لماذا يدرس علم الأحياء الحيوانات المنقرضة؟

يقول العلماء أن معدلات الانقراض تتسارع. تعد الغوريلا والغزلان والضفادع ووحيد القرن والحيتان من بين الأنواع المهددة بالانقراض الآن، وتمثل الأنشطة البشرية أكبر تهديد لها. 

في حالات الانقراض الجماعي، يموت عدد كبير من أنواع الكائنات الحية على الكوكب خلال آلاف أو ملايين السنين، حدد العلماء 5 من هذه الأحداث استنادًا إلى بيانات أحفورية تعود إلى حوالي نصف مليار سنة.

لماذا يدرس علم الأحياء الحيوانات المنقرضة؟

يمكن للعلماء الذين يدرسون أحداث الانقراض السابقة أن يعثروا  على أدلة ليس فقط حول تطور الحياة على الأرض، ولكن أيضًا حول تأثير التغيرات الشديدة التي قد تحدث على كوكب الأرض، وكيف تجد الحياة طرقًا لتجاوز هذه التغييرات أو التكيف معها.

على سبيل المثال، كشف علماء في جامعة ستانفورد الامريكية عن أدلة تؤكد أن أكبر انقراض في تاريخ كوكب الأرض كان سببه زيادة الاحتباس الحراري الذي جعل حيوانات المحيط غير قادرة على التنفس.

وأشارت أبحاث عديدة إلى أن اصطدام كويكب عملاق بكوكب الأرض كان السبب وراء انقراض الكثير من الأحياء من بينها الديناصورات منذ حوالي 66 مليون سنة،

إذًا يمكننا القول أن دراسة حالات الانقراض ستساعدنا 3 مجالات:

  • فهم تاريخ الأرض والكائنات الحية التي عاشت عليه، وربط الكائنات المنقرضة بالكائنات الحية الأخرى التي ما تزال على كوكبنا لاستكمال شجرة الحياة.
  • تحديد الأسباب التي يمكن أن تؤدي لانقراض الكائنات الحية الموجودة على كوكبنا أو انخفاض أعدادها.
  • تجنب انقراض الكائنات الحية من خلال إزالة أسباب الانقراض أو المساعدة على التكيف مع التغييرات الحاصلة.

يقول جوناثان باين، وهو عالم الأحياء القديمة بجامعة ستانفورد الامريكية: “إن سجل الحفريات هو الأرشيف الوحيد لدينا لأحداث الانقراض الماضية”. هذا السجل يسمح للباحثين بمعرفة الصفات التي تزيد خطر الانقراض في ظل ظروف مختلفة، سواء بعد اصطدام كويكب أو ثوران بركاني أو زيادة الاحتباس الحراري. 

يقول العديد من العلماء إن الانقراض الجماعي السادس يجري الآن. ففي عام 2019، بعد مراجعة لآلاف المصادر العلمية، أفاد المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية التابع للأمم المتحدة أن ما يقرب من مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ. وفقًا لهذا التقرير، فإن أكثر من 40 بالمائة من أنواع البرمائيات، وما يقرب من 33 بالمائة من أسماك القرش وغيرها من الأسماك والشعاب المرجانية، وأكثر من 33 في المائة من جميع الثدييات البحرية مهددة بالانقراض. 

حتى الطفيليات مهددة أيضًا. يمكن أن ينقرض حوالي ثلث أنواع الطفيليات في العالم في  غضون عدة عقود، مما قد يفتح مجالات جديدة لانتشار الطفيليات الأخرى. ويمكن أن يسبب ذلك زيادة الخسائر.

كتب عالم الأحياء في جامعة ستانفورد بول إيرليش وزملاؤه في دراسة حديثة تشير إلى أن معدل الانقراض من المحتمل أن يكون أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقًا، وقال: ” الانقراض يولد الانقراض”.

ما أهمية الكائنات الحية الأخرى لنا نحن البشر؟

عندما تختفي الأنواع، يمكن أن تضيع الفوائد التي تعود على البشرية منها، قدر تقرير الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 577 مليار دولار أمريكي من المحاصيل العالمية السنوية معرضة الآن لخطر فقدان الحشرات التي تنقل لقاحها.

للأسف، العواقب لا تقع على قدم المساواة. المناطق التي ستشهد بعضًا من أسوأ الآثار السلبية هي موطن لأفقر مجتمعات العالم بالإضافة إلى تجمعات كبيرة من السكان الأصليين.

لذلك، يعمل العلماء على فك ألغاز وآليات الانقراض والبقاء في الماضي السحيق للأرض ورسم صورة مفصلة بشكل متزايد للحياة التي يمكن أن تكون على حافة الهاوية الآن.

مقالات ذات صلة:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله