هز الكتفين، وميض العينين، اهتزاز الرأس، ارتعاش الفم)، وقد تتضمن هذه التشنجات لعضلة واحدة، أو لمجموعة صغيرة من العضلات، وتم تسمية هذا الاضطراب على اسم الدكتور (جورج جيل دي لا توريت) طبيب الأعصاب الفرنسي، الذي لاحظ ووصف الحالة لأول مرة في عام 1885 لامرأة من النبلاء مع تسعة آخرين، درس حالتهم عندما كانوا يُعانون من أعراض تشنجات لاإرادية.

اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

اضطراب التوحد:

أو ما يسمى باضطراب طيف التوحد، والذي هو اضطراب عصبي يتجلى في السنوات الأولى من نمو الطفل، يسبب مشاكل مثل السلوكيات النمطية المتكررة، وعيوب في مهارات الاتصال اللفظي وغير اللفظي، والسلوك الاجتماعي، حيث يتسبب هذا الاضطراب في مرضى التوحد في عدم قدرة دماغ المصاب بالتوحد على العمل بشكل صحيح من حيث السلوكيات الاجتماعية ومهارات الاتصال، كما أنه يؤدي إلى صعوبة في تعلم كيفية التواصل والتفاعل مع الآخرين اجتماعيًا، وعدم القدرة على القيام بالمهارات المعرفية العادية والسلوكيات الاجتماعية والأنشطة الممتعة واللعب.

هل من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد؟

يعاني العديد من المصابين بمتلازمة توريت من مشاكل سلوكية عصبية إضافية، غالبًا ما تسبب ضررًا له (حتى أكثر من التشنجات اللاإرادية الخاصة بهم)، وقد أكدت غالبية الدراسات التي أجريت على متلازمة توريت أن الاضطرابات المرتبطة بمتلازمة توريت، إنما تشمل هذه:

  • اضطراب فرط الحركة وفرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD).
  • أعراض الوسواس القهري (OCD)، مثل الأفكار والقلق والسلوكيات المتكررة.
  • نقص الانتباه.
  • اضطرابات القلق مع نوبات الهلع.
  • اضطرابات في مسائل تتعلق بالقراءة والكتابة والرياضيات.

كما يمكن أن تترافق الاضطرابات النفسية أو العصبية مع متلازمة توريت بمشاكل سلوكية مثل:

  • ظهور نوبات الغضب: حيث يفقد المريض السيطرة على نفسه، ويهاجم الأشياء من حوله لتخفيف هذا الغضب، ومن المؤسف أنه في كثير من الأحيان، لا يتذكر أفعاله بعد الأزمة مباشرة.
  • ايذاء النفس.
  • السلوك المعارض أو الاستفزازي.
  • اضطرابات في النوم.
  • اضطرابات (dys) والتي تتجلى بـ (الصعوبة في القراءة، والكتابة، مع صعوبة في الحساب … إلخ من هذه المشاكل ذات الصلة).
  • اضطرابات “الحركة البصرية”: يجب على الطفل نسخ المعلومات المرئية على الورق، على سبيل المثال. 
  • غالبًا ما تكون شدة متلازمة توريت دالة على وجود أو عدم وجود هذه الاضطرابات السلوكية المرتبطة بدلاً من شدة التشنجات اللاإرادية نفسها.

وقد تترافق المخاوف بشأن الأوساخ والجراثيم مع تكرار غسل اليدين، وقد تكون المخاوف بشأن الأحداث السيئة مصحوبة بسلوكيات عاطفية مثل العد والتكرار والفرز والتقاط الأشياء.

إضافة إلى أنه قد أبلغ الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت أيضًا عن مشاكل تتعلق بالاكتئاب أو اضطرابات القلق، بالإضافة إلى مشكلات الحياة الأخرى التي قد تكون مرتبطة أو لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمتلازمة توريت.

الخلاصة في مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد

إن إصابة الطفل بالتشنجات اللاإرادية المفاجئة والسريعة إنما تكون بشكل غير متوقع بحيث لا يستطيع المصاب أن يوقفها أو يمنعها أو حتى التنبؤ بحدوثها، لذلك فلا يمكن أن نقول بأنها مرض عقلي لأن المصاب يعرف ما حل به لكن دون أن يستطيع أن يفعل أي شيء.

بينما في اضطراب التوحد فإن المريض يقوم بحركات وليس تشنجات، وهي ناجمة عن نقص أو خلل في الدماغ، وعدم قدرة هذا الدماغ على العمل بالشكل الصحيح، مما يسبب قيام المصاب بحركات للفت الأنظار إليه والانتباه إليه (من هز الكتفين وسلوكيات أخرى) تجعله مع الوقت غير قادر على تعلم كيفية التواصل والتفاعل مع الآخرين اجتماعيًا، إضافة إلى الصعوبة في القيام بالمهارات المعرفية العادية والسلوكيات الاجتماعية والأنشطة الممتعة وحتى اللعب، مما يجعل المصاب بحاجة دائمة لوجود مشرف عليه لمساعدته ومتابعة أنشطته.

لكن في متلازمة توريت فالمصاب بكامل عقله، وحدوث هذه التشنجات الخارجة عن إرادته لا توقف نشاطه، ولا تؤثر على سلوكياته، أو على ذكائه أو مهاراته المعرفية أبدًا، فهو فقط يحتاج لدعم من المقربين منه وفهمهم لمرضه وتجاوز مرحلة الإحراج وعدم الثقة بالنفس والتواصل مع الآخرين.

أخيرًا …

لا يمكن أن تكون من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد مطلقًا، ولا يمكن لمريض يعاني من متلازمة توريت أن يُصاب بالتوحد، وخاصة عندما يجد من يفهم وضعه من المقربين ومعلميه وأصدقائه وتقديم الدعم والمساندة للتأقلم مع المرض والتعايش معه بصورة أكثر نجاحًا رغم صعوباتها.

اقرأ أيضًا:

المصدر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله