ما معنى اضطراب العرة (tic disorder) … ولماذا متلازمة توريت هي أشد أنواعها؟

جميعنا مولعون بحركات وأصوات أطفالنا الصغار المفعمة بالعفوية والبراءة، ولكن أحيانًا قد نلاحظ أطفالًا يقومون بتصرفات غير مألوفة، لتصبح صرخاتهم، وتشنجاتهم، وألفاظهم النابية تضايق جميع من حولهم، لكن كل ذلك يحدث بشكل خارج عن إرادتهم، إنهم مرضى اضطراب العرة tic disorder.

ولكن ما معنى اضطراب العرة؟ هذا ما سوف نتطرق إليه في هذا المقال لنتعرف معًا على أعراض اضطراب العرة، ولمساعدة الآباء على فهم أنَّ العرَّات التي يُعاني منها أطفالهم ليست متعمَّدة، وأن العقاب لا يمكن أن يُوقفها بل قد يجعلها تتفاقم، ابقوا معنا

ما معنى اضطراب العرة tic disorder؟

هو عبارة عن حركات تكرارية أو أصوات غير مرغوب فيها ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة تسمى التشنجات اللاإرادية، يمكن أن تكون هذه التشنجات إما عرات صوتية، أو عرات جسدية، تحدث نتيجة عامل وراثي، وعوامل بيئية أخرى.

تختلف العرَّات في النوع، والتَّكرار، والحِدَّة، وتتفاقم إذا كان الشخص مريضًا، أو متوتِّرًا، أو قَلِقًا، أو مُتعَبًا، أو متحمِّسًا بشكلٍ كبيرٍ، ويُعاني طفل واحد من كل 5 أطفال من نوع ما من العرَّات لفترةٍ من الزمن، ويكُون العديد من هذه العرات خفيفة ولا يتعرَّف إليها الآباء والأطباء على أنَّها اضطراب.

تُعدُّ مُتلازمة توريت هي أكثر اضطرابات العرَّات شدَّة وهي تحدُث عند 1 من كل 100 طفل. غالبًا ما تبدأ هذه العرات بين عمر 4 و6 سنوات، وتزداد شدَّتها لتصل إلى الذروة في عمر يتراوح بين 10 إلى 12 عامًا تقريبًا، وتنخفض في سن المراهقة، ويعتبر الذكور أكثر احتمالًا للإصابة باضطراب العرة من الإناث.

تختفي معظم العرَّات في نهاية المطاف، ولكن بالنسبة إلى نَحو 1% من الأطفال، تستمرُّ لديهن إلى مرحلة البلوغ.

اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

أنواع اضطرابات العرة

انواع اضطراب العرة

تنقسم اضطرابات التشنج اللاإرادي إلى 3 فئات وهي كالتالي:

اضطراب العرة المؤقت Provisional tic disorder

يُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من اضطرابات العرة، وهو عبارة عن تشنجات لاإرادية صوتية أو حركية أو كلاهما ولكن لمدة لا تتجاوز 12 شهرًا.

اضطراب العرة المزمن أو (المستمر) Persistent tic disorder

هو اضطراب أقل شيوعًا من الاضطراب المؤقت، وهو عبارة عن تشنجات لاإرادية مزمنة أو (مستمرة)، وتكون هذه التشنجات اللاإرادية حركية أو صوتية ولكن ليس كلاهما ولمدة تتجاوز 12 شهرًا.

متلازمة توريت Tourette syndrome

وهو اضطراب عرات أقل شيوعًا من اضطرابات العرة الأخرى، مع متلازمة توريت يعاني الشخص من التشنجات اللاإرادية الحركية المتعددة وتحدث معها عرة صوتية واحدة على الأقل لمدة تتجاوز 12 شهرًا.

تشكل هذه الفئات الثلاث عادةً سلسلة متصلة يبدأ فيها المرضى باضطراب العرة المؤقت، وأحيانًا ينتقلون إلى اضطراب العرة المستمر، أو متلازمة توريت.

ما هي أعرَاض اضطراب العرة؟

قبل حدُوث العرَّة، قد يشعر المريض بتوق للقيام بها، ويُشبه هذا التوق الحاجةَ إلى العطاس أو خدش منطقة تُسبب الحكَّة. يتراكم التوتُّر في ذلك الجزء المصاب من الجسم عادةً، إلى أن يستسلم الشخص إلى فعل العرَّة ليشعر بالراحة الوجيزة.

قد تكُون العرَّات أو التشنجات بسيطةً أو مُعقَّدةً.

العرات البسيطة:

  • سريعةً جدًّا، وهي تنطوي على:
  • الرَّمش بالعين Blinking.
  • نفضان الرأس Head jerking.
  • هزّ الكتفين Shoulder shrugging.
  • الخفخَفة أو الشخير Grunting أو صوت شبيه بالنباح.
  • الشمّ أو النخير Sniffing or snorting.
  • النحنحة (تنظيف الحلق) بشكلٍ متكرر.

ونظرًا لأن العرات البسيطة هي مجرد حركات وأصوات سريعة لا تعني أي شيء، فهي لا تسبب الكثير من المشاكل الاجتماعية عادةً.

أما العرَّات المعقَّدة:

فقد تستمر لفترةٍ أطول وقد تنطوي على:

  • توليفةٍ من نفض الرأس مع هزّ الكتفين بعنف.
  • الشَّتم، والتلفظ بالكلمات النابية.
  • استخدَام إيماءات غير مناسبة.
  • تكرار أصوات الآخرين.
  • تقليد حركات الآخرين مراراً وتكراراً.

يُمكن أن تبدو العرَّات المعقدة كما لو أنَّها تعني شيئًا مهينًا أو وقحًا، لذلك قد يعاني الأشخاص الذين لديهم عرَّات مُعقَّدة شديدة من مشاكل في العمل أو المدرسة أو مع الأصدقاء، وقد يكونون قلقين جدًّا للتواجد مع أشخاصٍ آخرين أو قد يحاولون تجنُّب الأشخاص.

كيف يشخص الأطباء اضطراب العرة؟

يمكن تشخيص اضطرابات العرة في بعض الأحيان من خلال فحص منتظم بعد أن يحصل الطبيب على تاريخ عائلي كامل، وتاريخ طبي، وإلقاء نظرة على الأعراض. لا يوجد اختبار محدد يمكنه تشخيص التشنجات اللاإرادية، ولكن في بعض الأحيان يقوم الأطباء بإجراء اختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تكون لها أعراض مشابهة للتشنجات اللاإرادية.

كيف يُعالج الأطباء اضطرابات العرَّة؟

  • إذا كانت الأَعرَاض خفيفة، يُشجِّعُ الأطباء الشخصَ على فهمِ أنَّ العرات غير ضارة، وأنَّه ينبغي عليه مُجرَّد الانتظار حتى تختفي من تلقاء نفسها.في بعض الأحيان، يمكن للأطفال الأكبر سنًا والبالغين العمل مع المعالج لتعلم تقنيات الاسترخاء أو أشياء أخرى قد تساعد على ضبطِ العرَّات.
  • وإذا استمرَّت العرَّات لفترةٍ طويلةٍ وكانت تُؤثِّرُ في النشاطات اليوميَّة، قَد يستخدِمُ الأطباء أدويةً للتخفيف من العرَّات.
  • ينبغي تقييمُ مرضى العرَّات ومُعالجتهم من اضطرابات الوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه والمشاكل الأخرى التي يعاني منها مرضى العرَّات غالبًا.
  • وبالنسبة إلى الأطفال الذي يتكبَّدون المصاعب في المدرسة بسبب العرَّات، ينبغي تقييم حالاتهم حول اضطرابات التعلُّم وتزويدهم بالدَّعم.

اقرأ أيضًا: هل من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالوسواس القهري؟

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله